منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع عملية «طوفان الأقصى»، والرد الإسرائيلي المدمر، والسؤال المطروح: ماذا في اليوم التالي؟ أي ماذا بعد أن تضع الحرب أوزارها؟
كل التحليلات والكتابات والآراء التي حاولت الإجابة عن هذا السؤال، هي مجرد تنبؤات وتكهنات أشبه بالتنجيم، لأن الحرب التي دخلت يومها ال 76 لم تنته، وربما تطول إلى أمد غير معروف، ذلك أن أهداف إسرائيل الثلاثة المعلنة وهي، القضاء على المقاومة، وإعادة جميع الأسرى والمخطوفين، وضمان بأن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديداً لأمن إسرائيل، كلها أهداف لم تتحقق، وجل ما حققته إسرائيل حتى الآن هو التدمير وارتكاب المجازر، في حين أن المقاومة لا تزال حية ومتواصلة شمالي القطاع ووسطه وجنوبه، وتلحق خسائر بالقوات الإسرائيلية وتدمر دباباته وآلياته العسكرية، كما أن صواريخها لا تزال تسقط في المستوطنات القريبة وفي الداخل الإسرائيلي.لذلك، فإن كل ما ينشر عن «اليوم التالي» مجرد أفكار، لأن «اليوم التالي» لم يأت بعد، ولم تعرف نتائج ما قبله حتى يبنى على الشيء مقتضاه، لكن ما يدور في الذهن الإسرائيلي حول مستقبل القطاع أشبه بالتمنيات المستحيلة التي تستند إلى مشروع أثبت فشله في اقتلاع الشعب الفلسطيني وإنهاء حلمه في استعادة أرضه المحتلة.
صحيح أن إسرائيل تخطط لتهجير أهالي القطاع، وإعادة احتلاله، أو إقامة منطقة عازلة على حدوده تتراوح بين كيلومتر وكيلومترين، قد تكون وفقاً لأوفير فولك مستشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «جزءاً من عملية نزع السلاح»، لكن هذه الأهداف لا تزال تصطدم بمقاومة ضارية، ولم تستطع القوات الإسرائيلية تثبيت أقدامها في أي موقع تم احتلاله، وبالتالي، فإن القول بنجاح إسرائيل هو مجرد رهان على مستقبل غير مضمون على نتائج العدوان «لأن هناك أياماً طويلة من الحرب في انتظارنا» كما يقول وزير الحرب يوآف غالانت، وهي أيام قد تطول، وقد تُحوِل أهداف إسرائيل إلى أوهام، لأن لا أحد يعرف قدرات المقاومة، ولا كيف تدير معركتها، ولا بماذا تخطط.أما الكاتب الإسرائيلي ناحوم بزنياع فيقول في صجيفة «يديعوت أحرونوت»إن «الأهداف الإسرائيلية غير قابلة للتنفيذ، والتوقعات المبالغ فيها تولد إحباطاً».
أما الولايات المتحدة، الشريك الأساسي في الحرب على غزة، فلها وجهة نظر تختلف عن وجهة النظر الإسرائيلية في مسألة ما بعد الحرب، فهي بالتأكيد مع إنهاء وجود المقاومة في القطاع، لكنها ترى بأن للسلطة الفلسطينية دوراً يجب أن تلعبه، ووفقاً لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، فإن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون «في مركز المحادثات» حول مستقبل غزة. لكن كيف؟ هذا ما تدور حوله المناقشات بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية.
فلنفترض جدلاً بأن العدوان الإسرائيلي انتهى بضمور المقاومة، لكن هل يمكن القضاء على روحها وفكرها لدى الشعب الفلسطيني؟ إن حركة المقاومة ليست مجرد تنظيم وسلاح، هي جزء من الوعي الوطني الفلسطيني بأهميته ما دام هناك احتلال. وكلما أدركت إسرائيل والولايات المتحدة هذه الحقيقة وتصالحت معها، يمكن القول إن الحل السياسي ممكن من خلال القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الیوم التالی
إقرأ أيضاً:
غزة.. تحذير حقوقي من مجاعة وتدهور صحي جراء الإغلاق الإسرائيلي
يمن مونيتور/قسم الأخبار
حذرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، الاثنين، من “مجاعة واسعة النطاق” تضرب القطاع؛ جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع، ما يؤثر بدوره على القطاع الصحي ويهدد حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة للمسؤول في الهيئة حازم هنية خلال مؤتمر صحافي عقده في مقرها بمدينة غزة، لتسليط الضوء على تأثير استمرار إغلاق المعابر على تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
وقال هنية إن استمرار إغلاق المعابر أدى إلى “انخفاض المخزون الغذائي في غزة لمستويات حرجة، ما يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، خصوصا في ظل فشل وصول المساعدات”.
وأضاف أن “80 بالمئة من المستشفيات العاملة في القطاع باتت خارج الخدمة بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، ما أدى لتوقف العمليات الجراحية الحرجة”.
وأفاد بأن أكثر من “25 ألف مريض وجريح، بينهم 10 آلاف مريض سرطان، يواجهون الموت وتدهور أوضاعهم الصحية بسبب انقطاع وصول العلاجات، وفق ما أفادت به تقارير وزارة الصحة”.
إلى جانب ذلك، فإن انقطاع التيار الكهربائي ومنع دخول الوقود المشغل للمولدات البديلة، وعدم توفر أجهزة الإنعاش، يهدد حياة الأطفال حديثي الولادة داخل الحضانات، وفق هنية الذي شدد على أنهم “يواجهون خطر الموت الفوري”.
(الأناضول)