العام 2023 الذي بدأ بإبحار سلسل للاقتصاد العالمي - مع اختفاء أزمات سلاسل الإمداد وتباطؤ التضخم وتبدد هواجس وباء كورونا - يبدو أنه ينتهي بعاصفة متجمعة أخرى حيث تواجه صناعة النقل البحري وتجار التجزئة الذين يعتمدون عليها أزمات في أكبر قناتين للمحيطات في العالم.

ورغم إن مصادر وأسباب الأزمتين مختلفة للغاية، لكن التداعيات تبقى كبيرة ومؤثرة بنفس القدر.

يهاجم المسلحون الحوثيون، لدعم حماس في حربها مع إسرائيل، السفن التجارية أثناء إبحارها عبر اليمن في طريقها إلى أو من قناة السويس المصرية.

على بعد حوالي 7200 ميل إلى الغرب، يتعرض الممر المائي الرئيسي الآخر في العالم في بنما للتعطيل بسبب الجفاف.

ومع وصول هذه المشكلات إلى الطرق التي تتعامل مع ما يقرب من 20 بالمئة من التجارة العالمية، فإنها تفرض تحولات واسعة النطاق على الشحن التجاري العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع فواتير الشحن، وتعزيز أسهم شركات الشحن.

وقد أجبرت حوالي 180 سفينة حاويات لتحويل مسارها حول إفريقيا أو تم إيقافها في انتظار التعليمات لتجنب الهجمات في البحر الأحمر، وفقًا لبيانات صدرت في وقت متأخر من الأربعاء من شركة Flexport Inc، وهي منصة شحن رقمية مقرها سان فرانسيسكو.

ومن شبه المؤكد أن ينضم إليهم مئات آخرون إليهم، ما لم تُضمن القوى الغربية صناعة الشحن إمكانية قمع الحوثيين والسيطرة عليهم، الذين تعهدوا بمواصلة هجماتهم. وبالمثل، استمرت تحويلات مسار السفن في بنما لأسابيع حيث تحد مستويات المياه المنخفضة من عدد الرحلات.

عملية إعادة تحول سفن الشحن واسعة النطاق من (قناة السويس وقناة بنما) والتي تنقل كل شيء بدءًا من الألعاب وقطع غيار السيارات إلى الغاز والوقود والنفط الخام، سيؤدي ذلك على المدى القصير إلى رفع التكاليف، وسيتسبب في أسابيع من التأخير، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض السلع. كما أنه سيعرقل الخدمات اللوجستية للشركات البرية التي تعتمد على جداول النقل البحري المتوقعة.

الآثار المباشرة:

ارتفاع تكلفة نقل الحاويات: قفزت تكلفة نقل البضائع في حاوية بطول 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا بنسبة 16 بالمئة خلال الأسبوع الماضي وارتفعت بنسبة 41 بالمئة هذا الشهر وفقًا لمؤشر Drewry العالمي للحاويات الصادر الخميس. ارتفاع أسعار شحن الوقود: ترتفع كذلك فواتير شحن الوقود، حيث تعلن بعض شركات النفط الكبرى مثل بريتش بتروليوم وشركات صهاريج النفط أنها ستتجنب جنوب البحر الأحمر (باب المندب).

التداعيات الاقتصادية المحتملة التي تضرب التجارة العالمية اليوم كالصاعقة، تُلفت الانتباه إلى هشاشة التجارة العالمية أمام اختلالات كتلك الناتجةٍ عن تفشي وبائيٍ مميتٍ أو حادثةٍ عشوائية مثل جنوح سفينة إيفرغيفن وإعاقتها لطريقٍ تجاريٍ مهمٍ لأيامٍ عديدة (في قناة السويس في عام 2021).

لكن هذه المرة السبب وراء أزمة سلاسل التوريد هو قلة هطول الأمطار في أميركا الوسطى، وحربين إقليميتين، وحقيقة مفادها أن الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يطلقها الحوثيون على البحر يمكن أن تعطل عمل بعض أكبر الآلات في العالم.

أزمة في توقيت شبه مثالي

بالنسبة لصناعة الخدمات اللوجستية، فإن توقيت إعادة توجيه السفن بعيدا عن مسارتها الطبيعية ليس بالتوقيت المناسب على الإطلاق. فجميع السفن التي تم تحويلها من قناة السويس - وكذلك أي السفن التي تنتظر - سوف تتأخر لمدة أسبوع أو أسبوعين على الأقل عن الوصول إلى وجهتها.

