موقع 24:
2024-10-01@21:13:16 GMT

عن «اليوم التالي»

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

عن «اليوم التالي»

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع عملية «طوفان الأقصى»، والرد الإسرائيلي المدمر، والسؤال المطروح: ماذا في اليوم التالي؟ أي ماذا بعد أن تضع الحرب أوزارها؟

كل التحليلات والكتابات والآراء التي حاولت الإجابة عن هذا السؤال، هي مجرد تنبؤات وتكهنات أشبه بالتنجيم، لأن الحرب التي دخلت يومها ال 76 لم تنته، وربما تطول إلى أمد غير معروف، ذلك أن أهداف إسرائيل الثلاثة المعلنة وهي، القضاء على المقاومة، وإعادة جميع الأسرى والمخطوفين، وضمان بأن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديداً لأمن إسرائيل، كلها أهداف لم تتحقق، وجل ما حققته إسرائيل حتى الآن هو التدمير وارتكاب المجازر، في حين أن المقاومة لا تزال حية ومتواصلة شمالي القطاع ووسطه وجنوبه، وتلحق خسائر بالقوات الإسرائيلية وتدمر دباباته وآلياته العسكرية، كما أن صواريخها لا تزال تسقط في المستوطنات القريبة وفي الداخل الإسرائيلي.


لذلك، فإن كل ما ينشر عن «اليوم التالي» مجرد أفكار، لأن «اليوم التالي» لم يأت بعد، ولم تعرف نتائج ما قبله حتى يبنى على الشيء مقتضاه، لكن ما يدور في الذهن الإسرائيلي حول مستقبل القطاع أشبه بالتمنيات المستحيلة التي تستند إلى مشروع أثبت فشله في اقتلاع الشعب الفلسطيني وإنهاء حلمه في استعادة أرضه المحتلة.
صحيح أن إسرائيل تخطط لتهجير أهالي القطاع، وإعادة احتلاله، أو إقامة منطقة عازلة على حدوده تتراوح بين كيلومتر وكيلومترين، قد تكون وفقاً لأوفير فولك مستشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «جزءاً من عملية نزع السلاح»، لكن هذه الأهداف لا تزال تصطدم بمقاومة ضارية، ولم تستطع القوات الإسرائيلية تثبيت أقدامها في أي موقع تم احتلاله، وبالتالي، فإن القول بنجاح إسرائيل هو مجرد رهان على مستقبل غير مضمون على نتائج العدوان «لأن هناك أياماً طويلة من الحرب في انتظارنا» كما يقول وزير الحرب يوآف غالانت، وهي أيام قد تطول، وقد تُحوِل أهداف إسرائيل إلى أوهام، لأن لا أحد يعرف قدرات المقاومة، ولا كيف تدير معركتها، ولا بماذا تخطط.أما الكاتب الإسرائيلي ناحوم بزنياع فيقول في صجيفة «يديعوت أحرونوت»إن «الأهداف الإسرائيلية غير قابلة للتنفيذ، والتوقعات المبالغ فيها تولد إحباطاً».
أما الولايات المتحدة، الشريك الأساسي في الحرب على غزة، فلها وجهة نظر تختلف عن وجهة النظر الإسرائيلية في مسألة ما بعد الحرب، فهي بالتأكيد مع إنهاء وجود المقاومة في القطاع، لكنها ترى بأن للسلطة الفلسطينية دوراً يجب أن تلعبه، ووفقاً لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، فإن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون «في مركز المحادثات» حول مستقبل غزة. لكن كيف؟ هذا ما تدور حوله المناقشات بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية.
فلنفترض جدلاً بأن العدوان الإسرائيلي انتهى بضمور المقاومة، لكن هل يمكن القضاء على روحها وفكرها لدى الشعب الفلسطيني؟ إن حركة المقاومة ليست مجرد تنظيم وسلاح، هي جزء من الوعي الوطني الفلسطيني بأهميته ما دام هناك احتلال. وكلما أدركت إسرائيل والولايات المتحدة هذه الحقيقة وتصالحت معها، يمكن القول إن الحل السياسي ممكن من خلال القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

