هل صحيح أن حزب الله مأزوم في بيئته؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
قد تنجح المساعي المبذولة، دوليًا وعربيًا، في التوصّل إلى هدنة إنسانية جديدة في قطاع غزة بعدما وصلت معاناة أهله إلى حدّ لم يعد مقبولًا، وقد لا تنجح. وهذا يعني في حال فشلت تلك المساعي أن آلة الموت الإسرائيلية مستمرة في زهق المزيد من الأرواح، وفي تدمير ما لم يهدّم من منازل ومستشفيات ودور عبادة بعد على رؤوس الملتجئين إليها للاحتماء من نار جهنم.
لا شيء مضمونًا في ما يمكن أن يُقدم عليه العدو، خصوصًا إذا كان يشعر بأنه "مزروك في زاوية" المواقف الدولية، التي باتت تطالبه بوقف مجازره ضد الأطفال والنساء والشيوخ والعجّز والمرضى. فـ "الهدنة الإنسانية" في غزة مطلوبة اليوم وفي كل الأوقات، ولكن ما هو مطلوب أكثر هو وقف فوري ونهائي للنار، بعدما تبيّن لبعض مناوئي سياسة نتنياهو أن العنف لم يحّل مشاكل اسرائيل الداخلية في الماضي، وهي بالتأكيد لن تكون وسيلة ناجعة لإيجاد حلول لهذا الكمّ من التناقضات، التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي المركّب والهجين.
في المقابل، فإن جبهة الجنوب المفتوحة على كل الاحتمالات ستتأثر إيجابًا في حال نجحت المساعي الدولية في فرض هدنة جديدة. أمّا إذا استمرّت الحرب الهمجية على غزة وسقطت كل المساعي الديبلوماسية فإن الجبهة الجنوبية ستتأثر سلبًا، خصوصًا بعد التحذيرات التي نقلتها وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للمسؤولين اللبنانيين مرّة جديدة وأضيفت إلى سلسلة التحذيرات الفرنسية المتلاحقة المتعلقة بنظرة باريس إلى ما يحدث على طول الخط الأزرق بعين القلق والريبة. وقالت لمن التقتهم في بيروت، بعد زيارتها تل أبيب، إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً".
ما حملته الوزيرة الفرنسية معها هذه المرّة لم يفاجئ الذين التقتهم في بيروت او حتى "حزب الله". إلا أن ذلك لم ينفِ خطورة ما يجري في الجنوب، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع الميدانية، التي بدأت تتوسع أكثر من ذي قبل، وكان آخرها الغارة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقة بوصليا الواقعة في منطقة بعيدة عن دائرة الاشتباكات. من هنا تأتي التحذيرات الفرنسية.
وفي رأي بعض المراقبين فإن ما أطلقته كولونا من تحذيرات هو بمثابة قرع لجرس الإنذار من احتمال انفجار حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله". وأن أهمية كلامها هو أنه جاء بعد زيارتها المباشرة لتل أبيب. وهذا يعني أنها سمعت ممن التقتهم هناك كلامًا لا يطمئن في ما خصّ التهديدات الإسرائيلية بإبعاد "حزب الله" بالقوة عن الحدود اذا عجزت المساعي الديبلوماسية عن تحقيق هذا الهدف.
فجديد كولونا أنها حملت إلى اللبنانيين مباشرة ما كانت سمعته من الإسرائيليين. وهذا ما كان قد تبّلغه لبنان من الموفدين الأميركيين. لكن ما سمعته الوزيرة الفرنسية من كلام لبناني من تحميل إسرائيل مسؤولية ما يجري في الجنوب ومسؤولية تطور المناوشات إلى حرب شاملة جعلها ترفع من منسوب تحذيراتها، عندما قالت إنه اذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى، والوضع خطر جداً.
حيال هذه المعطيات وجدت قيادة" حزب الله" نفسها أمام مهمة ليست سهلة، وهي الإجابة عن أسئلة محورية بدأت تطل برأسها أخيراً بإلحاح وسط القاعدة الجماهيرية للحزب وفي وسط بيئته الحاضنة التي ساورها القلق، وهي تتركز على جدوى فاعلية الدعم الذي دأب الحزب على تقديمه كفعل إسناد لغزة ومقاومتها التي تخوض مواجهة لا هوادة فيها مع آلة الحرب الاسرائيلية منذ ما يتعدّى السبعين يوماً. وهذا ما عبّر عنه بوضوح، وللمرة الأولى الوزير السابق وئام وهاب عندما سأل عن جدوى المناوشات الجنوبية.
