الصحة بغزة: 20,057 شهيدًا و53,320 إصابة منذ بدء العدوان على القطاع
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
الصحة بغزة: 390 شهيدًا و734 إصابة في القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية
أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء في القطاع إلى 20,057 شهيدًا و53,320 إصابة منذ بدء العدوان على القطاع.
وقالت "الصحة في غزة" في بيان لها صباح الجمعة، إنها سجلت 390 شهيدًا و734 إصابة في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة لليوم الـ77 على التوالي، وقصفه العنيف الجوي والمدفعي المكثف على عدة مناطق بالقطاع وتدمير المنازل والبيوت على رؤوس ساكنيها وتدمير الطرق والبنية التحتية.
وأطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل، أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها "السيوف الحديدية"، وشن سلسلة غارات عنيفة على مناطق عدة في القطاع.
وأعلن الاحتلال مقتل نحو 1200 مستوطن وجندي، فيما أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 471 ضابطا وجنديا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين استشهاد فلسطينيين الاحتلال الإسرائیلی شهید ا
إقرأ أيضاً:
23و22 فبراير خلال 9 أعوام.. 38 شهيدًا وجريحاً في جرائم حرب متفرقة بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يومَي الثاني والعشرين، والثالث والعشرين من فبراير خلال الأعوام: 2016م، و2017 م، و2018م، و2019م، في ارتكابَ جرائم الحرب بغاراتِه المباشرة، وقصف مرتزقته العشوائي، على المنازل والسيارات وشاحنات الغذاء، والطرقات العامة، وحفارات المياه، والأسواق والمطاعم، في محافظات، صعدة، والجوف، وصنعاء، والحديدة، وتعز، وعمران، ومأرب.
أسفرت عن 9 شهداء، و29جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مساكنها، ومضاعفة معاناتها، ومشاهد قاسية لجثث ممزقة، ومتفحمة، وحرمان النازحين من المساعدات والمواد الإغاثية، الإنسانية، وأضرار ودمار كبير في الممتلكات، وإعاقة المسافرين والمتنقلين، وتخويف الأهالي، وانتهاكات للقوانين والمواثيق الدولية المتفق عليها.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
23 فبراير 2017.. 6 شهداء و4 جرحى في جريمة حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي استهدفت مطعماً في سوق البرح بتعز:
في الثالث والعشرين من فبراير 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً هذه المرة بغارتين وحشيتين مطعماً في سوق البرح بمديرية مقبنة بمحافظة تعز، أسفرت عن 6 شهداء و4 جرحى من المدنيين، وتدمير المطعم وتضرر المحلات والممتلكات المجاورة له، ومشاهد صادمة بحق الإنسانية، وقطع أرزاق العديد من الأسر، ومفاقمة المعاناة.
في هذا اليوم المشؤوم تحول سوق البرح إلى مسرح لجريمة حرب مكتملة الأركان، بينما كان الناس يمارسون حياتهم اليومية، وكان السوق يعج بالحركة والنشاط، حيث يتوافد الناس من مختلف القرى والمدن المجاورة لشراء احتياجاتهم اليومية، وكان مطعم البرح الشعبي يعج بالزبائن، الذين جاءوا لتناول وجبة الغداء أو الاستراحة من عناء العمل، وكانت أصوات الباعة والمشترين تتعالى في أرجاء السوق، بينما كان الأطفال يلهون ويلعبون في الأزقة الضيقة.
وفي لحظة مفاجئة دوى صوت انفجار عنيف لغارات العدوان، هزت أرجاء المكان، تبعه انفجار آخر أشد قوة، لغارة ثانية، تحول المشهد في لحظات إلى جحيم، حيث تصاعدت أعمدة الدخان والنيران، وتطايرت الأشلاء في كل مكان، انتابت الناس حالة من الذعر والهلع، وبدأوا يركضون في كل اتجاه بحثاً عن مأوى، دمر المطعم على رؤوس من فيه، ومن كان بجواره من المارة والباعة.
