لبنان ٢٤:
2025-01-30@22:34:33 GMT

هل صحيح أن حزب الله مأزوم في بيئته؟

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

هل صحيح أن حزب الله مأزوم في بيئته؟

قد تنجح المساعي المبذولة، دوليًا وعربيًا، في التوصّل إلى هدنة إنسانية جديدة في قطاع غزة بعدما وصلت معاناة أهله إلى حدّ لم يعد مقبولًا، وقد لا تنجح. وهذا يعني في حال فشلت تلك المساعي أن آلة الموت الإسرائيلية مستمرة في زهق المزيد من الأرواح، وفي تدمير ما لم يهدّم من منازل ومستشفيات ودور عبادة بعد على رؤوس الملتجئين إليها للاحتماء من نار جهنم.

  
لا شيء مضمونًا في ما يمكن أن يُقدم عليه العدو، خصوصًا إذا كان يشعر بأنه "مزروك في زاوية" المواقف الدولية، التي باتت تطالبه بوقف مجازره ضد الأطفال والنساء والشيوخ والعجّز والمرضى. فـ "الهدنة الإنسانية" في غزة مطلوبة اليوم وفي كل الأوقات، ولكن ما هو مطلوب أكثر هو وقف فوري ونهائي للنار، بعدما تبيّن لبعض مناوئي سياسة نتنياهو أن العنف لم يحّل مشاكل اسرائيل الداخلية في الماضي، وهي بالتأكيد لن تكون وسيلة ناجعة لإيجاد حلول لهذا الكمّ من التناقضات، التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي المركّب والهجين.  
في المقابل، فإن جبهة الجنوب المفتوحة على كل الاحتمالات ستتأثر إيجابًا في حال نجحت المساعي الدولية في فرض هدنة جديدة. أمّا إذا استمرّت الحرب الهمجية على غزة وسقطت كل المساعي الديبلوماسية فإن الجبهة الجنوبية ستتأثر سلبًا، خصوصًا بعد التحذيرات التي نقلتها وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للمسؤولين اللبنانيين مرّة جديدة وأضيفت إلى سلسلة التحذيرات الفرنسية المتلاحقة المتعلقة بنظرة باريس إلى ما يحدث على طول الخط الأزرق بعين القلق والريبة.  وقالت لمن التقتهم في بيروت، بعد زيارتها تل أبيب، إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً". 
ما حملته الوزيرة الفرنسية معها هذه المرّة لم يفاجئ الذين التقتهم في بيروت او حتى "حزب الله".  إلا أن ذلك لم ينفِ خطورة ما يجري في الجنوب، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع الميدانية، التي بدأت تتوسع أكثر من ذي قبل، وكان آخرها الغارة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقة بوصليا الواقعة في منطقة بعيدة عن دائرة الاشتباكات. من هنا تأتي التحذيرات الفرنسية.  
وفي رأي بعض المراقبين فإن ما أطلقته كولونا من تحذيرات هو بمثابة قرع لجرس الإنذار من احتمال انفجار حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله". وأن أهمية كلامها هو أنه جاء بعد زيارتها المباشرة لتل أبيب. وهذا يعني أنها سمعت ممن التقتهم هناك كلامًا لا يطمئن في ما خصّ التهديدات الإسرائيلية بإبعاد "حزب الله" بالقوة عن الحدود اذا عجزت المساعي الديبلوماسية عن تحقيق هذا الهدف. 
فجديد كولونا أنها حملت إلى اللبنانيين مباشرة ما كانت سمعته من الإسرائيليين. وهذا ما كان قد تبّلغه لبنان من الموفدين الأميركيين. لكن ما سمعته الوزيرة الفرنسية من كلام لبناني من تحميل إسرائيل مسؤولية ما يجري في الجنوب ومسؤولية تطور المناوشات إلى حرب شاملة جعلها ترفع من منسوب تحذيراتها، عندما قالت إنه اذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى، والوضع خطر جداً.  
حيال هذه المعطيات وجدت قيادة" حزب الله" نفسها أمام مهمة ليست سهلة، وهي الإجابة عن أسئلة محورية بدأت تطل برأسها أخيراً بإلحاح وسط القاعدة الجماهيرية للحزب وفي وسط بيئته الحاضنة التي ساورها القلق، وهي تتركز على جدوى فاعلية الدعم الذي دأب الحزب على تقديمه كفعل إسناد لغزة ومقاومتها التي تخوض مواجهة لا هوادة فيها مع آلة الحرب الاسرائيلية منذ ما يتعدّى السبعين يوماً. وهذا ما عبّر عنه بوضوح، وللمرة الأولى الوزير السابق وئام وهاب عندما سأل عن جدوى المناوشات الجنوبية. 
فخلاصة ما جاءت به الوزيرة الفرنسية هي أن الأمور يمكن أن تسير بشكلٍ جيد ويمكن أيضاً أن تكون أيضًا سيئة. فالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تضغطان لسحب مسلحي "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، وبالتوازي فإن "الحزب" يواجه خيارات تتراوح بين الانسحاب أو مواجهة حرب حقيقية شاملة مع إسرائيل، مع إصراره على عدم الانسحاب من مواقعه، التي يعتبرها الحصن الدفاعي الأخير، وهي ورقة لن يتنازل عنها أيًّا يكن حجم الضغوطات التي يتعرّض لها.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟

تناول سيث جاي. فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله، والذي بدأ في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد أكثر من عام من الصراع المكثف.

عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار

وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي تم تحديده في البداية لمدة ستين يوماً، في أعقاب العملية البرية التي شنتها إسرائيل في لبنان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024، والتي استهدفت قادة حزب الله ومستودعات الصواريخ.

وتهدف الاتفاقية إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ظل غير مفعَّل  منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.