تداعيات الحرب الإسرائيلية

أظن بأننا ومنذ حوالي ثمانية أشهر قد تجاوزنا بالفعل، ما حدث فـي النكبة والنكسة لنا كعرب. هذان الحدثان اللذان يمثلان نقطة ارتكاز للتحولات التي عايشتها المنطقة، قد مثّلا نقطة تاريخية نحن جزء منها اليوم لتتجاوزها. مع أنني لا أميل لفصل كل هذه الأحداث المدوية والمحورية عن بعضها بعضًا، وأدعو دومًا للتفكير فـي الإبادة الجماعية فـي غزة كامتداد للنكبة فـي 1948 وكأن الزمن لم يكن يومًا غير هذا التطاول فـي حدث واحد جوهري. وأفكّر برفاهية فـي الوقت الذي لا نمتلك فـيه هذا الامتياز فـي التسمية التي سنطلقها على ما يحدث منذ عام الآن، وصولًا لهذه الأيام التي يقصف فـيها كيان الاحتلال الإسرائيلي فلسطين وسوريا ولبنان واليمن والعراق فـي الوقت نفسه. وكيف يمكن أن نصف تصفـية أمين عام حزب الله، الشخصية الرمزية لا بالنسبة للشيعة فـي المنطقة، بل للكثيرين حتى أولئك الذين يختلفون مع حزب الله عقديًّا وأيديولوجيًّا، فـي اعتباره المنفذ الوحيد الذي يقف كالشوكة فـي حلق إسرائيل والإمبريالية الغربية بكل تطبيقاتها.

ما يثير الفزع على نحو خاص، العنف الذي اتخذته إسرائيل من أجل تصفـية أمين عام الحزب. الذي لم يلقَ التفاعل نفسه الذي تسبّب به الاستقطاب حول شخصية الأمين العام للحزب. ما يثير الاهتمام حقًا حول أهمية المدنيين فـي سردية كلا الطرفـين أولئك الذين يرون تحولًا فـي موقف الحزب بعد 2006 وخيار الحزب التدخل فـي سوريا ومثقفـي الممانعة ممن يرون أن ما حدث فـي سوريا كان محاولة غربية وإسرائيلية ينبغي مواجهتها وأن ما قيل عن الجرائم التي ارتكبها الحزب ليس سوى تلفـيق حملة إعلامية ضخمة ضده. يمكن أن نعزو تجاهل ذلك الدمار الهائل يوم تنفـيذ العملية بطبيعة الحال إلى الأهمية الرمزية التي يمثلها أمين عام الحزب، أهمية جعلت هذا الطرف من محور المقاومة الأهم منذ ثلاثين عامًا.

تابعتُ هذا السجال خلال الأيام الماضية، ويبدو أن هنالك سرديات بعينها تصبح شيئًا فشيئًا هي السائدة فـي المشهد العربي. تنطلق التحليلات جلها من أن حزب الله جسم عسكري موضوع بالضرورة لتعطيل مشروع الدولة مثل أي جماعات ممثلة ترتبط بإيران. تتجاهل هذه السردية رغم مشروعية نقاشها الظروف التي نشأت فـيها هذه الجماعات المسلحة، وتجاهل أي اعتبار أيديولوجي يدفع الجماعة للتضحية بالنفس والإيمان بقيم الجماعة. كأن كل الجماعات ما وجدت إلا لتحقيق مصلحة مادية معقلنة، أو جاءت وفقًا لشروط وجودية غير قهرية ولا قاسية. أليس هذا تفكيرًا مؤامراتيًّا أيضًا؟ تدّعي النخب أنها لا تسقط فـيه، عندما تكتفـي بالتلويح بتشابه رد الفعل من أمين حزب الله وصدام حسين مثلًا، وآخرين ممن تبنّوا القضية الفلسطينية إلا لتسويغ استبدادهم وتعنّتهم على المستوى الداخلي.

