#سواليف

الدور لنا لا علينا، وإننا لقادمون..

#الشيخ_كمال_الخطيب

لعلّ سائلًا يسأل كيف لأمة أو لحضارة أن تزدهر وتتقدم وتسود وتقود؟ وكيف لأمة ولحضارة أخرى أن تتراجع وتندثر وتتوارى؟ وهل هناك فارق بين #الحضارة_الإسلامية وبين غيرها؟ وبين #أمة_الإسلام وبين سائر الأمم؟ وهل قانون التداول القرآني {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} آية 140 سورة آل عمران ينطبق على المسلمين وعلى غيرهم؟ أم أن الله سبحانه يجامل المسلمين فينصرهم ويعلي شأنهم حتى لو خالفوا قانون وناموس الله في التداول؟!

مقالات ذات صلة حصاد 2023.

. هل اقتربت حقبة النفط من الزوال؟ 2023/12/22

ولعلّ سائلًا آخر يسأل ألا يوجد تناقض بين قول ووعد الله سبحانه {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} آية 105 سورة الأنبياء حيث تؤكد الآية أن الأرض لا يرثها ولا يحكمها إلا الصالحون. وبين قول وقانون الله في التداول الذي يشير إلى إمكانية أن يحكم #الأرض #الصالحون وأن يحكمها #الفاسدون، أن يحكمها #الطغاة المتجبرون وأن يحكمها من يقيمون شرع الله تعالى في الأرض {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} آية 140 سورة آل عمران. وللإجابة عن هذين السؤالين فلا بد معرفة هذه الحقائق.

لن يجاملنا الله

إن الله تعالى لا يمنّ على المستضعفين ولا ينصر المظلومين حتى وإن كانوا صالحين لمجرد كونهم مسلمين. وأنه لا يمكّن لهم في الأرض فقط كونهم مستضعفين، لأنه لو كان الأمر كذلك لرأينا أن الأرض كلها لا يحكمها إلا الصالحون حيث لا مكان للجبابرة والطواغيت والفاسدين سواء من حكام المسلمين أو من جبابرة أمريكا أو من عبّاد بوذا في الصين، وبذلك تغيب سنّة الابتلاء ويغيب الصراع والتدافع بين الحق وبين الباطل، بين الإسلام وبين الكفر.

وإنما يمنّ الله سبحانه على المستضعفين بالتمكين حينما يتعامل هؤلاء المستضعفين في الأرض وفق منهج الله سبحانه وبدافع الخضوع له وامتثال أحكامه وإقامة شرعه من منطلق ايماني حقيقي وعمل الصالحات، وليس من أجل عصبية عرقية أو مصلحة شخصية، ولذلك قال سبحانه {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ*وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} آية 13-14 سورة إبراهيم. وقال سبحانه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} آية 55 سورة النور. إذن فلا بد للتمكين في الأرض والاستخلاف فيها من عبادة حقيقية لله تعالى والامتثال لأمره والسير على منهجه الذي أنزله سبحانه، ولا يكون التمكين الاستخلاف بمجرد ادعاء الإيمان ولا بمجرد المظلومية.

هناك من يملا المقعد الشاغر

إن من سنن الله سبحانه ونظامه في الكون أن تظل الأرض معمورة ماضية في أخذ زينتها خاضعة لقانون التداول وسنن التطور الاجتماعي حتى يأتي وعد الله وتقوم الساعة وتتناثر حبات هذا الكون وينفرط عقده. بمعنى أنه لن يكون فراغ في قيادة الإنسانية وتبوأ موقع القيادة فيها. فإذا لم يكن المؤمن كان الكافر، وإذا لم يكن الصالح كان الفاسد، وإذا لم يكن المسلم كان غيره من الانجليزي أو الأمريكي أو الروسي أو الصيني أو الإسرائيلي، فيكون الحال مثل كفتي الميزان مرة ترجح هذه ومرة تطيش الأخرى.

وعليه فإذا كان المؤمنون والمسلمون الصادقون بإيمانهم أمناء على شرع الله ودينه جعل الله قيادة البشرية إليهم وأورثهم رأس الحضارة الإنسانية وهيأ لهم أسباب العزة والتأييد والتمكين من حيث لا يحتسبون {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} آية 96 سورة الأعراف. {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} آية 27 سورة الأحزاب.

