احتمالات المعركة بعد 75 يومًا على الطوفان؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
بعد إعلانها تشكيل تحالف بحري لمواجهة أنصار الله في اليمن، يضمّ عشر دول أعلن عنها البنتاغون، بالإضافة إلى دول أخرى فضلت عدم تسميتها علنًا، بدأت واشنطن الحديث عن هدنة ممتدة في غزة وعن تبادل للأسرى.
هي سياسية أمريكية قديمة جديدة، حيث تدفع واشنطن بعوامل القوّة بيد وبعوامل السياسة بيد أخرى، وغالبًا ما تسعى للتغطية على الفشل العسكري المتوقع بتحرك سياسي.
تعتقد واشنطن أنها كانت مضطرة لإعلان التحالف العسكري البحري حفاظًا على بعض من هيبتها المهدورة على شواطئ البحر الأحمر، على أيدي أنصار الله في اليمن. وتعتقد، في الوقت نفسه، أنها تحتاج لتحرك سياسي يجنبها الفضيحة بعد إعلانها للتحالف البحري وتدرك بأنّ مطالب صنعاء واضحة وفقًا لما أعلنته مرارًا وتكرارًا، وتتمثل بوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزة. لذلك؛ فهي تطرح اليوم البحث في هدنة ممتدة كما وصفتها بهدف تجنب المواجهة مع أسود البحر اليمنيين، ثم لتقول لاحقًا إن تحالفها البحري هو من أعاد الأمور إلى مجراها الطبيعي في البحر الأحمر حفظًا لماء وجهها أمام حلفائها الإقليميين التي تدّعي حمايتهم مقابل أموال هائلة وتحالفات هشة.
سياسيًا، وبالتوازي مع هذه السياسة الأمريكية، تكثفت الاتصالات التي تجريها كل من مصر وقطر للبحث في هدنة جديدة وصفقة لتبادل الأسرى، وأعلن عن توجه كل من قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى القاهرة لبحث وقف إطلاق النار.
وكذلك، وفي السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية الإيراني اتصالًا هاتفيا مع نظيره السوري قبل توحهه إلى قطر للبحث في موضوع وقف إطلاق النار، وتجري اتصالات دولية مكثفة في مجلس الأمن الدولي لصدور قرار بهذا الخصوص، وتحديدًا من روسيا والأمين العام للأمم المتحدة في محاولة للضغط على واشنطن لمنع عرقلة أي قرار جديد لوقف إطلاق النار.
وفي المواقف المعلنة:
أعلنت الأمم المتحدة بأنّ الصراع في غزة بلغ مرحلة مأساوية ومخزية، وحذرت المنظمات الإغاثية بأن الوضع بات كارثيًا وخارج السيطرة.
قيادة المقاومة الفلسطينية متمثلة بحركتي حماس والجهاد أعلنت، بشكل واضح ومنسق، شروطها الحاسمة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتمثلت بوقف العدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وبخصوص الأسرى فقد طرحت مبدأ الكل مقابل الكل.
في الجانب الإسرائيلي، يناور قادة الكيان الصهيوني في محاولة للحصول على هدنة مؤقتة وصفقة جزئية للأسرى، والهدف هو تخفيف ضغط الشارع الإسرائيلي مرحليًا إلى حين تحقيق المزيد من الضغط على واشنطن لدفعها للقيام بحماقة عسكرية إقليمية.
أما القيادة في صنعاء فقد كانت أكثر وضوحًا وحزمًا، وهو ما عبّر عنه قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي الذي أعلن عن استعداد اليمن لمواجهة أي حماقة أميركية أو غير أميركية ، وحذر واشنطن من أن سياستها التي تقوم على تنفيذ عدوان ومن ثم الدفع لتهدئة الوضع لن تنفع، وبأن الرد سيكون حاسمًا، وفي الوقت ذاته، فإنّ موقف صنعاء المتعلق بتحريم البحر الأحمر وباب المندب على السفن الإسرائيلية والسفن المتعاملة مع “إسرائيل” بقي ثابتًا ويتمثل بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة شرطًا لازمًا لا تراجع عنه.
