هل ينجح الشحن متعدد الوسائط بإخراج المصدّرين من عنق الزجاجة في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
يسعى كبار المصدرين جاهدين لإيجاد طرق جوية وبرية وبحرية بديلة لإيصال الألعاب والملابس والشاي وقطع غيار السيارات وغيرها من السلع إلى تجار التجزئة، وذلك مع الاضطرابات التي حلت على سلاسل توريد الشحن حول العالم، بسبب تهديد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
وكثف المسلحون الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، منذ 19 نوفمبر، تحت ذريعة إظهار الدعم لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، والتي تخوض حربا مع إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وعطلت هجمات الحوثيين طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، حيث ارتفعت تكاليف شحن الحاويات، إلى أكثر من 3 أضعاف في بعض الحالات.
وأوضحت شركة الخدمات المالية، "ستاندرد آند بورز غلوبال"، في تقرير، إن الاضطرابات في خط الملاحة ستؤثر على قطاع المواد الاستهلاكية، الذي يزود كبار تجار التجزئة في العالم، مثل "وول مارت" و"إيكيا".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "OL USA"، آلان باير، أن شركته لديها في الوقت الحالي فرقا تقدم المشورة لعملاء الشحن والخدمات اللوجستية لمدة 90 يومًا على الأقل، وذلك بعد اندلاع الاضطرابات الأخيرة في البحر الأحمر.
واعتبر أنه مع حلول عطلة عيد الميلاد بنهاية الأسبوع، "ستكون لدينا فترة هدوء من الآن وحتى الثاني من يناير، وبعد ذلك سيصيب التوتر الجميع".
البحر الأحمر.. مبادرة أميركية جديدة في مواجهة الحوثيين نقل مراسل قناة "الحرة" عن مصادر متعددة، قولهم، الأحد، إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، يستعد لإطلاق مبادرة جديدة لتأمين وحماية الملاحة الدولية من الهجمات المتزايدة التي يشنها الحوثيون.وكشف جان كلاين لاستويس، كبير مسؤولي التشغيل للشحن الجوي في شركة الشحن الألمانية الرائدة "هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس"، أن بعض الشركات سريعة الحركة تحاول بالفعل التحول إلى ما يسمى بـ"النقل متعدد الوسائط"، والذي يمكن أن يشمل طريقتين أو أكثر من وسائل النقل.
وقال إن هيلمان: "زاد الطلب على الطرق الجوية والبحرية المشتركة للسلع الاستهلاكية، مثل الملابس والإلكترونيات والمواد التقنية. على سبيل المثال، قد يعني ذلك نقل البضائع أولاً عن طريق البحر إلى ميناء في دبي، حيث يتم بعد ذلك تحميلها على الطائرات".
وأضاف كلاين لاستويس لرويترز: "هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر في البحر الأحمر، والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا (عبر رأس الرجاء الصالح)".
وأكد بول براشير، وهو نائب رئيس قطاع بمجموعة سلسلة التوريد "آي.تي.إس لوجيستيكس"، أن بعض الشركات "قد تختار استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحرجة بشكل خاص، لكن التكلفة تعني أنها ليست حلا شاملا".
وفي نفس السياق، قال بريان بورك، كبير المسؤولين التجاريين العالميين في شركة "سيكو للوجستيات"، إن نقل البضائع عن طريق الجو "تزيد تكلفته ما بين 5 إلى 15 أمثال مقارنة مع النقل البحري، الذي لا تزال أسعار شحن الحاويات فيه منخفضة وفقا للمعايير السابقة".
وأضاف بورك، الذي تلقى بالفعل استفسارات من العملاء، أنه "إذا تضاعف الوقت الذي يستغرقه توصيل البضائع إلى المستهلكين، فإن المزيد من شركات الشحن ستتحول إلى النقل الجوي، خاصة بالنسبة للسلع ذات القيمة العالية، مثل الملابس الفاخرة والإلكترونيات باهظة الثمن".
مسار رئيسيوأعلن، كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة "درياد غلوبال" البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، أن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويًا، وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مما يمثل حوالي 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويعتمد تجار التجزئة في الولايات المتحدة، بما في ذلك متاجر Walmart وTarget وMacy's وNike، على ذلك المسار الملاحي للحصول على سلع تشمل الأغطية القطنية وفرش الأسنان الكهربائية من الهند، والأحذية من الصين وسريلانكا.
وقال رانسلم: "في ظل تهديد ممتد، ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا زيادة كبيرة بسبب زيادة تكاليف التحويل حول أفريقيا، والتي يمكن أن تضيف ما يقرب من 30 يومًا إلى العبور اعتمادًا على ميناء الوصول".
تداعيات كارثية.. شظايا عمليات الحوثيين بالبحر الأحمر تصيب لبنان طالت شظايا استهداف الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر، لبنان، مع تغيير شركات شحن عالمية مسار رحلاتها، وما استتبع ذلك من زيادة مسافة ومدة وكلفة الشحن، فتكدّست البضائع اللبنانية برسم التصدير في مرفأ بيروت، وعلت الصرخات المطالبة بتدخل رسمي سريع لحل العقبات التي تقف بوجه عمليات التصدير والاستيراد.وذكرت شركة Tailwind Shipping Lines، وهي شركة تابعة لسلسلة متاجر "ليدل" الألمانية ذات الأسعار المخفضة، والتي تنقل السلع غير الغذائية لشركة "ليدل"، وكذلك البضائع لعملاء الطرف الثالث، أنها تقوم بشحن البضائع حول رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي.
