الثورة نت:
2025-04-24@09:27:21 GMT

خطاب إشارة المرور اليمني إلى الاستحقاق الحضاري

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

كان خطاب السيد القائد العلم – يحفظه الله – خطابا يغني عن ألف حديث، وألف كلمة، ويعفي من تجشُّم عناء مئات البرامج الثقافية والإعلامية، وقد يُخْمِدُ معارك وهجمات في مهادها، ويلغي خططا ومؤامرات في أوكارها، ويزيد في إيقاد شعلة حماس وثبات المجاهدين في فلسطين حماسا وثباتا، ويلهم أمما وشعوبا في أنحاء الأرض أنه بإمكانها إذا امتلكت الإرادة المستقلة إنجاز عمل أخلاقي كهذا بأقل الإمكانات، حتى في وجه الصلف والغطرسة الأمريكية التي تقهر العالم وتتبلطج عليه منذ الحرب العالمية الثانية، ومن المؤكد أنه مهر وختم الشهادة التاريخية للموقف اليمني المشرّف بأنه سيكون عاملا حاسما وأساسيا من عوامل انتصار غزة بعد ثبات وصمود مجاهديها.


لقد كانت الفكرة الأساسية فيه هي التأكيد أن اليمن اتخذت قرارها الواعي والتاريخي بمنع السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى إسرائيل عن وعيٍ تاريخيٍّ بتحديات وضرورات المرحلة التاريخية الحرجة، وعن معرفة عميقة بالعدو وقدراته الكبيرة التي لا يستهين بها إلا أحمق، لكنه أيضا تجاوز فيه المنسوبُ العالي من الثقة بالله والإيمان به والتوكل عليه فوارقَ التسليح بين الشعب الإيماني المؤمن وأعداء أمتنا المعتدين على كرامتها وشرفها وحياتها ووجودها في فلسطين وفي اليمن وفي جميع بقاع العالمين.
فنِّيًّا .. كان الخطاب فصيحا وبليغا كعادة السيد القائد المتمرّن على هذا النوع من الخطابات والكلمات، وكان التسلسل المنطقي هو الخيط الذي يمسك به المستمع لينطلق من الواقع إلى المفترض، ومن شرح أبعاد ومرتكبي الجريمة العالمية المعاصرة إلى تداعياتها ومآلاتها اللازمة، وفي ثناياه كان الترتيب رائعا، واللغة قويمة، والعبارات شواظا من نار على الأعداء، وبردا وسلاما على الأمة كل الأمة، إّلا من أبى، وكان التسديد على الأهداف والمقاصد مركَّزًا ودقيقا.
لم يكن السيد القائد العلم الزعيم الأوحد في عالم الخطابة السياسية والعسكرية، ولكنه الأوحد ضمن ثلة منهم ممن كانت خطاباتهم شاملة، يمتزج فيها الشرعي بالسياسي، والتاريخي بالجغرافي، والعسكري بالاقتصادي، والاجتماعي بالثقافي، والحرب الباردة بالناعمة، والحرب النفسية بالتهديد الواضح والصريح، وبعض ذلك ببعضه الآخر، وكل ذلك في خطاب واحد شامل، دع عنك ما ميّزه الله به من استهداءٍ عميق وعجيب بالقرآن الكريم يثبت كل يوم أنه هو العَلَم المقترن بهذا القرآن الكريم، والقرآن – كما يقول أخوه رائد مسيرتنا الشهيد القائد – كتابٌ عمليٌّ لا يؤتي عجائبه ونوره وهداه كاملا إلا لمن يتحرّكون عمليا على أساسه.
من السهل على هذا القائد العلم – بما حباه الله من خصائص ومميزات إيمانية وعلمية وأخلاقية وقيادية ولغوية وكاريزما طاغية – أن يهدي البشرية إلى مكامن ضعفها وتحديات أزماتها من خلال القرآن الكريم، وكم مرة وقف فيها وحيدا أمام عتاولة الطغاة المعاصرين ليحشرهم في زاوية من شر أعمالهم ومؤامراتهم.
