نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا حول خطط الولايات المتحدة لضرب الحوثيين بالصواريخ. وفي التقرير الذي أعده توم دايفر وجيمس روذويل وميليسا لوفورد قالوا إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفكر بضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن وسط أزمة في واحد من الممرات البحرية الأكثر ازدحاما.

 

 ويفهم أن المسؤولين الأمريكيين يعملون على إعداد خطط للتدخل مباشرة ضد الجماعة التي شنت عددا من الهجمات ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، بشكل عرقل حركة النقل في مضيق باب المندب الذي يمر منه عشر التجارة العالمية.

وأكدت الحركة يوم الثلاثاء أنها ستواصل عملياتها دعما للفلسطينيين، ورغم الإعلان عن قوة مهام خاصة دولية من عشر دول بقيادة الولايات المتحدة والتي سترسل بوارج حربية إلى المنطقة.

 

وانضمت بريطانيا لعملية “حارس الازدهار” الأمريكية من أجل حماية السفن التجارية، وبعد ساعات من إعلان شركة النفط البريطانية (بي بي) عن تغيير مسار ناقلاتها مضيفة عشرة أيام للرحلات حول القارة الأفريقية. وحرك بايدن حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور إلى خليج عدن على ساحل اليمن وقرب مضيق باب المندب الذي حدثت فيه الهجمات. وأخبر مسؤول حوثي قناة تلفزيونية إيرانية أن الحركة سترد على أي هجوم.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي “نتعامل مع تهديد من الحوثيين جديا، ولكننا لن نقوم بإخبارهم برقيا عن أي حركة تقدم، ولدى القوات الأمريكية الحق المتأصل للدفاع عن نفسها، ولو قررنا اتخاذ أي تحرك ضد الحوثيين، فسنعمل هذا في الوقت والمكان الذي نختاره”. ويعتقد بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن هجوما عسكريا مباشرا ضد الحوثيين هو الحل الوحيد لمنع إغلاق الممر البحري، فيما يحذر مستشارون من إشعال التوتر مع إيران التي تدعم حماس والحوثيين.

 

ويخشى قادة البنتاغون من كلفة العملية الدفاعية في البحر الأحمر، فقد اعترضت يو أس أس كارني 14 مسيرة في يوم السبت وحده. وأخبر مسؤول في وزارة الدفاع مجلة “بوليتيكو” أن “عوض التكلفة ليس في جانبنا”، فإطلاق أي صاروخ بحري ضد كل مسيرة حوثية يكلف 2.1 مليون دولار، مع أن المسيرة لا تكلف سوى آلاف قليلة من الدولارات.

 

 وأدت الأزمة في الممرات البحرية لزيادة أسعار النفط الخام والذي سيؤثر على المستهلكين في محطات الوقود، وسيتأخر وصول شحنات البضائع المخصصة للكريسماس والقادمة من الصين ودول آسيا الأخرى، وبخاصة أن السفن التجارية حرفت مسارها إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

 

وتعهد محمد عبد السلام، أحد قادة الحوثيين بمواصلة استهداف السفن، وأخبر صحيفة “واشنطن بوست”: “حربنا أخلاقية ومهما صنعت أمريكا من تحالفات، فلن تتوقف عملياتنا العسكرية”. وقال إن “المشاركة في تحالف لحماية مرتكبي جرائم الإبادة هو عار في تاريخ الدول المشاركة”. وأخبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك النواب بأن هجمات الحوثيين هي “دليل جديد على أن الصورة الدولية معقدة وأكثر تحديا” و”تعاملنا في السابق مع هذه الأمور كأمر مفروغ منه”.

 

ويضم التحالف الأمريكي الجديد بريطانيا والبحرين وكندا وسيشل وإيطاليا وهولندا والنرويج، وسينشر ست بوارج حربية من الدول هذه التي تعمل في المنطقة وتحت مظلة واحدة. وتضم السفن الحربية أتش أم أس دايموند، والتي أسقطت مسيرة حوثية يوم السبت. وقالت مصادر أخرى في وزارة الدفاع إنه سيتم تسيير سفينة حربية أخرى راسية في الخليج وهي أتش أم أس لانكستر إلى المنطقة لو دعت الضرورة.

 

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، يوم الثلاثاء “يجب أن تتوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر”. وعندما سئل إن كانت مشاركة الإمارات العربية المتحدة والسعودية مشروطة بموافقة الولايات المتحدة على دعم قرار بوقف إطلاق النار في غزة، أجاب “البلدان شريكان مهمان للولايات المتحدة في عدد من الأمور بالمنطقة، ويستطيعان التحدث عن مستوى المشاركة”.

 

وحث قادة سابقون في الكونغرس بايدن على القيام بضربات عسكرية ضد الحوثيين، ومنهم الجنرال كينث أف ماكينزي الذي كان قائدا للقيادة المركزية في الشرق الأوسط حتى العام الماضي. ولو قررت الولايات المتحدة شن غارات جوية فستضرب مواقع إطلاق الصواريخ والمسيرات في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن.

