السفير د. عبدالله الأشعل التيار الإسلامى يعتبر أن المسلم أخوا المسلم فى أى مكان وهم سكان الأمة الإسلامية التى تتجاوز الدول الإسلامية والعالم الإسلامى فالأمة الإسلامية تضم كل المسلمين فى كل مكان حتى فى دول غير إسلامية وقد عبر المرشد السابق للاخوان المسلمين عن هذا التصور حين قال أن المسلم الماليزى أقرب إليه من  القبطى المصرى لأننى والمسلم الماليزى يجمع بيننا الإسلام، أما الوطن فإنه للدنيا وهو من صنع الاستعمار.

فالتيار الإسلامى ينكر الوطن لصالح الأمة الإسلامية. أما التيار القومى فيزعم أنه ينكر الوطن لصالح الأمة العربية، ويعتبرون الوطن أنه قطر من الأقطار العربية من شأن الأخذ بها تفتيت الأمة على أساس أن الأمة العربية ضد الوطن المصرى  مثلا تماما مثلما أن الأمة الإسلامية ضد الوطن المصرى المكون من مصريين مسلمين وغير مسلمين أما التيار القومى فقد  كان فى السلطة فى مصر والعراق وليبيا ولما حدث الانفصال السورى من الجمهورية العربية المتحدة عام 1961وكان رد الفعل التدخل في اليمن 1962 ظهر فى القاموس العربي مصطلح القطرية البغيض، فأـصبح القطر ضد الأمة العربية. والأمة العربية حقيقة ملموسة وتضم كل الدول العربية وتضم الأمة العربية أيضا كل من هو عربى فى أى مكان فى العالم. أما الأمة الإسلامية فهى مصطلح قرآنى سامى يتسامى على النزول إلى الأرض التى تتوزع الأمم الأرضية فيها والدول التى تشكل المجتمع الدولى لها السيادة على أراضيها ومن يقيم فيها من أتباع الشرائع المختلفة، والمؤكد أن المسلمين الذين يقطنون هذه الدول إنما إما أن يكونوا من أبنائها، أو من الأجانب الذين دخلوا فى جنسياتها أو من الأجانب الذين احتفظوا بجنسية دولهم الأصلية. ومعنى ذلك أن كل دولة لها نطاق جغرافى واجتماعى وينتمى سكانها إلى شرائع مختلفة لكن يجمع بينهم العيش المشترك فى وطن واحد. ولذلك فإن الأصل هو التبعية لهذا الوطن. فالمجتمع الدولى يتكون من أوطان تتعدد فيها الانتماءات ولكن الانتماء النهائى معقود للوطن ولذلك فإن التيار الإسلامى ليس ضد الوطن، ولكنه جاهل بالحقائق. ويترتب على ذلك أن الهجوم عليه واتهامه بعدم الانتماء والوطنية، اتهام مغرض لأن اختيارهم للأمة الإسلامية والانتماء إليها يناقض العلم والدقة والاحاطة بالبيئة الدولية. أما التيار القومى فجهل أن لاتناقض بين القومية والقطرية وينطوى على جهل بتاريخ القوميات التى نشأت أصلا فى أوربا لبلورة السكان داخل الدولة الواحدة، أى داخل القطر الواحد. وهذا المفهوم ساد فى القرن السادس عشر فى أوروبا فحسم الملك والنبلاء المعركة لصالح الدولة الوطنية ذات النظام السياسى الموحد ضد تشرذم الولاءات أو اغتصاب الكنيسة   لسيف الدنيا والآخرة. ولكن التيار القومى كان يعترض على الحركات الانفصالية وعلى منازعة الزعيم الذى كان يطمع فى الانفراد بزعامة الأمة الواحدة التى تضم دولا متعددة ولذلك كان شعار الوحدة العربية وما الوحدات الجزئية إلا الطريق الى الوحدة الشاملة وهو الحل الذى رآه القوميون حلا مؤقتا أمام ضغوط الاستعمار ومحاربته لهدف الوحدة الشاملة وتأليبه للأقليات كالأكراد لتعويق تنفيذ هذا الهدف. وقد أنكر التيار القومى وجود الأمة الإسلامية حتى يفسح المجال فقط لأمة واحدة هى الأمة العربية خاصة وأن التيار القومى كان فى السلطة وطارد التيار الإسلامى على أنه أداة للاستعمار الذى يحارب الأمة العربية الواحدة. وقد حفلت  الخمسينيات والستينيات بالفكر القومى والتيار القومى فى السلطة ولذلك اعتبر التيار الإسلامى أن 1967 تعد هزيمة للتيار القومى واعتبر نصر 1973رمضان إعادة اعتبار للتيار الإسلامى خاصة وأن الجنود العابرين للقناة كانوا يعبرون تحت شعار الله أكبر يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر. وهكذا ظهر التيار الإسلامى بعد 1967 وتصدى للتقارب مع إسرائيل عام 1979. وأخيراً أدرك التياران أنهما مستهدفان ولذلك اتجها إلى التقارب دون أن يقدما الأسس الفكرية لهذا التقارب. ومما يذكر أن التيار الإسلامى اعتصم بالدين واستخدم سلاح التكفير فى معركة الصراع على السلطة مع التيار القومى الذى فهم الأمة والقومية فهما خاطئا. وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن التيار القومى ابتدع القومية العربية ويجهل نشأة المصطلح حتى يغطى على الدكتاتورية العسكرية أو المدنية ويكفى أن يكون الحاكم قوميا بديلا عن الديمقراطية حتى يفخر بشرعيته. فكيف يعارض أحد الزعيم الذى يقود الأمة فى مواجهة إسرائيل وحتى يقيم دولة الوحدة، فالزعيم هو تجسيد للأمة والولاء له مادام هو الأمة لولا احداث 1967. والخلاصة أن إنكار الوطن عند كل من التيارين الإسلامى والقومى يرتبط  بالصراع على السلطة ولا علاقة له بالدين أو الأمة. ولكن بينما اتفق التياران كل لاسبابه في دعم الدكتاتورية وانكار الديمقراطية فانهما انكرا الوطن الصغير وكما اسهم دهاقنة رجال الدين اسهم ايضا دهاقنة التيار القومي في تشويه انسانية الانسان وتغييب العقل وضياع فرص هائلة لتنمية المجتمعات العربية في هذا الصراع الوهمي. كاتب مصري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، سياسيًا واقتصاديًا، في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية.

وأوضح خلال لقاء ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الزيارة تحمل بعدين رئيسيين: الأول اقتصادي يتمثل في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، خاصة في ظل طموح القاهرة لرفع الاستثمارات الفرنسية إلى مليار يورو هذا العام، والثاني سياسي يرتبط بالوضع المتأزم في الشرق الأوسط، خصوصًا في قطاع غزة.

وأشار أبو شامة إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن الأزمة هناك تمثل "مفتاحًا" لباقي ملفات المنطقة.

وفيما يخص السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، أوضح أن علاقات باريس بالمنطقة تتأرجح على طريقة "البندول"، بين دعمها التقليدي لإسرائيل منذ 1948، وبين محاولتها الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية.

وأكد أن فرنسا كانت داعمًا قويًا لإسرائيل بداية أزمة "طوفان الأقصى"، لكنها بدأت تنحو نحو مواقف أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية، خاصة مع تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب، نتيجة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والصور "الوحشية" القادمة من غزة.

وأضاف أن هذا التحول في الموقف الفرنسي جاء نتيجة ضغط إنساني وأخلاقي، حيث بات من الصعب على فرنسا أن تستمر في دعم تسليحي لإسرائيل بينما تُرتكب مجازر في غزة، مشيرًا إلى أن زيارة ماكرون تهدف أيضًا لدفع جهود وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

كما أكد على أن لفرنسا دورًا نشطًا في ملفات لبنان وسوريا، خاصة في ما يتعلق بمحاولة تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني، وسحب إسرائيل من بعض النقاط التي تحتلها، قائلاً إن هذه الملفات ستُبحث بعمق بين الجانبين المصري والفرنسي خلال الزيارة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح
  • ذكريات من "السيرك"
  • وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان هاتفياً تحركات «اللجنة العربية-الإسلامية» لإعادة إعمار غزة
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • ماركا الإسبانية: مودريتش يتلقى عرضا ضخما للانتقال إلى أحد الأندية القطرية
  • انقطاع التيار الكهربائي عن محافظة السويداء بسبب عطل فني
  • قصة الوادي الصغير (33)
  • استهداف محطة مروي بمسيرات يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي
  • الجنجويد، كجماعة، لديهم خطاب ينكر الأصل العربي أو النوبي أو البربري لسكان شمال السودان
  • سلامة بحث والقائم باعمال السفارة القطرية في العلاقات