مشاهد الدمار والدماء، تحول المطعم إلى كومة من الأنقاض، وتناثرت بقايا الأثاث والأواني في كل مكان، تناثرت جثث الشهداء في أرجاء المكان، وتلطخت الأرض بالدماء، تعالت صرخات الجرحى والمصابين، الذين كانوا يتألمون من شدة الجراح، كانت مشاهد الدمار مروعة، وتحول السوق إلى ساحة حرب في لحظات، بقايا أشلاء بشرية متناثرة هنا وهناك، ودماء تسيل على الأرض.
يقول أحد المسعفين: “الشهداء والجرحى هم عمال في المطعم طالبين الله، بعد أحوالهم، وأغلبيتهم كانوا يتعشوا في المطعم، وقت العشاء، الشهداء منهم 2 تفحمت جثثهم داخل المطعم، ما ذنب هؤلاء؟ أين هي حقوق الإنسان؟ أين هي الأمم المتحدة، والناشطون من هذه الجريمة البشعة، يقتلون مدنيين لا علاقة لهم بأي طرف”.
عمق الجراح والمعاناة
فقدت العديد من الأسر معيلها، وتحولت إلى أرامل وأيتام، وأصيب العديد من الأشخاص بإعاقات دائمة، وفقدوا القدرة على العمل وكسب الرزق، وعانا الناجون من صدمة نفسية كبيرة، وكوابيس وأرق مستمر، وتعمقت المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء العدوان الغاشم.
شيعت الجنائز إلى مناطق أهلها، وأسعف الجرحى، وتعالت أصوات بكاء الأطفال والنساء، الذين فقدوا أحباءهم في هذه الجريمة البشعة، خرجت مواكب التشييع الحزينة، التي حملت جثامين الشهداء إلى مثواهم الأخير، وشيعت جموع غفيرة الشهداء إلى مقابرهم، وسط أجواء من الحزن والغضب، في جنازة مهيبة، عبرت عن مدى الألم الذي يعتصر قلوب اليمنيين.
هذه الجريمة واحدة من بين آلاف الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، وجرائم لن تسقط بالتقادم، ولن ينساها اليمنيون مهما طال الزمن.
23 فبراير 2017.. أسواق ومنازل الجوف تحت نيران العدوان ومرتزقتهم
وفي اليوم والعام ذاته، تحولت مديرية المتون بمحافظة الجوف اليمنية إلى ساحة حرب، حيث استهدف قصف عنيف من قبل المرتزقة والغزاة، وبمساندة طيران العدوان السعودي الأمريكي، الأسواق والمنازل والممتلكات المدنية، هذا الهجوم الوحشي خلف وراءه دمارًا هائلاً ومعاناة إنسانية لا توصف، مسلطًا الضوء على حجم الكارثة التي يعيشها اليمنيون.
وأسفر القصف العشوائي للأسواق المكتظة بالمدنيين، والمنازل الخاصة، عن ترويع السكان وتدمير مصادر رزقهم، وتحولت المساكن إلى أنقاض، ما أدى إلى تشريد العائلات وفقدانهم لمأواهم، وجرحت قلوب وأكباد نساء وأطفال، وزاد حجم المأساة الإنسانية، في مناطق النزوح والحرمان، في جريمة حرب تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية.
هنا طفل رضيع جريح يبكي ويصرخ في يد والدته، والدماء على وجهه تسيل، أثناء إخراجه من بين الدمار، فيما والده، يقول: “هذه هي جرائم آل سعود أطفال يستهدفون منازلنا فيها أطفال ونساء، أحنا نائمين في منازلنا ويجوا يستهدفونا”.
تقول إحدى النساء وهي تنزح بأطفالها: “ما عندنا لأمريكا وإسرائيل؟ ما عندنا للسعودية، يدمرون منازلنا، أين العالم ما يتحرك ويوقف العدوان على الشعب اليمني، والله ما تهزوا فينا شعرة، ودعوتي لأحرار اليمن أن يتحركوا للجبهات ويردوا على السعودية، ويأخذوا بثأرنا”.
