برمة يطالب بضم «الامارات ومصر» إلى منبر جدة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
القاهرة – نبض السودان
اعتبر اللواء فضل الله برمه ناصر رئيس حزب الأمة القومى السودانى، أن الحرب الجارية فى السودان «الأخطر» فى تاريخ البلاد، لاسيما أنها تهدد بقاء كيان الدولة، محذرا من أن استمرار الحرب قد يقود الدولة السودانية إلى الانهيار والتقسيم.
وقال ناصر فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» على هامش زيارته إلى القاهرة، أن «الحرب نتاج أزمات معقدة كرس لها النظام السابق (نظام الرئيس المخلوع عمر البشير) على مدى 30 عاما، حيث زرع قنابل موقوتة وعمد على تفكيك واختراق مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وعمل على تقويض الانتقال السياسى وإجهاض ثورة ديسمبر، وخلق فتنة وترت العلاقة بين العسكريين وأدخل البلاد فى حرب عبثية، ومن المؤسف أنها حصدت أرواح الآلاف، وشردت الملايين، ودمرت البنية التحتية، وأدخلت البلاد فى تحدٍ وجودى».
وأكد رئيس حزب الأمة القومى السودانى أنه إذا لم يستجب أطراف الحرب إلى السلام، فإن البلاد مقبلة على سيناريوهين هما: «استمرار الحرب وإطالة أمدها بدخول أطراف جديدة داخلية وخارجية قد تقود الدولة إلى انهيار كامل للبلاد أو تقسيمها، أو استمرار سقوط الولايات فى يد قوات الدعم السريع، وحينها سوف تفرض رؤية أحادية الجانب، من منطق عقلية المنتصر وستزيد من حدة الاستقطاب الاجتماعى والإثنى».
وأوضح أن الحرب الآن توسعت بصورة مقلقة للغاية، وزادت الجرائم ضد المدنيين وهناك انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، والسودان يعيش الآن فى وضع إنسانى كارثى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، الأمر الذى يتطلب تدخلا إنسانيا عاجلا، وتحقيقا دوليا ومحاسبة على هذه الجرائم فلا يمكن أن يحدث استقرار بلا عدالة انتقالية، لاسيما أن التطور الميدانى للحرب مؤسف للغاية ونحن فى غاية القلق لتردى الأوضاع فى ولاية الجزيرة، وإقليم دارفور، والعاصمة الخرطوم».
وأشار إلى أن «هذه الحرب الخاسر فيها بالأساس هو الوطن والمواطن، وعلى طرفى الحرب إدراك حقيقة أن وضع السلاح ووقف إطلاق النار هو الخطوة التى ينتظرها الشعب السودانى، وتحكيم صوت العقل اليوم قبل الغد بالانخراط فى تفاوض بدون شروط».
وبشأن خط الحل السياسى، قال رئيس حزب الأمة القومى: «صحيح أن هذا الخط متعثر، ولكنه هو الطريق الأفضل، ويعد هو الآلية الوحيدة لحل الأزمة ووقف الكارثة، ونحن فى الحزب نعول عليه ونعمل من أجله بكل قوة»، مؤكدا أننا «ما زلنا نعول على منبر جـدة وتوسعة الوساطة السعودية ــ الأمريكية والتى ضمت منظمة «الإيجاد» ومفوضية الاتحاد الأفريقى لتشمل كلا من مصر والإمارات».
وحول دور حزب الأمة القومى فى حلحلة الأزمة الراهنة، قال اللواء فضل الله برمه إن الحزب يدرك مسئوليته التاريخية والوطنية، ويتحملها بكل صدق، وجدية، ويسعى بكل طاقاته لوقف هذه الحرب، مؤكدا أن الحزب ظل يحذر من ويلات الحرب ويدعو للحوار، فى المقابل ظل دعاة الفتنة والحرب يدقون طبول الحرب ويهددون بها ويسعون لها ليل نهار.
وأشار إلى أنه منذ اليوم الأول للحرب وحتى الوقت الحالى كان موقف الحزب لا يزال يرفض الحرب ويتبنى الحياد الإيجابى، كما يدعو أطراف الحرب لوقف إطلاق النار والعدائيات وتسهيل المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة وحماية المدنيين، ويدعم منبر جدة ومبادرة منظمة الإيجاد والاتحاد الأفريقى.
وأكد اللواء فضل الله برمه أن الحزب يسعى لتوحيد المكون المدنى وفق رؤية سياسية لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار والسلام والتحول الديمقراطى، مشيرا إلى أن زيارته إلى القاهرة من أجل تباحث قيادات الحزب لتطوير الرؤية السياسية والتدخلات العاجلة لمجابهة هذه الكارثة.