موضوعيا .. تأتي أهمية خطاب الأمس من كونه شهادة عبور مشرِّفة لليمن إلى إنجاز الاستحقاق الحضاري التاريخي المؤمّل الذي نسعى إلى تحقيقه بعون الله، وكونه شاهدَ زمنٍ تاريخيٍّ وضاء، على مرحلة زمنية بدأت فيها الأمة لتوها تبصر طريقها، وتحدد عدوها، وتقف على أقدامها؛ لتتخذ قرارها المستقل والحر، وتتخذ المواقف الثابتة والكبيرة إزاء أطماع أعدائها وطغيانهم.
لقد عرض الخطابُ أفظعَ جريمة عالمية معاصرة، وأصّل لها بالشواهد والمشاهد، وحدّد المجرم الحقيقي كما ينبغي، وأنه اللوبي الصهيوني اليهودي عبر أدواته، من الكيان الإسرائيلي والإدارة الأمريكية ومن معهم، وأنه لا بد من موقف ديني وعربي وإسلامي وأخلاقي وإنساني، فكان هذا الموقف اليمني القاضي بمنع عبور إمدادات الجريمة واستمرارها في البحرين الأحمر والعربي، بتنفيذِ شعبٍ لا يزال يعاني من عدوانٍ عالميٍّ إجرامي من ذات المجرم وإن بأدوات أخرى؛ ليستثير ذلك الأمر المفاجئ الطغاة والمستكبرين الذين أزعجهم هذا الموقف القرآني الشجاع والجريء والحكيم، فيعلنوا أنهم بصدد إنشاء تحالف عالمي بأكثر من أربعين دولة، ثم يتمخض هذا التحالف الضخم عن فأرٍ مكوّنٍ من عشر دول منها، بعضها دول وظيفية، تقتصر وظيفتها على تقديم الخدمات الفندقية للقوات الأمريكية، وأخرى أعلنت أن احتسابها ضمن هذا التحالف كان عن طريق الخطأ، كحال إسبانيا، وتعلن دولة عظمى مثل فرنسا بأن قواتها المشاركة فيه لن تأتمر بأمر قيادته، ولكن بأمر قيادتها الوطنية في فرنسا، ثم يستر الأمريكان عوار هذا التحالف المشين بأن هناك دولا كثيرة ترغب في المشاركة فيه، ولكن سرا، وكأنهم يتوخّون أن تكون أعمالهم خالصة لوجه الله، وأنهم يخشون على أعمالهم الصالحة!! أن يدخلها شيءٌ من الرياء والعُجْب والغرور.
إنه التحالف الذي وُلِدَ ميِّتًا – كما يقول الأستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني – وهو التحالف الذي وُلِدَ مشوَّها بهذه التشوهات الخطيرة التي ستلقي بظلالها على أدائه المشوّه في تركيبته، والمشوَّه أصلا في أهدافه الإجرامية، ثم أتى ظهورُ السيد القائد العلم؛ ليكون ظهوره تصعيدا بحد ذاته، وإعلانَ تحدٍّ سافرٍ لأمريكا وقوتها وصلفها وتاريخها الدموي والوحشي، ثم يعلن تهديداته الواضحة والصريحة بأنه ليس من المسموح للأمريكان حتى تنفيذ عددٍ من الضربات هنا وهناك، وأن الردّ اليماني المعهود لن يتأخر، إنها التهديدات التي عجزت عن مثلها دول عظمى، فهذه الصين – المنافسة لأمريكا في قوتها الاقتصادية والعسكرية – يتبختر الأمريكي بأساطيله ببحرها الجنوبي كما يحلو له، وها هي روسيا تغرق في أوكرانيا المدعومة أمريكيا بشكل واضح، وكلاهما لم يكن رده متناسبا مع قوته المادية.
