لم تتبدد وتيرة القلق من التصعيد المتدرج في الوضع الميداني في الجنوب خصوصا بعدما تجاوزت المواجهات وعمليات القصف المتبادلة قواعد الاشتباك السائدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، فتوغل الإسرائيليون في القصف والاستهداف الجوي على نحو لافت الى منطقة داخلية متقدمة من إقليم التفاح في شمال الليطاني ورد عليهم" حزب الله" بتوغل مماثل بقصف صاروخي لكريات شمونه في عمق الجليل وباستعمال المسيرات في قصف مواقع في مزارع شبعا.

لكن هذا المؤشر التصعيدي جنوبا ظل رهن التطورات الجارية على صعيد محاولات جادة لاحلال هدنة إنسانية جديدة في غزة اذا نجحت ستتمدد مفاعيلها حتما إلى الجبهة الجنوبية، كما تؤكد المعطيات، ولو تواصلت التهديدات الإسرائيلية بحرب على لبنان.

وكتبت" نداء الوطن": تراجع الرهان على هدنة قريبة على الحدود الجنوبية ارتباطاً بهدنة مماثلة يجري ترتيبها في حرب غزة. وأخذ المشهد الجنوبي يزداد توتراً في الأيام الأخيرة، ما يعني أنّ الجبهة في لبنان ستنال قسطها من العنف المتمادي في غزة الى أن تسفر الجهود الدولية والإقليمية عن صفقة ما لتبادل الرهائن والسجناء هناك.
وعبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن دقة الموقف على الجبهة الجنوبية، فقال في حديث لوكالة «رويترز» مساء أمس: «نعمل بشكل نشط حتى لا تمتد النار نحو حدود إسرائيل مع لبنان».
وأكد مصدر رئاسي فرنسي أنّ الوضع في لبنان والحرب على غزة سيحضران في محادثات ماكرون مع الملك عبدالله الثاني في الأردن، مكرّراً موقف بلاده من «مخاوف اتساع رقعة الحرب على لبنان». وأشار الى أنّ «المخاطر القائمة والمتعلقة باشتعال المنطقة هي في صلب تحرّك فرنسا، وهناك ضرورة ماسّة لتجنّب اشتعال الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل و»الخط الأزرق»، وهذه الجهود هي في صلب تحرك الديبلوماسية الفرنسية منذ 7 تشرين الأول الماضي».
وفي هذا السياق، شهدت المواجهات ليل الأربعاء الخميس توسيعاً لرقعتها الحدودية، فشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت غابات قرب بلدة بصليا في قضاء جزين، على بعد أكثر من 20 كيلومتراً من الحدود. وأعلن «حزب الله» من ناحيته، مسؤوليته عن سلسلة هجمات على إسرائيل، مشيراً إلى أنّه أطلق «صواريخ حارقة» على منطقة حرجية في شمال إسرائيل قرب الحدود.
وكتبت" البناء":يشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أنه «وعلى الرغم من احتدام المواجهات على الحدود بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي وتوسيع رقعة القصف المتبادل واستخدام أسلحة جديدة، إلا أن معظم الضربات مدروسة ومحسوبة بحدود ألا تؤدي الى حرب شاملة، وبالتالي الجبهة مضبوطة ومحكومة بأمرين: توازن قوى وردع بين الاحتلال وحزب الله على الحدود، إذ أن الطرفين لا يريدان توسيع الحرب لأسباب مختلفة، لكن الفارق أن حزب الله لا يخشى الحرب وأعدّ لها ويملك إمكاناتها وقدرة القتال لمدة طويلة، بينما «إسرائيل» ولو أنها تتمناها لكن في الوقت الحالي تخشاها ولا تملك مقدراتها ولا قدرة الانتصار فيها، بل ستؤدي الى مزيد من الغرق والاستنزاف.
وكتبت" اللواء":مع اقتراب حرب اسرائيل على غزة من إنهاء شهرها الثالث والتي ارتبطت بها مباشرة المواجهات الجارية في الجنوب بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله، يمكن وصف يوم امس بأنه كان يوم الرد على استهداف المدنيين، في رسالة لجيش الاحتلال ان المقاومة لن تسكت عن استهداف المدنيين في القرى الجنوبية، فردّت باستهداف مبانٍ سكنية في المطلة والنبي يوشع ودوفيف وأفيفيم.
واستمر الناطق باسم جيش الاحتلال بالتهويل بالسعي لإبعاد حزب الله عن المنطقة الحدودية، لإعادة سكان المستعمرات الى مستعمراتهم.

وكتبت" الديار": شهدت جبهة الجنوب تصعيدا متدحرجا من قبل حزب الله الذي رفع من نسق عملياته النوعية ردا على تمادي جيش الاحتلال في استهداف المناطق المدنية، في «رسالة» واضحة تفيد بانه غير مقيد في التعامل مع اي تحول في الاستراتيجية الاسرائيلية، خصوصا مع التسريبات الاسرائيلية الممنهجة التي كان آخرها الكلام عن اتخاذ كابينت الحرب قرارا بالانتقال الى الهجوم وترك التوقيت لقيادة الجيش في تنفيذ الامر، بعد ان تجاوز حزب الله «الخطوط الحمراء»، والخطة الهجومية لن تقف عند 4 كيلومترات فقط، كما يقول الاعلام الاسرائيلي الذي نقل عن رئيس الاركان الاسرائيلي هارفي هاليفي قوله للجنود في احد المراكز العسكرية في الشمال» ان اسرائيل لن تقبل  بالعودة الى الوضع الذي كان قبل هذه المواجهات، سنتقدم الى الامام ونغير الوضع، وكونوا مستعدين».