أما بشأن دور الحزب فى التواصل مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة فى المشهد السودانى لإيجاد حل للصراع الراهن، قال إنه لاشك أن هذه الحرب وتداعياتها الإنسانية الخطيرة أثارت قلق المجتمع الإقليمى والدولى، ومن ثم سعينا فى الحزب للتواصل مع العالم من حولنا لتحمل مسئوليته وفق القانون الإنسانى الدولى، فقد خاطبنا الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولى، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودول الجوار، ومفوضية الاتحاد الأفريقى، ومنظمة الإيجاد، والوساطة الأمريكية السعودية بخطورة الأوضاع على جميع المستويات فى السودان، مؤكدا على ضرورة المساعدة فى إيجاد حل سياسى وتوحيد المنبر التفاوضى وتوفير المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، والضغط على الطرفين لإنهاء الحرب.
وتابع: كما نعمل مع حلفائنا فى الحرية والتغيير والقوى المدنية الديمقراطية على تبنى رؤية سياسية لإنهاء الحرب ومجابهة تداعيات الحرب الاقتصادية والاجتماعية بمشـروع وطنى لإعادة الإعمار وتأسيس انتقال مدنى يعالج جذور الأزمة السودانية، ونتطلع لدور أكبر من دول الجوار والمجتمع الإقليمى والدولى لدعم جهود السلام والاستقرار.
وأضاف رغم ما يشهده الإقليم من توترات عدة، وفى هذا الصدد نأسف للحرب التى تدور فى غزة وندعم الحق الفلسطينى، ومع ذلك نقول يجب زيادة الاهتمام بالأزمة السودانية، وأن لا يدير العالم ظهره عن السودان فهو يمر بـ«أكبر كارثة إنسانية فى العالم»، على حد تعبيره.
وعن العلاقات السودانية المصرية، أكد رئيس حزب الأمة القومى أن العلاقات بين البلدين استراتيجية على الأصعدة كافة، ونحن حريصون عليها أشد الحرص، ومما لاشك فيه أن الدور المصرى مطلوب فى استعادة الاستقرار فى السودان، مضيفا أن «هذه الحرب لاشك أنها تؤثر على مصر تأثيرا مباشرا وتداعيات الحرب تمتد لكل دول الإقليم، وهناك ملفات مهمة مشتركة بين القاهرة والخرطوم»، كما أعرب عن أسفه لانهيار مفاوضات سد النهضة.
وأضاف اللواء فضل الله برمه: «نشكر مصر قيادة وشعبا على استضافة السودانيين وتقديم يد العون لهم، وكذلك على دورهم فى دعم جهود إحلال السلام وحل الأزمة»، وتابع: «نهنئ الرئيس السيسى بالدورة الرئاسية الجديدة ونتمنى كل الخير لمصر الشقيقة، ونأمل فى مزيد من الجهود للضغط على أطراف الحرب وتقديم العون للسودانيين ودعم الحل السياسى الذى يعيد الاستقرار لبلادنا».
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الامارات ومصر إلى برمة بضم يطالب هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
للسياسيين فى (قراند بورتسودان).. السودان لم يعد كما كان
لا ادري هل تدرك قوانا السياسية فى الحكومة والمعارضة ان هنالك ثمة واقع جديد شكلته الحرب ام لا، ولكن عليهم ان يدركوا ان السودان بعد الحرب لن يحكم بالطرق القديمة وان هنالك (ماكيت جديد لنج)، انتجته ديناميكية المعركة سيكون ناظما للحراك المستقبلي فى اي مسعى لترتيب مشهد الحكم فى البلاد.
صعدت اثناء هذه الحرب قوى سياسية ومجتمعية، لم تدخل ميدان المعركة عبر اللافتات السياسية ولا المنصات الحزبية، باتت جزءا من تشكيل النسيج المؤثر فى تحريك خيوط الترتيب للمشهد القادم، وفي المقابل سقطت قوى اخرى من وجدان الشارع والناس لانها ابدت تماهيا مع انتهاكات المليشيا وفشلت فى امتحان الوطنية المكشوف وسقطت وسقطت وخسرت قلب المواطن الذى بحث عنها فى عز محنته فلم يجدها..
لا اعتقد ان بيئة مابعد الحرب ستكون مناسبة لحكم الأحزاب ووجودها على سدة الحكم، الاجدي ان تكون هنالك فترة انتقالية طويلة تعتمد التكنوقراط بوجود الجيش بعيدة عن عبث الممارسات القديمة، مرحلة يتعافى فيها الوطن من جراح الحرب، تعده الى مرحلة الانتخابات بعد تعقيمه وعلاجه من امراض الفساد السياسي والتسلط على رقاب الناس.