فخلاصة ما جاءت به الوزيرة الفرنسية هي أن الأمور يمكن أن تسير بشكلٍ جيد ويمكن أيضاً أن تكون أيضًا سيئة. فالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تضغطان لسحب مسلحي "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، وبالتوازي فإن "الحزب" يواجه خيارات تتراوح بين الانسحاب أو مواجهة حرب حقيقية شاملة مع إسرائيل، مع إصراره على عدم الانسحاب من مواقعه، التي يعتبرها الحصن الدفاعي الأخير، وهي ورقة لن يتنازل عنها أيًّا يكن حجم الضغوطات التي يتعرّض لها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
حوار .. فضل الله برمة لـ «التغيير» : الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان
حكومة بورتسودان ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
التغيير: نيروبي ــ أمل محمد الحسن
قطع رئيس حزب الأمة المكلف فضل الله برمة بأن حكومة بورتسودان لا تمتلك أي شرعية منذ انقلابها على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021 قائلا إن الحكومة المدنية المزمع تشكيلها في مناطق سيطرة الدعم السريع تسعى لوقف الحرب.
واتهم برمة في حوار مع «التغيير» حكومة بورتسودان بسعيها لتقسيم البلاد عبر تغيير العملة ومنع طلاب مناطق معينة من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية إلى جانب القتل على أساس اثني.
الحكومة هي التي أشعلت الحرب متمثلة في القوات المسلحة اسما والفاعل الحقيقي هو الحركة الإسلامية وواجهاتها
وأكد برمة أن الفاعل الرئيس حول إشعال الحرب هو الحركة الإسلامية التي قال إنها تسيطر على قرار القوات المسلحة مشيراً إلى أن جميع المنتسبين للجيش من الدفعة 40 للدفعة 46 تم اختيارهم من قبل الإسلاميين.
ما هي رؤيتكم حول الحكومة المدنية المزمع تكوينها؟
كل الجهود المبذولة الآن همها الأول والأخير إيقاف الحرب وتحقيق السلام، ولتحقيق ذلك لابد من العودة لحرب 15 أبريل ٢٠٢٣م التي تختلف عن جميع الحروب السابقة والاختلاف الرئيسي هو أن الحكومة هي التي أشعلتها متمثلة في القوات المسلحة اسما والفاعل الحقيقي هو الحركة الإسلامية وواجهاتها.
ولقد صدق إبراهيم غندور عندما قال إن القوات المسلحة والدعم السريع لم يشعلا هذه الحرب و إن الحركة الإسلامية هي التي أشعلتها، فشهد شاهد من أهلها كما يقولون.
إن الدمار الذي عم البلاد يفوق كل الدمار الذي خلفته جميع الحروب السابقة التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وحيث كانت الحروب السابقة تنطلق من الهامش كانت الحكومة المركزية تتصدي لها لكن هذه الحرب فجرتها الحكومة وانطلقت من العاصمة القومية وهذا ما عقد معالجتها وأطال من عمرها.
ومن هذا المنطلق لابد من تشكيل حكومة مدنية من كفاءات وطنية تعمل على إيقاف الحرب وتحقيق السلام.
هل هذا يعني عدم اعترافكم بحكومة بورتسودان؟
حكومة بورتسودان ليست لديها شرعية، لأن الشرعية انتهت بانقلاب الإسلامين على حكومة ثورة ديسمبر المجيدة في انقلاب 25 اكتوبر 2021.
ما هي آليات إيقاف الحرب التي يمكن أن تمتلكها الحكومة الجديدة؟
من خلال تجارب الماضي على مستوانا أو على المستوى الإقليمي والعالمي تقف الحروب دائما بمجهودين عسكري وسياسي، ومن هنا يأتي اصرارنا على تشكيل الحكومة المدنية، بما أن المدنين لا يمكلون سلاحا ويحاربون بالمنطق والسياسة وهو المجهود الوطني المطلوب لمخاطبة العالم على مستواه الإقليمي والدولي لوقف الحرب.
حسب خبرتي وخلفيتي العسكرية فإن القائد عندما يقيم سير المعركة وأنها تسير في غير صالحه يحرص على إيقافها والمحافظة على أرواح جنوده
هل تتوقعون أن تجلس حكومة بورتسودان مع هذه الحكومة المقترحة للتفاوض؟
كل الجهود التي بذلت لإيقاف الحرب منذ المبادرة السعودية الأمريكية التي انطلقت في شهر مايو 2023 مرورا بمبادرة القاهرة لجمع الأطراف والإيقاد والاتحاد الإفريقي والمنامة وأخيرا جنيف حكومة بورتسودان دائما كانت هي الرافضة لهذه الجهود الإقليمية والدولية.
