التحليلات الجديدة التي أجرتها وكالات الاستخبارات الأمريكية، أظهرت تنامي مصداقية حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس"، وتأثيرها بشدة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، عقب عملية "طوفان الأقصى".

هكذا كشف تقرير لشبكة "سي إن إن" وترجمه "الخليج الجديد"، حين لفت إلى أن التقديرات الامريكية خلصت إلى أن حركة "حماس" نجحت في وضع نفسها "كمدافعة عن القضية الفلسطينية في أجزاء من العالم العربي والإسلامي"، وذلك بعد نجاحها في إلحاق خسائر فادحة بالاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأضافت الشبكة أن المسؤولين الأمريكيين "يراقبون مؤشرات رئيسية تشير إلى تزايد الدعم لحماس بالأراضي الفلسطينية وأماكن أخرى".

وسجلت استطلاعات رأي نفذتها مراكز أبحاث عربية وأجنبية، بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفاعا كبيرا في نسبة التأييد لحركة "حماس"، في مقابل تراجع في تأييد السلطة الفلسطينية.

وقال محللون ومراقبون، في تصريحات متفرقة خلال الأسابيع الماضية، إنّ إطلاق حركة "حماس" لعملية "طوفان الأقصى"، مثّل "خطوة ذكية من حماس، حيث نجحت في تحقيق عدد من الأهداف، مثل إيلام الاحتلال وكسر إحساسه بالأمن، وإثبات قدرات حماس العسكرية والتنظيمية".

ووفقا لتلك التقديرات فإنّ "طوفان الأقصى"، كان نقطة تحول مهمة في مسيرة "حماس"، حيث مكنها من تعزيز نفوذها وشعبيتها في العالم العربي والإسلامي.

اقرأ أيضاً

استطلاع: حرب غزة زادت من شعبية حماس وأضعفت مكانة عباس والسلطة

ونوه مراقبون إلى أن عملية "طوفان الأقصى"، سببت ألما غير مسبوق لدولة الاحتلال، وكسرت إحساسها بالأمن، كما أنها كشفت عن إمكانيات عسكرية وتنظيمية كبيرة لحماس.

الشبكة الأمريكية، أوضحت أن التقييمات المختلفة تم تداولها داخل الحكومة الأمريكية، حيث بدأ مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن، يحذرون علناً من أن عدد القتلى المدنيين بسبب القصف الإسرائيلي يهدد بزيادة شعبية "حماس" في الأراضي الفلسطينية، وأماكن أخرى في المنطقة.

وحسب التحليل الاستخباراتي، فإن الحملة الجوية الإسرائيلية التي تسببت في استشهاد آلاف المدنيين داخل غزة، "مكنت حماس من تقديم نفسها على أنها الجماعة الوحيدة التي تقاتل ضد ظالم وحشي يقتل النساء والأطفال".

وعلى الرغم من أن الهجوم خلف خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، إلا أن "حماس" نجحت في تحويل هذه الخسائر إلى مكاسب سياسية وإعلامية، محققة اختراقا غير مسبوق للسردية الفلسطينية أمام الرأي العام الغربي، وفق التقديرات الأمريكية.

ونقلت الشبكة عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية (لم تسمه)، قوله إن "حماس" لم تكن منظمة ذات تأثير كبير قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها أصبحت اليوم أكثر شعبية وذات مصداقية كبيرة.

ويتوقع المراقبون أن تستمر "حماس" في تعزيز نفوذها في العالم العربي والإسلامي، وذلك في ظل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

تقرير رسمي أمريكي: حماس تمتلك حاضنة شعبية قوية بالأردن  

وأظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أن تأييد "حماس" في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ارتفع من 12% في سبتمبر/أيلول، إلى حوالي 44% في ديسمبر/كانون الأول.

وفي الأردن، حيث أكثر من نصف السكان من أصل فلسطيني، هتف المتظاهرون في الشوارع دعماً لحركة "حماس".

يقول مسؤول المخابرات السابق المتخصص في المنطقة جوناثان بانيكوف، إن "حماس" الآن، خاصة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، "يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها المجموعة الوحيدة التي تفعل شيئاً فعلياً ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وفي الوقت نفسه، يشعر مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون أيضاً بقلق عميق من أن نجاح "حماس" قد يجعلها مصدر "إلهام للجماعات المسلحة المنتشرة في جميع أنحاء العالم".

ويحذر المحللون من أن "القصف الإسرائيلي قد لا يؤدي إلا إلى إلهام المزيد من الإرهاب هناك وفي الخارج"، وفق وصف المحللين الغربيين المناصرين للاحتلال.

ووفق الشبكة الأمريكية، تؤكد تلك التقييمات الصعوبة الكامنة، إن لم تكن الاستحالة، في إصرار إسرائيل على أنها سوف "تقضي" على حركات المقاومة في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

تحرير الأسرى بالضفة.. ارتفاع بشعبية حماس وتزايد الاستياء من فتح

المصدر | سي إن إن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس المقاومة القضية الفلسطينية شعبية حماس إسرائيل حرب غزة الحرب على غزة طوفان الأقصى طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

مفتي القدس لـ"الوفد": مصر الشقيقة الكُبرى والثِقل العربي ولن ننسى مواقفها المُناضلة (خاص)

قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين في تصريح خاص للوفد خلال إنعقاد مؤتمر الإفتاء العالمي التاسع، أن الشعب الفلسطيني يُطالب بتطبيق قرار واحد من قرارات حل النزاع على الأراضي الفلسطينيه التي ملأت رفوف الأمم المتحدة، سواء في الجمعية العامة، أو مجلس الأمن الدولي، وهو السماح للفلسطيني بأن يقرر مصيره على تراب أرضه، ومع ذلك لم يسمح المجتمع الدولي بمثل هذا القرار، ولكننا مازلنا نتطلع للحرية في يوم من الأيام، وسيظل الشعب الفلسطيني يُطالب بحقوقه وحريته واستقلاله، وهو ما سنصل إليه بالتأكيد رغم كل ما يتعرض له الفلسطينين من عدوان.
 