تحديات الحفاظ على وقف النار

وسلط فرانتزمان، مؤلف كتاب "حرب السابع من أكتوبر: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة" (2024)، الضوء على تحديات الحفاظ على وقف إطلاق النار والديناميكيات الجيوسياسية وإمكانية تجدد الصراع.
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في غضون 60 يوماً بينما من المتوقع أن ينتشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود لمنع عودة حزب الله. 

Can The Israel-Hezbollah Ceasefire Hold? https://t.co/m1NzQB7I9a
by @sfrantzman via @TheNatlInterest
With a new administration in Washington and a renewed focus on the West Bank, it is in Israel’s interests to maintain the ceasefire in Lebanon.

— Elke Götze (@Pucemargine) January 29, 2025

وأوضح الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن التأخير في انسحاب إسرائيل واستمرار وجود حزب الله في جنوب لبنان يعقد الوضع. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار،

With a new administration in Washington and a renewed focus on the West Bank, it is in Israel’s interests to maintain the ceasefire in Lebanon, writes Seth J. Frantzman.https://t.co/Yal2uIO9GB

— Center for the National Interest (@CFTNI) January 29, 2025

لكنه شدد على أن الأمن يظل أولوية غير قابلة للتفاوض. لذا، في الوقت نفسه، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها بالقرب من الحدود، وصادرت الأسلحة وفككت البنية التحتية لحزب الله.

وما يزال حزب الله، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال الصراع، قوة فعالة. فقد استغلت الجماعة تاريخياً فراغ السلطة في جنوب لبنان، كما رأينا بعد انسحاب إسرائيل في عامي 2000 و2006.

عودة حزب الله تقوض وقف إطلاق النار

وحذر فرانتزمان من أن عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار.

بالإضافة إلى ذلك، واجه دعم إيران لحزب الله انتكاسات بسبب سقوط نظام الأسد في سوريا، والذي سهّل في السابق نقل الأسلحة إلى الجماعة.

اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية الليلة الماضية في جنوب لبنان على معدات هندسية يستخدمها حزب الله لإعادة بناء "البنية التحتية العسكرية" في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

وتعهد نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، بمواصلة المقاومة ضد إسرائيل، نافياً السيطرة المباشرة على حزب الله لكنه أكد على الدعم الأيديولوجي لإيران.

تحديات تواجه لبنان

وتناول فرانتزمان أيضاً السياق الإقليمي الأوسع، بما في ذلك جهود الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية الليلة الماضية في جنوب لبنان على معدات هندسية يستخدمها حزب الله لإعادة بناء "البنية التحتية العسكرية" في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقال إن الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام يواجهان التحدي الفوري المتمثل في نشر الجيش اللبناني على الحدود ومنع عودة حزب الله.

ومع ذلك، فإن نفوذ حزب الله الراسخ في لبنان يشكل عقبة كبيرة أمام هذه الجهود.

ويشكل الانتشار الأخير للجيش اللبناني في كفر شوبا في جنوب لبنان خطوة إلى الأمام، لكن قدرة الجماعة على إعادة التجمع تظل مصدر قلق.

اتفاق غزة 

على الجانب الإسرائيلي، يتزامن وقف إطلاق النار مع حزب الله مع هدنة مؤقتة مع حماس في غزة، والتي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) 2025. وتبدي الحكومة الإسرائيلية اهتماماً بتحويل انتباهها إلى مكافحة الجماعات الإرهابية في الضفة الغربية، كما يتضح من إطلاق "عملية الجدار الحديدي".

وصاغ وزير الدفاع يسرائيل كاتس العملية على أنها رد على التهديدات المدعومة من إيران، مما يشير إلى تصميم إسرائيل على معالجة التحديات الأمنية على جبهات متعددة.

مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي في الضفة الغربية - موقع 24قتل 10 فلسطينيين مساء اليوم (الأربعاء) بقصف إسرائيلي في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية.

وأوضح الكاتب أن الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان يتماشى مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب تسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وتعزيز جهود التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

مدى نجاح وقف إطلاق النار

ومع ذلك، يرى الكاتب أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على قدرة الحكومة اللبنانية على فرض سيطرتها على جنوب لبنان ومنع إعادة تسليح حزب الله. إن سقوط نظام الأسد وتولي قيادة لبنانية جديدة ووقف إطلاق النار في غزة كلها عوامل تخلق مجتمعةً فرصةً لاستمرار وقف إطلاق النار في لبنان إلى ما بعد فترة الستين يوماً الأولية.

ولفت الكاتب النظر إلى الطبيعة الهشة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مشيراً إلى التفاعل المعقد بين العوامل العسكرية والسياسية والإقليمية.

وفي حين يوفر وقف إطلاق النار هدنة مؤقتة من الصراع، فإن قابليته للاستمرار على المدى الطويل يعتمد على قدرة كل من إسرائيل ولبنان على معالجة المخاوف الأمنية الأساسية ومنع عودة حزب الله إلى الظهور.

مقالات مشابهة

  • هل يصمد وقف النار بين حزب الله وإسرائيل؟.. تقريرٌ يُجيب
  • لبنان يفتخر... عصمت غانم رئيساً للجمعية الفرنسية لجراحة عظام الأطفال
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية معنوية تُدرك بالبصيرة.. وهذا تشريف للأمة
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • خبير عسكري: اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان لم ينفذ بشكل صحيح.. خروقات مستمرة
  • ‏وكالة الصحافة الفرنسية نقلًا عن مصادر من حماس: إسرائيل تؤخّر إدخال المساعدات لغزة وهذا قد يؤثّر على إطلاق الرهائن
  • ما جديد ملف أسرى حزب الله؟
  • حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا .. هل هو صحيح ؟
  • هل تصمد التهدئة في لبنان؟