نحن في حزب الأمة القومي وكل القوى السياسية الوطنية منذ بداية اندلاع هذه الحرب قررنا الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين المتقاتلين، على أمل أن نعمل على وقف هذه الحرب اللعينة، وشكلنا جبهة وطنية عريضة لنلقي بثقلنا على المتحاربين، ومعنا الرئيس الشرعي عبد الله حمدوك الذي كتب خطابين، أحدهما لقائد الجيش والثاني لقائد الدعم السريع وطالبهم بالجلوس معا لوقف الحرب وبعد ثلاثة أيام فقط استجاب حميدتي الذي التقانا في أديس أبابا ووقعنا معه وثيقة تعمل على ايقاف الحرب، وطلبنا منه لإبداء حسن النوايا إطلاق سراح جميع أسرى القوات المسلحة، وقد فعل بإشراف المنظمات الدولية وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي، ولكن للأسف رفضت القوات المسلحة استلام أسراها. ووضح لنا أن هناك طرف رغم أنه يقاتل لكنه يمد يده للسلام بالرغم من تقدمه في ميدان القتال، وأنا حسب خبرتي وخلفيتي العسكرية فإن القائد عندما يقيم سير المعركة و أنها تسير في غير صالحه يحرص على إيقاف الحرب والمحافظه على أرواح جنوده.
إن حكومة بورتسودان وطوال المبادرات التي ذكرتها سابقا؛ منذ مبادرة جدة، والمنامة، ودول الجوار، إلى أن وصلنا مبادرة جنيف الدولية، كان الدعم السريع هو الذي يستجيب ويمد يده لكل هذه المبادرات ويشكل حضورا، بينما حكومة بورتسودان كانت دائمة الرفض واضح بأن ذلك بإيعاز من الحركة الإسلامية.
الموقف بالنسبة لنا واضح وضوح الشمس؛ هناك جهة تلبي كل الدعوات للجلوس والتفاوض، وأخرى كان ديدنها دائما الرفض.
أنت تكرر قول” الحركة الاسلامية”، هل تعني أنهم المسيطرون على قرار الحكومة؟
أنا أرى أن القوات المسلحة مغلوبة على أمرها! وهي وظيفتها الأساسية أن تكون قوات مسلحة قومية مهنية ليس لديها حزب، حزبها السودان وليس لديها قبيلة، قبيلتها السودان ولكن اتضح تأثير الحركة الإسلامية عليها ونحن على علم بأن الدُفع في الكلية الحربية من 40 حتي 46 كلهم تم اختيارهم بواسطة الحركة الإسلامية، وذلك يوضح بجلاء سيطرة الحركة الإسلامية على قيادة القوات المسلحة.
و أتمنى أن تعود القوات المسلحة لقوميتها ومهنيتها وتدافع عن شعبها ووطنها وتحافظ على خياراته.
هذه الحكومة تابعة للدعم السريع وفي مناطق سيطرته، ألا توجد مخاوف من أن تخرجكم عن الحياد وبالتالي تقضي على فرصتكم في إيقاف الحرب، ألم يكن خيار تكوين حكومة منفى برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك هو الأفضل؟
هذه كلمة حق أريد بها باطل! حكومة بورتسودان غيرت العملة، وحرمت بقية أبناء الوطن منها، أجلست 200 ألف طالب لأداء إمتحانات الشهادة السودانية وحرمت أكثر من 400 ألف من مختلف ولايات السودان، وأصدرت قانون الوجوه الغربية الذي بموجبه حاكمت المواطنين على أسس عنصرية واثنية، وحرمت المواطنين من حقوقهم المدنية من الوثائق الثبوتية، وضرب المواطنين بالطيران وممتلكاتهم حتي مصادر المياة والثروه الحيوانية وفي الأسواق العامه باعتبارهم حواضن للدعم السريع، اليس هذا انقسام فعلي جغرافي ووجداني؟
إن حكومة بورتسودان هي التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية، لديها قبائل معينة إذا كنت منها تقتل! والأمر المؤسف الآخر أن أبناء غرب السودان المغتربين الذين كانوا يحضروا عبر بورتسودان يتعرضوا للاعتقال والسجن وباتوا يضطرون للحضور للبلاد عبر دولة جنوب السودان عبر جوبا للوصول لولايات غرب السودان، هذا ما يحدث على أرض الواقع وهو أمر مؤسف للغاية!
في المقابل نحن نضع وحدة السودان هدفا أساسيا لا نفرط فيه؛ السودان لكل أبناءه والحكومة يجب أن تكون لكل أهل السودان بكل ولاياته، الأمر الثاني نريد أن نحارب خطاب الكراهية المدمر لوحدة الوجدان السوداني وندعو لعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، ونسعي لإغاثة الجوعى ومسح دموع المغلوبين على أمرهم، ننادي بحكومة مدنية تلبي تطلعات أبناء الشعب السوداني.
بخبرتك السياسية والعسكرية؛ لأي درجة ترى أنه يمكن أن يحدث تقسيم حقيقي مع ما ذكرت من وجود عملتين وامتحانات شهادة مختلفة وغير ذلك؟.