يحدث ذلك خلال واحدة من أكثر الأوقات ازدحامًا في العام بالنسبة للصادرات من الصين لإعادة التخزين التي يقوم بها تجار التجزئة بعد العطلات وقبل إغلاق المصانع الصينية لقضاء عطلة السنة القمرية الجديدة في فبراير.

بالنسبة للاقتصاد العالمي الذي يمر بمفترق طرق، فإن هذه سحابة أخرى تخيم على التوقعات وتحجب الرؤية، في الوقت الذي يدرس فيه صانعو السياسة في البنوك المركزية كيفية إنهاء معاركهم ضد التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة.

ولم تتمكن العديد من الشركات في الولايات المتحدة وأوروبا إلا في الآونة الأخيرة من ضبط المخزونات وإعادتها إلى مستوياتها الطبيعية، وتكافح من أجل التخطيط للطلب في عام 2024 في ظل الوضع الجيوسياسي غير المستقر.

وقالت تريين نيلسن، المدير الأول ورئيس قسم الشحن البحري الأوروبي لدى شركة فليكسبورت، في مؤتمر عبر الهاتف هذا الأسبوع: "ليس هذا هو الوقت الأسهل لممارسة الأعمال التجارية هذه الأيام"، مضيفة "من الواضح أن احتمال نفاد المخزون هو أحد الأشياء التي نشجع الجميع على النظر فيها - بسبب تأخير عمليات الشحن - ولأن تكلفة نفاد المخزون قد تكون أعلى من تكلفة خدمات الشحن السريع."

خيارات الشحن الجوي

شركات الشحن، في خضم تقييم خياراتها، تعود إلى رحلات نصف الكرة الجنوبي والتي كانت شائعة في القرون التي سبقت بناء طريقين مختصرين بين القوى التصديرية في آسيا والمحركات الصناعية المتقدمة في أميركا الشمالية وأوروبا.

وقال مسؤول تنفيذي في شركة لوجستية كبرى، رفض الكشف عن هويته نقلاً عن مداولات داخلية، إنه يتم حث أصحاب البضائع على النظر في جميع البدائل لتجنب كلتا القناتين، بما في ذلك الشحن الجوي على الرغم من ارتفاع أسعاره مؤخرًا أيضًا، بحسب بلومبرغ.

تخطط شركة أبركرومبي آند فيتش للتحول إلى الشحن الجوي لتجنب الاضطرابات، وفقًا لبريد إلكتروني أرسلته للموردين.

وأوضحت شركة بيع الملابس بالتجزئة أن خطوط الشحن في البحر الأحمر مهمة لعملياتها لأن جميع شحناتها من الهند وسريلانكا وبنغلاديش تمر عبر هذا الطريق للوصول إلى الولايات المتحدة.

كما حذرت شركة الأثاث السويدية العملاقة "إيكيا" من نقص محتمل في بعض المنتجات.

يتوقع مصنع Button & Sprung البريطاني للمفروشات والمرتبات بعض التأخير والانقطاع في سلاسل التوريد بسبب أنها تحصل على الأقمشة للتنجيد من الصين والهند.

يقول آدم بلاك، الشريك المؤسس في Button & Sprung: "أدرك جيدًا أنه قد يحدث انقطاع في سلسلة التوريد، وفترات انتظار زمنية أطول، وارتفاع في الأسعار إذا كان علينا نقل الأقمشة حول رأس الرجاء الصالح"، وأضاف أن معظم مصادر شركته تأتي من المملكة المتحدة وأوروبا.

القطاعات المتأثرة بشكل خاص:

تجار التجزئة في قطاع الأزياء: قد تتأثر بشكل خاص بسبب أهمية خطوط الشحن في البحر الأحمر لعملياتهم. شركات نقل السلع الضخمة منخفضة القيمة: قد تعاني من زيادة تكاليف الشحن والاضطراب في سلاسل التوريد.

سعة تخزين أقل

تحاول الشركات التي تقوم بالكثير من الأعمال مع شركات النقل البحري نيابة عن عملائها تحديد أوقات وصول جديدة للبضائع. قدرت شركة الخدمات اللوجستية الدنماركية DSV أن فترات العبور الأطول وتقييد السفن لفترات أطول ستؤدي إلى تقليل سعة التخزين بنسبة تصل إلى 20 بالمئة.

