هل يلتزم الجيش الإسرائيلي بقواعد الاشتباك في قصف غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
بعد أن اتَّهمَ الرئيس الأمريكي جو بايدن الجيش الإسرائيلي بشن حملة قصف "عشوائية" على غزة الأسبوع الماضي، ظهرت حالياً تقارير تفيد باستخدام الجيش الإسرائيلي المكثف للقنابل غير الموجهة.
استعداد إسرائيل للتنصل من قواعد الاشتباك في غزة ليس مفاجئاً
وفي ضوء صور الفلسطينيين الجرحى، والبنية التحتية المحطمة، التي شوهدت في جميع أنحاء العالم، كثَّف هذا الانتقاد الدعوات من داخل الولايات المتحدة الرامية إلى الضغط على إسرائيل لإعلان وقف إطلاق النار، ووضع قيود على جيش يبدو غير منضبط.
ورغم ذلك، رأى الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الدفاع الامريكي الأسبق نائب قائد القوات الأمريكية خلال الاحتلال الأمريكي للعراق، أن هذا النقد غير مُبرر إلى حدٍ كبير، حيث ضاعت، في خضم النقاشات، الإجراءات المكثفة التي يلجأ إليها الجيش الإسرائيلي لفرض معايير صارمة، تهدف إلى تقليل الوفيات وحماية البنية التحتية.
OPINION: Israel's bombing campaign in Gaza isn't indiscriminate. https://t.co/62ByvsRxkH
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) December 21, 2023
على المستوى التكتيكي، يبحث واضعو الخطط جميع المتغيرات المحتملة من حيث أثرها على إنجاز المهمة. وهم يأخذون بعين الاعتبار الغرض من المهمة وسببها والإجراءات المنشودة، ويحللون مدة العملية العسكرية والتضاريس والمقاومة المحتملة التي ستواجها القوات. وتخضع كل هذه العوامل إلى التقييم وصولاً إلى خطة لكيفية تنفيذ القوات للعملية.
ومع ذلك، يقول الجنرال الأمريكي المتقاعد في مقاله بموقع "بولتيكو"، إن هناك اعتبارات استراتيجية لا بد من مراعاتها أيضاً. والجيوش المنضبطة مقيدة بقواعد الاشتباك الصارمة التي يفرضها صانعو السياسات والمحامون، وتُحدِّد كيف يمكن للقوات العسكرية أن تُقاتل، مما يضمن التماسك بين الأهداف العسكرية التكتيكية والأهداف السياسية الإستراتيجية.
"#Israel’s bombing campaign in #Gaza isn’t ‘indiscriminate’"https://t.co/9HfX6dXfYL
— Ville Kostian (@Kostian_V) December 21, 2023
وقواعد الاشتباك هذه أشد صرامة في تنظيم القصف الجوي ومهام إطلاق النيران غير المباشرة التي تنطوي على قذائف الهاون والمدفعية. والإجراءات المنهجية التي يستخدمها المستهدِفون واسعة النطاق وصارمة. وهي تضم قوائم لأهداف استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية التي جُمِعَت من مصادر متعددة، مثل قياس المسافة من الأهداف إلى الأفراد غير المقاتلين، وتحليل البنية التحتية، حسب الحجم والشكل ومواد البناء.
ومع أخذ كل ذلك في الاعتبار، يتحدد الاقتران بين الأهداف والأسلحة لضمان استخدام الأنظمة المثلى. وتضمن مراجعة منفصلة يجريها محامون ومتخصصون في السياسات مهاجمة الأهداف، في إطار قواعد الاشتباك، التي تلتزم بالقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية والسياسات المتعلقة بتحقيق أهداف الحرب.
ورغم ذلك، فإن غزة وحماس تثبتان أنه ما مِن خطة تصمد من مواجهة الاشتباك الأول مع العدو. فإذا كان العدو جماعة خطيرة لا تشعر بأي التزام بالتقيد بتلك القوانين والاتفاقيات الدولية، فإن العمليات تصبح أكثر تعقيداً وصعوبة.
على سبيل المثال، يتعرض الجيش الإسرائيلي لانتقادات بسبب استخدامه قنابل غير موجهة. صحيح أنه عندما تتوفر ذخائر الهجوم المباشر المشترك المثُبتة على قنبلة "غير موجهة" تكون أكثر دقة 10 مرات، لكن وتيرة القتال فرضت تكلفة باهظة على إمدادات ذخائر الهجوم المباشر المُشترك.
ونفّذ الجيش الإسرائيل نحو 29 ألف عملية قصف منذ أكتوبر (تشرين الأول)، واستنفد جزءاً كبيراً من 12 ألف قذيفة هجوم مباشر مُشترك قدمتها لها الولايات المتحدة في عام 2015، و3 آلاف صاروخ إضافي قدمتها لها منذ هجمات 7 أكتوبر.
وبالنظر إلى وتيرة العمليات الإسرائيلية، ليست هذه الأرقام كافية لضمان تنفيذ كل مهمة قصف بأسلحة دقيقة، حسب الكاتب، مستبعداً أن يعمل الجيش الإسرائيلي على إطالة أمد الحرب كي يتمكن من الانتظار لحين استلام مجموعات إضافية من ذخائر الهجوم المباشر المشترك، خاصةً في ظل اشتباك القوات في قتال مباشر مع حماس.
وهنا، يقول الكاتب، "مع الأسف يتعارض النصر التكتيكي في ساحة المعركة مع النجاح الإستراتيجي. وهذه المفارقة أمست الآن على مرأى ومسمع من العالم أجمع، واستقرت أيضاً في أذهان قادة حماس".
حماس وتشكيل الرأي العام
وقال الجنرال الأمريكي: "يدرك قادة حماس تماماً أنهم عاجزون عن هزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، لكنهم يعلمون أيضاً أن تشكيل الرأي العام في إسرائيل وحول العالم أقوى سلاح لديهم، وأكبر نقطة ضعف في الغرب. إن خسارة كتيبة من لواء القسام ثمن بخس تدفعه حماس، إذا تمكنت وسائل الإعلام العالمية من تصوير السجناء وهم يستسلمون ويُجردون من ملابسهم ويتعرضون للإذلال".
لكن، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مُستعد لتحمُّل كل الازدراء الدولي، وأصوات الأمم المتحدة الداعية لوقف إطلاق النار، واحتمال نشوب صراع إقليمي أكبر، وانتقاد بعض مواطنيه له تحقيقاً لأهدافه المعلنة في الحرب، ألا وهي إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس وتدمير البنية التحتية الإرهابية في غزة.
ويرى الكاتب أن استعداد إسرائيل للتنصل من قواعد الاشتباك في غزة ليس مفاجئاً، حسب الكاتب، سواء لحماية أرواح الجنود الإسرائيليين أو للتعجيل بإنهاء الحرب، أو لإرسال رسالة إلى حماس، مفادها أن عليها إما أن تطلق سراح الرهائن، أو تواجه الموت المحقق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
القوات دان الحملة على الجيش: محاولة للانقضاض على آخر المؤسسات التي تعطي أملا للبنانيين
دانت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" الحملة على الجيش، وقالت في بيان: "كنا نتمنى لو أن ما حصل في لبنان جراء الحرب شكل لحظة وعي بأن الدولة وحدها تشكل الملجأ والملاذ، لكن ما نراه هو ان الفريق الذي صادر قرار الدولة واستجر الحروب على لبنان، ما زال يواصل ضرب ما تبقى في هذه الدولة التي من دونها يعني المراوحة في الحروب والفوضى والخراب. ومناسبة هذا الكلام الحملة التي يشنها محور الممانعة على الجيش اللبناني في محاولة للانقضاض على آخر المؤسسات التي تعطي أملا للبنانيين، وذلك على خلفية حادثة الاختطاف في البترون، وكأن هذا الفريق أفسح في المجال أصلا أمام الجيش ليتحمل مسؤولياته".
واعتبرت ان "مسؤولية الاختراقات كلها تقع على من ادعى القوة وتوازن الرعب والردع، علما ان القاصي يعرف والداني أيضا، بأن ما استخدمته إسرائيل من تكنولوجيا غير قابل للرصد وما قامت به في البترون قامت بالشيء نفسه في سوريا وداخل إيران نفسها، لا بل داخل بنية "حزب الله" نفسه، ومن يريد أن يلوم الجيش عليه ان يلوم نفسه بسبب حجم الاختراقات التي طالته بدءا من استهداف معظم كوادره وصولا إلى اغتيال أمينه العام وخليفته".
وشددت على ان "التلطي خلف واقعة البترون للانقضاض على الجيش اللبناني هي محاولة مكشوفة من قبل من أغرق لبنان واللبنانيين بالحروب والموت والدمار، فيما خشبة الخلاص الوحيدة للبنانيين من أجل الخروج من نفق الحروب إلى الاستقرار والازدهار، تتمثل بالدولة الفعلية وعمادها الجيش الذي وحده يحمي الحدود والسيادة".