 

واقترحت تقارير في الإعلام السعودي أن بعض منصات إطلاق الصواريخ الباليستية في العاصمة صنعاء. وزعمت السعودية في 2021 أنها دمرت “مخبأ سريا للمسيرات” في سلسلة من الغارات الجوية. وتعتبر المنطقة المناسبة في شمال- غرب اليمن وعلى ساحل البحر الأحمر القريبة من السعودية الأكثر مناسبة لضرب السفن التجارية وكذا استهدف ميناء إيلات الإسرائيلي. ويقول الخبراء إن الحوثيين الذين نظر إليهم البعض على أنهم جيش غير منظم أصبحوا عدوا تدعمه إيران في الشرق الأوسط.

 

ويقول جولين بارنز- ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “في الحقيقة، الحوثيون مقاتلون أشداء ويشنون حربا أهلية وإقليمية منذ أكثر من عقد وبدعم من إيران”. و”شمل هذا على إطلاق الصواريخ ضد السعودية وهو مجال طوروا فيه مهاراتهم وبدعم من الخارج، ويرون في هذا خطوة لتعزيز موقفهم الإقليمي”.

 

وقال إن نظرة البعض إلى الحوثيين على أنه الجيش المهلهل ودعم الولايات المتحدة لتحالف قادته السعودية والتي تسعى اليوم للسلام يحكي قصة مختلفة. وهناك مخاوف من تأثيرات الحرب على غزة في الخارج، وزيادة التوترات مع إيران التي تدعم الحوثيين وحماس وحزب الله. ويتعرض بايدن لضغوط متزايدة من أجل وقف استهداف السفن في الممر الذي يمر منه عشر التجارة العالمية، حيث يترك هزات في سلاسل الإمداد، وحذر الاقتصاديون من الأزمة التي قد تزيد من أسعار النفط وزيادة أسعار السلع الاستهلاكية. وقررت أربع شركات عملاقة للشحن البحري حرف مسار سفنها عن البحر الأحمر وهي “سي أم إي سي جي أم” و”هاباغ- لويد” و”ميرسك” و”أم أس سي”.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر الملاحة الدولية الولایات المتحدة فی البحر الأحمر ضد الحوثیین

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي يحذر من من سلوكيات الحوثيين ويقول إن استراتيجيتهم بدأت في الانهيار

قال المبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ إن "إستراتيجية الحوثيين في اليمن بدأت في الانهيار، لأنهم نفروا المجتمع الدولي بهجماتهم لسفن الشجن في البحر الأحمر والقمع الذي يمارسونه ضد المدنيين.


ودعا ليندركينغ خلال فقرة من حلقة 14-11-2024 من برنامج "من واشنطن"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"جماعة إلى وقف هجماتهم "المتهورة والعشوائية" في البحر الأحمر.

وقال إن "الموقف في اليمن دقيق للغاية"، مشيرا إلى أن هناك هدنة قائمة حاليا وتوقفا للقتال العنيف الذي استمر لسنوات.

وحذر من خطورة التصعيد العسكري لجماعة “الحوثيين” وتداعياته على جهود السلام.

وانتقد ليندركينغ الهجمات "المتهورة والعشوائية" التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر، والتي "تستهدف الملاحة وأدت إلى مقتل بحارة أبرياء وإحراق وإغراق سفن".

وقال إن "الجميع ملوا من هذا ويشعرون بالإحباط من تصرفات الحوثيين، ويريدون وقف كل هذه الهجمات".

ودعا الدبلوماسي الأميركي الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر، قائلا: "إذا شهدنا بعض التصرفات العقلانية من الحوثيين، فقد نتحدث في العودة إلى جهود السلام التي تريدها الإدارة الأميركية الحالية".


مقالات مشابهة

  • "أكسيوس": تنامي القدرات العسكرية لجماعة الحوثي
  • “ليندركينغ”: ترامب لن يقبل باستمرار هجمات الحوثيين للسفن
  • المبعوث الأمريكي يحذر من من سلوكيات الحوثيين ويقول إن استراتيجيتهم بدأت في الانهيار
  • الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
  • البحر الأحمر على صفيح ساخن.. مصر تتحرك عسكريا وتنتقل من مراقب إلى فاعل ضد تصعيد الحوثيين ومحللون: الحسم يقترب
  • منصة صينية تعرض صورا لاستهداف ابراهام .. الجيش اليمني لم يعد ذلك الذي يرتدي النعال
  • الجيش الذي “لا يرتدي النعال”.. الاستخبارات الصينية تعرض صوراً لعملية استهداف حاملة الطائرات “إبراهام” وكيف اختبأت المدمرات الأمريكية ضمن تشكيلة الأسطول الصيني (تفاصيل مثيرة)
  • صحيفة عبرية: أمريكا تعد خططا بالشراكة مع إسرائيل لإسقاط النظام بإيران
  • ماذا يعني قصف الحوثيين مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر؟.. كرة الثلج تتدحرج وقرار ”حاسم” مرتقب لاجتثاث الجماعة!
  • مليشيا الحوثي توسع مصادر تمويلها وتحصل على ملايين الدولارات من السفن في البحر الأحمر