ويقدر إريك مارتن نوفيل، نائب الرئيس التنفيذي للشحن في شركة Geodis، وهي شركة لوجستية أخرى، أن السفن التي يتعين عليها الآن السفر حول رأس الرجاء الصالح ستقضي حوالي 60 يومًا في السفر من الصين إلى أوروبا مقارنة بـ 40 يومًا عبر قناة السويس.

وقال إن التكاليف قد تصل إلى أربعة إلى خمسة أضعاف، مضيفا أن هذه التقديرات تنطبق أيضًا تقريبًا على شركات الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

يستغرق الشحن الجوي من الصين إلى أوروبا حوالي 48 ساعة، لكنه مكلف للغاية بالنسبة للعديد من الشركات، خاصة تلك التي تنقل سلعًا أثقل وأقل قيمة.

عادة، كان من الممكن أن تكون السكك الحديدية خيارا، حيث تعبر من الصين عبر روسيا إلى أوروبا خلال رحلة تستغرق أسبوعين تقريبا. لكن مارتن نوفيل قال إن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تسبب في أغلق معظم هذه الطرق.

حلول بطيئة

لا يبدو من المتوقع التوصل إلى حل لأزمة قناة السويس أو بنما في غضون أيام.

تعهد الحوثيون في اليمن بمواصلة استهداف السفن على الرغم من التحرك الأميركي لتشكيل قوة بحرية دولية لحماية التجارة عبر البحر الأحمر. ومن المرجح أن يكون النهج الرئيسي للقوات المتحالفة هو النهج الدفاعي، مما يعني أن مالكي قد يرغبون في رؤية ومعرفة مدى نجاح التحالف قبل العودة إلى البحر الأحمر.

أزمة بنما المنسوبة إلى الأحوال الجوية وظروف المناخ من المؤكد أنها ستستمر حتى فبراير على الأقل.

مع تفاقم الأزمة هذا الأسبوع، ارتفع سعر النفط الخام، بالرغم من أنه يستعد لتسجيل أول تراجع سنوي له منذ عام 2020. وقالت شركتا النفط والغاز العملاقتان "بي.بي" وإكوينور إنهما ستبتعدان عن الإبحار في البحر الأحمر، في وقت يشعر بعض أصحاب الناقلات بالقلق أيضًا.

تشهد أسعار شحن البضائع لأكبر الناقلات التي يمكنها الإبحار عبر قناة السويس بكامل حمولتها ارتفاعًا حادًا أيضًا. فقد قفزت أسعار سفن فئة Suezmax، والتي سميت بهذا الاسم لأنها أقصى حجم يمكنه عبور القناة ممتلئًا، إلى 90 نقطة على مقياس Worldscale القياسي في الصناعة، ارتفاعًا من 75 نقطة تقريبًا قبل أسبوع، وفقًا لبيانات من بورصة البلطيق في لندن.

أزمة دائمة

يتوقع راهول كابو، رئيس تحليلات وأبحاث الشحن في إس آند بي غلوبال للسلع، أن تستمر التكاليف الاقتصادية في التصاعد حتى يتم استعادة الممر الآمن للسفن، ومع ذلك، من المرجح أن يحد ضعف الطلب الاستهلاكي من الزيادة الكبيرة في أسعار الشحن.

وقال في مقابلة مع وكالة بلومبرغ العالمية: "على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا أن التوترات والصراعات الجيوسياسية أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا للتجارة العالمية".

يرى تحليل من Bloomberg Economics أن التأثير على الاقتصاد العالمي سيكون محدودًا حيث تقوم صناعة الشحن بإعادة توازن طاقتها، ربما في غضون أسابيع.

تقول مايفا كوزين، كبيرة الاقتصاديين منطقة اليورو في بلومبرغ، إن أسعار الشحن تمثل جزءًا صغيرًا من أسعار المستهلكين (التضخم) بشكل عام، لذلك يجب احتواء التأثير ما لم تتسع تهديدات التجارة وتستمر لعدة أشهر.

تحديات إضافية بالإبحار حول رأس الرجاء الصالح:

تغيير المسار والتخطيط للتأخير ليسا العاملين الوحيدين عند تقييم المخاطر المحتملة. فالمرور حول إفريقيا يأتي بتحدياته الخاصة، بما في ذلك الطقس غير المتوقع مما يؤدي إلى اضطراب منطقة المياه المعروفة بصعوبة الإبحار فيها.