والافضل للاحزاب خلال هذه المرحلة ان تعود الى دورها وتنظم قواعدها – ان وجدت- وتقدم برامج حقيقية بعيدا عن الاكلشيهات المرحلية والهتافات والشعارات الزائفة، واستدعاء البطولات من كتب التاريخ.
الواقع السياسي القادم لن يتجاوز باي حال من الاحوال القوى الجديدة وتيار الشباب الثائر المرابط فى الخنادق والممسك بالبنادق، فهم يمثلون سلطة الشعب ، لم يستاذنوه ولم يقدمهم ولكنه علم باخلاصهم ووطنيتهم واعتمدهم زادا لمقبل الايام فى سودان ما بعد الحرب.
غير الممسكين بالزناد- الذين تدافعوا لتحرير السودان شبرا شبرا – هنالك ايقونات مدنية وتنظيمات شبابية صعدت مع الحرب عبر رافعة الافعال لا الاقوال ، وصارت معتمدة لدى الشارع وسيكون لها دور تاريخي مؤثر بعد الحرب ، فقد وجدهم الناس فى تنظيم التكايا وتقديم العلاج وتبني المبادرات الخيرة يهشون عنه الجوع والمسغبة ويطردون المرض عن جسده المنكوب ويحفظون حقه فى العيش بعزة وكرامة.
على قوانا السياسبة التى تجتمع فى بورتسودان الان ضمن مبادرة الحوار السوداني لتشكيل مرحلة مابعد الحرب بالتزامن مع اعلان تعديلات الوثيقة الدستورية، وتشكيل الحكومة الجديدة عليهم ادراك ان السودان الجديد فى مرحلة ما بعد الحرب لن يحكم بذات الادوات القديمة التى اورثتنا ما نحن عليه من دمار وحرب هددت وجود الدولة السودانية ووضعتها امام اصعب امتحانات البقاء على قيد الحياة..
الذين يحاولون اختطاف سلطة ما بعد الحرب ليتهم سجلوا زيارات الى المناطق المحررة ، واستمعوا لحماس الشباب الثأئر فى الخطوط الامامية ووقفوا على فيوض الوطنية التى تتدفق من الحناجر والخنادق، وعايشوا رهق اللحظات العصيبة للمشاركين من المجاهدين والمستنفرين وبراؤون وحتى منسوبي ثورة التغيير السودانية، هذا الامر عبر عنه الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة ، مساعد القائد العام للجيش بقوله (كيزان يقاتلوا معانا فوق راسنا شباب غاضبون يقاتلوا معانا فوق راسنا شباب المقاومة يقاتلوا معانا وفوق راسنا)، وربما التقطه الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، القائد العام للحيش في تاكيده خلال لقائه بالرموز المجتمعية فى ام درمان مؤخرا بوجود تشكيلات شبابية صاعدة.
لو كنت مكان القائمين على امر الدولة لاستصحبت السياسيين المرابطين فى (فندق القراند) ببورتسودان الي مناطق العمليات والمواقع المحررة ليروا بام اعينهم ويدركوا ان امر السلطة فى السودان لن يعود مثلما كان ، وان زمن المحاصصات وعهد الانقياد الاعمى للولاءات القديمة قد انقضى وان زمان ( حيكورة) السلطة لفلان او علان قد مضى الى غير رجعة..
رأينا شباب القوى الجديدة فى الخطوط الامامية وفي المواقع المحررة ، يتدفقون كما السيول الجارفة يجمعهم حب الوطن ويؤلف بينهم الكاكي، شرف الجيش والوطن، يقبلون على حب البلد بافئدة خالية من ( كلسترول السياسة)، همهم بقاء السودان واحد موحدا وعزيزا كريما.. رايناهم فادركنا ان قوى حديثة تنهض متجاوزة الاحزاب المتكلسة وفشلها التاريخي..
لن نقول ان من يوجدون فى الخنادق الان ويمسكون بالبنادق يريدون السلطة، ولن ندعو كذلك لمحاصصة تاتي حسب مستوى المشاركة فى الحرب ولو قلنا ذلك سنكون محقين ، ولكن نوصي قوانا السياسية بان تستصحب الواقع الجديد فى سعيها للحفاظ على نفوذها السلطوي وحصتها فى كعكة الامتيازات.. فالسودان لم يعد كما كان… والشعب كذلك..
*محمد عبدالقادر*
صحيفة الكرامة
إنضم لقناة النيلين على واتساب