وبما يخص الجانب الأميركي، تستمر سياسات المراوغة والخداع، ففي الوقت الذي تطرح فيه واشنطن الحديث عن وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، سواء بشكل مباشر أم عبر الأنظمة الإقليمية المتحالفة معها، تسعى في الوقت ذاته لتحقيق أهدافها وأهداف “تل ابيب” التي عجزتا عن تحقيقهما في الميدان، وهذه السياسة عبّر عنها وزير الخارجية بلينكن بالقول بأنّ بلاده ما تزال تبحث عن حل لقضايا عالقة بما يخص قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، بينما قال بايدن بأنه لا يعتقد بأن تبادل الأسرى بات قريبًا.
أما الموقف الروسي؛ فقد كان صريحًا للغاية في تعرية وفضح المراوغة الأمريكية، وذلك على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي قال إن: “الغرب بقيادة الولايات المتحدة، يحيك مرة أخرى نوعًا من المشاريع الخاصة، والهدف هو تهدئة الوضع بطريقة أو بأخرى، لمنع توحيد قطاع غزة والضفة الغربية، وبالتالي منع إقامة دولة فلسطينية وتأجيل كل ذلك إلى وقت لاحق، وهذا يعني دعوة لأزمة أخرى وصراع آخر”.
في الميدان:
ما تزال آلة الإجرام الصهيونية تمارس القتل والتدمير في قطاع غزة؛ حيث قارب عدد الشهداء من 20 ألفًا وتم تدمير ما يقارب من 70% من أبنية غزة، لكن في الوقت ذاته؛ فإنّ بنك الأهداف الصهيوني لم يعد فيه الكثير بعد استخدام لسياسة الأرض المحروقة وفشلها في القضاء على المقاومة أو حتى الوصول لأي من قادتها وفشلها في السيطرة على قطاع غزة، بل ما تزال صواريخ المقاومة تستهدف مدن ومستوطنات الكيان الصهيوني حتى في “تل ابيب” والقدس، وما يزال قتلى الجيش الصهيوني في تزايد وكذلك الياته المدمرة، فيما تستمر المقاومة في لبنان باستهداف المواقع العسكرية الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، ومؤخرًا استهدفت بطاريات لصواريخ الدفاع الجوي الصهيوني من نوع باتريوت، وكذلك ترد بالمثل مع كل استهداف صهيوني لأية مواقع مدنية. وعلى الجانب السوري ما تزال القذائف الصاروخية تنطلق من الجنوب السوري، بشكل شبه يومي باتجاه الجولان، بينما يستمر اليمن في تنفيذ قراره الجازم باستهداف ومنع السفن المتجهة للكيان الصهيوني وكذلك ينفذ عمليات عسكرية بالطيران المسيّر باتجاه الكيان الصهيوني. وعلى الجبهة العراقية تستمر المقاومة العراقية بتنفيذ عملياتها واستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسورية.
إلى أين تتجه الأمور؟
بالنظر إلى التحشيد الأميركي في البحر الأحمر والمنطقة، وكذلك عمليات نقل السلاح والعتاد إلى قواعده في الشرق السوري، يمكن القول بأنّ واشنطن وفي ظل عدم قدرتها على تمرير شروطها وشروط “إسرائيل” وفشل محاولاتها للخداع والمناورة، سواء من خلال فرض شكل للسيطرة على قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار المحتمل، أو فشلها في خطتها في التسويق للمقترح المخادع والمتمثل بحل الدولتين، فإنّ دائرة خياراتها تضيق وتجد نفسها وحليفتها “إسرائيل” بين خيارين، خيار المواجهة الشاملة أو خيار الرضوخ لشروط محور المقاومة، وهي تدرك بأن الوقت يضيق أمامها لأسباب كثيرة، منها ما هو داخلي ومنها ما هو إقليمي وآخر متعلق بالصراع الجيوسياسي العالمي، هذا بالإضافة إلى المأزق الصهيوني .
ولا بد من الإشارة الى أنه على محور المقاومة توخي الحذر من الخبث الأميركي، وخاصة أن واشنطن اعتادت الهروب من مآزقها بافتعال بؤر توتر جديدة بهدف خلط الأوراق وتشتيت الخصوم، فبالنسبة إلى الولايات المتحدة فإنّ الصراع على/في الشرق الأوسط هو صراع التربع على عرش الهيمنة العالمية.