يهمني فـي هذا السياق الإشارة لهذه المنهجية فـي التعامل مع كل الحركات التحررية فـي تاريخ العالم العربي الحديث، والتي قرنت على الدوام بتحقيق مصالح اقتصادية وبراغماتية، منذ الأربعينيات وحتى الآن؛ فالحركات التي نشأت ضد الاستعمار الأجنبي، كانت تتوق للحصول على حصتها من عوائد النفط وامتيازات التنقيب عنه، وما المطالبة بإنهاء الاستعمار سوى غطاء تربض أسفله هذه الرغبة فحسب. لطالما أنكرنا على أنفسنا كعرب ربما بسبب الاستبداد وجود أسباب وجودية وقضايا إيمان كبرى دفعتنا لتشكيل هذه الحركات والدفاع عن وجودها واستمراريتها. هذا منذ التاريخ وصولًا لحركة حماس نفسها، التي يراجع الغرب نفسه اليوم فـي وصفها بالإرهاب، والنظر إليها كحركة تحرر وطني.

تبقّت هنالك أسئلة لا يطولها الواقع الذي يرزح تحته العالم العربي، من فقدان للسيادة، ورضوخ لأشكال الاستعمار الجديدة، التي وضح لنا كيف أننا نقع على مسافة بعيدة منها بالصدمة التي شكلتها لنا الإبادة الجماعية بعد السابع من أكتوبر على غزة والفلسطينيين فـي عموم فلسطين. تتبنّى العديد من التيارات اليسارية موقفًا يعتمد على خلق خيارات جديدة، وأننا مسؤولون عن ذلك.

لكن هل يمكننا فـي ظل الشروط التي يصنعها هذا الواقع الذي أشرت إليه أعلاه فـي التفكير واتخاذ هذه الخيارات؟ بمعنى آخر هل تبدو لنا الخيارات الأخرى، غير الجماعات المسلحة والدينية محض رفاهية؟ أعتقد بأن هذه النظرة قاصرة عن الأسباب التي حدث فـيها هذا النكوص إلى الإسلام السياسي، خصوصًا بعد النكسة فـي الستينيات. وفشل القومية العربية فـي إيجاد طريقة لمواجهة الصراع القومي مع إسرائيل. هذا بالإضافة للاستقطاب السعودي الإيراني الذي أثّر على المنطقة وعلى الخطابات الدينية فـيها. فلحظة ١٩٧٩ عام الثورة الإيرانية تشكّل حدثًا مفصليًّا تصبح النتائج بعده غير تلك التي كانت قبل أن يصل الحكام الجدد لإيران إلى سدة الحكم.

ما أرغب فـي قوله فـي مقالي هذا، أننا وفـي ظل التشنج نفقد القدرة على الحوار، ويزيد الانقسام بيننا، فـي الوقت الذي نحن أحوج فـيه من أي وقت سابق للتفكير فـي مصيرنا المشترك كعرب، هذا المصير الذي يُختلف حتى فـي تقاطعه بين دول المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني يكشف نوعية الصواريخ المستخدمة في الهجوم على إسرائيل لأول مرة
  • عاجل - الرئيس الإيراني يوجه رسالة شديدة اللهجة لـ إسرائيل: "هذا مجرد جزء من قدراتنا"
  • تداعيات الحرب الإسرائيلية
  • قطع ذراع إسرائيل الطويل
  • عام من العدوان على غزة.. تدمير وتجويع وتهجير
  • «المحامين العرب» يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيقاف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان
  • في اليوم الـ360 للعدوان الإسرائيلي على غزة.. حصيلة الشهداء ترتفع إلى 41,615 شهيداً
  • استشهاد 17 ألف طفل في غزة منذ 7 أكتوبر
  • بغداد اليوم تتابع عن كثب تطورات القصف الإسرائيلي العنيف لميناء الحديدة اليمني
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع