وزارة التنمية الإداريّة.. بين التحديات والاستمرارية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
كتب مجد بو مجاهد في "النهار": تتأرجح وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال ما بين تحديات واستمرارية، في وقتٍ يبدو مضمون أوضاعها أشبه بنصف كوب ملآن ونصفٍ آخر فارغ خصوصاً وسط معطيات عن غياب التمويل وانتفاء القدرة التنفيذية للمشاريع، بعدما كانت هذه الوزارة تتغذّى سابقاً على مساندات مالية خارجية من قروض وهبات، ما لبثت أن توقّفت في المرحلة التالية لتعليق حكومة حسان دياب سداد الديون المستحقة.
لا يلغي عدم البلورة التنفيذية للمشاريع أن ثمة خطة توجيهية يُعمل عليها في الوزارة، بحسب المعطيات التي استقتها "النهار"، هدفها الأساسي الوصول إلى منصة حكومية تُضبط فيها كلّ إدارات الدولة... لكن لا قدرات تنفيذية حالياً. في غضون ذلك، هناك مواضيع مكثّفة تعنى الوزارة في الاهتمام بها، من خلال مساعٍ شخصية تضطلع بها وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال نجلا الرياشي، بدءاً من تولّي "رأس الوزارة" لموقع نيابة رئاسة لجنة مكافحة الفساد ورئاسة اللجنة الفنية لمكافحة الفساد، ما يجعل دور هذه الوزارة طليعياً في مكافحة الفساد، علماً أنّها تكاد تُعتبر مهمة شبه مستحيلة في ظلّ ما يعانيه البلد من سيطرة واضحة للنمط الفاسد على الحكم في لبنان. وثمة توجّسٌ على مستوى أجواء وزيرة التنمية الإدارية من أن تبقى المساعي من دون أفق. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق للبنان أن أقرّ استراتيجية وطنية لبنانية لمكافحة الفساد، ووضعت هذه الاستراتيجية خطة عمل لكنّها بقيت من دون تطبيق داخل الإدارات اللبنانية. وهنا، تسعى وزارة شؤون التنمية الإدارية إلى تطبيق استراتيجية مكافحة الفساد انطلاقاً من خطوات عدّة تنطلق منها ولا تظهر حتّى اللحظة بشكل جليّ للرأي العام، لكن هناك تأكيداً على أهمية استكمال الخطوات التطبيقية لاستراتيجية مكافحة الفساد.
كذلك، تُعنى الوزارة في موضوع الشراء العام مع الإشارة إلى أنّ كلّ ما يحكى عن هذا المرسوم كان بدأ العمل عليه ضمن وزارة التنمية الإدارية مع حاجة مبدأ الشراء العام إلى منصة ممكننة حصل العمل عليها في الوزارة، إلّا أنّ المساعي لم تصل إلى خواتيمها بعدما توقّف التمويل، لكنّ الأكيد، وفق المعنيين، أنّ منظومة الشراء العام باتت أكثر فعالية وموجودة بعد جهود الوزيرة نجلا الرياشي، ما حقّق نوعاً من الاستقلالية لرئيس هيئة الشراء العام جان العليّة نتيجة الأرضية التي وضعتها الوزارة. وهناك مشاريع توقفت أيضاً مع انتفاء التمويل على مستوى النظام القضائي بعد العمل مع الأجهزة الرقابية وديوان المحاسبة والتفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية لتأمين قيام الموظفين بواجباتهم والاضطلاع بمسؤولياتهم إضافة إلى كيفية تفعيل الشفافية والمساءلة.
في الحديث عن "نصف الكوب الملآن" أيضاً، عملت #وزيرة شؤون التنمية الإدارية على إصدار استراتيجية التحوّل الرقميّ مع دور أساسي مرتبط بها بهدف تطبيق التحول الرقمي في لبنان، علماً أنّ إصدار استراتيجية التحول الرقمي أتى بعد 15 سنة عمل من دون إقرارها. وثمة عمل على خطة توجيهية تطبيقاً للتحول الرقمي في لبنان كمسألة جوهرية في اعتبار أن ليس في استطاعة لبنان البقاء على هامش التقدم العالمي الحاصل بالنسبة إلى التحوّل الرقمي. وهناك لقاءات عدّة تفعّل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في الصدد، مع تأكيد المؤسسات الدولية على أن خلاص لبنان لا يتبلور من دون تحول رقمي بين كلّ الوزارات والإدارات العامة للدولة في وقت تسهر وزارة شؤون التنمية الإدارية تطبيقياً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مکافحة الفساد الشراء العام فی لبنان من دون
إقرأ أيضاً:
بنعبد الله ينتقد تضارب المصالح والفساد الاقتصادي في حكومة أخنوش على خلفية انعقاد اللجنة المركزية
قدم الأمين العام للحزب، محمد نبيل بنعبد الله، تقريراً سياسياً خلال الدورة الخامسة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، التي عُقدت بمقر الحزب اليوم الأحد ، انتقد فيه بشدة الحكومة، متهماً إياها بالوقوع في تضارب المصالح وتعميق الفساد الاقتصادي، وهو ما اعتبره الحزب تجلياً للصراع الطبقي في المغرب.
وأكد التقرير، الذي قدمه نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد هي انعكاس للطبيعة الطبقية للحكومة، التي تصطف إلى جانب لوبيات الريع والمال، متهماً إياها بالتستر خلف خطاب اجتماعي تضليلي.
وأوضح بنعبد الله، أن الحكومة تسعى لترسيخ التطبيع مع تضارب المصالح داخل صفوفها ومحيطها، وهو ما يُعتبر خطراً مؤسساتياً ومجتمعياً غير مسبوق.
وأشار بنعبد الله في التقرير ذاته، إلى تدهور المغرب في المؤشرات الدولية المرتبطة بالحكامة والنزاهة، بما في ذلك مؤشر إدراك الفساد، ومؤشر الشفافية في القطاع العمومي، والحكومة المنفتحة، وهو ما أكدته تقارير وطنية ودولية، بينها تقرير الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها.
كما لفت بنعبد الله، الانتباه إلى شبهات “منح الامتيازات” لشخصيات قريبة من الفضاء الحكومي والحزب الأغلبي، بالإضافة إلى التعيينات في مناصب عليا بشكل يفتقد إلى المعايير الموضوعية.
واعتبر بنعبد الله أن فضيحة محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء مثالٌ صارخٌ على ذلك، حيث أشار إلى أن رئيس الحكومة متورط في هذه الصفقة، رغم المخاطر الأخلاقية والسياسية المرتبطة بها.
وأوضح الحزب أن الحكومة تكتفي بمواجهة الفساد بتبسيط المساطر الإدارية، بينما سحبت مشروع قانون الإثراء غير المشروع من البرلمان، ولم تتجاوب مع المطالب المتعلقة ببلورة قانون تضارب المصالح. ودعا الحزب إلى مراجعة المنظومة التشريعية بما ينسجم مع الدستور، لمنع الجمع بين سلطة السياسة وإدارة الشأن العام من جهة، وسلطة المال والأنشطة الاقتصادية من جهة أخرى.
كلمات دلالية أخنوش البرلمان التقدم والاشتراكية