لذلك؛ فإنّ واشنطن تضخّ بكامل إمكاناتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والاستخباراتية في المنطقة، ويتوالى وصول كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الإقليم بالتتابع منذ طوفان الاقصى ..”الرئيس الأمريكي بايدن، وزير الحرب، وزير الخارجية، مدير المخابرات المركزية، رئيس الأركان.. وغيرهم”، وتنتشر القواعد العسكرية الأميركية الشرعية وغير الشرعية في معظم دول الشرق الأوسط.
بالتأكيد؛ يدرك خصوم الولايات المتحدة وعلى رأسهم محور المقاومة هذه الحقائق، ويتم التعامل معها بالكثير من الحكمة والشجاعة في الميدان والسياسية، ولعلّ أهم إنجاز لمحور المقاومة في هذا الصراع يتمثل بوضع الممرات والمعابر والمنافذ البحرية والبرية وحتى الجوية تحت مرمى نفوذه ونيرانه وسيطرته، في هرمز وباب المندب وفي البوكمال/القائم و شرق المتوسط ..
وما بين التمحور والتشبيك بين دول المنطقة، فيما بينها وبينها وبين الدول العظمى الفاعلة في الإقليم، يبدو المشهد معقدًا للغاية إلى الحد الذي يصعب معه استشراف نتائج الصراع على المدى المنظور والبعيد، وكذلك من الصعب الجزم بتحديد ميادينه الجغرافية الحالية والمستقبلية.
وممّا لا شكّ فيه أن طوفان الأقصى شكّل واحدة من أهم المراحل التاريخية لهذا الصراع، ويكفي أنه كان عاملًا مفصليًا لتظهير هذا الصراع وتمحوراته وتشابكاته. ولقد دلّت التصريحات والمواقف الكثيرة الصادرة عن قادة أطراف الصراع طوال فترة طوفان الأقصى إلى اليوم، بما فيهم قادة دول محور المقاومة وقادة الدول العظمى والإقليمية، على تلك الحقائق.. وربما كان الأكثر وضوحًا لفهم مرحلة الصراع ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما وصف، في خطابه الأول، المعركة الحالية بأنها معركة بالنقاط وليست المعركة النهائية.
والسؤال الذي يطرح اليوم: متى وكيف تنتهي هذه المعركة من الصراع ؟ و أين ومتى تبدأ المعركة التي تليها؟
لعلّ التعقيد الحاصل اليوم، يوحي بأنّ المسافة الزمنية بين معركة وأخرى في إطار هذا الصراع هي مسافة قصيرة زمنيًا، وإن اختلفت جغرافيتها وميادينها، ولعل الحكمة هي العامل الفاصل في تحديد حجم ومكان الزج بالإمكانات اللازمة لكلّ معركة بالتدريج وفقًا لما تقتضيه ضرورات وحجم كل معركة ومكانتها في مراحل الصراع وصولًا لنهايته.
العهد الاخباري/ حيّان نيّوف
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار محور المقاومة وزیر الخارجیة البحر الأحمر هذا الصراع قطاع غزة فی الوقت ما تزال
إقرأ أيضاً:
مخططات العدو الصهيوني تصطدم بالإرادة الحرة للشعب الفلسطيني
يمانيون/ استطلاع
ممثل الجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير فلسطين في اليمن: أمام المخاطر الصهيونية المحدقة بالضفة الغربية ينبغي على فصائل المقاومة التنسيق العالي لمواجهة التصعيد الصهيوني من خلال الكفاح المسلح وغير المسلح. الناشط السياسي الدكتور صروان: يدرك الكيان الصهيوني أن بسط السيطرة على الضفة الغربية يتطلب جهودا عسكرية كبرى تسهم في القضاء على المقاومة في الضفة وتهجير كافة أبنائها، وهو ما لا يمكن تحقيقه.
في الآونة الأخيرة صعّد العدو الصهيوني عملياته العسكرية في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة موقعا مئات الشهداء والجرحى، إضافة إلى تعمده في تدمير المنازل السكنية تدميرا كليا لتصل إلى ما يقارب مئة وحدة سكنية.
ويهدف العدو الصهيوني من تصعيده العسكري على الضفة الغربية إلى تحقيق العديد من الأهداف الرئيسية أبرزها تهجير السكان الفلسطينيين من الضفة وإضعاف المقاومة الفلسطينية في الضفة كخطوات ضمن مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
وتُعد السيطرة على الضفة الغربية لتهويدها وجعلها ضمن المستوطنات الصهيونية هدفا صهيونيا يسعى العدو لتحقيقه منذ سنوات طويلة.
