عبدالله مراد.. رحلة طويلة من الإبداع
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تخصص الفنان الدكتور عبد الله مراد، مدير عام السيرك القومي الأسبق، الذي رحل عن عالمنا أمس الخميس، في لعبة "الترابيز" التي تعد واحدة من أهم وأخطر الألعاب الأكروباتية، ويتميز بها فنانو السيرك القومي.
خالد جلال: عبد الله مراد أحد مؤسسي السيرك القوميويقول عنه المخرج خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، إن الفنان عبد الله مراد يعد واحدا من أهم مؤسسي السيرك القومي الذين حملوا على عاتقهم تواجد هذا الفن الفريد على الساحة الفنية في مصر ومختلف دول العالم.
اجتذب فن السيرك الفنان عبد الله مراد منذ شبابه حينما شاهد الأفلام العالمية عن فن السيرك من خلال فيلم "الترابيز"، والذي كان من بين أبطاله الفنان الراحل جميل راتب، وقدم بالسينما العالمية فى الخمسينيات، وبمشاركة الفنانين: بيرت لانكستر، وتونى كيرتس، وجينا لولو بريجيدا، وهذا الفيلم كان يتحدث عن الترابيز.
وكان عبد الله مراد أحد لاعبي الجمباز في الفترة ١٩٦٢م، وأحد أبطال الجمهورية، فاجتذبه أن الدولة تسعى لإنشاء سيرك قومى مصرى برعاية الدولة في ١٩٦٢، وسارع لمقابلة المسئولين من أجل الالتقاء بالخبير والمخرج الروسى "بيتر مايسترنكو"، الذي رحب بهم كأبطال مصر في الجمباز، وكان من بينهم الفنان الراحل داخلى أمين، وأحمد غنيم، وفاروق سليم، ومن أعضاء الأندية الراحل منير ناصف، وفهمى رشاد فهمي، إلى أن ضمهم للسيرك.
وحسب رؤية الخبير الروسى "بيتر مايسترنكو" قام بانضمام الفنان عبد الله مراد إلى فقرة "الترابيز"، والذي أصبح بعد ذلك أحد رؤسائها الأوائل في السيرك.
ذاع صيته في جميع دول العالم من خلال فقرة "الترابيز" الشهيرة، تلك اللعبة الخطرة التي يتمتع بها اللاعبون بالقوة واللياقة البدنية العالية وسرعة البديهة، فعندما تشاهد لاعبها وهو يحلق فى الهواء من نقطة البداية حتى النهاية ويلاقى زويه دون أن يصطدم بالآخر، ليقدم أخطر الألعاب الهوائية في مخاطرة لإسعاد الآخرين على كل المستويات، وينبهر منها المشاهدون.
واستمرت رحلة عبدالله مراد في السيرك القومي وابتعد قليلا عن الجمباز، إلى أن استقر بتدريبات مركزة للسيرك خلال الفترة من ١٩٦٢، حتى تم افتتاح السيرك في ١٣ يناير ١٩٦٦، وكانت الدولة في تلك الفترة مهتمة بمختلف أنواع الفنون الاستعراضية التي تحافظ على الرائحة القومية للفن المصري، مثل فرقة رضا للفنون الشعبية، والفرقة القومية للفنون الشعبية، وفرق الغناء الشعبي، بالإضافة إلى السيرك كفن شعبي قديم في مصر.
شارك مراد في العديد من المهرجانات المحلية والدولية لفنون السيرك وحصل على العديد من الجوائز، وتميز في فن السيرك بأداء مجموعة كبيرة من الفقرات كان أبرزها فقرة الترابيز، وشهد السيرك القومي خلال فترة توليه منصب مدير عام السيرك تقديم عدد من الفقرات الفنية الجديدة.
لم يكتف عبدالله مراد بلعبة الترابيز فقط، لكن انضم لعالم الفن أيضا في السينما، والتليفزيون، والمسرح، فهو فنان متجدد المهارات، والخبرات، والقدرات الفنية.
وكان فيلم "صاحب الجلالة" أول ظهور له بالسينما في عام ١٩٦٣، و"عفريت مراتي"، و"لف ودوران" الذي عرض في عام ٢٠١٦، وصاحب الدور المميز فى مسرحيتين "البهلوان"، و"البغبغان" بمصاحبة الفنان محمد صبحي، وفى الدراما شارك في مسلسلات: "الأبطال"، و"الملك فاروق"، و"رقم مجهول"، و"ليالى أوجيني" في ٢٠١٨ وغيرها من الأعمال التي جعلته يتفرد بمكانه فنية ورياضية متميزة.
ويعد فيلم "لف ودوران" الذي عرض عام ٢٠١٦، آخر أعماله السينمائية، من تأليف منة فوزي، وإخراج خالد مرعي، ومن بطولة الفنانين: أحمد حلمي، ودنيا سمير غانم، وأنعام سالوسة، وميمي جمال، وصابرين، وبيومي فؤاد، وجميلة عوض.
وكانت آخر أعماله الدرامية في مسلسل "ليالي أوجيني" الذي عرض في شهر رمضان عام ٢٠١٨، سيناريو سماء عبدالخالق، وإنجي القاسم، ومن بطولة الفنانين: ظافر العابدين، وأمينة خليل، وإنجي المقدم، انتصار، وأسماء أبو اليزيد، وإخراج هاني خليفة، فقد رحل الفنان عبدالله مراد تاركا إرثا فنيا يظل حاضرا في أذهان محبيه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عبد الله مراد السيرك القومي صاحب الجلالة عفريت مراتي البغبغان البهلوان السیرک القومی عبد الله مراد عبدالله مراد الفنان عبد
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.