ولكن إذا عاد المسلمون وأداروا الظهور لدين الله ونكصوا على أعقابهم وضيّعوا شرع الله ومنهاجه، وأصبحوا يقولون ما لا يفعلون، وليس لهم من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، وغرقوا في مستنقعات الذنوب والآثام والمعاصي، وأحلوا ما حرم الله عند ذلك حتمًا فإن الله سيستبدلهم ويجعل قيادة البشرية بيد غيرهم، بل بيد من كانوا بالأمس القريب تحت سلطانهم ولربما سلطهم عليهم فمارسوا عليهم القهر والإذلال لأن الله تعالى لا يجامل أحدًا، ولأنه لا يكون فراغ في قيادة الكون والله سبحانه لا يوقف حركه الدنيا ونواميسه فيها من أجل عيون أحد، حتى وإن كانوا هم المسلمين إذا كانوا بعيدين عن الإسلام.

لحكمة يريدها

إن من سنن الله تعالى وناموسه في الكون أنه قد يسلّط الكافر على المؤمن، والفاسد على الصالح والظالم على المستضعف لحكمة يريدها ولعبرة يريد سبحانه أن يحققها، ولعلّ منها أن ينتبه المؤمن وأن يستيقظ الصالح إلى تقصيره وأخطائه. وما أكثرها النصوص من الكتاب والسنة التي تشير إلى ذلك بقوله سبحانه {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} آية 129 سورة الأنعام ، وقوله تعالى {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} آية 251 سورة البقرة، وقول الرسول ﷺ: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الاكله إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت”.

وما أعظمها وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص وهو يستعد لمعركة القادسية ضد الفرس يحذّره فيها من الوقوع في السنّة الربانية الخطيرة، ويهيب به ان يبتعد هو وجنوده عن هذه المنزلقات والانحرافات والأخطاء التي تجعله يقع تحت هذه السنّة وحينها سيكون في الطريق قصيرًا لتسلط الظالمين على المسلمين، فقال له: “يا سعد ابن أم سعد لا يغرنك ان يقال خال رسول الله ﷺ، فإن الله لا يمحو السيء بالسيء ولكن يمحو السيئة بالحسنة. وليس بين الله وبين أحد نسب إلا بطاعته فآمرك ومن معك أن تكون أشد احتراسًا من ذنوبكم منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، فإذا استوينا وإياهم وإياهم بالمعصية غلبونا بكثرة العدة والعدد، ولا تقولوا عدوّنا شرّ منا فلن يسلّطه علينا. فربّ قوم سلّط عليهم من هو شرّ منهم كما سلّط على بني إسرائيل لما عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعدًا مفعولًا”.

ومثل فهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لهذه السنّة الربانية والتحذير من الوقوع فيها، فكذلك كان فهم أبي الدرداء رضي الله عنه وما قاله يوم فتح المسلمون جزيرة قبرص وكان واحدًا منهم، فقد شوهد وهو جالس على صخرة يبكي فقال له جبير بن نفير: أتبكي يا أبا الدرداء في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال أبو الدرداء: ويحك يا جبير، إن هذه كانت أمة قاهرة لهم الملك فلمّا ضيّعوا أمر الله سيّرهم إلى ما تراه وسلّط عليهم أمة أخرى فليس لله فيهم حاجة. ثم قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما أهون العباد على الله إذا تركوا أمره”.

إنه الفهم الواضح إلى أن سنن الله تعالى تجري على كل من خلق الله، وأن الله سبحانه لا يجامل أحدًا من خلقه، وأنه كما يمكّن الله للمؤمنين لما يطيعوا أمره فإنه سبحانه يمكّن لغيرهم ويسلْط غيرهم عليهم إذا هم عصوه سبحانه وخالفوا هديه ولم يعملوا بمقتضى التكليف الذي به كلّف الله أمة محمد ﷺ {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آية 124 سورة آل عمران.

بين الإعزاز والتسليط

إننا لما ننحرف عن الجادة ونبتعد عن هدي الكتاب وتعاليم السنة الشريفة، عند ذلك ستجري علينا سنن الله في التبادل ولن يجاملنا الله في ذلك.

