عدن الغد:
2024-12-31@22:55:45 GMT

الحرب وتغير المناخ يهدّدان النحل في اليمن

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

الحرب وتغير المناخ يهدّدان النحل في اليمن

(عدن الغد)متابعات.

تقرير:ضيف الله الصوفي

منذ الألفية الأولى قبل الميلاد حتى اليوم، يعمل آلاف اليمنيين في تربية النحل وإنتاج العسل، معتمدين على نظام تقليدي يختلف عن غالبية منتجي العسل حول العالم، ويتنقلون بين المناطق والمدن بهدف ترحيل طوائف النحل بين الوديان والجبال والسهول، بحثاً عن مراعٍ مناسبة لاستخراج "الذهب السائل" وزيادة نسبة تكاثر الخلايا ومضاعفة أعداد النحل.

مهنة شاقة تتطلب الكثير من الخبرة والصبر.

خلال العقد الماضي، واجهت هذه المهنة تأثيرات ناجمة عن تغير المناخ، من تذبذب الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب زيادة الأنشطة البشرية، وتداعيات الحرب. جميعها عوامل أدت إلى تقليص المساحات الخضراء، وفرضت تحديات قاسية على مربي النحل.

في السنوات التي سبقت حرب 2015، كان النحال محمد غالب (37 عاماً)، يتنقل بين محافظتي إب وتعز، وعادة ما يصل تهامة، إحدى مديريات محافظة الحديدة الساحلية، يبحث عن المراعي، ويأخذ صناديق نحله في جولات مختلفة، ومغامرات ترتبط بتقلبات الجو.

اما اليوم فقد بات هذا الرجل مسلوب الحرية، بسبب انتشار نقاط التفتيش الأمنية التي تعطل حركة النحالين من مرعى إلى آخر. يشكو محمد لرصيف22: "عندما يكون النحل أقل نشاطاً، نحتاج لنقله إلى مناطق تتوفر فيها النباتات والزهور التي تشكل مصدر تغذية له. في فترة الحرب نواجه صعوبة في المرور عبر نقاط التفتيش، وكذلك مشقة الطرقات وتكاليف النقل".

ويضيف أن هذه التعقيدات منعت عشرات النحالين اليمنيين من الوصول إلى مناطق واسعة تصلح كمراعٍ نحلية، الأمر الذي اضطره البقاء في منطقة الضباب، ريف تعز الغربي، مؤكداً أن تقييد الوصول كبَّده خسائر كبيرة.

وبسبب تحييد العديد من المناطق عن الرعي بفعل اشتباكات أطراف الصراع من جهة، وزراعة الحوثيين الألغام العشوائية من جهة أخرى، بقي هذا النحال في نفس المنطقة منذ سنوات، رغم تراجع مستوى النحل، وقلة إنتاجه السنوي للعسل.

يوضح الرجل أن الانتقال إلى الحديدة قد يكلفه موت النحل، لطول ومشقة الطريق، ومع انتشار الألغام تصبح حياته محاطة بالمخاطر والموت، فالذخائر غير المنفجرة باتت تهدد حياة اليمنيين، خاصة مربي النحل ورعاة المواشي والأغنام، وتشير المعلومات إلى أن أكثر من مليوني لغم أرضي وعبوة ناسفة تنتشر في مختلف المدن اليمنية، وهذا ما يفسر تخلي المئات عن مهنة النحالة وصناعة العسل.

لا يزال منير الفتاحي (40 عاماً)، يمارس هوايته في تربية النحل بشغف وحب، بعدما ورث هذه المهنة من والده، وتربى منذ طفولته وهو يلازم خلايا النحل، ويقدم لها المياه، وباستمرار يتفحص الصناديق محاولاً حمايتها من مهاجمة حشرات الدبور وغيره، مؤكدًاً أن الاهتمام يساعد على تكاثر الخلايا، وبالعكس تنقرض حالما تشعر بتخلي النحال عنها.

يملك منير 60 صندوقاً، في كل صندوق 8 خلايا نحل، وينتج العسل سنوياً، إلا أن إنتاجه تراجع نسبياً بفعل عوامل بيئية وتغيرات مناخية، بالإضافة إلى تدهور العملة، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، ووعورة الطرق وبُعد المسافات، لافتاً أن هذه المعوقات تؤثر على النحال، وتزيد من خطر تهديد ثروته بالانقراض.