لكنها اليمن بثلاثيتها الذهبية (القيادة الربانية، وشعبها الحي، وثقافته القرآنية)، التي برزت في موقفها ضد أفظع مجرم عالمي معاصر بروزَ الإمام علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الأحزاب، فقال فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (برز الإيمان كله إلى الشرك كله).
ومن دون شك فإن الأمريكان يفهمون أن اليمنيين يعون طبيعة الصراع معهم، وأنه لن يضرونا إلا أذى في حين قرروا توسيع جريمتهم على شعبنا، وأن هذا الشعب عصي على تطويعه وإخضاعه وثنيه عن موقفه المبدئي والأخلاقي والديني والإنساني، وأنه شعبٌ بقدر ما يمتلك من القوة الكافية لتنفيذ تهديداته، فإنه يملك أيضا فائضا كبيرا من الإرادة الإيمانية الفولاذية الصلبة، على أنه شعبٌ مجرّب تاريخيا، منذ ما قبل مولد عيسى عليه السلام بـ333 عاما، حينما اكتسح الإسكندر المقدوني العالم القديم، وعجز عن اليمن، مرورا بحملة إيليوس جاليوس عام 24 قبل الميلاد التي كسرت ظهر الإمبراطورية الرومانية، إلى الأحباش، ثم الأيوبيين، والمماليك، والبرتغاليين، والعثمانيين، والبريطانيين، وأخيرا السعوديين والإماراتيين وغيرهم من أدوات أمريكا التي شنّت عدوانها على اليمن، ويقال بأنها اليوم تبحث عن الخروج من هذا المستنقع الوبيء والوخيم الذي علِقَتْ فيه منذ تسع سنوات.
إن الأمريكان والأوروبيين يعلمون أن النتيجة البسيطة لأي صراع يفتحونه في البحر الأحمر ولو كان طفيفا، هو إغلاقه وإغلاق البحر العربي وربما المحيط الهندي تماما أمام الملاحة الدولية إلى ما شاء الله من الوقت؛ الأمر الذي يعني توقف معظم التجارة العالمية، وهذا أمر لا تتحمل نتائجه القارة العجوز في أوروبا، ولا الأمريكان، ولا غيرهم، لا سيما والبديل عن كل هذا السيناريو المميت والمدمّر أمرٌ أسهل وأعذب على جميعهم من شربة ماءٍ باردة في يوم قائظ، ألا وهو وقف الجريمة العالمية الصهيونية اليهودية في غزة.
لقد دشَّن هذا الخطابُ اليمنَ باعتبارها قوة إقليمية عربية إسلامية، وأنها مكسبٌ كبيرٌ للأمة كل الأمة، وأن فائض قوة اليمن ليس خطرا على أحد من العرب أو المسلمين، بل هو ذخر لهم أولا وأخيرا، ويمكن الاستفادة منه في قضايا الأمة الجامعة والمركزية، وأنه مصدر إلهام لكل أحرار العالم ممن يبتغون التصدي للعربدة الأمريكية.
ما يجب أن يفهمه المعنيون في الثقافة والإعلام أن هذا الخطاب غيّر وسيغير كثيرا في الذهنية العربية والعالمية السابقة، وشطب تاريخا طويلا من الدعايات المغرضة، وألغى بروباغندا طويلة وعريضة صوّرت اليمن على أنها مشروع طائفي، وعنصري، ومنحرف، وأتى في وقتٍ، آذانُ الأحرار في كل العالم له صاغية، وأعينهم شاخصة إلى منبر يماني متألق وفصيح ولبق، ومهتدٍ بخطاب الله الجامع لكل العرب والمسلمين، إذ يعتليه قائد رباني يقدِّم فيه مواقف القرآن الكريم بما فيها من شفاء لجميع المستبصرين، وهدايةٍ إلى التي هي أقوم في جميع المجالات، وعليه فمن الواجب إيصاله صوتا وصورة إلى جميع أحرار العالم المتلهفة والمفتقدة لمثل هذه الخطابات العملية العالمية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السید القائد

