واشنطن بوست: بايدن يواجه اختباراً أمام صفقة أوكرانيا والهجرة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
يبدو أن السناتور جيمس لانكفورد، الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما، والسناتور كريس ميرفي، الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، والسناتور كيرستن سينيما، المستقلة عن ولاية أريزونا، يعملون بحسن نية، جنباً إلى جنب مع مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على إعداد تشريع سيمول المساعدة الأمنية لأوكرانيا، مقابل إجراء تغييرات في سياسة الهجرة.
الجمهوريون يملكون نفوذاً لإحداث هذا الربط
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها إنه من الضروري أن ينجح هؤلاء النواب، ليس هذا فقط لأن الدفاع عن أوكرانيا يشكل مصلحة حيوية للولايات المتحدة كما بالنسبة إلى استقرار الحدود الجنوبية لكييف، ولكن أيضاً لأن التوصل إلى صفقة كبرى بشأن هذه القضايا الصعبة سيبعث بإشارة مطلوبة بشدة، في الداخل والخارج، مفادها أنه ما زال بالإمكان إنجاح الديمقراطية.
وتشير التقارير إلى أن اعضاء مجلس الشيوخ والبيت الأبيض ينظرون في تشديد المعايير المطلوبة لتقديم طلبات اللجوء، مما يقتضي من مزيد من المهاجرين الانتظار في بلد ثالث ريثما يقوم المسؤولون الأمريكيون بالنظر في طلباتهم، مما يسهّل إبعاد الأشخاص الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، ويمنع الاستخدام الرئاسي المسرف في الإفراج المشروط الإنساني.
Biden can still strike a grand bargain on Ukraine and immigration, the Editorial Board writes. https://t.co/S9Hma9h2Bl
— Washington Post Opinions (@PostOpinions) December 21, 2023
وأبدى الرئيس بايدن استعداده لتقديم تنازلات "كبيرة" حسب الحاجة.
ومن الناحية المثالية، تواصل الافتتاحية، لا ينبغي أن تكون هناك أي صلة بين سياسة الحدود والمساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، أو إلى أي حليف آخر من حلفاء الولايات المتحدة، حيث أن الأموال المخصصة لإسرائيل وتايوان على المحك أيضاً.
لكن الواقع السياسي البارد، حسب وصف الافتتاحية، هو أن الجمهوريين يملكون نفوذاً لإحداث هذا الربط لأن الرأي العام انقلب ضد إدارة بايدن في خضم موجة هجرة قياسية منفلتة عبر الحدود والعواقب التي تخلّفها في عموم البلاد. ويعد استعداد بايدن لإشراك الحزب الجمهوري محض براغماتية، وليس خيانة للمبادئ في سبيل مناهضة المهاجرين كما يدّعي بعض التقدميين.
وبطبيعة الحال، فليس اليسار السياسي هو المصدر الوحيد للمعارضة التي قد تعوق التوصل إلى اتفاق. ومع انطلاق المؤتمرات الحزبية في أيوا في 15 يناير (كانون الثاني) والانتخابات التمهيدية في نيو هامبشير في الأسبوع التالي، فإن الروزنامة تعزز حوافز الرئيس السابق دونالد ترامب لحشد أنصار "لنجعل أمريكا أمة عظيمة مجدداً" ضد أي تسوية.
وبقدر ما ستكون أي صفقة كبرى في المصلحة الوطنية، فلا شيء فيها لترامب. فهو يريد حرمان بايدن من نصر سياسي. ويريد منع تقديم المساعدات إلى أوكرانيا. وأوضح وجهات نظره بشأن الهجرة في تعليقات بغيضة، متهماً المهاجرين غير الشرعيين بأنهم "يسممون دماء بلادنا".
It’s essential Senate negotiators succeed, and not only because Ukraine’s defense is a vital U.S. interest, as is the southern border’s stability. A grand bargain would signal, at home & abroad, that democracy can still work and the center can hold. https://t.co/zphBmrQMUb
— James Hohmann (@jameshohmann) December 19, 2023
وفي نيفادا، الأحد الماضي، تعهد ترامب بتنفيذ "أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي"، و"تحويل أجزاء كبيرة من أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية إلى الشرطة الحدودية" وفرض "عملية فرز أيديولوجي قوية".