مواطن آخر من منطقة ملاحة يرفع على كتفيه قذائف وصواريخ لم تنفجر بعد ويقول: “هذه القذائف التي قصف بها مرتزقة العدوان على مناطقنا، حتى بيت الله لم يسلم، مسجد استهدفوه، وهذا ابني نواف جريح، الله يلعنهم، هذا نكير ومنكر، حسبنا الله ونعم الوكيل، قتلوا النساء والأطفال، والبقر، والحمير، والمواشي، نحن مواطنين، لا نذوق إلا من عرقنا وتعبنا”.
استهداف الأسواق الشعبية ومنازل المواطنين، كشف حقيقي عن طبيعة الإجرام السعودي الأمريكي بحق أبناء الشعب اليمني، وجريمة حرب ، لن تسقط بالتقادم، وتدعو المجتمع الدولي للتحرك الفاعل لوقف العدوان ومحاسبة مجرميه.
23 فبراير 2017.. غارات هستيرية سعودية أمريكية تستهدف منزل الشيخ طعيمان ومنازل وممتلكات المواطنين بصرواح مأرب:
في الثالث والعشرين من فبراير 2017، شهدت مديرية صرواح بمحافظة مأرب، جريمة حرب جديدة، بغارات طيران العدوان السعودي الأمريكي، استهدفت منزل الشيخ صالح بن طعيمان ومنازل وممتلكات المواطنين، أسفرت عن تشريد عشرات الأسر، في جريمة تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي وتقويض الاستقرار في المنطقة، ما يزيد من معاناة المدنيين.
يعتبر استهداف منازل الوجاهات الاجتماعية جزءًا من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي وتقويض الاستقرار في المنطقة، وخلق حالة من الفوضى واليأس بين السكان، وإضعاف قدرتهم على الصمود في وجه العدوان، وترويع المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، الذين يعيشون في حالة من الخوف والقلق المستمر، وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل في المنطقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة.
كل ما في المكان من الجهات الأربع دمار وخراب، وشظايا الصواريخ والقنابل العنقودية، منها ما لم ينفجر ، وتشكل خطراً حقيقيًّا على حياة العائدين إلى مناطقهم المدمرة، أو لأخذ ما يحتاجونه مما سلم تحت الأنقاض.
يقول أحد الأهالي: “هذا الدمار الكبير جزء من آثار العدوان وغاراتهم المتواصلة كل يوم، المزرعة ومولد الكهرباء، كلها تدمرت، والمكائن، وهذه الشظايا شاهدة، وتضررت أكثر من 25 غرسة، وممتلكاتنا باتت هدفاً لغارات العدوان”.
إن استهداف منازل الوجاهات الاجتماعية، بالإضافة إلى تدمير منازل وممتلكات المواطنين، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويشكل جريمة حرب، توكد أن العدوان لا يفرق بين المدنيين والعسكريين، ولا بين الشيخ والمزارع، وأن هدفه هو تدمير كل مقومات الحياة في اليمن.
هذه الجريمة التي هي تكتيك يهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي، وزرع الفتنة، والتأثير على معنويات السكان، تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها.
23 فبراير 2018.. جريحان بغارات للعدوان تستهدف البنية التحتية الزراعية في صعدة:
وفي جريمة حرب جديدة من اليوم ذاته عام 2018م، وفي ضربة جديدة تزيد من معاناة المدنيين، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، حفار مياه وشاحنة نقل معدات زراعية وعدة سيارات مدنية في منطقة المهاذر بمديرية سحار محافظة صعدة، بغارات مباشرة، أسفرت عن تدمير الحفار وإخراجه كلياً عن الخدمة، ما يهدد بكارثة إنسانية وزراعية في منطقة تعتمد بشكلٍ حيوي على الزراعة كمصدر رئيسي للغذاء والدخل.
