وزير الدفاع الإسباني الأسبق يكشف في حوار حصري مع جريدة Rue20 عن خبايا مرحلتي التوتر والثقة بين المغرب وإسبانيا
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
قال إن «البحث عن التفاهم هو أمر ذكي، أما إثارة الصراع فهو أمر أخرق».
زنقة 20- طنجة
كتبه – توفيق سليماني
بين المغرب وإسبانيا هناك الكثير من الذكريات والأسرار والمواثيق والاتفاقات والنوايا والتصريحات،… وهو شيء جد طبيعي بين دولتين يجمعهما التاريخ والجغرافيا والتعاون المشترك. لا شك ولا ريب أن للجغرافيا والتاريخ تأثير على العلاقات الإسبانية-المغربية.
بعد مرور ما يقرب من 18 عاما على مغادرته الحكومة الإسبانية، ما يزال خوسي بونو مارتينيز، وزير الدفاع الإسباني السابق (2004-2006)، يحتفظ بذكريات حول المغرب مسجلة بشكل جيد للغاية في ذاكرته. الذاكرة لها أهمية كبيرة أيضا بين المملكتين.
في مقابلة حصرية أجرتها معه صحيفة Rue20 (النسخة الإسبانية) والتي سيتم نشرها قريباً، يعود خوسي بونو إلى الماضي لتحليل وفهم الوضع الحالي للعلاقات الإسبانية-المغربية.
خلال هذه المقابلة الصحفية المليئة بالأسرار يرحل بنا بونو إلى شهر يوليو من عام 2004 خلال لقائه في طنجة مع الملك محمد السادس.
وخلال هذا اللقاء، نقل بونو إلى العاهل المغربي طلب حكومة ثاباتيرو مشاركة الجيش المغربي في بعثة سلام مشتركة في دولة هايتي (بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي -MINUSTAH-).
وبعد أيام، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا بالعاهل الإسباني وثاباتيرو للتعبير عن استعداده حول ذلك الطلب.
“كنت وزيراً للدفاع في حكومة ثاباتيرو وكانت الرغبة في التفاهم مع المغرب هي القاعدة التي فرضناها على أنفسنا. وأذكر أنه في 15 يوليو 2004، استقبلني صاحب الجلالة الملك محمد السادس بطنجة، واقترحت عليه بإسم إسبانيا مهمة سلام مشتركة في هايتي”، يحكي بونو في مقابلته مع Rue20 Español.
«وهكذا، لأول مرة في التاريخ، شارك جنود مغاربة وإسبان في بعثة مشتركة للأمم المتحدة (MINUSTAH). بهذا الشكل، 200 جندي إسباني ومغربي أثبتوا أننا نعرف كيف ننتقل “من مرحلة المواجهة القاسية والشكوك” إلى مرحلة أخرى من “الثقة المتبادلة” بين البلدين»، هكذا أجاب بونو لما سألناه حول من يقول بأن جذور العلاقات الإسبانية-المغربية تعود إلى حكومات الرئيس خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو. ويشير بونو في المقابلة إلى أن الرئيس بيدرو سانشيز سار على خطى حكومات ثاباتيرو مع وجود بعض الفوارق الصغيرة.
لا يستبعد خوسي بونو، المحامي والزعيم الاشتراكي، إمكانية التطلع إلى تحالف عسكري بين المغرب وإسبانيا للتغلب على الأحكام المسابقة المرتبطة بالماضي وعلى التحديات والتهديدات الحالية. ويؤكد بونو أن التعاون الأمني والاستخباراتي اليوم بين البلدين هو “مثالي” على جميع الأصعدة.
«هناك تعاون مثالي بين البلدين في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والجريمة المنظمة. وكما ذكرت من قبل، نضيف إلى ذلك التجربة الجيدة جدًا في مهمة السلام العسكرية التي قمنا بها معًا.
كل هذا يمنحنا آمالًا جيدة للغاية في توسيع هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى. إن الجغرافيا أكثر عناداً من السياسة: فالمغرب وإسبانيا كانا جارين منذ آلاف السنين وسنبقى هكذا في المستقبل. إن البحث عن التفاهم هو أمر ذكي، أما إثارة الصراع فهو أمر أخرق»، يقول بونو.
ترقبوا نص الحوار خلال الأيام القادمة…
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: المغرب وإسبانیا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
سلط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وقال بلينكن، الذي ترأس مؤخرا نقاشا وزاريا بمجلس الأمن حول دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: « هذا الصيف، أنشأت الولايات المتحدة والمغرب مجموعة داخل الأمم المتحدة مفتوحة لجميع الدول الأعضاء، حيث يتبادل خبراء من مختلف المناطق أفضل الممارسات لاعتماد الذكاء الاصطناعي ».
ووصف رئيس الدبلوماسية الأمريكية هذه المبادرة بأنها « تقدم حقيقي »، وذلك خلال هذا الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر دجنبر، بهدف تعزيز التفكير حول التقنيات الناشئة والجهود المبذولة من قبل الدول الأعضاء لدفع الحوار العالمي حول الفرص والتحديات التي تطرحها هذه التقنيات.
وفي يونيو الماضي، أطلق السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إلى جانب نظيرته الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، والتي تضم حاليا أكثر من 70 دولة عضوا بعد بضعة أشهر فقط من إنشائها.
وجاء إطلاق هذه المجموعة عقب اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار الأول حول الذكاء الاصطناعي رقم 78/265، الذي حظي في البدء برعاية المغرب والولايات المتحدة، قبل أن يحصل على دعم 125 دولة عضوا إلى حين يوم اعتماده.
ووفقا لتقرير نشرته الوكالة الفرنسية للتنمية في نونبر الماضي بعنوان « مؤشر إمكانات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي »، يحتل المغرب المرتبة الأولى كأفضل وجهة استثمارية إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي.