وزير التعليم: العالم يتغير نتيجة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ما يتطلب تغيير دور المعلم
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
تفقد الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، البرنامج التدريبى للمدربين (TOT) على إنشاء المحتوى الرقمى والمنعقد خلال الفترة من ٩ إلى ١٩ يوليو ٢٠٢٣، بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، فى إطار مشروع المدارس المفتوحة للجميع القائم على التكنولوجيا المشترك بين اليونسكو وشركة هواوي في مصر.
أخبار متعلقة
وزير التربية والتعليم يعلن معلومات مهمة عن نتيجة وتصحيح الثانوية العامة غدًا (تفاصيل)
وزير التعليم يبدأ جولات اليوم الأخير بـ«لجنة الأبطال فى «57357»
وزير التعليم يتفقد مركز التصحيح الإلكتروني الرئيسي لأوراق امتحانات الثانوية العامة 2023
وزير التعليم: امتحانات الثانوية العامة لم تتعرض لتسريب منذ 2016 (فيديو)
يشار إلى أنه ينظم الفعالية مكتب اليونسكو بالقاهرة، بالتعاون مع الاكاديمية المهنية للمعلمين والادارة العامة لشؤون القيادات التربوية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بهدف بناء قدرات المدربين لتصميم وإنتاج وتنفيذ المحتوى عبر الإنترنت.
وقال الوزير، إن العالم يتغير نتيجة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب ضرورة مواكبة هذا التغيير، وعليه يتطلب تغيير دور المعلم، بحيث يقود عملية التعلم من خلال التوجيه لمصادر التعلم المختلفة.
وأشار الوزير إلى أن إعداد مواد جديدة رقمية وإنشاء محتوى رقمي هو البداية، ولابد أن نعد مواد تعليمية رقمية ونقوم بالترويج لها بحيث يكون لدينا بنك كيانات تعلم رقمية، ونستثمرها في وجود نواتج تعلم صالحة لكل زمان ومكان، حتى يستعين بها المعلم أثناء عملية التدريس، وذلك من أجل الكشف عن الإبداع بين الطلاب.
وشدد على تغير دور المعلم والذى لم يعد ملقنًا بل يقوم بالتوجيه إلى مصادر التعلم المختلفة وإعداد مواد تعليمية رقمية وإنشاء محتوى رقمى لاستثمارها.
وأكد الوزير أهمية هذا التدريب، وابتكار مواد علمية فى ظل التحول الرقمى، موضحًا أن الوزارة من خلال هذا المشروع تستهدف وجود معلمين قادرين على إعداد مواد رقمية فى ظل الثورة الصناعية الرابعة والخامسة والذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى، حيث إنه لم يعد هناك مقررات دراسية سابقة التجهيز ولكن هناك نواتج التعلم، ويعد المعلم والمتعلم المواد التعليمية سويًا وهذا يتطلب وجود معلم لديه المهارات اللازمة لذلك من خلال تدريب العقل وتدريب الطالب على البحث عن المعلومات.
واستطرد: أنه بدءًا من اليوم سنعد الأكاديمية المهنية للمعلمين لتكون مركز من الفئة الثانية لليونيسكو في مجال التنمية المهنية للمعلمين، موجها الإدارة العامة لشئون القيادات التربوية بالوزارة بوضع خطة تنفيذية لنقل التدريب إلى عدد من المحافظات.
من جانبها، أعربت نوريا سانز، مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، عن سعادتها بهذا التدريب وجهود وزارة التربية والتعليم لإنجاح التدريب، مؤكدة دور اليونسكو فى تحقيق الهدف الرابع للتنمية المستدامة ودور المعلم باعتباره قلب التحول الرقمى بالمدارس من خلال نشره للمعلومات، حيث أن اليونسكو تعمل من خلال مجتمعات الممارسة، وتزويد المدربين بالمعلومات لنشرها ونقلها للمعلمين لنشر الموارد المختلفة فى جميع الفئات.
وأضافت: أن الاتحاد الأفريقى أعلن عام ٢٠٢٤ عام التعليم وهو فرصة للتعاون فى قطاع التعليم مع القطاع الخاص مثل شركة هواوي.
ومن جهتها، وجهت الدكتورة زينب خليفة، الشكر للدكتور الوزير لدعمه وتشجيعيه هذا التدريب والوقوف على نتائجه ومخرجاته ودعمه للتحول الرقمى بالوزارة من خلال نواتج التعلم التى سيقدمها جميع المدربين، مشيرة إلى تميزهم فى تخصصاتهم، وأكدت على أهمية هذا التدريب ومخرجاته على مستوى جميع قطاعات التعليم بالوزارة.
ومن جانبه، قال الدكتور حجازى إدريس، استشاري ومنسق التدريب ومستشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني للتعلم مدى الحياة، إن التدريب جزء من مشروع اليونسكو الكبير ويتناول أكثر من عنصر لخدمة الأكاديمية المهنية للمعلمين من إنتاج منصة، وإنتاج مكتبة رقمية، وتدريب مدربين، كما أن التدريب يتميز بخصوصية تختلف عن التدريبات الأخرى من خلال الاختيار الدقيق للمدربين، وتنوع تخصاصاتهم فى المحافظات، ووجود الخبرات المتميزة فى المدربين، بجانب تميزه بالابتكار والابداع.
ولفت إلى أنه سيتم إعداد خطة فى نهاية التدريب تتضمن مخرجات مشاريع التخرج كنموذج للتدريب للاستعانة بها بالوزارة والأكاديمية المهنية للمعلمين حتى يحقق نجاحه فى جميع المحافظات.
ويتضمن البرنامج التدريبي مفهوم التدريب، ودليل التدريب وأدواته، ومواد القراءة بتنسيقات Power Point و pdf، وسلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة، ولعب الأدوار، وعروض المشاركين، والتقييمات الذاتية بما في ذلك الاختبارات القبلية والبعدية ، وأوراق العمل والموارد والأنشطة.
وتشمل جلسات التدريب عرضًا تقديميًا ومناقشات جماعية وعروضًا توضيحية وأنشطة عملية وجلسات تفاعلية مع كل من الأنشطة النظرية والعملية.
يشار إلى أنه حضر الفعالية، الكتورة زينب خليفة، مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، ونوريا سانز مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، والدكتور حجازي إدريس استشاري ومنسق التدريب ومستشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني للتعلم مدى الحياة، والدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى الأسبق، والدكتور على حسين أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الأزهر، والدكتورة جيهان عثمان كبير مستشاري التعلم والابتكارات التعليمية بمكتب وكيل ونائب الرئيس للتعليم والتعلم بالجامعة البريطانية في مصر، والدكتور محمد عبده خبير الجودة والتدريب بشركة EMEA الاستشارية، وممثلى شركة هواوى.
وزارة التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم منظمة اليونسكو الأكاديمية المهنية للمعلمينالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين وزارة التربية والتعليم منظمة اليونسكو التربیة والتعلیم والتعلیم وزیر التربیة والتعلیم وزیر التعلیم من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
التعليم بين الرؤية والواقع
#التعليم بين #الرؤية و #الواقع
الكاتب: عبد البصير عيد
لطالما كان للمعلم هيبته وللعلم قيمته الرفيعة في قلوب الناس على مر العصور، كما كانت الكتب تُكتب في صفات طالب العلم والقصص تروى والأمثال تضرب في شغف اكتساب العلم وتعلمه. إن القائمة تطول، لكن الزمان يتغير، فهذا التطور المتسارع جعل كثيراً من تلك الأقوال والحكم تشهد ملامح علاقات متغيرة مست طبيعة المعلم ومكانته، وسمات الطالب وشغفه، وباتت العملية التعليمية تواجه تحديات مختلفة في مختلف الأصعدة، لتخلق فينا أسئلة صعبة على رأسها: أين نحن الآن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه؟
لقد كان لتعليم هالته القدسية التي أحاطت به على مر التاريخ من ترسيخ المبادئ، وتعزيز القيم النبيلة، من أجل خدمة المجتمعات والارتقاء بها. فهي رسالة تحمل في طياتها الإخلاص والإبداع، وهيبة تجعل المعلم مصدر احترامٍ وإلهامٍ للطلاب والمجتمع على حدٍ سواء.