وفقاً لشهود عيان ومصادر محلية، دمرت الغارات الجوية حفار مياه كان يُستخدم لتأمين مياه الري للمزارع في المنطقة، بالإضافة إلى شاحنة نقل معدات زراعية ومركبات مدنية مجاورة، يُعد الحفار أحد المعدات النادرة التي تعتمد عليها قرى سحار لحفر الآبار، لمواجهة شح المياه المتفاقم بسبب سنوات الحرب، حيث تُشكل الزراعة شريان الحياة لأهالي المنطقة الذين يعاني معظمهم من انعدام الأمن الغذائي.
أحد المزارعين يقول: “الحفار كان الأمل الوحيد لحفر الآبار في المنطقة، لري مزروعاتنا في موسم الجفاف دمّروه، والآن مالكه ليس له قيمته ليشتري بديلاً عنه، فيما مزارعنا مهددة بالعطش”.
جريح مضرج بالدماء يقول: “كنت ماراً من سوق القات في المهاذر، وفجاءة ضرب طيران العدوان حفار المياه، وشلتنا الغارة أنا والمتر حقي إلى خارج الطريق العام، فكان المتر فوقي وما خرجت إلى بالغصب، وأصبت في الغارة الثانية، وسمعت الغارة الثالثة، وجرحت”.
مالك الحفار يقول: “سنتين وأنا موقف الحفار، ولا معي عمل خائف من طيران العدوان، وما لقيت ما أكل أطفالي، فقلت أخرج أعمل، وشغلت الحفار، وأمس الليل الحفار واقف، ونحن نسوي له صيانه، والعمال نائمين في الكنتيرة، وفي الساعة الثانية عشرة نصف الليل، أول صاروخ ضرب الحفار، والضربة الثانية على سكن العمال، والضربة الثالثة على الوايت، وحرق الحفار والوايت، والعمال يشتوا يطفوا الحفار والوايت فعاد الطيران وأحرق كل شيء بغارة رابعة”.
يأتي هذا الاستهداف في سياق تصاعد الهجمات على البنية التحتية المدنية في اليمن، والتي طالت موانئ الطاقة ومحطات المياه والمزارع، وتُعَدّ الزراعة الركيزة الأساسية لاقتصاد اليمن، حيث يعتمد عليها أكثر من 70% من السكان بشكل مباشر أو غير مباشر، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
فتدمير حفارات المياه يعني تقليص المساحات المزروعة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وفقدان فرص العمل لمئات العائلات، واستهداف الشاحنات الزراعية يعطل نقل المحاصيل والبذور والمستلزمات الضرورية، ما يزيد من خسائر المزارعين ويُعيق وصول الغذاء إلى الأسواق، وتدهور الزراعة سينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني الهش، ويدفع بمزيد من الأسر إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تعاني من شحّ التمويل.
دعا نشطاء ومؤسسات محلية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى الضغط لوقف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني، المستمر في استهداف البنى التحتية المدنية، وضرورة توفير بدائل عاجلة مثل مضخات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، وإصلاح الحفارات المتضررة.
رغم الدمار، يحاول المزارعون في سحار إعادة تأهيل ما تبقى من مواردهم باستخدام وسائل بدائية، في مشهد يعكس صموداً إنسانياً أمام حرب تُجهز على كل مقومات الحياة، لكن جهودهم تبقى محدودة دون دعم عاجل لإنقاذ الزراعة، التي قد تكون آخر حصون المواطن اليمني ضد المجاعة.
أما في يوم 22 فبراير، تحولت الحياة اليومية للمدنيين إلى كابوس من القصف والدمار، بين عامي 2016 و2019، استُهدفت قرى ومدن وطرقات وشاحنات، ومنازل بعيدة عن الخطوط الأمامية، ليس لشيء إلا لأنها تحمل في طياتها قصصًا عن مقاومة الجوع والموت، هذا التقرير يرصد سلسلة جرائم حرب متكررة على بنى تحتية مدنية وأرواح أبرياء، تكشف كيف تحولت الحرب إلى استراتيجية لسحق الأمل نفسه، وإبادة الإنسانية وقوانينها.