يقول لارس جنسن، الرئيس التنفيذي لشركة Vespucci Maritime، خلال ندوة Flexport هذا الأسبوع: "بينما من السهل النظر إلى جدول بيانات والقول، حسنًا، إنها بضعة آلاف إضافية من الأميال البحرية ويمكننا الإبحار بشكل أسرع قليلاً... الأمور ليست بهذه السلاسة عند الإبحار جنوب إفريقيا. نعم، يمكنك الإبحار بشكل أسرع، لكن يجب أيضًا توقع تأخيرات متعلقة بالطقس بمجرد عبور تلك المساحة المائية."

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الحوثيون اليمن قناة السويس الممر المائي الجفاف إفريقيا البحر الأحمر الشحن التجارة العالمية التجارة قناة السويس اللوجستية البنوك المركزية التضخم الفائدة الملابس إيكيا سلسلة التوريد الأزياء الشركات التكاليف السكك الحديدية بنما الحوثيون اليمن أزمة بنما البضائع السفن حركة السفن الشحن البحري قطاع الشحن البحري هجمات البحر الأحمر الهجمات البحرية سلاسل التوريد الحوثيون اليمن قناة السويس الممر المائي الجفاف إفريقيا البحر الأحمر الشحن التجارة العالمية التجارة قناة السويس اللوجستية البنوك المركزية التضخم الفائدة الملابس إيكيا سلسلة التوريد الأزياء الشركات التكاليف السكك الحديدية بنما الحوثيون اليمن أزمة بنما البضائع اقتصاد فی البحر الأحمر قناة السویس الشحن الجوی من الصین إلى أو

إقرأ أيضاً:

قناة السويس تبحث مع ٢٣ جهة ملاحية عالمية تطورات الوضع بالبحر الأحمر

 

ربيع: الأوضاع الراهنة في البحر الأحمر تشهد مؤشرات إيجابيةالوكلاء الملاحيون يطالبون بالتواصل مع شركات التأمين الملاحية لإعادة تقييم الأوضاع واستعادة حركة الملاحة بالمنطقة


 

قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر تشهد العديد من المؤشرات الإيجابية تجاه بدء عودة الاستقرار إلى المنطقة بما يجعل الفرصة سانحة لاتخاذ إجراءات تنفيذية نحو تعديل الجداول الملاحية تمهيدا لعودة الملاحة البحرية تدريجيا إلى مسارها الطبيعي. 
جاء ذلك خلال لقاءه مع ممثلي ٢٣ جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية الكبرى، بحضور رؤساء غرف الملاحة في السويس وبورسعيد والإسكندرية، لبحث تأثير بدء عودة الاستقرار النسبي في منطقة البحر الأحمر وباب المندب على خطط وجداول الإبحار في قناة السويس خلال الفترة المقبلة، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.

واكد ربيع حرص الهيئة على تحقيق التواصل المباشر والفعال مع كافة عملائها للتشاور وتبادل الرؤى حيال مستجدات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، مثمنا الدور الهام للتوكيلات الملاحية باعتبارهم حلقة وصل أساسية وشركاء نجاح نحو تحقيق المصالح المشتركة.

 

ووجه الفريق ربيع رسالة طمأنة للمجتمع الملاحي بأن الظروف مهيأة لبدء عودة الملاحة البحرية تدريجيا بمنطقة البحر الأحمر، معلنا جاهزية قناة السويس للعمل بكامل طاقتها لاستقبال الخدمات الملاحية المختلفة للخطوط الملاحية الكبرى، معربا عن تفهمه للتخوفات الأمنية لدى شركات الملاحة والخطوط الملاحية وحرصهم على مراعاة السلامة البحرية للسفن والأطقم البحرية.

وقال أن قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها البحرية واللوجيستية منذ بداية الأزمة بل عكفت على اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليل تداعيات الأزمة على عملائها وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة من خلال استحداث حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن متاحة من قبل مثل تقديم خدمات الإنقاذ البحري، والإسعاف البحري ومكافحة التلوث وصيانة وإصلاح السفن، وخدمة التزود بالوقود، وخدمة تبديل الأطقم البحرية.