لا تقتصر الأهداف الصهيونية على ما سبق ذكره وحسب بل يأتي التصعيد العسكري الصهيوني في الضفة الغربية كمحاولات صهيونية للتغطية على فشلها الذريع وهزيمتها المدوية التي منيت بها على أيدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
مخططات العدو الصهيوني في الضفةوفي هذا السياق يؤكد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اليمن د. إبراهيم نصوح أن التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية جزء من سياسة طويلة الأمد ينتهجها الكيان لتحقيق أمر واقع عبر التهجير البطيء وبناء المزيد من المستوطنات وتفكيك أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية.
ويوضح نصوح أن مواجهة هذا التصعيد والعدوان الصهيوني تتطلب استراتيجية فلسطينية متكاملة تعتمد بالمقام الأول على المقاومة بكل أشكالها، ويشير إلى أهمية تعزيز الوحدة الداخلية وحشد الدعم الإقليمي والدولي لتحقيق ضغط حقيقي على الكيان الصهيوني.
وبخصوص دوافع العدو الصهيوني من التحرك في الضفة الغربية يلخص نصوح الدوافع في أمرين: أولهما خشية الكيان الصهيوني من تصاعد المقاومة المسلحة في الضفة، وقد شاهدنا في الآونة الأخيرة ازدياد وتيرة العمل المقاوم الفردي والجماعي في جنين وطوباس ونابلس وغيرها من المدن.
مردفا القول “ثانيا ما يحصل قد يكون محاولة لنتنياهو لاسترضاء اليمين الصهيوني المتطرف، والذي هدد مؤخرا بالانسحاب من الائتلاف الحكومي لنتنياهو بعد وقف إطلاق النار بغزة، والذي يعتبره اليمين المتطرف هزيمة كبرى للكيان”.
وتعكس الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الضفة الغربية عجز السلطة الفلسطينية في حماية الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يفقد مصداقيتها أمام الشعب الفلسطيني.
السلطة الفلسطينية وبدلا من القيام بمسؤولياتها المناطة بها تجاه الشعب الفلسطيني والمتمثلة في حماية المواطنين الفلسطينيين وتوفير احتياجاتهم والدفاع عنهم من الاعتداءات الصهيونية، تقوم بملاحقة المقاومين الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة وأحيائها.
ملاحقة المقاومين الفلسطينيين من قبل السلطة الفلسطينية مؤشرات واضحة على التواطؤ مع العدو الصهيوني ومساندته في أعماله العدائية ضد الفلسطينيين.
وحول هذه الجزئية يقول د. إبراهيم نصوح: “نلاحظ أن هذه الاعتداءات الصهيونية في الضفة قد أفقدت السلطة الفلسطينية مصداقيتها أمام المجتمع الفلسطيني، وأظهرت عجزها عن حماية الشعب في الضفة، خصوصا مع استمرار التنسيق الأمني واستمرار مهاجمة أجهزة أمن السلطة للمقاومين واعتقالهم”.
ويؤكد نوصح أن أعمال السلطة الفلسطينية ضد المقاومين تخدم -في نهاية المطاف- الكيان الصهيوني.
وأمام تلك المخاطر الصهيونية المحدقة بالضفة الغربية ينبغي على فصائل المقاومة بمختلف مكوناتها التنسيق والترتيب العالي لمواجهة التصعيد الصهيوني من خلال الكفاح المسلح وغير المسلح.
ويشير نصوح إلى أن على فصائل المقاومة في الضفة تنويع أدوات النضال المسلح وغير المسلح وتوسعتها وتعزيز التنسيق بين المقاومة في الضفة وغزة لإحباط الهجمات الصهيونية.
ويلفت إلى أن المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية في أمس الحاجة لتعزيز الوحدة الوطنية بين فتح وحماس، وإنهاء التنسيق الأمني من طرف السلطة الفلسطينية، وفضح الاعتداءات الصهيونية المستمرة أمام المجتمع الدولي.
لا تعويل على دول التطبيعوعلى الصعيد العربي يقول د. إبراهيم نصوح “لا نعول كثيرا على محور التطبيع الذي انتهج سياسة إرضاء إسرائيل والغرب وبأموالهم الخاصة، نحن نعول على الشعوب الحرة وعلى محور المقاومة الذي أثبت خلال معركة ال470 يوما في غزة أن وحدة المقاومة هي العزة والقوة”.