ومضت الافتتاحية تقول: رغم كل السموم التي يبثها ترامب، سيكون من الخطأ الفادح - من الناحيتين السياسية والسياسية على السواء - أن يحشد التقدميون صفوفهم ضد أي صفقة.
ونفّذ عناصر الشرطة الحدودية حوالي مليوني عملية اعتقال على الحدود الجنوبية في السنة المالية الماضية. ويأتي العديد من المهاجرين الآن من مناطق بعيدة تصل إلى آسيا الوسطى ويمرون عبر المكسيك من خلال حلفاء روسيا مثل كوبا ونيكاراغوا، اللتين تسرهما المساهمة في حالة عدم الاستقرار الراهنة.
وفيما تظهر استطلاعات الرأي تحول الرأي العام ضد بايدن بشأن هذه القضية، فإنه حتى رؤساء البلديات وحكام الولايات الديمقراطيون بدأوا في الاستجابة وفقاً لذلك، حيث أمرت حاكمة أريزونا الديمقراطية كاتي هوبز للتو حرسها الوطني بالتوجه إلى الحدود.
وتقول هوبز: "أتخذ إجراءً في موضع تتقاعس فيه الحكومة الفيدرالية عن اتخاذه". وبالتالي فالعواقب الفعلية للفشل هي تزايد احتمالات فوز ترامب في 2024، مع كل ما يترتب على ذلك بخصوص مستقبل البلد، لا في مجال الهجرة فحسب.
وفي المقابل فإن التوصل إلى اتفاق سيُظهر أن بايدن نجح في التوفيق بين الأطراف بشأن الهجرة. ولن يكون الأمر سهلاً بالطبع، برأي الصحيفة، حيث قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري عن ولاية لويزيانا)، الذي يتمتع بأغلبية ثلاثة أصوات، إنه لن يطرح أية تدابير للمناقشة ما لم تكن مدعومة من نصف مؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب على الأقل.
ويقول البنتاغون إن الأموال المخصصة لأوكرانيا ستنفد في 30 ديسمبر (كانون الأول). ويتوقع لانكفورد أن تحتاج أي صفقة إلى دعم 30 عضواً جمهورياً و 30 عضواً ديمقراطياً لتمريرها في مجلس الشيوخ.
ومع ذلك سيكون هناك طريق للنجاح لو واصل بايدن وأعضاء الكونغرس محادثاتهم السرية، حتى تحين اللحظة المثلى للإعلان عن خطة، وعرضها للتصويت بعد وقت قصير من انتهاء عطلة الكونغرس في 8 يناير.
ويعتمد كثيرون في عالم السياسة، سواء على اليسار أو اليمين، على قوى الاختلال الوظيفي المعتادة. ويستطيع بايدن وزعماء الحزب الجمهوري اغتنام هذه الفرصة لإثبات خطئها، وأن البراغماتية ما زالت حية، وفق الافتتاحية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية عن ولایة
إقرأ أيضاً:
تايمز: ما يريده ترامب من صفقة أوكرانيا جائزة نوبل للسلام
يقول تقرير لصحيفة تايمز البريطانية إن ما يريده الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من صفقة أوكرانيا هو جائزة نوبل للسلام، خاصة أنه يعتقد أنه كان يستحق واحدة لاتفاقيات أبراهام لعام 2020.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تخلى عن الحديث عن حل الصراع في أوكرانيا في أول يوم له في منصبه لمصلحة إيجاد سلام دائم يضمن مكانه في التاريخ وجائزة نوبل للسلام.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: جدران السجون تكشف آخر رسائل معتقلي الأسدlist 2 of 2كاتبة فلسطينية: وقف إطلاق النار لن يشفي جراح غزةend of listوأوضحت أن ترامب لا يزال يريد نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا ويأمل إقناع الجانبين بالموافقة على وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، لكنه أقر بأن الأمر سيستغرق ما يصل إلى 6 أشهر للتوصل إلى تسوية ذات مغزى.
وكان ترامب قد أجرى هو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في باريس الشهر الماضي، كما أن هناك اقتراحات بأن اجتماعا بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يعقد في غضون أسابيع.