22 فبراير 2016.. غارات العدوان تستهدف قوافل الغذاء في الجوف:
في الثاني والعشرين من فبراير 2016م، تحولت قوافل الغذاء التي تحمل الأمل إلى مديرية المطمة في محافظة الجوف إلى هدف لطائرات العدوان السعودي الأمريكي، ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية والتموينية، كانت في طريقها لإغاثة السكان المحاصرين، تحولت إلى رماد، مخلفة وراءها ثلاثة شهداء وخمسة جرحى.
في وضح النهار، وبينما كانت الشاحنات الثلاث تسلك طريقها الوعر إلى مديرية المطمة، باغتتها غارات جوية مكثفة، حولت الشاحنات التي كانت تحمل الأرز والسكر والدقيق والفواكه إلى أهداف مشتعلة، وتناثرت المواد الغذائية على الأرض، لتختلط بالدماء، لم تكن هذه الشاحنات تحمل أسلحة أو ذخائر، بل كانت تحمل مؤنًا ضرورية لإطعام الجوعى وإغاثة المحتاجين، فتعالت صرخات الجرحى، وتناثرت أشلاء الشهداء، في مشهد يدمي القلوب.
شاهد عيان يروي: “ندين ونستنكر هذه الجرائم التي تستهدف المارين على طريق المطمة، استهدف عوائل، وقاطرات محملة بمواد غذائية، وسلات بلاستيكية فاضية، وبعض الشهداء لم نجد منهم غير الاشلاء”.
لقد كان مشهداً مروعاً، لقد رأيت بأم عيني كيف تحولت الشاحنات إلى كتل من اللهب، وكيف تناثرت المواد الغذائية على الأرض، لقد كانت رائحة الموت تفوح في كل مكان، هذا الاستهداف المتعمد لقوافل الغذاء، يكشف زيف ادعاءات العدوان بأنه يستهدف مواقع عسكرية فقط، كيف يمكن اعتبار المواد الغذائية والفواكه خطرًا على الأمن القومي، حسب زعمهم؟”.
إن هذا الاستهداف يهدف إلى تجويع الشعب اليمني، وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، إنها جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف المدنيين الأبرياء.
أمام هذه المشهدية المتكررة، تحترق مزاعم العدوان على اليمن، وأن استهداف قوافل الغذاء هو دليل قاطع على أن العدوان لا يفرق بين المدنيين والعسكريين، وأن هدفه هو تدمير كل مقومات الحياة في اليمن، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
22 فبراير 2016.. 8 شهداء وجرحى بغارات العدوان السعودي الأمريكي على مأرب:
في اليوم ذاته، وفي مشهد متطابق تقريبًا، دُمرت ثلاث شاحنات أخرى تحمل مواد تموينية في مأرب، القصف العدواني السعودي الأمريكي، لم يميّز بين الجندي والطفل، بين السلاح وكيس الدقيق، ثلاثة أرواح استشهدت، وخمسة أجساد تحملت عبء البقاء تنزف الدماء، وتعاني ألم الجراحات، وفاجعة الأهالي لا يمكن وصفها.