وأضاف بأن الإجراءات لم تقتصر عند هذا الحد فحسب بل حرصت الهيئة على التعامل بمرونة بتثبيت السياسات التسعيرية لكافة أنواع السفن كما كانت عليه قبل الأزمة، ومد العمل بمنشورات التخفيضات، تأكيدا لدور القناة الداعم لصناعة النقل البحري.

وأوضح رئيس الهيئة أن قناة السويس استمرت في تنفيذ خططها الطموحة لتطوير المجرى الملاحي للقناة رغم التحديات المختلفة، مشيرا في هذا الصدد إلى انتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي وبدء تشغيله الفعلي خلال الفترة المقبلة.

وأكد الفريق ربيع على الأهمية الكبيرة لمشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه وما سيتيحه من مزايا ملاحية عديدة من زيادة عامل الأمان الملاحي وتقليل تأثير التيارات المائية والهوائية بعد توسعة القناة 40 مترا جهة الشرق وزيادة العمق من 66 قدم إلى 72 قدم في نطاق مشروع توسعة القناة وذلك من الكم 132 ترقيم قناة إلى الكم 162 ترقيم قناة، فضلا عن ما يتيحه مشروع ازدواج القناة من زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل من 6_8 سفن يوميا وإضافة 10 كيلومترات، تضاف إلى قناة السويس الجديدة ليصبح طولها 82 كيلو متراً بدلاً من 72 كيلو متراً.

كما استعرض رئيس الهيئة التأثيرات السلبية لأزمة البحر الأحمر على معدلات الملاحة بالقناة والتي تاثرت تأثرا شديدا في ضوء التخوفات الأمنية واتجاه العديد من الخطوط الملاحية للعبور من رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع تكاليف النقل البحري في هذا المسار وافتقاده للخدمات الملاحية، فضلا عن زيادة المخاطر البيئية.

من جانبه، أعرب  بهاء بدر رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربى للأعمال البحرية والتجارة EVERGREEN lINE عن تقديره للجهود المبذولة من قبل الهيئة لتطوير المجرى الملاحي للقناة و إضافة حزمة جديدة من الخدمات الملاحية واللوجيستية والتي سيكون لها مردود إيجابي نحو تشجيع الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من قناة السويس.

فيما أكد اللواء إيهاب البنان رئيس مجلس إدارة شركة كلاركسون على أهمية استمرار التواصل مع كافة الخطوط الملاحية والجهات الفاعلة في المجتمع الملاحي، كما اقترح دراسة إمكانية تقديم حوافز مؤقتة لتشجيع عبور السفن عبر القناة.

واكد هاني النادي ممثل مجموعة MAERSK في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حرص المجموعة على العودة مرة أخرى للعبور من قناة السويس ومتابعتها عن كثب للمؤشرات الإيجابية للأوضاع في منطقة البحر الأحمر وجاهزيتها للعودة مرة أخري فور استقرار الأوضاع بشكل كامل.

وأكد الربان محمد بدوي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للملاحة على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات بصورة دورية باعتبار التوكيلات الملاحية شريك رئيسي في تسويق وإبراز مشروعات التطوير المستمرة والخدمات المختلفة التي تقدمها القناة، كما طرح إمكانية منح حوافز تشجيعية على نطاق ضيق على أن تكون لفترات مؤقتة و لأنواع محددة من السفن.

وأشار  طارق زغلول المدير التنفيذي لمجموعة CMA CGM في مصر والسودان الى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها قناة السويس للمجموعة الفرنسية باعتبارها شريك استراتيجي هام، مشيرا إلى أن القناة تشهد يوميا عبور بعض السفن التابعة للمجموعة، معربا عن ترقب الخط الملاحي لاستمرار استقرار الأوضاع في منطقة البحر الأحمر لاتخاذ قرار العودة لخدماته الملاحية المختلفة تباعا.

وأوضح  إيهاب فتحي مدير عمليات تشغيل الخط الملاحي MSC خدمات الصيانة والإصلاح التي تقدمها الهيئة من خلال الترسانات والشركات التابعة لها، مشيرا إلى استقبال ترسانة بورسعيد البحرية لسفينتين من السفن التابعة للمجموعة لإجراء أعمال الصيانة والإصلاح.