كان الطالب يسعى للتعلم بكل إصرار غير مكترثٍ ببعد المسافات ولا وعورة الطرق، فقد كان الشغف دافعه والعزيمة زاده، يرحل في طلب العلم، وينهل من ينابيعه الصافية، مدركًا أن التعليم هو مفتاح مستقبله وأساس نهضته.
أما اليوم في عصرنا هذا، أصبح التعليم في العديد من الأحيان يخضع لتأثيرات خارجية أو داخلية، تؤثر على العملية التعليمية لتحويلها من رسالة أخلاقية نبيلة إلى معادلة حسابية مادية. وكنتيجة لذلك تتراجع قيم التعليم الأصيلة أمام التحديات اليومية التي تواجه المعلمين والطلاب على حدٍ سواء.
تُضاف إلى ذلك ظاهرة دخول بعض الأفراد إلى مهنة التعليم دون امتلاك رؤية واضحة أو شغف حقيقي، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ومخرجاته، ليصبح التعليم جسداً لا روح فيه.
وتتعدى المشكلة إلى أبعد من مجرد تحويل التعليم إلى سلعة تجارية إلى مرحلة غياب الرؤية الحقيقية لدى بعض القائمين على التعليم. الرؤية التي تُغرس في النفوس، وتستند إلى حب المهنة والرغبة في تحقيق تغيير إيجابي. فلا شك في أن للجانب المادي طريقه وفلسفته في قطاع التعليم، لكن لا يمكن أن يُتَهَاوَن في جوهر العملية التعليمية وهي كونها رسالة ورؤية لها مكانتها، بل وهي حجر أساسها وركيزتها.
الرؤية ليست مجرد كلمات تُعلق على الجدران، أو تُكتب في التقارير، بل هي إيمان داخلي يتجلى في العمل اليومي للمعلم وبوصلة يهتدي بها العاملون كلهم في هذا المجال معلمين وقادة من أجل تقديم التعليم المطلوب بحب وشغف وإخلاص.
يواجه التعليم اليوم أجيالاً تعيش في عالم متغير يتطلب مهارات ومعارف مبدعة ومبتكرة. هؤلاء الطلاب هم بناة المستقبل، لكن إعدادهم لمواجهة التحديات يتطلب رؤية تعليمية متكاملة، تُوازن بين القيم المتوارثة والأصيلة والرؤية العصرية والحديثة واستشراف المستقبل.
ومع كل هذا لا ننكر أن المعلمين يواجهون تحديات كبرى، مثل التعامل مع طلاب مختلفي الخلفيات والاحتياجات، والضغط الناتج عن المناهج المكثفة، والتقنية المتسارعة، فضلاً عن ضعف التقدير المجتمعي في بعض الأحيان.
لذلك، ومن أجل إحداث فرق حقيقي، يجب أن يكون لكل فرد في مجال التعليم رؤيته الخاصة التي تُميّزه عن غيره. رؤية تقوم على المبادئ الأصيلة، والإبداع في مواجهة التحديات، والإيمان بأهمية الرسالة، فيجب ألا يفقد المعلم شغفه وبوصلته ورؤيته تجاه هذه المهنة النبيلة. هذه الرؤية يجب أن تكون صامدة أمام التحديات، فلا تُحيدها الظروف، أو تجعلها تتأثر بضغوط الحياة اليومية.
رغم تعقيد المشهد الحالي، لا بد أن نحافظ على أهم مبادئ هذه المهنة والعودة بها إلى بساطتها وقيمها الأولى. فالعودة إلى رؤية واضحة ومخلصة للتعليم ليست ترفًا، بل ضرورة لإعادة بناء الأجيال القادمة.
فحينما تغيب الرؤية، يصبح التعليم مجرد وظيفة، وقد يفقد المعلم شغفه، والطالب دافعيته، والمجتمع أمله في مستقبل أفضل. التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو فن يحيى العقول، وأمانة تضمن بقاء القيم، وطريق لتحقيق النهضة. لهذا، يجب أن نسعى جاهدين لتحقيق التوازن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه، واضعين نصب أعيننا أن التعليم هو أساس أي نهضة حضارية مستدامة.
كاتب وخبير تربوي
مقالات ذات صلة استنهاض هِمَم / مروى الشوابكة 2024/12/20