عربي21:
2025-01-03@17:44:03 GMT

يجب محاسبةُ المقاومة!

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

أغرب ما يمكن أن تسمعه هذه الأيام أن أطرافا رفعت لافتة محاسبة المقاومة على “مغامراتها”، حتى قبل أن تضع الحرب أوزارها، وفي ظل ما يكابده الفلسطينيون في غزة من جرائم قتل وتجويع، وما تظهره الفصائل من صمود في وجه أقوى جيوش المنطقة.

وخلال الأيام الأخيرة، خرج رموز في السلطة الفلسطينية إلى العلن وعبر وسائل إعلام محدّدة بتصريحات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها عملية شحذ سكاكين تحضيرا لمرحلة ما بعد العدوان، وحتى طعن المقاومين في الميدان في ظهورهم، لأسباب بعضها خفي والآخر مفضوح.



وكان الجميع يتابع منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” حملاتٍ ضد المقاومة من طرف الذباب الإلكتروني ومن يسمّون “حزب الليكود العربي”، وهم يمثّلون شرائح في المجتمعين العربي والإسلامي نفضت يدها من قضية فلسطين، وينام بعضهم على أمل أن يستيقظ على خبر ضم الاحتلال لهذه الأراضي بما فيها القدس الشريف.

لكن العجيب هذه المرة أن الحملة تلقّفها من كنا ننظر إليهم على أَنهم حاملو لواء التحرير وحماية الحقوق الفلسطينية، وقد يكون الاختلاف في النهج والمقاربة السياسية، لكن أن يصل الأمر إلى حد الطعن في تضحيات إخوانهم، فالأمر يستحق التوقف عنده طويلا.

وكما يطالب هؤلاء، يجب فعلا محاسبة المقاومة وعلى رأسها “حماس” لأن استطلاعات الرأي التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية تؤكد أن 72% ممن شملتهم الاستطلاعات يؤيدون عملية “طوفان الأقصى”، وأن أكثر من 60% من الفلسطينيين الذين شملتهم يرون أن “المقاومة هي الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال”، وهو بمثابة نفخ الروح في هذه القضية التي كانت تنتظر التصفية.

ويجب محاسبة “حماس” لأن هذه الحرب ورغم الثمن الباهظ لها، إلا أنها جعلت الرأي العام الدولي ينقلب على السردية الصهيونية التي أنفقت عليها لوبياتهم المليارات طوال عقود، فقد أظهر استطلاع لمعهد “هاريس” ومركز الدراسات السياسية الأمريكية بجامعة “هارفارد” وشمل ألفي ناخب أمريكي من فئات عمرية مختلفة، أن 51% من الشباب من هذه الفئة العمرية يعتقدون أن الحل طويل المدى للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو “إنهاء إسرائيل وتسليمها لحماس والفلسطينيين”.

ويجب محاسبة المقاومة و”حماس”، لأن تحقيقات نشرتها وسائل إعلام عبرية أظهرت أن 83 بالمائة من المنشورات عبر الشبكة العنكبوتية والمتعلقة بالحرب هي ضد إسرائيل و9% فقط لصالحها، وفي المواقع الإخبارية الكبرى مقابل كل تقرير إيجابي تجاه إسرائيل، هناك 3 تقارير تقدّم إسرائيل بشكل سلبي.

ويجب محاسبة المقاومة، لأن قادة الاحتلال وإعلامهم يعترفون بأن هجمات 7 أكتوبر هي الأكثر إيلاما لهم منذ تأسيس الكيان، وأنها أعادت لمجتمعهم إحساسا بعدم الأمن، وأن قرابة نصف مليون مستوطن غادروا إسرائيل، فضلا عن أن مستوطنات غلاف غزة هجرها أهلها ويرفضون العودة إليها من دون التحقق من تأمينها.

ويجب محاسبة المقاومة و”حماس”، لأن السلطة الفلسطينية ومعها الدول العربية مجتمعة كانت إلى غاية يوم 6 أكتوبر الماضي تستجدي إسرائيل وحاميتها أمريكا لتحريك عجلة “السلام” المتوقفة، من أجل بحث إقامة دولة فلسطينية وسط غياب كلي للقضية عن الأجندة الدولية، وكانت هذه المطالب تقابل بالسخرية من قادة اليمين في إسرائيل، لكن واشنطن وحلفاءها الغربيين يرفعون اليوم لواء إقامة هذه الدولة كحل للصراع القائم.

ويجب محاسبة المقاومة، لأن مفاوضات 30 سنة منذ اتفاق أوسلو 1993 لم تحرّر أسيرا واحدا، لكن الفصائل حررت الآلاف وأغلبهم من الضفة الغربية وليس من معقلها بغزة، كما أن عقودا من المفاوضات كانت نتيجتها قضم 40 بالمائة من الضفة الغربية فقط، فيما حررت المقاومة غزة عام 2005، كما بنت قوة عسكرية يقف الكيان ومعه حلف من عدة دول غربية كبرى عاجزين عن تركيعها، وبعد أسابيع من عدوان همجي، ينتظرون إشارة من “حماس” للتفاوض حول الأسرى والهدنة لكن المقاومة تضع شروطا لذلك.

والمؤسف في هذه القضية كلها أننا كنا ننتظر خطابا للمصالحة ونبذ الانقسام واستغلال نتائج هذه المعركة والبناء عليها سياسيا، من أجل التوافق حول مرحلة جديدة لفرض إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، في ظل هذا الزخم الدولي وحالة الوهن التي يعيشها الاحتلال والتي ستتعمّق أكثر بعد أن تضع الحرب أوزارها.