رحلة أخيرة لم تكتمل: قبل شروق الشمس، انطلقت ثلاث شاحنات محملة بالغذاء من مخازن محلية في مأرب، محملة بأكياس الدقيق والسكر والفواكه المجففة، متجهة إلى قرى نائية تعاني من حصار الغذاء، كان السائقون الثلاثة يعرفون أن الطرقات وعرة وخطيرة، لكنهم آمنوا بأن رحلتهم قد تنقذ عائلات من الموت جوعاً، لم يخطر ببالهم أن طائرة حربية ستُحوِّل حمولتهم من “مواد إنقاذ” إلى “أهداف عسكرية”!، ومع اقتراب الشاحنات من منعطف جبلي في صرواح، سمع السكان دويَّ طائرة تحلق على ارتفاع منخفض، ثم انفجاراً مدوياً أطاح بأول شاحنة، تلاه انفجاران آخران، تحولت المواد الغذائية إلى كتل نارية، وانتشر الدخان الأسود كأنه نعيٌ معلن، استشهد السائقون الثلاثة على الفور، بينما نجا خمسة من عمال التفريغ بأجساد محترقة وقلوب لم تستوعب أن من كانوا يحملون الطعام صاروا ضحاياه.
يقول أحد الأطباء: “استقبلنا جرحى جراحاتهم غائرة فحولناهم إلى صنعاء، والبعض منهم حالتهم مستقرة، قدمنا لهم ما نستطيع”.
لم تكن الشاحنات تحمل غذاءً لقرية واحدة، بل كانت آخر شحنة تصل إلى عشرات العائلات في قرى صرواح، التي تعتمد على المساعدات الشهرية بعد تدمير مزارعها بقذائف الحرب، الأمهات اللواتي كن ينتظرن بشغف وصول الدقيق لخبز وجبة واحدة يومياً لأطفالهن، وجدن أنفسهن أمام خيارين: انتظار الموت أو الهرب عبر الصحراء، وبحسب وثائق محلية، لم تكن الشاحنات تحمل سوى مواد إغاثة مرخصة من منظمات دولية، لكن العدوان السعودي الأمريكي، صنّفها كهدف مشروع لغاراته.
بعد ثماني سنوات على الجريمة ما زالت عائلات الضحايا تنتظر تحقيقاً دولياً يُعيد لهم جزءاً من كرامتهم، أما القمح المحروق، فصار رمزاً لواقع مرير، هنا غذاء يُستهدف، أطفال يُقتلون، وعالمٌ يُغمض عينيه.
22 فبراير 2017.. 13 شهيداً وجريحاً بغارات سعودية أمريكية تستهدف سيارة مدنية بصعدة:
في يوم حزين آخر، من اليوم ذاته عام 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة، مستهدفاً سيارة مدنية في الطريق العام في مديرية الصفراء، بمحافظة صعدة، بغاراته الوحشية المباشرة، أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة 12 آخرين، بينهم أطفال، وترويع للمسافرين وأهالي المناطق المجاورة، وعمق المعاناة، وزاد من تقييد الحركة والحصار.
في وضح النهار، وبينما كانت السيارة تسير في طريق عام بمديرية الصفراء، باغتتها غارات جوية مفاجئة، تحولت السيارة إلى كتلة من اللهب، وتناثرت الأشلاء في كل مكان، تعالت صرخات الجرحى والمصابين، الذين كانوا يتألمون من شدة الجراح.
أحد الجرحى يقول: “جنب محطة درهم كانت أمي وبنت أخي وزوجته في السيارة، واستهدفنا الطيران، الطفلة توفت على طول، وزوجة أخي ما قدرت أتأكد هل بخيرة أم متوفيه”.
كان من بين الجرحى أطفال أبرياء، لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم كانوا في طريقهم إلى منازلهم، حتى الطفولة شهدت على سقوط أخلاقيات المعتدين، لا شبهة تبرر الاستهداف، إنه العدوان للعدوان، وهذا الاستهداف المتعمد للسيارات المدنية يكشف زيف ادعاءات العدوان بأنه يستهدف مواقع عسكرية فقط، بل يهدف إلى ترويع المدنيين، وزرع الخوف واليأس في قلوبهم، إنها جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف المدنيين الأبرياء.
إن استهداف السيارات المدنية هو دليل قاطع على أن العدوان لا يفرق بين المدنيين والعسكريين، وأن هدفه هو تدمير كل مقومات الحياة في اليمن.
22 فبراير 2016.. شهيد و3 جرحى بغارات العدوان على منزل أحد المواطنين بعمران:
في اليوم والعام ذاته، كانت منطقة شوابة، حيث لا خطوط عسكرية ولا أسلحة على موعد مع قصف طيران العدوان، استهدف منزل أحد المواطنين، بغارة مباشرة، تحمل قنابل عنقودية، أسفرت عن شهيد وجرح ثلاثة، وتمدير المنزل على رؤوس ساكنيه، وتضرر منازل وممتلكات الأهالي المجاورة، ونزوح عشرات الأسر، ورعب وخوف الأطفال والنساء، ومشاهد للدماء والأشلاء والدمار.
في الوقت الذي كانت الأسرة تخلد إلى النوم، ألقى طيران العدوان، حقد قنابله العنقودية، محولاً الأب إلى شهيد، والأبناء إلى جرحى لم يجدوا سوى بقايا الجدران لتحميهم، سؤال أحد المواطنين في رسالته وهو ينتشل الجثث، من تحت دمار المنزل “لماذا المنزل يا ابن سلمان؟”، فأجاب التحليق المجدد: “كان يشكل خطرًا!، وتسأل آخر بقوله: تكلفة القنبلة الأمريكية، أضعاف قيمة المنزل، المنطقة ليس لها أية طبيعة عسكرية! أين هو العالم؟ ماذا للإنسانية؟
22 فبراير 2019.. النساء لسنَ بمنأى عن قصف مرتزقة العدوان في الحديدة:
في منطقة الناصري، حيث يعتمد السكان على صيد الأسماك، بمحافظة الحديدة، اخترقت رصاصة مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جسد امرأة كانت تحمل طفلها الرضيع، في جريمة حرب تضاف إلى مسلسل طويل من الجرائم المتوحشة بحق الإنسانية في اليمن، وخلقت حالة هلع وخوف بين الأهالي، وشردتهم من منازلهم، وضاعفت من معاناتهم.
السؤال الذي بقي معلقًا: “كيف يُهدد رضيعٌ الأمن القومي؟”، وكيف يصير النساء والأطفال أهدافاً سهلة للعدوان ومرتزقته، وكيف تستمر الخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، دون أي اعتبار لما تم الالتزام به؟
يقول زوج الجريحة: “سقطت رصاصة معدل من حق مرتزقة العدوان ونحن راقدين في الغرفة”.
اللحظات ما قبل الأخيرة، قصص لم تُحكَ قبل القصف، المزارعين في الجوف ينقلون آخر ما تبقى من محاصيلهم، أطفال صعدة يلعبون قرب الطريق العام، عائلة عمران تجمع الحطب للدفء، وأثناء القصف، صفارات الإنذار غائبة، أصوات الانفجارات تُصم الآذان، رائحة اللحم المحروق تملأ الفضاء، أما بعد القصف، فصمت ثقيل يقطعهُ بكاء الأمهات، جرحى يبحثون عن ماء نظيف للشرب، أطفال يلتقطون بقايا الطعام من تحت الأنقاض، ومعاناة متكررة لم يعيرها المجتمع الدولي أي انتباه، بل يعتبرها سلعة تجارية يمكن استثمارها، للحصول على المزيد من المليارات التي تذهب لمنظمات تسخر جهدها لخدمة القائمين عليها، مقابل فتات لا يذكر.
“العدوان للعدوان”، كما يردد اليمنيون، كل قنبلة تسقط على مزرعة أو منزل أو شاحنة طعام، لا تقتل البشر فحسب، بل تقتل القدرة على الحياة الكريمة، المجتمع الدولي يتابع بصمت، بينما تُكتب تقارير الأمم المتحدة بلغةٍ لا تصلح إلا للرفوف، ويعيش اليمن اليوم أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، لكن صمود أهله يُذكّر العالم بأن الحرب لا تُنهي القصص… بل تُولد أخرى، فهل من مستمع؟