المراعي في صنعاء بحسب الفتاحي، تتأثر بالجفاف وتقلبات الطقس، فتقل الزهور والثمار في الأشجار الحديثة، فيما تواصل الأشجار المعمرة الإثمار، وهذا يزيد من أهمية تواجدها كمراعٍ نحلية، لكن تنامي ظاهرة التحطيب بات تشعر النحالين بالقلق.

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه النحال اليمني، فإن الأخير يتصف بالكفاح والمكابرة، ويسعى للحفاظ على مصدر رزقه، وإن كلفه الكثير من الجهد والتعب، ويضيف الفتاحي بأن "مهنة الأجداد" تتعرض للاندثار وسط ظروف الحرب، وما تعيشه البلاد من أزمات وكوارث قد تؤدي إلى انقراض هذه الثروة.

وتشير دراسة خاصة بمركز صنعاء للدراسات إلى أن النحالة اليمنيين يواجهون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي ضغوطاً إضافية، نتيجة مطالبتهم بدفع زكاة على النحل والعسل. وأوضحت الدراسة أن القانون اليمني لسنة 1999، حدد نسبة الزكاة المستحقة وفقاً لعدد كيلوغرامات العسل التي ينتجها النحالون سنوياً، لكن مؤخراً تُجبى الزكاة وفق كمية طوائف النحل التي يمتلكونها، وهذه إشكالية حقيقية نظراً لأن طوائف النحل قد تنتج في بعض السنوات كمية قليلة من العسل، وقد لا تنتج على الإطلاق.

وسط تقلبات جوية شديدة سببها تغير المناخ، يبحث نحالون يمنيون عن ظروف مثلى للنباتات والزهور على مدار العام، وبالتالي إنتاج كميات جيدة من العسل. علي مبارك (55 عاماً)، أحد وجهاء قبيلة القيسي بجزيرة سقطرى يعمل في تربية النحل، ويمتلك 30 صندوقاً، ويسعى لتجهيز مزرعة وتوسيع مشروعه الخاص بتنمية ومضاعفة أعداد النحل، وصناعة العسل.

يقول القيسي إن النحل في سقطرى يستقر ويتكاثر بشكل كبير خلال الشتاء والصيف، مستثنياً بعض المناطق والأماكن التي تعاني من تغيرات وتقلبات في درجات الحرارة والبرودة.

ويضيف أن النحل يتأثر برياح الكوس الموسمية الصيفية، وخلالها يلجأ النحالون السقطريون لنقل صناديق النحل إلى أماكن آمنة، ليتمكن من الخروج إلى المراعي والعودة بسلام.

ويشير إلى أن العديد من الأعاصير مثل تشابلا وميج اللذين حدثا عام 2015، خلفت أضراراً كبيرة في المناحل على مستوى سقطرى، ويقول: "مسحت المياه عدة خلايا جبلية مكونة من جروف وثقوب الشجر العملاقة، وكذلك ردمت مياه الوديان بعض الخلايا إلى الأبد، وأسقطت رياح العواصف بعض الأشجار المسكونة بالنحل".

الدكتور عبد الله ناشر، وهو باحث أكاديمي في كلية الزراعة في جامعة صنعاء، والرئيس المؤسس للرابطة التعاونية للنحالين اليمنيين، يقول لرصيف22: "أثرت التغيرات المناخية بشكل كبير على قطاع النحل، ومن أبرز هذه التأثيرات تغيير مواعيد التزهير. الناس حفظت مواعيد تزهير الأشجار بالتوارث من الآباء والأجداد. لكن اليوم يذهب النحال إلى منطقة الرعي في الموعد الذي يريده، ولا يجد الزهر".

ليس بالضرورة أن تعني التغيرات المناخية قلة الأمطار، بل قد تكون العكس حد قول ناشر، الذي أوضح بأن الأمطار في اليمن انقطعت قبل ثلاث سنوات في مواسم هطولها وتأخرت عن موعدها، ثم نزلت كميات كبيرة جداً، وتسببت بخسائر فادحة للنحالين، نتيجة تواصل نزول الأمطار، وفقدانهم الأزهار.