مفتي القدس: المعاهدات في الإسلام مقدسة وخطيرة وعليها تحقيق أغراض نشر الدعوة مفتي القدس: الفلسطينيون يقبضون على الجمر في زمن قاسٍ
دور مصر الرائد في القضية الفلسطينية


وأكد مفتي القدس على أهمية دور مصر الرائد في القضية الفلسطينية، مستشهدًا بكلمات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الحالي خلال كلمته في المؤتمر الذي اُنتدب فيه من قِبل رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، حيث قال أن القضية الفلسطينية ومكانتها من جملة الثوابت التي لا يمكن أن يتزحزح عنها المصريين شعبة ودولة، وأن مصر ذو موقف ثابت من الدفاع والمُناضلة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.

وتابع حُسين أن الفلسطينين يأملون الكثير من الأخوة في مصر، لأنها الشقيقة الكُبري بين الدول العربية، والثِقل العربي في المنطقة والأقليم، ولا يُنسى لها مواقفها الجليلة مع القضية الفلسطينية سابقًا وحاضرًا وبالتأكيد مستقبلاً.


وأستطرد حُسين عن مدى أهمية الدولة المصرية وثِقلها، حيث حرصت على إقامة هذا المؤتمر الإفتائي والفقهي الذي عقدته الأمانة العامة برئاسة الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي جمهورية مصر العربية، للتباحث حول حاجة ضرورية لوجود منظومة حقيقة للأخلاق على المستوى العربي، والإسلامي، والدولي، التي تجعل الأُمم تلتزم بكل المعاهدات، والقرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وشأن كل الشعوب المظلومة في هذا العالم.

 

طرح القضية الفلسطينة أمام المجتمع دولي 


وأضاف حُسين أن مشاركة الأستاذة نهال سعد مدير منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ينقل الصورة إلى المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان لتتحرك ضد ما يحدث من مجازر إسرائيلية يومية في فلسطين، بالإضافة إلى نقل الفكرة والصورة من خلال كل الأخوة المفتيين والوزراء والمسؤولين سواء من العالم العربي، أو من العالم الإسلامي، أو من الجاليات الإسلامية في العالم.

 
وأعرب الشيخ محمد حسين عن رضاه الكامل عما طرح بشأن فلسطين من الأخوة المصريين في الدرجة الاولى، ومن الذين شاركوا وعرجوا على القضية الفلسطينية بشكل واضح، وهذا يدل على أن القضية الفلسطينية هي قضية حية في نفوس العرب والمسلمين. 



مؤتمر الإفتاء العالمي التاسع 2024


وقد شهد المؤتمر على مدار يومَي 29 و30 يوليو العديدَ من الفعاليات المهمة لمناقشة دَور الفتوى في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا، حيث يهدُف إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية، ومناقشة دَور الفتوى في مواجهة تحديات العصر الحديث، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية والإقليمية، ومحاولة الخروج بتوصياتٍ عمليةٍ لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.

وتم الإعلان عن إطلاق عدد من المشروعات والمبادرات المهمة، من بينها: بلوغ المَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية 102 مجلد، وإصدار الميثاق العالمي للقيادات الإفتائية والدينية في صُنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات، كما تم الإعلان عن أدلة إرشادية باللغات المختلفة في مجالات عدة، والموسوعة العلمية للتدين الصحيح والتدين المغشوش، وأهم الدراسات التي قام بها المؤشر العالمي للفتوى، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا وأهم مخرجاته، وإصدارات مجلات "جسور" و"دعم" ومجلة الأمانة، وغيرها من المشروعات المهمة.

 

وقد عُقدت جلسة في ختام المؤتمر استعرضت رسالة المؤتمر وأهدافه وما تم خلال فترته من جلسات وورش عمل، وعرض توصيات المؤتمر التي يكون المجلس التنفيذي للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم قد ناقشها وأقرَّها في اجتماعه بأول يوم من أيام المؤتمر.

مقالات مشابهة

  • متى يحدث فك ارتباط غزة بإسرائيل
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أن دماء الشهيد اسماعيل هنية ستحرق كيان الاحتلال
  • عمرها صغير.. وفاة ممثلة أمريكية شهيرة
  • مفتي القدس لـ"الوفد": مصر الشقيقة الكُبرى والثِقل العربي ولن ننسى مواقفها المُناضلة (خاص)
  • الخارجية المصرية تؤكد على ضرورة دعم لبنان.. و«الأمريكية»: تعزيز الاستقرار الإقليمي مهم
  • مجلة أمريكية: كيف تستنزف طائرات الحوثيين المسيرة الرخيصة خزائن البنتاغون؟ (ترجمة خاصة)
  • أوكرانيا تؤكد استقرار الوضع في قطاع الطاقة
  • نواب بريطانيون يدعون لمنع رسو سفينة أمريكية تحمل وقود طائرات لإسرائيل
  • شركة بترول أمريكية تعلن ضخ استثمارات جديدة بامتيازاتها في مصر
  • مفكرون عالميون يؤكدون الحق في رفع الظلم عن الفلسطينيين والعودة إلى أراضيهم