وأوضحت: "هدفنا هو البقاء قريبًا من جدولنا الزمني قدر الإمكان".
ولا تزال شركات الشحن في حالة جهل بشأن التحالف البحري الدولي الجديد الذي تقوم الولايات المتحدة بتجهيزه، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال مصدر في صناعة الأزياء الإسبانية لرويترز، إنه "من المهم أن تتمكن الشركات الأوروبية من استخدام قناة السويس مرة أخرى لضمان إمدادات الملابس من آسيا".
وقال جيب كلولو، الشريك في مجموعة صناعة النقل التابعة لشركة المحاماة "ريد سميث"، إن توقيت القضايا الأمنية في البحر الأحمر "يزيد من الصعوبات التي تواجه شركات الشحن".
وتعاني قناة بنما من الجفاف الشديد، مما أدى إلى خفض عدد ممرات السفن التي تسمح بها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك سباقا لنقل البضائع قبل إغلاق المصانع في العام الصيني الجديد، في الفترة بين 10 و17 فبراير، مما يمكن أن يعطل الإمدادات لمدة شهر أو أكثر".
وفي الوقت نفسه، بدأ أصحاب سفن حاويات كبيرة، في إضافة رسوم، على البضائع المتضررة من اضطرابات البحر الأحمر.
وفي إشعار للعملاء، الأربعاء، أعلنت مجموعة الشحن الفرنسية "سي إم ايه - سي جي أم" عن رسوم قدرها 1575 دولارًا لكل حاوية بحجم 20 قدمًا، و2700 دولارًا لكل حاوية 40 قدمًا، و3000 دولار للحاويات المبردة والمعدات الخاصة للبضائع الراحلة من وإلى موانئ البحر الأحمر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: الحوثيون خلقوا مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إن هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل خلقت مخاوف كبيرة في النظام الاقتصادي الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن هجمات الجماعة على السفن التجارية وسيطرتها على خليج عدن ومضيق باب المندب أحد طرق الشحن الرئيسية لإسرائيل عبر البحر الأحمر وقناة السويس، أدت إلى تحويل الشحن الدولي إلى طريق أطول، يدور حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.
وأضافت "في إسرائيل، كانت هناك مخاوف من التأثيرات الدرامية على تجارتنا العالمية والتي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات".
تتابع "كان هذا القلق مبررًا بالتأكيد. كانت تكاليف الشحن المتزايدة أثناء أزمة كوفيد-19 عاملاً رئيسيًا في الزيادة العالمية في أسعار المنتجات الاستهلاكية. كما تسبب إغلاق قناة السويس بين عامي 1967 و1975 في إلحاق أضرار كبيرة بالتجارة الدولية والنمو الاقتصادي لإسرائيل".
ومع ذلك، تظهر دراسة جديدة أجراها بنك إسرائيل، أجراها هاجاي إتكيس ونيتسان فيلدمان، أن تأثير الحوثيين كان محدودًا نسبيًا. منذ البداية، يتم شحن حوالي 5٪ فقط من الصادرات الإسرائيلية عن طريق البحر إلى آسيا وأوقيانوسيا، وحوالي 20٪ من الواردات المدنية إلى إسرائيل. و
وكشفت الدراسة أن إجمالي الواردات الإسرائيلية من آسيا وأوقيانوسيا لم ينخفض بشكل غير عادي في أعقاب هجمات الحوثيين. كما لم ترتفع أسعار الواردات إلى إسرائيل بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تكاليف الشحن البحري تشكل جزءًا صغيرًا من سعر البضائع، وبالتالي فإن تأثيرها على السعر النهائي ضئيل.
وحسب التقرير فإن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لم تؤثر على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل فحسب، بل أثرت أيضًا على النقل البحري العالمي في جميع أنحاء العالم. وشعرت دول أخرى في البحر الأبيض المتوسط بتأثير هذه الهجمات بقوة أكبر.
وقالت الصحيفة العبرية "إن الواردات في دول مثل اليونان وتركيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا لمدة ستة أشهر انخفضت بسبب هجمات الحوثيين، لكنها تمكنت من التعافي بحلول ربيع عام 2024.
وأشارت إلى أن تحويل طرق الشحن أدت في البداية إلى زيادة تكاليف النقل، لكن هذه الزيادة تباطأت في غضون عدة أشهر. ومن عجيب المفارقات أن إسرائيل، التي كانت الهدف المعلن لهجمات الحوثيين، أظهرت تأثيرًا أقل مقارنة بدول ساحلية أخرى على البحر الأبيض المتوسط.
وقالت "لا عجب أن الحوثيين أنفسهم بدأوا يشعرون بالقلق. فالمحور الشيعي ينهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ونفوذهم الضار على طريق التجارة البحرية الرئيسي يضعف مع إيجاد العالم لحلول بديلة وإظهار المرونة في طرق الشحن".
وخلصت الصحيفة العبرية بالقول "يظل الحوثيون وحدهم في الحملة الإيرانية الأوسع، حيث لم يكونوا اللاعب الأقوى في البداية. فهذا الأسبوع، هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا منشأة للحوثيين في صنعاء، وفي وقت لاحق، ضربت إسرائيل أيضًا عدة أهداف في اليمن، في حين لا يُتوقع أن تعاملهم إدارة ترامب الناشئة بشكل إيجابي".