وودفع ارتفاع سعر المشتقات النفطية والنقص الحاد في الغاز المنزلي، معظم الأسر اليمنية للعودة إلى الطرق القديمة في استخدام الحطب، وتضاعفت ظاهرة التحطيب خلال سنوات الحرب، الأمر الذي شكل ضغطاً على البيئة النباتية، وعلى أشجار شوارع المدن.

ووصلت هذه الظاهرة لغابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر، ومحمية جزيرة كمران، وجزيرة سقطرى، وتفيد معلومات الهيئة العامة لحماية البيئة بأن اليمن يفقد ما يزيد عن 860 ألف شجرة سنوياً بسبب التحطيب، وهذا ينعكس سلباً على قطاع النحل.

ومن الأشجار التي تتعرض للتحطيب، شجرة السدر، وفي مناطق تسمى "العِلب"، وهي إحدى أهم الأشجار انتشاراً في اليمن، وتمتاز بقدرتها على تحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية. يُكثر تواجدها في المناطق الجبلية، وتمثل مراعٍ نحلية جيدة، وينتج منها عسل السدر، الأكثر شهرة ورواجاً في اليمن.

ويقول ناشر إن عملية الاحتطاب كانت في البداية وسيلة بديلة للغاز المنزلي، لكن للأسف تحولت إلى مهنة ولم تعد مسألة احتياج، فالكثير من الناس أصبحوا يمارسون تجارة الحطب بشكل مضر بالبيئة اليمنية

ويتساءل بقلق: "عندما يقتطع الحطّاب شجرة سدر عمرها 400 سنة، كم تحتاج من الوقت لتنمو من جديد؟". ويتابع: "على الناس إيقاف هذا التدهور. نحن في رابطة النحالين اليمنيين، خاطبنا الجهات المعنية ومجلس النواب، وبدورها رئاسة المجلس خاطبت وزارات الإدارة المحلية والزراعة، لكن للأسف الشديد لا يوجد معالجات جدية حتى الآن".

وفي ظل عدم وجود تدخلات فورية تمنع احتطاب أشجار السدر، فإنه من المتوقع أن يصبح عسل السدر اليمني الذي اكتسب شهرة عالية، ومكانة تاريخية، "في خبر كان" حد تعبير المتحدث.

إلى ذلك، فاقم الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية في اليمن، حدة التهديدات على النحل المسؤول عن تلقيح النبات والمحاصيل الغذائية، فهذه السموم تؤثر بشكل سلبي على النحل، وقد تتسبب بموته مباشرة أو عن طريق نقله للرحيق وحبوب اللقاح المعرضة للمبيد.

الدكتور عبد الله ناشر يؤكد أن تسمم النحل من أكبر المشكلات بعد الاحتطاب، فالنحالة اليمنيون لا يذهبون إلى الرعي بجوار المزارع المرشوشة بالسموم، لكن يحدث ذلك أثناء الترحال، فيمرون ضمن مناطق عابرة بجوار مزارع مرشوشة بالمبيدات، وبالتالي يتعرض النحل للتسمم.

 

ويشير إلى أن عملية رش المحاليل بدون إخبار النحالين، تلزم المزارع بتحمل الخسائر. وحسب شهادات مربيي نحل، فإن حملات مكافحة الجراد التي نفذتها وزارة الزراعة والري في صنعاء خلال الأشهر الأولى من العام 2022، وكذلك حملات مكافحة بعوض الملاريا في مختلف المناطق، تسببت بكثير من الأضرار لطوائف النحل، وهذا مخالف لنص القرار الوزاري الذي يقضي بإشعار النحال قبل خمسة أيام من رش المبيدات والسماح له بأخذ الاحتياطات اللازمة.

وتعد مهنة إنتاج العسل تجارة مربحة ومصدر دخل لآلاف الأسر اليمنية، إذ يعمل ما يزيد عن 100 ألف نحال يمني في هذه المهنة التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، وينتجون نحو 1500 طن من العسل سنوياً، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، لكن هذا الإنتاج بات مؤخراً يشهد تذبذباً كبيراً.