إقرأ أيضاً:

موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟

أُطلقت طائرة هجومية إلكترونية من طراز Growler مزودة بأربعة صواريخ AGM-88 مضادة للإشعاعات في مهمة، في الوقت الذي لا تزال فيه الدفاعات الجوية الحوثية تُشكل مشكلة.

 

ظهرت صورٌ نادرةٌ لطائرة هجوم إلكتروني من طراز EA-18G Growler، تتضمن أربعة نماذج من صاروخ AGM-88E الموجه المتطور المضاد للإشعاع (AARGM)، أو ربما صاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع (HARM) الأقدم، وذلك خلال عملياتٍ جارية ضد أهدافٍ حوثية في اليمن، وفق لموقع الحرب الأمريكي ووفق موقع "War zone".

 

 وبينما لا تزال تفاصيلُ الدفاعات الجوية الحوثية والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها غامضةً، تُؤكد الصورُ استمرارَ التهديد الذي تُمثله. سنُقدم قريبًا تحليلًا مُعمّقًا للدفاعات الجوية الحوثية. مع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى إمكانية استخدام صاروخ AARGM ضد أهدافٍ أخرى مُحددة، بما في ذلك أهدافٌ أرضيةٌ غير مُرتبطةٍ بالدفاعات الجوية.

 

نُشرت الصور الاثنين الماضي على شكل فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على موقع X. يُظهر هذا الفيديو طائرة EA-18G Growler التابعة لسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144)، "البطارية الرئيسية"، وهي تُطلق من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، تحمل الطائرة أيضًا صاروخين من طراز AIM-120 المتقدم متوسط ​​المدى جو-جو (AMRAAMs) وثلاثة خزانات وقود خارجية سعة 480 جالونًا.


 

 

صورة مقربة لصاروخين مضادين للإشعاع أسفل الجناح الأيمن لطائرة VAQ-144 EA-18G. لقطة من شاشة القيادة المركزية الأمريكية.

 

تُرى طائرات EA-18G بانتظام وهي تحمل صاروخين مضادين للإشعاع تحت أجنحتها، بما في ذلك في العمليات ضد الحوثيين، على الرغم من أن مجموعة من أربعة صواريخ أقل شيوعًا بكثير. عادةً ما تُخصص المحطات الأخرى لوحدات التشويش المختلفة التي تحملها طائرة غرولر، والتي يُمكنك الاطلاع عليها بمزيد من التفصيل هنا. ومع ذلك، لا يزال هذا حمولة ثابتة، وإن كانت نادرة، لطائرتي EA-18G وF/A-18E/F سوبر هورنت. حتى طائرة F/A-18C/D القديمة يُمكنها حمل صواريخ مضادة للإشعاع على محطاتها الخارجية تحت الأجنحة أيضًا.

 

تُطلق نفس الطائرة VAQ-144 EA-18G من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان (CVN 75). لقطة شاشة من القيادة المركزية الأمريكية.

 

ظهرت طائرات EA-18G في عمليات ضد الحوثيين بحمولات أخرى مثيرة للاهتمام، حيث حصلت طائرات غرولر على قدرات صواريخ جو-جو موسعة من خلال خيارات إضافية لحمل صواريخ AIM-120 AMRAAM. هذه الأسلحة مُصممة أساسًا لمواجهة طائرات الحوثي المُسيّرة فوق البحر الأحمر وحوله.

 

في غضون ذلك، شوهدت طائرات F/A-18E/F المتمركزة على حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض خلال هذه العمليات. وتشمل هذه الذخائر سلاح المواجهة المشترك AGM-154 (JSOW) وصاروخ الهجوم الأرضي المواجهة AGM-84H - الاستجابة الموسعة، والمعروف باسم SLAM-ER. أما ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) الأكثر شيوعًا، والتي شوهدت أيضًا وهي تُجهّز طائرات سوبر هورنت التي تضرب أهدافًا في اليمن، والمجهزة تحديدًا بأجسام قنابل "خارقة للتحصينات".

 

السؤال المهم الذي تثيره هذه الصور الأخيرة هو أنواع الأهداف التي تُلاحق باستخدام هذه الصواريخ المضادة للإشعاع الثمينة.


 

 

يدير الحوثيون دفاعات جوية أرضية، وعلى الرغم من أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لكشف الأهداف وتوجيهها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا بلا شك. وعلى وجه الخصوص، فقد ألحقوا خسائر فادحة بطائرات MQ-9 بدون طيار - ففي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة ستارز آند سترايبس أن المسلحين اليمنيين أسقطوا 12 طائرة من طراز Reaper منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، نقلاً عن مسؤول دفاعي أمريكي لم يكشف عن هويته.

 

دأب الجيش الأمريكي على استهداف الرادارات التي تمتلكها المجموعة، بما في ذلك رادارات مراقبة السواحل البحرية المستخدمة لاستهداف السفن. في الوقت نفسه، يبرز مستوى التهديد الذي لا تزال تُشكله هذه الدفاعات الجوية مع وصول قاذفات الشبح B-2 في العمليات الجارية، بالإضافة إلى الاستخدام المستمر للذخائر البعيدة باهظة الثمن.