بالتأكيد سيحدث! وليس هذا فقط قتل الناس على أساس اثني وعرقي، كلنا نعرف أن قبائل معينة تقتل على أرض الواقع! الحكومة المدنية التي ننشدها ضد كل هذا الكلام ننشد حكومة تحافظ على وحدة السودان في المقام الأول، ويعيش جميع أبناء الوطن تحت كنفها تحت قدم المساواة والعدالة وتحارب خطاب الكراهية، وتوفر المعيشة الكريمة للجميع.
عسكريا، هل هناك مخاوف من أن يتم استهداف مناطق الحكومة الجديدة بالطيران؟
هذا ما يحدث بالفعل! قبل يومين كان هناك قصف في مناطق الكومة وكبكابية أم روابه وقتل للأبرياء، لو كانوا يقتلون بالقصف الدعم السريع الذي يقاتلهم فليفعلوا لكنهم يضربون الأبرياء وموارد مياههم التي يشربونها في الدوانكي وقتل مواشيهم من جمال وأبقار، وأنا اتساءل ما هو السبب خلف هذا القصف؟ لديك عدو تقاتل فيه لماذا لا تقتله وتضربه هو؟ هذا تجسيد للتقسيم وجعل الناس يكرهون الوحدة.
ما يحدث من حكومة بورتسودان خطأ وخطأ وخطأ وعلى حكومة بورتسودان إعادة النظر في هذا السلوك العنصري ونحن لن نعامله بالمثل بل نمد أيادينا لكل أبناء الوطن وقناعتنا أن السودان بكل أهله وأبناءه وولاياته ضد ما يجري، وحتى الدعم السريع اذا دعا لتقسيم في مناطقه نحن سنكون ضده، نحن نقف مع وحدة السودان ونحارب خطاب الكراهية ونجنب بلدنا الحرب القبلية التي بدأت الآن لأنها مدمرة.
بالنسبة للحكومة المزمع تشكيلها من أين ستحصل على الموارد من أجل توفير احتياجات المواطنين وهل يمكن ان تحصل على شرعية؟ من الذي سيعترف بها؟
الناس القائمين على أمر هذه الحكومة هم المعنيين بالإجابة على هذا السؤال
حزب الأمة منقسم في موقفه من الحكومة، والأمين العام أصدر بيانا رافضا لها، هل تعتقد أن الموقف من هذه الحكومة يمكن أن يقسم الحزب ويقوم بانشقاق حتى داخل كتلة أبناء دارفور وكردفان؟
لا يوجد انقسام في حزب الأمة القومي، حزب الأمه حزب مؤسسي ممكن أن تكون فيه خلافات في وجهات النظر ولكن في نهاية الأمر هو يخضع لقرار المؤسسات و رغبات جماهيرة العريضة.
هل لديك رسائل لكوادر حزب الأمة ولقائدي الجيش والدعم السريع؟
إلى قواعد حزب الأمة؛ أقول لكم بكل أمانة: تذكروا تاريخكم انتم أحفاد الثورة المهدية، وأنتم الذين رفعتم شعار السودان للسودانيين عند النضال في معركة الاستقلال، وأنتم من حاربتم جميع الديكتاتوريات العسكرية، الآن جاء دوركم لأن السودان يمر بظروف غير مسبوقة، كرسوا جهودكم ووحدوا كلمتكم واعملوا جميعا على إيقاف الحرب التي أنهكت الوطن ودمرته وقد تؤدي إلى تقسيم السودان إلى دويلات، وهذا يختلف تمام الاختلاف عما فعله الآباء والأجداد.
أما رسالتي للقادة المتحاربين الاثنين؛ الحرب هي الخراب والآن نحن نعرف من أشعلها، كما قال إبراهيم غندور لم تشعلها القوات المسلحة ولم تشعلها قوات الدعم السريع، سنتين إلا قليل ولم نصل إلى أي حل بخلاف الدمار والخراب في الأرواح والأموال والتدمير، هل وعيتم الدرس؟ وأن ترجعوا إلى صوابكم وأن نعمل جميعا على إيقاف هذه الحرب؟ وقف الحرب هو الهدف الأساسي وإن لم تقف الحرب لن نستطيع أن نصلح أي شيء، أنتم كأبناء السودان نقدر تضحياتكم والأرواح الكثيرة التي دفعتم بها في هذه الحرب، أرجو منكم الآن أن تمدوا أياديكم للسلام، ونعمل جميعا على إيقاف هذه الحرب اللعينة، ولكل بداية نهاية، وأرجو أن تكون بدايتكم لبناء السودان بايقاف الحرب وتجنبوا السودان مزيدا من الخراب والدمار.