(الشروق الجزائرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة السلطة غزة السلطة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

محذرا ومتوعدا ..«حزب الله» مُلوّحاً بالرد على إسرائيل : أمامهم فترة اختبار... والوضع الحالي لن يستمر

بيروت - لوّح «حزب الله» بالرد على الخروقات الإسرائيلية، محذراً، على لسان النائب حسن فضل الله، بأن الوضع الحالي في جنوب لبنان لن يستمر، وبأن «العدو لن يتمكن من أن يحصل بهذه الطرق على ما عجز عنه في الميدان»، وأكد أن «المقاومة تعرف واجباتها»، رامياً المسؤولية على الحكومة والمجتمع الدولي.

جاء كلام فضل الله التصعيدي خلال احتفال تكريمي أقامه «حزب الله» لشهداء بلدة عيناثا الجنوبية، في وقت لا تزال فيه الخروقات الإسرائيلية مستمرة في جنوب لبنان، فيما الجيش الإسرائيلي لم ينسحب من القرى التي دخل إليها خلال الحرب، مع تسجيل توغل إضافي له باتجاه بلدات لبنانية، مثل الطيبة التي نفذ فيها، الاثنين، عملية نسف عنيفة لمنازل، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام».
وقال فضل الله: «ثبات المقاومة والجهد السياسي الذي قاده رئيس البرلمان نبيه بري بالتنسيق الكامل مع قيادة (حزب الله)، هما ما أوصلا إلى وقف إطلاق النار، الذي يلزم العدو الانسحاب خلال مهلة 60 يوماً، دون أن يتضمن بنوداً تسمح للعدو بالقيام بما يريد من خروق واعتداءات يقوم بها، منذ إعلانه، على الأراضي اللبنانية وعلى الجنوب والقرى الحدودية».

ورد على تساؤلات البعض حول موقف «حزب الله» من الخروقات الإسرائيلية، فقال: «نقول لجميع من كانوا يطالبوننا سابقاً بترك الأمر للدولة وللقرارات الدولية وللمجتمع الدولي، وبأنّ الدولة تستطيع الحماية وكذلك المجتمع الدولي: أمامكم فترة الستين يوماً، وهي فترة اختبار لكل هذه المقولات؛ اختبار لهم وليس لنا، فنحن لسنا بحاجة إلى دليل أو تجربة أو قراءة تاريخية؛ نحن نعرف هذا العدو، ونعرف أنّ ليس هناك ما يحمينا في مواجهته إلا التصدي له، وإلا سلاح المقاومة، ومعادلة (الشعب والجيش والمقاومة). أما أصحاب هذه المقولات، فنقول لهم اليوم: كيف ستحمون سيادة لبنان في هذه الفترة، وكيف ستمنعون العدو من القيام بهذه الخروق؟ هم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً».

وأكد أن «المقاومة تعرف واجباتها وما عليها فعله، وتعرف المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها، ولكن صدقية شعارات ومواقف من يدعي أنه مع السيادة باتت الآن على المحك؛ إذ منطقة جنوب الليطاني الآن هي من مسؤولية الدولة من خلال قواها العسكرية الرسمية، والقرار عند الحكومة التي نتواصل معها لمتابعة هذا الأمر، ونحن لا نريد أن يعالج الأمر بالمزايدة أو بالمواقف السياسية والسجالات وتحميل المسؤوليات كيفما كان، فالمسؤول من المفترض أن يتحمل مسؤوليته لمواجهة هذه الخروق والاعتداءات، إضافة إلى المسؤولية الملقاة على لجنة المراقبة الدولية والـ(يونيفيل) التي نرى كيف يعطيها العدو توجيهاته حول الطرق التي عليها أن تسلكها».

وإذ أشار إلى «أننا الآن نرى النتيجة من الدعوة التي كانت توجَّه إلينا بترك الأمر في الجنوب للـ(يونيفيل) وللمؤسسات الرسمية لتقوم بواجباتها»، فقد أكّد فضل الله أن «هذا الوضع لن يستمر، وأن العدو لن يتمكن من أن يحصل بهذه الطرق على ما عجز عنه في الميدان، فهؤلاء الشهداء منعوه من التسلل والاحتلال، وإخوانهم ورفاقهم لن يسمحوا له بأن يحتل وبأن يبقى في هذه الأرض. المرحلة الآن لها علاقة بهذا الاتفاق، ونحن نريد تطبيق هذا الاتفاق، ونتعاطى مع الموضوع من زاوية مسؤوليات الدولة، لكن هذا لن يستمر مع العدو طويلاً، ولن تكون له ضمانة في أرضنا من أحد، ولن تكون له حرية التصرف بأرضنا كيفما كان. وسنبقى نحمل قضية الدفاع عن لبنان وعن الجنوب لتحرير أرضنا وحماية شعبنا وصون الإنجازات التي تحققت بتضحيات شهدائنا».

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يوافق على استمرار المفاوضات في الدوحة بشأن صفقة غزة
  • تعرف على أبرز محطات صدام السلطة الفلسطينية مع فصائل المقاومة منذ أوسلو
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • حماس: عملية الدهس غرب رام الله عملا بطوليا وردا طبيعيا على مجازر الاحتلال
  • حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة
  • ترامب يوجّه رسالة إلى حماس بشأن الرهائن في قطاع غزة
  • عبدالحفيظ: إسرائيل تفرض معادلة الاستسلام أو الموت على الفلسطينيين
  • المقاومة الفلسطينية تشن أول هجوم على إسرائيل في 2025
  • كاتب صحفي: إسرائيل تفرض معادلة الاستسلام أو الموت على الفلسطينيين
  • محذرا ومتوعدا ..«حزب الله» مُلوّحاً بالرد على إسرائيل : أمامهم فترة اختبار... والوضع الحالي لن يستمر