وكتبت" الاخبار": شهدت جبهة الجنوب أمس سخونة لافتة، وشنّ حزب الله سلسلة عمليات على مواقع العدو وتجمّعات جنوده على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، كان أبرزَها هجوم جوي ‏بثلاث مُسيّرات انقضاضية دفعة واحدة على تجمّعات مستحدثة خلف مواقع العدو في مزارع ‏شبعا اللبنانية المحتلة «أصابت أهدافها ‏بدقّة وتم تدميرها». فيما أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن المقاومة دمّرت نصف منازل مستعمرة المنارة، وأوضحت أن «86 شقة من أصل 155 في كيبوتس المنارة دمرت بالكامل نتيجة إطلاق حزب الله الصواريخ على الكيبوتس الذي تم إخلاؤه، وصُنّف منطقة عسكرية مغلقة»
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

تجدد النزوح في غزة.. آلاف الفلسطينيين يفرون جنوبا تحت القصف

على امتداد الطريق الساحلي المعروف بطريق الرشيد، في قطاع غزة، شوهدت موجات جديدة من النزوح في مشهد مألوف يتكرر منذ بدء الحرب على غزة، حيث اضطرت مئات العائلات الفلسطينية إلى الفرار نحو الجنوب، تحت وقع قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف عدة مناطق في شمال ووسط القطاع.

آلاف الفلسطينيين يفرون مجددًا من شمال غزة باتجاه الجنوب هربا من القصف المتواصل (الفرنسية)

ويأتي هذا النزوح المتجدد في ظل تصعيد عسكري جديد على غزة المحاصرة، شمل سلسلة غارات عنيفة استهدفت إسرائيل فيها، أحياء سكنية ومنازل مدنيين، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، ودفع السكان للفرار بحثا عن مأوى أكثر أمنا، في ظل غياب ضمانات للحماية أو المأوى.

الغارات الإسرائيلية تستهدف مناطق مأهولة، ما يدفع السكان لإخلاء منازلهم (الفرنسية)

ونقل الفلسطينيون ما تبقى لهم من أمتعة فوق عربات خشبية، فيما اكتفى آخرون بحقائب على الظهر، حاملين معهم الأطفال والقلق، وسط طقس حار وقصف يسمع على مقربة من الطريق.

العائلات تحمل ما تبقى من أمتعتها وتسير على الأقدام تحت حرارة الشمس بحثا عن مأوى جديد (الفرنسية)

وفاقمت موجات النزوح الأخيرة الأزمة، خاصة مع ضعف الإمكانات، وغياب الأماكن المؤهلة للاستيعاب في مناطق الجنوب، حيث تضم أعدادا ضخمة من النازحين المقيمين في مدارس الأونروا والمراكز الصحية والطرقات العامة.

الأمم المتحدة تحذّر من انهيار كامل للوضع الإنساني في قطاع غزة (الفرنسية)

وفي النصيرات ودير البلح وخان يونس ورفح، وصلت أعداد النازحين إلى مستويات غير مسبوقة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وانعدام الخدمات الطبية، لا سيما مع تضرر عدد من المراكز الصحية وخروجها عن الخدمة.

الأطفال والنساء وكبار السن يشكلون النسبة الكبرى من النازحين الجدد (الفرنسية)

وتحذّر منظمات إغاثية من أن الوضع الإنساني جنوب القطاع بلغ مرحلة "الانهيار الكامل"، في ظل انعدام القدرة على تلبية الحاجات الأساسية، وانتشار الأمراض، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، مع غياب أي بوادر فعلية على دخول مساعدات كافية أو فتح ممرات آمنة للمدنيين.

النزوح داخل غزة بات متكررا نتيجة القصف المستمر وتوسع رقعة الاستهداف (الفرنسية)

"لا مكان آمن في غزة" لم تعد عبارة إنشائية، بل توصيف دقيق لحال المدنيين المحاصرين تحت القصف، والعالقين في رقعة جغرافية صغيرة لا يجدون فيها مفرا من الموت أو التشريد.

مقالات مشابهة

  • 9 شواهد تكشف صورة قاتمة لدولة الاحتلال بعد انتكاسة السابع من أكتوبر
  • تسعة شواهد تكشف صورة قاتمة لدولة الاحتلال بعد انتكاسة السابع من أكتوبر
  • أمير الحدود الشمالية يُسلّم عددًا من الوحدات السكنية للمستفيدين بمحافظة رفحاء
  • هيئة التنسيق لرعاية حقوق الطفل تدين العدوان الأمريكي على الأحياء السكنية
  • تجدد النزوح في غزة.. آلاف الفلسطينيين يفرون جنوبا تحت القصف
  • جدل علمي حول تسخين الشاي في الميكروويف
  • هل تسخين الشاي في الميكروويف خطر؟ جدل علمي يكشف الحقيقة!
  • 9 شهداء ومصابون بقصف طائرات الاحتلال منزلًا في دير البلح وسط قطاع غزة
  • 9 شهداء بقصف طائرات الاحتلال منزلًا في دير البلح وسط غزة
  • كاريكاتير| المكتب الإعلامي الحكومي بغزة : محو 90% من الأحياء السكنية خاصة في أحياء السلام والبرازيل والجنينة ومخيم رفح