نصيحة كولونا: عدم ربط الجنوب بغزة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
كتب وليد شقير في" نداء الوطن": خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت في 18 الجاري، الإثنين الماضي، نصحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم لتكرار التحذير من اشتعال جبهة الجنوب لأنّ إسرائيل لن تقبل استمرار تسخين الجبهة على الشكل الذي يحصل... بألا يربطوا وضع الجنوب بالحرب الدائرة في غزة.
والدول التي تسعى مع لبنان و»حزب الله» للتهدئة جنوباً تتسلح بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 كمرجعية يمكنها أن تضمن الهدوء، ونُقل عن كولونا دعوتها إلى «آلية لايجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب»، لكنها لم تطرح في بيروت تلك الآلية، التي يفترض أن تنبثق حكماً مما نص عليه القرار الدولي تمهيداً لتطبيقه. كما أنّ المعلومات الرسمية تفيد بأن كولونا لم تطرح ما تردد عن أن مطلب إسرائيل هو انسحاب قوات «حزب الله» ومعه أسلحته 10 كيلومترات أو أكثر عن الحدود. فتطبيق القرار الدولي نفسه واضح ويحظر وجود السلاح والمسلحين جنوب مجرى نهر الليطاني (المسافة المتعرجة بعيداً من الحدود تتراوح حسب خط مجرى النهر، بين 30 كيلومتراً وأقل من 10 كيلومترات في بعض الحالات).
سألت كولونا من التقتهم في بيروت: إذا أوقفت إسرائيل طلعاتها الجوية في سماء لبنان، وامتنعت عن خرق الحدود براً وبحراً، هل يسحب «حزب الله» مقاتليه وسلاحه إلى شمال نهر الليطاني؟
الرد اللبناني الرسمي كان مبدئياً، ولم يقدم جواباً بالنيابة عن»حزب الله»، مع اقتناعه بأن المطلوب سحبه لأسلحته الثقيلة من المناطق الحدودية، بل اكتفى بالتأكيد على التزام القرار نصاً وروحاً، وبأنه من المعروف أنّ المساحة بين الليطاني والحدود يجب أن تكون بعهدة الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة. تضمّن الجواب تشديداً على التزام اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 مع إسرائيل. فهل التزام لبنان بها يقابله الجانب الإسرائيلي بوقف الخروقات وبحل النقاط الحدودية الست الباقية المختلف عليها على الحدود البرية المرسمة، وبالانسحاب من مزارع شبعا تطبيقاً للقرار 425؟ الموقف اللبناني الرسمي يرى أن إسرائيل بامتناعها عن تطبيق ما يتوجب عليها من التزامات وموجبات في نص القرار تقدم الذريعة لـ»الحزب»، كي يخرقه بدوره، وتتقصد ربط النزاع معه لإبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة على الاحتمالات كافة.
في انتظار توضيح آلية تنفيذ الـ1701 لضمان العودة إلى التهدئة جنوباً، ليس هناك حتى الآن سوى الضغوط الأميركية على إسرائيل للامتناع عن إشعال الجبهة، التي تبقي لبنان بمنأى عن دخول أتون الحرب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجنوب اللبناني أُمَّـةٌ تميّزها القوة وتزيّنها المقاومة
يمانيون ـ بقلم ـ غيث العبيدي*
طرحت أُمَّـة الجنوب اللبناني اليوم أبعادًا جديدة للمقاومة كسرت شوكةَ الأعداء، وأذهلت الاصدقاء، ولطمت المضاربين عليها من داخل لبنان وخارجه، لطمه قتلت ما تبقى من خلايا الرجولة فيهم، وأثبتوا للقاصي والداني بأنهم ‘أمة’ تتنفس ‘الصمود والمقاومة’، حَيثُ سيعيشون كما يشتهون لا كما يشتهي غيرهم، وأن روح التحدي فيهم ‘اختراق الصعاب لتثبيت النصر’ وهاهم يخوضون تلك الصعاب ببسالة، حتى تغلبوا عليها، فأثبتوا معادلة «المقاومة تحرّر الجنوب بشعب أعزل، وبكفوف عارية».
قلوب الجنوبيين الأبطال متعلقة ‘بالأرض، والمقاومة’ وهما أمران متلازمان فيهم، فلا يحرّر الأرض إلا من أستشعر بمعاني الفخر والعزة والكرامة، التي غذتهم إياها المقاومة اللبنانية، حتى لا تمسح هُويتهم وانتماءاتهم، وليس ثمة من هو أكثر جرأة منهم، فالجنوبُ في مخيلتهم مَـا هو إلَّا ملحمة نبيلة، بتضحيات كبرى، وأنهم قادمون إليها بشجاعة تماثل شجاعة «سيد المقاومة» وأن رحلتهم هذه ليست عادية، وقد أدركوا تمامًا بأنها رحلة محفوفة بالمخاطر، لكنها ستكون رحلةً تاريخية، حَيثُ العبور الخالد.
حاضنة المقاومة اللبنانية، تملك كُـلّ أدوات الحرية الإيمَـان، الهُوية، القدرة، الخيار، الإصرار، والقوة، ولا يخضعون للوصاية الخارجية، ويعرفون جيِّدًا أن تحرير أرضهم مرتبط بهم، والوقوف مع المقاومة واجب لا يقبل التراجع ولا المساومة، فالمقاومة الوجه الذي أحسنوا الانتماء إليه، والجسر الذي تكسرت عليهم كُـلّ المهمات الصعبة، والظرف الذي صنع لحياتهم قيمة، لذلك سيكون لعبورهم هذا أبعادٌ تاريخية مهمة في ذاكرة الأُمَّــة، فهي التي سترسم الحدود اللبنانية من جديد.