قناة إسرائيلية: اليمن مستعد للحرب وغير مرتدع من “تحالف واشنطن البحري” ويمتلك صواريخ دقيقة قادرة على ضرب السفن الأمريكية
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
الجديد برس:
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن اليمن “غير مردوع من القوة البحرية الدولية التي تشكلت بقيادة الأمريكيين”، بل يُلمح إلى أنه من الآن فصاعداً سيُهاجم أيضاً السفن المرتبطة بالتحالف.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى تهديد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أي دولة تعمل ضد اليمن، محذراً من أن سفنها ستكون هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
وذكرت “القناة 12” الإسرائيلية أنه “مستعد للذهاب إلى حرب وغير متأثر بتهديد التحالف الدولي”، وذلك واضح من خلال تهديده الأمريكيين بضرب السفن الأمريكية إذا ضربت اليمن، وقوله إن “الحرب في اليمن لا أحد ينتصر فيها سوى اليمنيين”.
وفي السياق، أشار محلل الشؤون العربية الإسرائيلي، إيهود يعاري، إلى أن “اليمن يمتلك صواريخ لديها، نظرياً، قدرة على أن تضرب السفن الأمريكية إذا كان إطلاقها دقيقاً.
يأتي ذلك بعدما حذر قائد حركة أنصار الله، يوم الأربعاء، الولايات المتحدة الأمريكية من الاعتداء على اليمن، معقباً بأن اليمن سيجعل البوارج الأمريكية وحركة الملاحة الأمريكية هدفاً لصواريخه في حال أي اعتداء.
وأضاف الحوثي أنه “إذا أراد الأمريكي مواجهة الشعب اليمني، فسيكون أمام وضعٍ أقسى مما واجهه في أفغانستان وفيتنام”.
كما أكد أن التحرك الأمريكي في البحر الأحمر لا يهدف إلى حماية الملاحة الدولية، “بل يحاول توريط الدول لحماية السفن الإسرائيلية”، ويهدف إلى “عسكرة البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب”، في حين أنه “ليس على السفن الأوروبية التي لا تذهب إلى موانئ الاحتلال أي خطر”.
في هذا الإطار، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن “اليمن يرفض التراجع في خضم حرب غزة والهجمات في البحر الأحمر”، ما يُظهر تراجع الردع الأمريكي، إضافةً إلى وضوح كون واشنطن غير معنية بالتصعيد في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أن البيت الأبيض “لم يظهر أي رغبة في الرد عسكرياً والمخاطرة بتصعيدٍ أوسع”.
وذكرت الصحيفة بأنه عندما أعلنت الولايات المتحدة قيادتها للتحالف البحري الدولي “لمواجهة الهجمات على السفن في البحر الأحمر”، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى خرج اليمن ليصفه بالخاسر والفاشل.
من جهتها، تناولت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية التطورات في البحر الأحمر في مقالٍ أكدت فيه أن الدرس الواضح من الهجمات اليمنية الأخيرة هو أن “أمريكا لم تعد مخيفة بعد الآن”.
يشار إلى أنه بعد تنفيذ صنعاء تهديداتها، باستهداف السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى “إسرائيل” في البحر الأحمر، ما لم يدخل قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، ردت واشنطن عبر وزير الدفاع الأمريكي، بإطلاق ما سمته عملية “حارس الازدهار”، تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة “فرقة العمل 153” التابعة لها، بزعم “حماية البحر الأحمر”، إلا أنه في الحقيقة يهدف إلى حماية “إسرائيل”.
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي: أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو، وسنجعل البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية هدفا لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية pic.twitter.com/PaGLXBE35i
— الإعلام الحربي اليمني (@MMY1444) December 21, 2023
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
عبدالله علي صبري : ميناء أم الرشراش والمشروع التوسعي البحري الصهيوني
لا تتوقف أطماع الصهيونية في الأراضي العربية برا وبحرا، ومنذ قيام دولة لهذا الكيان على الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وعصابات الإجرام اليهودية تعمل على المزيد من التوسع الذي وصل إلى شواطئ البحر الأحمر، من خلال ضم منطقة أم الرشراش عام 1949، وتحويلها إلى ميناء بحري بات معروفا باسم ميناء إيلات.