وتذكر الأرقام الحكومية، أن إنتاج اليمن للعسل كان 5000 طن عام 2012، بإيرادات سنوية بلغت أكثر من 16 مليون دولار في ذلك الوقت، الأمر الذي يثبت ضعف قدرة الإنتاج خلال السنوات العشر الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه العسل اليمني صعوبة في التصدير إلى العالم، نتيجة القيود المفروضة على حركة التجارة الخارجية، وإغلاق المنافذ الحدودية لليمن، التي قيدت تصدير المنتجات إلى خارج البلد.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

متحور كورونا سبب إرتفاع أسعار الليمون بالإسكندرية

تسبب فيروس الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية الذى انتشر الايام الماضية فى ارتفاع سعر بعض السلع الغذائية التى تتمتع بفيتامين سئ " مثل الليمون والبرتقال واليوسفى " مما تسبب فى حالة استياء المواطنين ليصل سعر كيلو الليمون 80 جنية  بالاحياء الشعيبية و 100 جنية بالاحياء الراقية ، ويصل سعر كيلو البرتقال 25 جنية بينما يصل سعر كيلو اليوسفى الى 30 جنية كما شهدت بعض السلع الغذائئة مثل الخيار والثوم ارتفاع شديد الايام الماضية بسبب البرودة الشديدة التى ضربت طقس البلاد وخاصا محافظة الاسكندرية .

وكانت قد شهدت اسواق محافظة الاسكندرية إقبالا كبيرا من المواطنين على  شراء الليمون مما أدى الى تحريك  السعر، وذلك نظرا لأهميته للتطهير، وزيادة المناعة لدى الإنسان لمواجهة فيروس متحور كورونا ، وتنتج مصر نوعين من الليمون وهو النوع صغير الحجم الذى يستخدم فى السوق المحلى ويسمى الليمون البنزهير ، والنوع الاخر  كبير الحجم وهو الليمون "الأضاليا "ويتم تصدير معظم إنتاجيه للخارج"

 

رصدت " الوفد " اسباب ارتفاع اسعار الليمون بالاسواق 

" البائعين ضحية التجار "

 

قال بدر العمدة بائع البائعين ليس السبب فى ارتفاع اسعار اليمون ولكن نحن نشترى المحصول من الوكالة والتجار هم سبب ارتفاع سعر المحصول وللاسف يوجد اقبال كبير على سعر الليمون الايام الماضية بسبب فيروس البرد ورغم ارتفاع سعر الليمون الذى وصل الكيلو الى 80 جنية الا ان المواطنين مضطرين للشراء لاحتياجتهم بسبب الامراض المنتشرة .

 

" الفيروسات ومتحور كورونا تسبب فى ارتفاع اسعار الليمون "

 

قال منعم محمد مزارع، إن تحريك سعر  الليمون بسب موسم الرجيعة الثانية،  وتراجع   انتاج الكلي لأشجار الليمون، وزيادة الشراء والتخزين بسب أزمة فيروسات البرد المنتشرة، مضيفا أن   زيادة انتاج الليمون فى الموسم  الطبيعى يبدأ من أغسطس وسبتمبر وأكتوبر المقبلين، وهو موعد نضج موسم الرجيعة فى الليمون، والذي يمثل 30% من إجمالي الإنتاج، مشيرًا إلى أن الموسم الأساسى المعروف بالسلطانى، والذى يمثل 60% من الإنتاج يكون في شهر مارس.

 وأضاف أن نظام التصويم له الفضل في وجود ثمار الليمون طوال العام حيث يمنع الرى عن الأشجار الذى يصل عمرها من 6 إلى 10 سنوات خلال شهري يوليو وأغسطس لتروى في سبتمبر وأكتوبر فيما يعرف بالتصويم الأصغر، كما أنه فى حالة "الصيام الكبير" يكون عمر الأشجار أكبر من عشر سنوات تصوم الأشجار تسعة أشهر وتروى فى شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر إلى أن كثرة تصويم الأشجار يؤدي إلى قصر عمر الأشجار نسبيا.