 

على الأرجح، هذه الصواريخ هي صواريخ موجهة مضادة للطائرات (AARGM)، وهي تطوير مباشر لصاروخ HARM الأقدم، المصمم أساسًا لقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو. يمكن استخدام هذا بشكل دفاعي لحماية الأصول الجوية الأخرى أو تحديدًا لمهاجمة الدفاعات الجوية بشكل استباقي. يمكن لصاروخ AARGM الوصول إلى أهداف على بُعد أكثر من 80 ميلًا والوصول إلى سرعات تزيد عن ضعف سرعة الصوت.

 

التكوين الأساسي لصاروخ AARGM AGM-88E. Orbital ATK

 

يختلف صاروخ AARGM عن صاروخ HARM من نواحٍ عديدة، حيث يتميز بقدرته على إصابة رادار التهديد بدقة عالية حتى مع توقفه عن إصدار الإشعاع. قد يُغلق مُشغِّل الدفاع الجوي للعدو راداره أثناء الهجوم، لكن الصاروخ AARGM سيظل قادرًا على ضربه بدقة متناهية. حتى لو كان المُرسِل مُتحركًا وبدأ بالتحرك بعد إغلاقه، يظل الصاروخ AARGM قادرًا على ضربه، مُوجَّهًا بباحث راداري نشط يعمل بموجات المليمتر.

 

بفضل قدرته على توجيه ضربات دقيقة من مسافة بعيدة، يلعب صاروخ AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاع الجوي. في هذا السيناريو، يُبرمج الصاروخ لضرب إحداثيات محددة بدلًا من التركيز على الانبعاثات. تجعله سرعته العالية ومداه أداةً فعالةً جدًا لاستهداف الأهداف بدقة وحساسية زمنية في هذا النوع من المواجهات.

 

في العام الماضي، أثناء نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، أكدت البحرية لـ TWZ أن أول استخدام قتالي لصاروخ AARGM كان من صاروخ E/A-18G نُشر على متن تلك السفينة الحربية.

 

وفي الوقت نفسه، أكدت لنا البحرية أن صاروخ EA-18G مُخصص لطائرات VAQ-130 "Zappers"، من حاملة الطائرات دوايت دي. أيزنهاور، قد استخدم صاروخ AARGM لتدمير طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 Hind في اليمن.

 

بالنسبة لهدف غير باعث للإشعاعات مثل "هيند"، من المرجح أن يكون أحد عناصر "سلسلة التدمير" البحرية أو المعلومات الاستخباراتية السابقة للمهمة قد رصد الهدف، واستُخدم صاروخ AARGM لتدميره أثناء وجوده على الأرض، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS) للوصول إلى الهدف، ثم توجيهه نحوه باستخدام رادار الموجات المليمترية.

 

وبناءً على طلب بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، تلقت TWZ تأكيدًا لبعض أنواع الأهداف الموضحة في "علامات التدمير" على طائرات EA-18G محددة شوهدت على متن حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور العام الماضي. ومن بين هذه الأهداف، أشار أحدها إلى تدمير مروحية (هيند المذكورة آنفًا)، واثنتان إلى طائرات مسيرة حوثية أُسقطت فوق البحر الأحمر، أما الستة المتبقية فكانت رادارات حوثية غير محددة.

 

يُعدّ التكوين الصاروخي المضاد للإشعاعات الثقيل وغير المعتاد لطائرة EA-18G المذكورة أحدث مؤشر على أن الدفاعات الجوية للحوثيين أكثر تطورًا مما يعتقده الكثيرون، وأنهم بعد كل هذه الأشهر ما زالوا يشكلون تهديدًا تُركّز البحرية الأمريكية بوضوح على القضاء عليه.

 

ترجمة خاصة بالموقع بوست


مقالات مشابهة

  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • رئيس لجنة السجون ومستشار هيئة رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية فهد غثاية لـ” الثورة”:توجيهات السيد القائد كان لها الأثر الكبير في تحسين أوضاع السجون
  • التيار ومعركة الوجود في الاستحقاق البلدي تفاديا لهزائم لاحقة
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • عُمان.. الشريك الحضاري الموثوق
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • امانة حكومة الشمالية تتسلم خطاب إنهاء تكليف الوالي عابدين عوض الله
  • تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع الوطني
  • ما الأماكن التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن؟