وليس غريبا إن قلنا بأن الصهيونية تتكئ إلى مزاعم دينية في كل مشروعها الاستيطاني، وقد زعم اليهود ولا يزالون بأن البحر الأحمر من شماله إلى جنوبه، كان ضمن حدود مملكة سليمان عليه السلام قبل الميلاد. ولأن الموانئ والمضايق المحيطة بهذه الدولة اللقيطة تشكل تحديا استراتيجيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا يمكن تجاهل أهميتها في استمرار وديمومة هذا الكيان، فقد شنت إسرائيل مع فرنسا وبريطانيا العدوان الثلاثي على مصر بعيد إعلان عبد الناصر تأميم قناة السويس في العام 1956، واحتلت سيناء وسواحلها على البحر الأحمر شرقي مصر. وفي عام 1967 احتل اليهود قناة السويس وسيطروا على حركة الملاحة الدولية منها وإليها.
لكنهم اضطروا للتخلي عن هذا المكسب الكبير بعد حرب أكتوبر 1973، إذ كان عليهم الانسحاب من القناة وتوقيع اتفاق الهدنة 1974، ثم ما لبثوا أن ثبتوا قواعد جديدة في معاهدة السلام مع مصر 1979، التي اعتبرت قناة السويس ممرا دوليا يحق لإسرائيل وسفنها الحركة فيه كسائر دول العالم.
وقد ساعدت هذه التطورات على تنشيط ميناء أم الرشراش، الذي يعتمد عليه الكيان في تبادل السلع مع أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا، كما كان هذا الميناء لوحده يستقبل نصف احتياجات إسرائيل من النفط، الذي كان يأتي من الموانئ الإيرانية في عهد الشاه قبل الثورة الإسلامية 1979، مرورا بباب والمندب والبحر الأحمر.
لقد ظهرت عدة متغيرات دولية دفعت بهذا الكيان إلى التفكير جنوبا، حيث باب المندب، خاصة بعد انسحاب بريطانيا من عدن 1967، ثم عندما قامت مصر مع دولتي اليمن الجنوبية والشمالية آنذاك بإغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الدولية المتجهة إلى إسرائيل بالتزامن مع حرب 1973.
اليوم وبعد نصف القرن على المواجهة العربية مع الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، يعيش الكيان مأزقا حقيقيا بعد أن دخلت اليمن معركة طوفان الأقصى وقلبت الموازين بشكل كان خارج كل الحسابات.
أحكمت القوات المسلحة اليمنية حصارها البحري بعمليات عسكرية نوعية أدت إلى إغلاق ميناء إيلات في بضعة أشهر، وخروجه عن الخدمة كليا، مع إعلان إفلاسه، ما ترك تأثيرا مباشرا على الاقتصاد القومي للكيان الغاصب، وتكبيده خسائر باهظة.
على أن الأخطر بالنسبة لهذا الكيان أن طموحاته وسياساته التوسعية باتت في مهب الريح، فجبهة اليمن المساندة لغزة 2023-2024 يتعاظم دورها وفاعليتها، لدرجة أن قوات صنعاء الباسلة اشتبكت مع القوات الأمريكية البريطانية التي هرعت إلى البحر الأحمر دفاعا عن هذه العصابات الإجرامية التي لم تكف عن جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وباعتراف الخبراء والمحللين في الغرب وفي داخل الكيان نفسه، فإن المعركة مع اليمن دخلت طورا تصاعديا، أشد تأثيرا وأكثر تعقيدا، فلم يتمكن تحالف ” حارس الازدهار ” من كبح جماح اليمن، وباتت البحرية الأمريكية بحاملات طائراتها تلوذ بالفرار في مشهديه مفاجئة وغير مسبوقة، ومتكررة أيضاً.
فوق ذلك يدرك هذا الكيان أن المعركة مع اليمن مفتوحة على كل الاحتمالات، وليس من سبيل لإيقافها أو التخفيف من حدتها، إلا بإيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عن أهلها وشعبها.
25-12-2024