هل بات الهجوم الروسي اللاحق وشيكاً؟

د. بسام روبين لا شك أن الجيش الروسي إحترف بناء خطوطه الدفاعية بعد إحتلالة لمواقع أوكرانية إستراتيجية، وقد نجحت هذه الخطوط الدفاعية في إفشال وامتصاص الهجوم الأوكراني المضاد بعد أن تم الإعداد والإعلان له لفترة طويلة من الوقت وتجهيزه بأحدث التجهيزات العسكرية الغربية مما صدم الغرب وجعلهم حائرون ماذا يفعلون ،ولكن روسيا إستثمرت هذا الوقت الأوكراني الطويل فهي لا تضيع وقتا على الجبهات.

وأعتقد أن هنالك إستعدادات روسية لشن هجوم لاحق موسع للسيطرة على مركز الثقل الأوكراني كييف مستخدمة قوات أساسية إضافية معززة بخطة قصف جوي كثيف وموسع لفتح محاور آمنة للتقدم وإرباك القيادة السياسية والقطاعات العسكرية.  وأعتقد هنا أن الإجتماع الأخير للناتو وجه روسيا نحو ضرورة القضاء على النظام السياسي في أوكرانيا ،فالحلف تبنى قرارا بضم أوكرانيا للناتو بعد إنتهاء الحرب ،وهذا يدفع  بروسيا لإحداث تغييرات في النظام السياسي الأوكراني للكف عن طلب الإنضمام للناتو وربما هذه النظرة تتوافق حاليا مع النظرة الغربية التي تخشى من مواجهة روسيا ،لذلك هي ترفض حتى اللحظة إدخال أوكرانيا في الناتو أو في الإتحاد الأوروبي أي أن الرئيس الأوكراني قد يفقد داعميه المقربين بعكس ما أعلن عنه من دعم غير محدود لدواعي إعلانية لا تلامس الواقع حيث بات الرئيس الأوكراني يتطاول على الغرب ولا يثني عليهم برغم ما تعرضت له الشعوب الغربية جراء وقوف حكوماتها لجانب أوكرانيا. وقد جاء الرد على لسان وزير الدفاع البريطاني بأسلوب جديد لم يعتاده زيلنسكي ،وما يتوقعه ويخشاه الغرب هو الهجوم الروسي الذي سيحسم الموقف وينهي الحرب ،لذلك قد نشهد حراكا سياسيا مفاجئا لإنهاء الصراع وفقا للشروط الروسية مع حرمان روسيا من تحقيق نصر كبير بسيطرتها على العاصمة كييف ،ومع خسارة الغرب إقتصاديا وعسكريا خصوصا بعد أن تم أسر الصاروخ البريطاني الشهير وإظهار تفوق آلة الحرب الروسية على مجاميع الحرب الغربية فطائرة ال ف 16 لن تقوى على مواجهة سوخوي سو-٥٧ الروسية والتي بإمكانها السيطرة على ما مساحته 500 كم  مربع أي أن أربعة طائرات روسية من هذا النوع كفيلة بالسيطرة على الأجواء الأوروبية كاملة متمنيا وقف الحرب وإحلال السلام والإستفادة من دروس هذه العملية العسكرية الروسية. عميد اردني متقاعد

المصدر: رأي اليوم