من جهته، أشاد  محمد مصيلحي رئيس غرفة ملاحة الإسكندرية بالجهود المبذولة من قبل الهيئة لتحقيق التواصل المستمر والفعال مع الخطوط الملاحية وبث رسائل طمأنة من شأنها تشجيع عودة الملاحة بالمنطقة ولقناة السويس لسابق عهدها.

وطالب عادل اللمعي رئيس غرفة ملاحة بورسعيد بالتواصل مع شركات التأمين حتى يتسنى لها إعادة تقييم الأوضاع بالمنطقة وتصنيفها كمنطقة آمنة للعبور بما سيساهم في سرعة عودة السفن للعبور مرة أخرى في البحر الأحمر.

فيما أعرب اللواء عبد القادر جاب الله رئيس غرفة ملاحة السويس عن أمله في أن تشهد الأيام القادمة إنفراجة حقيقية تجاه عودة الملاحة للمنطقة تباعا وبشكل تدريجي، مؤكدا على الدور المنوط بالتوكيلات الملاحية كوسيط رئيسي في إيصال الصورة الحقيقية للوضع الراهن بالمنطقة إلى الشركات و الخطوط الملاحية.

وأكد ممدوح طه مدير عام الملاحة بالتوكيل الملاحي COSCO أن عودة الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من قناة السويس مرة أخرى أمر حتمي حيث ينتظر المجتمع الملاحي استمرار استقرار الأوضاع في المنطقة.

وأشار  محمود القاضي المدير التنفيذي لكادمار للملاحة وكيل HMM إلى أن سياحة اليخوت في القناة تشهد رواجا كبيرا في ضوء التطوير الكبير الذي شهدته الخدمات المقدمة من قبل الهيئة في هذا المجال.

وفي ذات السياق، دعت  أماني حلمي المدير العام لدومنيون للتوكيلات الملاحية (مصر) إلى زيادة الحوافز المقدمة لتشجيع عبور اليخوت والسفن السياحية للقناة.

فيما دعا  أحمد المصري مدير العمليات بتوكيل MEDLEVANT إلى زيادة الاهتمام بالخدمات المقدمة إلى الأطقم البحرية للسفن العابرة.

واكد محمد سلطان رئيس العمليات بخط ONE في مصر على حرصه على نقل الانطباعات الإيجابية عن بدء عودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر للإدارة التنفيذية في سنغافورة واليابان كرسائل طمأنة من شأنها أن يكون لها بالغ الأثر نحو عودة السفن التابعة للخط الملاحي للعبور مرة أخرى فور استقرار الأوضاع بشكل كامل لاسيما في ضوء ارتفاع تكاليف العبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

وأكد الأستاذ نادر يوسف ممثل توكيل REDMAR على ضرورة الاهتمام بجذب كافة أنواع السفن وعدم الاقتصار على سفن الحاويات الكبيرة فقط.

كما شهد الاجتماع مشاركة ممثلي عدد من التوكيلات الملاحية مثل INCHCAPE، وCONSULT، و GLOBAL LOGISTICS، وLETH، وSPHINX، وLPH، و توافقت الآراء على ضرورة عقد هذه اللقاءات بشكل دوري على أن يعقبها اجتماعات مع القيادات التنفيذية بالخطوط والمنطمات الملاحية العالمية.


            

مقالات مشابهة

  • رئيس قناة السويس: لا معوقات أمام استئناف الملاحة في البحر الأحمر
  • هذه هي أولى السفن المحظورة التي تسمح لها صنعاء بعبور البحر الأحمر 
  • قناة السويس: مؤشرات على عودة الاستقرار للبحر الأحمر
  • هيئة قناة السويس: الاستقرار يعود إلى البحر الأحمر
  • الفريق أسامة ربيع: أزمة عزوف السفن عن المرور في قناة السويس «أمنية بالأساس»
  • ربيع: أتوقع العودة التدريجية للعمل في قناة السويس بالربع الأول من 2025
  • رئيس قناة السويس: مؤشرات إيجابية على بدء عودة الاستقرار إلى البحر الأحمر
  • رئيس قناة السويس: مؤشرات البحر الأحمر إيجابية وجاهزون لاستقبال السفن
  • قناة السويس تبحث مع ٢٣ جهة ملاحية عالمية تطورات الوضع بالبحر الأحمر
  • الفريق أسامة ربيع: قناة السويس حريصة على التواصل المباشر والفعال مع كل عملائها