 

" جشع التجار "

قال اسماعيل محرم مزارع إنّ الارتفاع الجنوني في أسعار الليمون يرجع إلى عدة أسباب، أهمها العرض والطلب والمرتبط بجشع بعض التجار، وكثرة إقبال المواطنين  على الشراء وتصدير المحصول هذا العام، والتغيرات المناخية وأخيرا "تساقط يونيو".

واضاف أنّ تغيّر المناخ جعل عُقد الليمون قليلة وصغيرة، أما "تساقط يونيو" فأثر على المحصول وجعل سعره مرتفعًا، فضلا عن استغلال التجار لقلة المعروض لرفع الأسعار، مؤكدا أنّ عملية تصويم شجر الليمون خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين، يجعل حبوب الليمون تتساقط ويكون في أحجامه الطبيعية، ويصبح المزارع حينها مضطرًا لجمعه وبيعه للتجار لطرحه في الأسواق.

ولفت إلى أنّه نتيجة لعملية التساقط تُزهر شجرة الليمون من جديد خلال شهري سبتمبر وأغسطس، ما يزيد كمية المعروض خلال شهور السنة التالية. ،واستطرد أنّ تعدد حلقات التداول في تجارة الليمون بين تجار الجملة والتجزئة، ساهم بشكل كبير في زيادة حدة الأزمة، لتسجل أسعار الليمون في الأحياء الشعبية أرقام غير مسبوقة تتراوح بين 60 و65 جنيها للكيلو، بينما تصل في الأحياء الراقية إلى حدود 100 جنيه، متوقعًا انتهاء الأزمة خلال الأيام المقبلة، لتتراجع الأسعار بنسبة 40% تزامنًا مع حصاد محصول الليمون السلطاني 

بمحافظات البحيرة والشرقية، والليمون الصعيدي من أسوان والمنيا بما يغطي معظم محافظات الصعيد ومحافظات القاهرة الكبرى.

وأضاف أنّ محافظة البحيرة هي الأكثر إنتاجا للمحصول على مستوى الجمهورية، ويطلق عليها "بورصة الليمون"، إذ إنّ المزارعين تكبّدوا خسائر ببعض الزراعات، ما تسبب في ارتفاع الأسعار، متوقعا أانتهاء الأزمة قريبا بعد طرح صنف "السلطاني" في الأسواق المحلية، ما يترتب عليه انخفاض الأسعار بنسبة لا تقل عن 40%، إذ إنّ البحيرة والمنيا وأسوان أكثر المحافظات التي تزرع صنف السلطاني على مستوى الجمهورية.

" المقاهى تمنع عصير الليمون "

 

قال السيد عبد الله صاحب كافتريا 

ارتفاع سعر الليمون تسبب فى عزوف بعض رواد المقاهى على طلب الليمون نظرا لارتفاع سعره ، وصل طلب سعر عصير الليمون 25 جنية فى الكافتريا ، بينما وصل سعر عصير الليمون فى القهوة الى 20 جنية ، لذلك قلة الطلبات على الليمون وازداد سعر الطلبات على الشاى والقهوة لانها ارخص للمواطنين ، وكشف ان بعض الكافتريات عزفت عن شراء الليمون بسبب ارتفاع سعره المبالغ فيه .

 

 

" المزارعين تتخلص من اشجار الليمون "

 

قال حسين عبدالرحمن نقيب الفلاحين،

 إن المساحات المنزرعة بالليمون قليلة نسبيًا بالنسبة لأشجار الموالح الأخرى، حيث لا تتعدى أشجار الليمون نسبة الـ10% من أشجار الموالح، لتخلص الكثير من المزارعين من أشجار الليمون بسبب عدم جدوى زراعته في السنوات الماضية وانخفاض أسعاره؛ وهو ما أدى إلى انخفاض المعروض منه بالأسواق خلال هذه الأيام.

وأضاف عبدالرحمن، أن المساحة المزروعة بأشجار الليمون في مصر 40 ألف فدان تقريبًا طبقًا لآخر إحصائية، ومعظمها في محافظة الشرقية بنحو 14 ألف فدان، والفيوم 6 آلاف فدان تقريبًا والبحيرة 3 آلاف فدان تقريبًا، وحوالي 8 آلاف فدان غرب النوباربة، وتتوزع باقي المساحة في جميع أنحاء الجمهورية.

وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار الليمون في مثل هذا الوقت من كل عام ووصول كيلو الليمون حاليًا إلى 100 جنيه يرجع للانخفاض الشديد في الإنتاج أساسًا مع التغيرات المناخية غير المناسبة التي أدت للانخفاض الشديد في الإنتاجية حاليًا، وبالتالي قلة المعروض مع كثرة الاستهلاك بالتزامن مع انتشار بعض الفيروسات التنفسية  والذي يزيد فيهما الإقبال على شراء الليمون.، ولفت إلى أن نظام التصويم الذي يتبعه المزارعون، حيث يبدأ التصويم في بداية شهر يوليو للحصول على ثلاثة مواسم ويكون المحصول الأساسي ويسمي السلطاني ويبلغ 60% من إنتاج الشجرة في شهر مارس والموسم التاني الذي يكون الانتاج بنسبة 30% ويسمي الرجيعة في شهر أكتوبر. ، اما الموسم الحالي الذي ترتفع فيه أسعار الليمون ويسمي بالرجعية الثانية فالإنتاج يمثل 10 %فقط، ومع زيادة الطلب على الليمون خلال شهر رمضان وقلة المعروض ترتفع أسعاره بشكل جنوني.

وأكد أن شجرة الليمون البالغه تنتج من2000 إلى 3000 ليمونة في العام وينتج الفدان من 8 إلى 10 أطنان بما يعني أن متوسط إنتاج مصر من الليمون سنويًا يصل إلى 300000 طن تقريبا. ،ونوّه بأن بعض المزارعين يقطفون الثمار قبل اكتمال نضجها طمعًا في الربح مما يؤثر علي جودة وكمية الإنتاج ورغم أن نظام التصويم له الفضل في وجود ثمار الليمون طوال العام حيث يمنع الري عن الأشجار التي يصل عمرها من 6 الى 10 سنوات خلال شهري يوليو وأغسطس لتروي في سبتمبر وأكتوبر فيما يعرف بالتصويم الأصغر.، وفي حالة (الصيام الكبير) يكون عمر الأشجار أكبر من عشر سنوات تصوم الأشجار تسعة أشهر وتروي في شهور سبتمبر واكتوبر ونوفمبر، إلا أن كثرة تصويم الاشجار يؤدي الي قصر عمرها نسبيًا.

 

 

 

" نقص كميات الليمون "

وأرجع نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، 

أن السبب وراء ارتفاع الأسعار إلى نقص الكميات الموجودة من الليمون في الأسواق.وبالتالي ترتفع أسعاره نتيجة العرض والطلب وأن الأسعار ستعود إلى طبيعتها عند توافر الليمون بكميات كبيرة في الأسواق، وسيحدث ذلك خلال شهر أو شهر ونصف على الأكثر.

واضاف اما بالنسبة الى الثوم سيكون متوفرًا بكميات كبيرة في الفترة المقبلة بأسعار مناسبة، ونصح المواطنين بشراء الكميات التي يحتاجونها منه.

مقالات مشابهة

  • فارس البيل: الغارات التي تعرضت لها اليمن تشهد تطورًا ملحوظًا في أهدافها
  • مدينة الأبحاث تنظم ورشة عمل بعنوان «تحديات تحلية المياه المستدامة وتغير المناخ»
  • قناة تكشف العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم مفاوضات صفقة التبادل
  • إعلان نتائج مسابقة مهرجان «حتا للعسل» اليوم
  • النائب صليبا: الحرب لا تقتل فقط البشر إنما أيضاً المحيط الذي نعيش فيه
  • الحكومة تعتزم زراعة 3.1 مليون فدان قمح.. وخبراء: مصر تطمح لزيادة الإنتاجية لتبلغ 25 إردبا.. وتغير المناخ أبرز التحديات
  • شاهد| إعلام العدو: الحرب مع اليمن طويلة ومعقدة، وعلينا إعداد المجتمع للمواجهة المستمرة
  • وزير الثقافة والإعلام يمتدح الدول والمنظمات التي وقفت مع السودان أثناء الحرب
  • «حتا للعسل» يشهد ارتفاع المبيعات في اليوم الثالث
  • متحور كورونا سبب إرتفاع أسعار الليمون بالإسكندرية