مضيفا القول “وقد شاهدنا البأس اليمني في هذه المعركة وكيف استطاعت اليمن أن تضرب تل أبيب وتكسر الجبروت الأميركي في البحر الأحمر خلال 15شهرا من العدوان على غزة”.
ويوجه نصوح رسائل للعدو الصهيوني وحليفه الأمريكي أن الشعب الفلسطيني باق على أرضه ما بقي على قيد الحياة، مؤكدا أنه ما لم يتحقق عسكريا لن يتحقق بغيره من الوسائل والحيل.
مساعٍ صهيونية لتهويد الضفة الغربية
تزامنا مع تولي ترمب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والذي توعد خلال دعايته الانتخابية منح الكيان الصهيوني الضفة الغربية، يسعى الكيان الصهيوني من خلال تصعيده العسكري على الضفة إلى زيادة الضغط على سكان الضفة الغربية بهدف تهجيرهم وتهيئة الساحة لجعلها مستوطنة عبرية يقطنها ملايين الصهاينة.
ويدرك الكيان الصهيوني أن بسط السيطرة على الضفة الغربية يتطلب جهودا عسكرية كبرى تسهم في القضاء على المقاومة في الضفة وتهجير كافة أبنائها، وهو ما لا يمكن تحقيقه.
وفي هذا السياق يقول الناشط السياسي الدكتور قادري صروان “إن تصعيد الكيان الصهيوني في الضفة الغربية بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة يعكس عدة دوافع استراتيجية وسياسية، أولا تحقيق السيطرة الأمنية؛ فسلطات العدو تسعى إلى تعزيز قبضتها الأمنية على الضفة الغربية، بهدف منع أي تصاعد محتمل للمقاومة أو الفصائل الفلسطينية بعد التوترات في غزة، وثانيا الضغط على السلطة الفلسطينية لبذل المزيد من التعاون الأمني في سبيل ضبط المقاومون وايداعهم في السجون.
ويتابع “تصعيد الأحداث في الضفة الغربية يمكن أن يكون وسيلة لإشغال الرأي العام الإسرائيلي عن القضايا الداخلية أو الفشل في إدارة الأزمات”.
ويؤكد صروان أن التصعيد العسكري الصهيوني على الضفة سيسهم في إضعاف السلطة الفلسطينية وإخراجها عن نطاق الخدمة، الأمر الذي سيسهم في القضاء على السلطة.
ويدعو صروان فصائل المقاومة إلى التصدي للهجمات الصهيونية ومقابلة التصعيد بالتصعيد، موضحا أن التصعيد قد يعزز من روح المقاومة، ويزيد من الدعم الشعبي لها، خاصة إذا شعر الناس بأن السلطة غير قادرة على حمايتهم.
كما يدعو صروان الشعب الفلسطيني والمقاومة إلى توحيد الصفوف وتعزيز العمل المشترك لمواجهة الكيان الصهيوني.
لا بد من تكاتف محلي ودولي
مسؤولية مواجهة التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية لا تقع على عاتق المقاومة الفلسطينية وشعبها فقط، وإنما يجب على الدول العربية والإسلامية وكذا منظمات الأمم المتحدة الضغط على الكيان الصهيوني لوقف الانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية. كما أن على شعوب العالم الخروج في تظاهرات جماهيرية تطالب العدو الصهيوني بوقف انتهاكاته الصارخة بالضفة.
وفي هذه الجزئية يدعو صروان كافة دول العالم للوقوف مع القضية الفلسطينية والضغط على العدو الصهيوني لوقف جرائمه في الضفة وغير الضفة. مشيرا إلى أهمية العمل على تعزيز الوعي بين الفلسطينيين بأهمية المقاومة السلمية والنضال ضد الاحتلال، وربط ذلك بالحقوق الإنسانية، مبينا ضرورة تعزيز القيم الوطنية والهوية الفلسطينية من خلال التعليم والثقافة، بما يسهم في تقوية صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات.
ويختتم صروان حديثه بالقول “الوضع الحالي يتطلب استجابة شاملة ومتعددة الأبعاد لمواجهة التصعيد الصهيوني، مع ضرورة الحفاظ على الوحدة والرؤية المشتركة بين مختلف الأطراف الفلسطينية”.
نقلا عن موقع أنصار الله