نعم إنه الفارق بين الإعزاز والتسليم، لقد قال الله تعالى {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} آية 8 سورة المنافقون. وعليه فإننا نرى أن علوّ أمريكا والغرب بكل أسباب القوة والعنفوان المادي وما يقابله من تراجع للمسلمين عن الصداره والقياده إنه ليس إعزازًا ولا تكريمًا من الله لهم، وليس رضًا من الله على أفعالهم وإنما هو من تسليط من الله لهم علينا. نعم إنه التسليط علينا بعد إذ انحرفنا وأدرنا ظهورنا لإسلامنا وأصبحنا لا نعرف من الإسلام إلا اسمه.

إن مثل ما نحن عليه كمسلمين ومثل ما عليه أعداؤنا كمثل الرجل يملك دولارًا واحدًا فإنه سينظر بعين الإعجاب والدهشة لمن يملك ألف دولار ويقول ما أغناه، وأن الذي يملك ألف دولار سينظر إلى من معه مليون دولار فيستصغر نفسه وما يملكه قياسًا بصاحب المليون وسيقول ما أغناه. فليس أن حضارة الغرب غنية وقوية ولكن لأننا نحن المسلمين فقراء ضعفاء فإننا ننظر إليهم بعين الانبهار والإكبار.

وعليه فإن ما يجري في هذه المرحلة فإنه ليس إعزاز لهم ولكنه تسليط علينا بما كسبت أيدينا، وسيرفعه الله عنّا إذا رجعنا إلى ديننا وسترتفع عنا عقوبة التسليط هذه، وكما قيل في الأثر: “من عرفني وعصاني سلّطت عليه من لا يعرفني” فكم من عزيز ذلّ وذليل عزّ، وكم من موسر أعسر ومن معسر أيسر. فلا العزيز يظلّ عزيزًا إلى الأبد ولا الذليل يظلّ ذليلًا إلى الأبد، ولا القوي يظلّ قويًا إلى الأبد ولا الضعيف يظل ضعيفًا إلى الأبد.

الدور لنا لا علينا

إنه هو وفق قانون التداول {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} آية 140 سورة آل عمران فإن كل المؤشرات تدلّ وتؤكد أن الدورة الآن هي دورة الإسلام، وأن الصحوة الإسلامية العالمية تشير إلى أن قيادة العالم توشك أن تنتقل من الغرب إلى الشرق “الإسلام”، وأن زمن التسليط يوشك أن ينتهي وأن دورة الإعزاز لنا من جديد توشك أن تبدأ.

يقول المرحوم الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه الرائع – المبشرات بانتصار الإسلام: “ومن نظر في أحوال الأمم عبر التاريخ يجد شعلة الحضارة تنتقل من أمة إلى أمة، ومن يد إلى أخرى. ومن حسن حظّنا أن سنة التداول أو قانون المداولة بين الناس يعمل معنا لا ضدنا. وكما قال الإمام الشهيد حسن البنا” إن الدور لنا لا علينا.

فقد كانت قيادة العالم قديمًا في يد الشرق على أيدي الحضارات الفرعونية والأشورية والبابلية والكلدانية والفينيقية والفارسية والهندية والصينية، ثم انتقلت إلى الغرب على يد الحضارة اليونانية ذات الفلسفة الشهيرة والرومانية ذات التشريع المعروف، ثم انتقلت إلى هذه القيادة مرة أخرى إلى الشرق على يد الحضارة العربية الإسلامية وهي الحضارة المتميزة التي جمعت بين العلم والإيمان، بين الرقي المادي والسموّ الروحي، ثم غفى الشرق وغفل عن رسالته فأخذ الغرب الزمام وكانت له القيادة مرة أخرى لكنه لم يرعى أمانة هذه القيادة بل أفلس في ميدان الروح والأخلاق وفرّط في العدل وأعلى القوة على الحق، والمصالح على القيم، والمادة على الروح، والجماد على الإنسان وكال بمكيالين في التعامل مع قضايا البشرية.

ولقد رأينا ورأى العالم كله كيف انهارت القوة العالمية الثانية وهي الاتحاد السوفيتي فجأة وبلا مقدمات تذكر برغم ما يملك من ترسانة نووية ضخمة وأسلحة استراتيجية جبارة وقوة عسكرية واقتصادية هائلة، وما ذلك إلا لأن الخراب كان في الباطن لا في الظاهر وفي المعنويات قبل الماديات. وإن الغرب اليوم عمومًا وأمريكا خصوصًا المتفردة بالتأثير في الساحة العالمية فإن حالها ليس أحسن حالًا من الإتحاد السوفيتي. فكان من سنة الله أن تنتقل الشعلة إلى غيرهما، والمفروض حسب استقراء التاريخ أن تعود إلى الشرق مرة أخرى. إنه الشرق الإسلامي الذي عليه أن يتهيأ لذلك وأن يعدّ له العدة.

إننا لا نقول هذا وفق منطق العرّافين وقارئي الفنجان وأدعياء التنجيم الذين ينشطون في مثل هذه الأيام من نهاية السنة، يتحدثون عما سيكون في العام القادم بكلام تخريص وخزعبلات وإنما نحن الذين نقول هذا وفق سنن الله في الكون ووفق آياته ووعده سبحانه الذي لا يخلف وبشارة رسول الله ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى، كما قاله تعالى {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} آية 129 سورة الأعراف. {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّٰلِحُونَ} آية 105 سورة الأنبياء.

فالفجر لاح

والديك صاح

والعطر عطر الحق فاح

فالنهار قادم والمسلمون قادمون

فقل لأنصار الظلام ما لكم لا تعقلون

من ذا يؤخر النهار

من يصارع الأقدار

من يعاند القهار

من يناطح المريخ

من يوقف التاريخ

إلا بلهاء يجهلون، أو صغار يعبثون

فليتهم يفكّرون ساعة ويصدقون

وليعلموا علم اليقين إننا لقادمون

أجل أجل المسلمون قادمون.

وإن غدًا لناظره قريب

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الشيخ كمال الخطيب الحضارة الإسلامية أمة الإسلام الأرض الصالحون الفاسدون الطغاة رضی الله عنه الله سبحانه ا إلى الأبد الله تعالى فی الأرض سنن الله الله فی ال أ ر ض ن الله

إقرأ أيضاً:

هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة

لاشك أن السؤال عن هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى ؟ ، يعبر عن أكبر المخاوف التي تنغص حياة الكثيرين، الذين يدركون خطورة الذنوب وكيف من شأنها أن تقلب حياتهم رأسًا على عقب، فهي المسئول الأول عن ضيق العيش وكدر الحياة، من هنا تنبع أهمية معرفة هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى؟ ، خاصة وأن ارتكاب الذنوب سمة إنسانية مادامت الدنيا ، ويصعب مقاومتها مع كثرتها وتنوع المعاصي، التي تحاصرنا من كل صوب وحدب من هنا يستوقفنا استفهام هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى؟ ، باعتبارها أحد الأمور التي تمنع عنا الرحمة وتحرمنا من النجاة، لذا ينبغي معرفة هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى ؟ وما هي ؟ تجنبًا للوقوع فيها لعلنا ننجو في الدنيا والآخرة.

لماذا سمي رجب شهر الله؟.. اغتنم الأيام المتبقية منه لـ6 أسبابأفعال محرمة في رجب.. احذر الوقوع فيها خلال الـ12 يوم القادمةهل يوجد ذنوب لا يغفرها الله

ورد في حقيقة هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله تعالى ؟ ،  أنه وعد الله سبحانه وتعالى أن يغفر الذنوب جميعًا عن عباده التائبين ما لم يُشركوا به شيئًا، وما داموا قد شعروا بعظمة الذنب وتوجهوا إلى ربهم بالتوبة رغبةً بنيل مغفرته والنجاة من عقوبته، وقال تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، إلا أن هناك ثلاثة ذنوب لا يغفرها الله تعالى بالتوبة ، لأن بعضها متعلق بحقوق العباد.

ما الذنوب التي لا تغفر

ورد أن الذنوب التي لا تُغفر بالتوبة هي كبائر الذنوب ، حيث إن هناك ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لصاحبها إن لم يتب منها توبةً نصوحًا قبل الموت، وهي ثلاثة :

أولًا: الشرك وهو نوعان الأكبر: قال سبحانه وتعالى: «إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء» (سورة النساء: 48)، وقال سبحانه وتعالى: «إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ» (سورة المائدة: 72)، وقال صلّى الله عليه وسلّم: «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار»، رواه مسلم في الإيمان، وقال القرطبي رحمه الله: «إنّ من مات على الشّرك لا يدخل الجنّة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النّار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد»، وقد نقل كلّ من ابن حزم، والقرطبي، والنّووي الإجماع على أنّ المشرك يخلد في النّار.

ورد أن النوع الآخر هو الشرك الأصغر: وهناك قولان في ذلك، القول الأول أنّه تحت المشيئة، وأمّا القول الثّاني فإنّه تحت الوعيد، وهو الذي مال إليه بعض أهل العلم والفقهاء، والشرك الأصغر هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلةٌ ‏للوقوع فيه، وسماه الله ورسوله شركًا، وهو غير مخرج من ملة الإسلام، بل صاحبه لا يزال في دائرة الإسلام، وصوره عديدة يعسر حصرها كلها، ولو أمكن حصرها لما اتسع له هذا المقام، كما قال ابن القيم رحمه الله: والشرك أنواع كثيرة، لا يحصيها إلا الله، ولو ذهبنا نذكر أنواعه لاتسع الكلام أعظم اتساع.

ورد أن ثانيًا: حقوق النّاس ومظالمهم: فقد روى البخاري في الرقاق، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذّنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنّه يضمن التبعات، ويبدّل السّيئات حسنات».

ورد أن ثالثًا القتل: وذلك لأنّ القتل حقّ يتعلق به ثلاثة حقوق، وهي: حقّ الله سبحانه وتعالى، وحقّ الولي والوارث، وحقّ المقتول، فأمّا حقّ الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، وأمّا الوارث فإنّه مخيّر بين ثلاثة أشياء: إمّا القصاص، وإمّا العفو إلى غير عوض، وإمّا العفو إلى مال، وبالتالي يبقى حقّ المقتول، فعن جندب رضي الله عنه قال: حدّثني فلان أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها »، رواه النسائي في تحريم الدم، قال ابن القيم رحمه الله: « فالصّواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حقّ الله، وسلم نفسه طوعًا إلى الوارث، ليستوفي منه حقّ موروثه: سقط عنه الحقّان، وبقي حقّ الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول، لأنّ مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتّوبة النّصوح تهدم ما قبلها، فيعوض هذا عن مظلمته، ولا يعاقب هذا لكمال توبته».

كيفية التوبة من الذنوب

ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تكون بالتوبة النصوح ، والتي تعد أول الأمور التي يتم بها التوبة من الذنوب والمعاصي، حيث إن التوبة هي ندم على الذنب، وإقلاع عن المعصية، والعزم على عدم العودة إلى هذه الخطيئة أو مثلها أبدًا، وفي كيفية التوبة من الذنوب والمعاصي ينضم للتوبة حتى يتحقق بها مراد المذنب وتكون كفارة الذنوب شرط رابع لو هناك حق من حقوق العباد؛ يجب أن يُرجِع هذا الحق إلى العبد حتى تُقبل التوبة؛ فبهذه يقبل الله- سبحانه- التوبة.

كيف يغفر الله الذنوب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتح للمذنبين باب الأمل والغفران والحب، منوهًا بأنه –صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن أسهل طريقة بها يغفر الله الذنوب والمعاصي.

و أوضح «جمعة» ، أنه –صلى الله عليه وسلم- جعل وضعك يدك على رأس يتيم من موجبات المغفرة، وجعل كفالتك لليتيم أمرًا عظيما، تعطيك مكانةً هائلة فيقول -صلى الله عليه وسلم-: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» أي أن كفالة اليتيم تساوي مكانتك في الجنة في مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

وتابع: وهو المصطفى المختار كلامٌ عجيب!، لكنه يفتح لك باب الأمل، باب الغفران، باب الحب؛ فكما أحببت هذا اليتيم، وكفلته في الدنيا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعطيك مكانًا في جوار سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، كلامٌ عجيب لكنك لو تأملته لوجدته معقولا، ولوجدته يفتح لك باب الأمل لأن «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» فبادروا بالأعمال حتى تغفر لكم هذه الأعمال عند غفورٍ رحيم سبحانه وتعالى.

نوه بأنه من وضع يده على رأس يتيم كان له بمقدار عدد شعر رأسه حسنات وأجر عند الله، الله واسع، مالك السماوات والأرض، يقول للشيء كن فيكون كريم، ونحن نرجو منه سبحانه وتعالى المغفرة، والتوفيق، واللطف، والنصر على أنفسنا، وعلى شهوات الدنيا حتى نعبده، وحتى نُعمِّر هذه الأرض، حتى ندخل في نظر الله ورحمته سبحانه وتعالى؛ فنحن في أشد الحاجة إليه، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» و«الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» ، جاء أحدهم يشكو إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ارتكب ذنبًا ورآه كبيرًا؛ فقال له: «اذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين» بنية أن يغتسل من هذا الذنب، وأن يفق في نفسه، وفي علاقته مع ربه، وأن يسير بعد ذلك في الطريق المستقيم.

أعمال تغفر الذنوب

وردت أعمال تغفر الذنوب بالكتاب العزيز وسُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال مجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن خمسة عشر من الأعمال التي تكفر الذنوب ، وبها يمحو الله سبحانه وتعالى خطايا العبد ويرفع درجته.

وأوضح «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن بر الوالدين يعد من الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب ، فقد قال الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-: «بر الوالدين كفارة الكبائر»، وكذلك إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة المشي إلى المساجد ، والحرص على أداء الصلاة في وقتها وانتظار الصلاة، تعد أعمال تغفر الذنوب ويمحو الله عز وجل بها الخطايا ويرفع درجات العبد.

ودلل عليها بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ»، وورد مجموعة أخرى من اعمال تكفر كبائر الذنوب في صحيح مسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».

و تأتي من بينها الصّدقةُ أحيانًا تُخَلّصُ صَاحبَها من دخُولِ النّار إنْ كانَ مِن أهلِ الكبائر، أليسَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» رواه البخاري وغيره، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ» ومن اعمال تكفر كبائر الذنوب الحج من مكفرات الذنوب فروى البخاري (1521) ومسلم (1350) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

وجاء من أعمال تغفر الذنوب منها التسامح والعفو من مكفرات الذنوب، فقال تعالى: «وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (التغابن: 14)، والعفو والصفح سبب للتقوى قال تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم» [البقرة من الآية:237]، والعفو والصفح من صفات المتقين، كما أنه من اعمال تكفر كبائر الذنوب قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ». [آل عمران:133-134].

وردت مجموعة من الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب تحت عناوين تفريج كربة عن مؤمن، وعون الضعيف لها أجر كبير عند الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (رواه مسلم).

وورد من أعمال تغفر الذنوب أيضًا منها الصبر على الشدائد عنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فقال تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» ، كما أن كفالة اليتيم جاء ضمن أعمال تغفر الذنوب ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» البخاري (10/365).

ما هي كبائر الذنوب

تعتبر كبائر الذنوب من الأمور التي منعنا ونهانا عنها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عن فعلها وارتكابها ، وهذه المعاصي والذنوب تختلف في درجاتها ومنها: السبع الموبقات التي ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديثهِ الذي رواه الصحيحين البخاري ومسلم ، محددًا ما هي كبائر الذنوب ؟ ، وهي : الشرك بالله ، السحر ، قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق ، أكل الربا ، أكل مال اليتيم ، التولي يوم الزحف (الهروب من الجهاد في سبيل الله) ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ، ومن أكبر هذه الكبائر الشرك بالله تعالى فهو الشيء الوحيد الذي لا يغفره الله تعالى يوم القيامة وهو الهلاك الأعظم ويخلّد في النار أبدآ .

مقالات مشابهة

  • ماذا قال الشيخ الشعراوي عن السحر؟ لا يضرون
  • حكم قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • علي جمعة: الإيمان بالكتب السماوية هو الركن الثاني من أركان الإيمان
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد
  • هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه
  • أذكار الصباح.. الحصن اليومي للمسلم وأفضل أوقاتها
  • 3 فوائد لقراءة سورة البقرة.. حصن البيت من الشياطين
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: الدور المصري في وقف العدوان على غزة