أحد العوامل التي تغذي نهج ترامب الأكثر واقعية هو الاعتقاد بأن النجاح سيمنحه حجة لا يمكن دحضها لجائزة نوبل التي يعتقد بالفعل أنه يستحقها منذ ولايته الأولى لاتفاقات أبراهام لعام 2020.
شكوى طويلة الأمدففي الحملة الانتخابية لعام 2024، جدد ترامب شكواه الطويلة الأمد بأن سلفه باراك أوباما حصل على جائزة، بينما تم تجاهله. وقال ترامب في أكتوبر/تشرين الأول "لقد انتخبت في انتخابات أكبر وأفضل وأكثر جنونا، لكنهم منحوه جائزة نوبل".
إعلانوذكر التقرير أن ترامب يريد توسيع اتفاقات أبراهام في ولايته الثانية، وكذلك الضغط من أجل سلام دائم في أوكرانيا وتنفيذ هدنة غزة الهشة، لتعزيز مطالبته بالجائزة.
وحتى انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني لم يفعل ترامب الكثير لتبديد المخاوف من أنه مستعد للتخلي عن أوكرانيا للوفاء بوعده بإنهاء الحرب في أول يوم له في منصبه، إن لم يكن قبل ذلك.
وكان هناك تركيز كبير على الغضب بين مؤيدي ترامب الأساسيين من المساعدة البالغة 175 مليار دولار لأوكرانيا في عهد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته الخميس الماضي جو بايدن. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض أعضاء دائرته متعاطفون مع روسيا.
تسوية عادلة ودائمةولكن منذ فوزه، رشح ترامب العديد من الموظفين الرئيسيين الذين يعتقدون اعتقادا راسخا أنه لا ينبغي مكافأة بوتين على عدوانه، وهذا يشير إلى أن الرئيس القادم أكثر تصميما على التوصل إلى تسوية عادلة ودائمة مما أشار إليه خطاب حملته الانتخابية.
ومن بين صقور روسيا في فريقه الأعلى: ماركو روبيو مرشحه لمنصب وزير الخارجية، ومايك والتز مستشاره للأمن القومي، وبيت هيغسيث الذي عُيّن وزيرا للدفاع.
وردا على سؤال عما إذا كان سيتخلى عن أوكرانيا، أجاب هيغسيث بأن ترامب "أوضح تماما أنه يرغب في رؤية نهاية لهذا الصراع. نحن نعرف من هو المعتدي، نحن نعرف من هو الرجل الطيب. نود أن نرى ذلك مفيدا للأوكرانيين قدر الإمكان، لكن هذه الحرب يجب أن تنتهي".
في غضون 6 أشهروقال ترامب في مؤتمر صحفي في مار آلاغو هذا الشهر إنه يهدف إلى السلام في غضون 6 أشهر، ثم أضاف "آمل قبل أقل بكثير من 6 أشهر".
وقال جون هيربست، الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في أوكرانيا من 2003 إلى 2006، إن ترامب يعلم أنه إذا توصل إلى سلام يثبت أنه هش ويسمح لبوتين بالسيطرة على أوكرانيا، فإنه -ترامب- سيواجه هزيمة جيوسياسية كبيرة. وأضاف "أما إذا كان قادرا على تحقيق سلام دائم، سلام يدوم وأوكرانيا تنجو وتزدهر، فسيكون انتصارا عظيما، انتصارا جديرا بجائزة نوبل. ترامب يفهم ذلك".
إعلانوأوضح هيربست "لقد سمعت هذا من بعض الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى حملة ترامب، فهم ينظرون إلى إمكانية فوز كبير بجائزة نوبل في المستقبل القريب أو هزيمة مماثلة لكارثة بايدن في أفغانستان.
ويبدو أن الأوكرانيين يدركون جيدا أن رغبة ترامب في الحصول على جائزة نوبل يمكن أن تعمل لمصلحتهم. وكان قد رشح ترامب لجائزة السلام لاتفاقات أبراهام أولكسندر ميريزكو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني الذي كان جزءا من الوفد إلى واشنطن للقاء فريق ترامب الانتقالي الشهر الماضي.