فيما يبقى إنهاء الحرب في غزة المخرج الوحيد: أمريكا تقود العالم إلى مأزق الحرب الإقليمية وتهدد الملاحة البحرية بالتوقف
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
الثورة/ يحيى الربيعي/ وكالات
عشر دول بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا، ودولة عربية وحيدة، هي البحرين، ستُبحر سفنها المدمرة في البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ما أسمته أمريكا بـ «ضمان حرية الملاحة» أو بالأحرى “حرية السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل”.
جاء ذلك في إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في حضرة القيادات الإسرائيلية، البيان الرسمي بإنشاء القوة العسكرية التي أطلق عليها اسم حارس الازدهار، والتي يترك من خلال الوزير الأمريكي رسالة مفادها تأكيد واشنطن أن إسرائيل ليست وحدها.
وبالنظر إلى امتناع الكثير من الدول المشاركة عن إعلان اسمها، وتحفظ دول عربية كبيرة كمصر والسعودية عن الانخراط بشكل مباشر، واكتفاء كندا بإرسال مجموعة من الأفراد، بحسب مصدر حكومي لشبكة السي بي سي نيوز الكندية، فإن الحلف الجديد لا يعدو عن كونه محاولة يائسة لكبح هجمات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية، أو المتجهة إلى إسرائيل.
تبدو مهمة هذه القوة العسكرية الجديدة معقدة وشبه مستحيلة، فالتصعيد في البحر الأحمر، أو الاستهداف المباشر للقوات البحرية اليمنية، قد يؤدي إلى تصعيد أكبر، ينتهي بتعطيل هذا الممر الدولي المهم، ويضع المنطقة والعالم في مأزق اقتصادي خطير، ومع كل هذا التعقيد والتهديدات التي تحيط بحركة الملاحة العالمية يبقى إنهاء الحرب في غزة مخرجاً وحيداً لخفض التصعيد وإنهاء هذه الأزمة التي تهدد بحرب إقليمية.
صنعاء لم تتأخر كثيراً في الرد على الإعلان الأمريكي، حيث أكد المتحدث الرسمي محمد عبد السلام، أن صنعاء ستواصل عملياتها ضد إسرائيل حتى يتم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن التحالف البحري الذي أعلنته أمريكا من داخل «تل أبيب» هدفه حماية إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا التحالف ضعيف، ولن يُغيّر مو موقف اليمن.
وأوضح الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله، محمد عبدالسلام، أن موقف اليمن تجاه ما يجري في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم بشعة هو موقف ديني وانساني واخلاقي، ولا تراجع عنه.
وأشار عبدالسلام، في مقابلة له على قناة العالم، أنه يتم ارتكاب حماقة في فلسطين لا نظير لها بدعم أميركي وغربي وتنفيذ الكيان الصهيوني المحتل، لافتًا إلى أن موقف اليمن هو تحمل هذا العبء التاريخي لمناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ونابع من هذا المبدأ.
وجدد عبدالسلام التأكيد على أن اليمن لا تستهدف من خلال عملياتها في البحر الأحمر وبحر العرب، إلا السفن الإسرائيلية أو التي لها شراكة مع الصهاينة أو السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، موضحًا بأن هذا رد طبيعي على قواعد اشتباك فرضها الصهاينة، وجاء للمساعدة في رفع الحصار وإنهاء العدوان عن أبناء فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية.
واعتبر أن الهدف الأساس من تشكيل التحالف الأميركي البحري هو حماية الكيان الإسرائيلي وليس من أجل حماية أي ملاحة دولية، مؤكدًا أن السفن تمرّ من البحرين العربي والأحمر بكل أمان واستقرار ولم تستهدف القوات اليمنية إلا ما أعلنت وحذرت في بياناتها أنها ستستهدفه، مشيرًا إلى أن هذا التحالف أعلن عنه من تل أبيب وليس من ي مكان آخر، ومنذ أن أعلن هو تحالف ضعيف لا يمتلك أي مسوغ قانوني أو أخلاقي أو إنساني.
كما أكّد محمد عبدالسلام، رفض الدعاية الأمريكية بأنه جاء لحماية الملاحة الدولية، موضحًا أنه تشكل من أجل حماية الكيان الإسائيلية ليواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى عدم مشاركة أي دولة في هذا التحالف تطل على البحر الأحمر، ويتكون من دول تتصدرها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وهذه الأخيرة موقفها الأساس داعم لذبح وقتل الشعب الفلسطيني.
كما أن هذا التحالف لن يُغيّر، وفق عبدالسلام، في مجريات المعركة ولن يغير موقف اليمن الداعم لفلسطين ولن يوقف العمليات البحرية، مشيرًا إلى أن العمليات البحرية أثبتت فاعليتها بشكل كبير وأُصيب الاقتصاد الإسرائيلي بالشلل وهذه معلومات من جهات محايدة، وباعتراف إعلام الكيان والغرب، فضلًا عن إعلان شركات شحن بحرية كبرى في العالم عن توقف الملاحة المتجهة إلى كيان الاحتلال.
وأوضح بأن العمليات البحرية اليمنية خلقت ضغطًا كبيرًأ على الموقف الأمريكي والإسرائيلي وهي عمليات ضاغطة لإنهاء الحرب والعدوان على غزة ومساندة الشعب الفلسطيني وهي في صميم المعركة الاستراتيجية التي ساندت فلسطين؛ لأنها عمليات نشطة ومستمرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومثّلت حالة من الترابط، كما أفقدت الأمريكي والصهيوني التوازن، وما يدلل على ذلك ما أعلنته الأطراف الدولية، مضيفًا أن السعي الأميركي لإيجاد تحالف لإنقاذ الكيان الإسرائيلي هو نتيجة لفاعلية هذه العمليات ضد الكيان في البحرين الأحمر والعربي.
متخصصون في النقل البحري وخبراء اقتصاد حذروا مما وصفوه بـ «صدمة جديدة» وشيكة في نشاط التجارة حول العالم على شاكلة الصدمة التي شهدها هذا القطاع الحيوي إبان وباء كورونا، وذلك بعد قرار شركات شحن كبرى تعليق نشاطها عبر البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين على سفن تجارية في باب المندب.
وقال خبراء تحدثت إليهم بي بي سي، إن هجر السفن لمسار البحر الأحمر لصالح طريق رأس الرجاء الصالح سيرفع كلفة الشحن والتأمين والخدمات اللوجستية البحرية الأخرى بنسب تصل إلى 30 في المئة، وتوقعوا ارتفاعاً في الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة بنسبة 10 إلى 15 إذا توقف الشحن عبر ممر قناة السويس خلال الأسابيع القليلة القادمة.
تحذيرات الخبراء جاءت في أعقاب قرارات شركات منها بريتش بتروليوم للنفط والغاز(BP) البريطانية و(OOCL) ومقرها هنوج كونج، وميرسك (Maersk) الهولندية، وهاباك لويد (Habag LIyod) الألمانية و(CMA CGM) الفرنسية، وشركة البحر المتوسط للشحن (MSC) الإيطالية السويسرية تعليق نشاطها عبر البحر الأحمر مروراً بقناة السويس، أو تحويل مسار رحلاتها نحو طريق رأس الرجاء الصالح في أعقاب هجمات لحركة أنصار الله الحوثية ضد ما قالت أنه سفناً ذات صلة بإسرائيل.
وتبنّت صنعاء هجمات عدة على سفن تجارية قرب باب المندب منها سفينة شحن تابعة لشركة ميرسك الأسبوع الماضي، كانت متجهة إلى إسرائيل، بطائرة من دون طيار وأصابتها بشكل مباشر مشيرة إلى أن السفينة استهدفت بعدما رفضت الاستجابة للتحذيرات.
وترفض صنعاء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة وأعلنت استهداف مدن وبلدات إسرائيلية بطائرات من دون طيار منذ بدء الحرب في غزة.
وكان متحدث القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع، أعلن مراراً أن عملياتهم في البحر الأحمر وباب المندب تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالموانئ الإسرائيلية فقط، لما لها من تأثير اقتصادي كبير على إسرائيل.
وتبدو الولايات المتحدة الأمريكية بتشكليلها لهذا التحالف تريد التأكيد أنها على وشك فقدان السيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي ظلت إلى عهد قريب مناطق نفوذ ومصالح أمريكية.
شعورها ذلك يأتي بسبب تغيرات دولية كبيرة أدت إلى تغييرات جذرية في ميزان القوى على المستوى الدولي أبرزها الحرب الروسية – الأوكرانية والمساعي من قبل روسيا والصين لكسر الأحادية القطبية والتغلغل الروسي الصيني في قارة أفريقيا وبداية إزاحة الاستعمار الفرنسي والأمريكي منها، والتي ظلت عقوداً من الزمن تستغل ثروات القارة الأفريقية.
بات واضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني يسعون جاهدين إلى إيجاد موطئ قدم لهم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، كونهم يعرفون جيدا أهميته باعتباره من أهم الممرات البحرية في العالم والذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ويتحكم في جزء كبير من التجارة الدولية خاصة تجارة النفط.
وعبر عصور خلت وواقع معاش ظل البحر الأحمر مطمعاً للقوى الاستعمارية الكبرى تسعى للوصول إليه بمختلف السبل والطرق وإيجاد الذرائع الواهية للتواجد فيه ومنها ما يسمى بتنظيم القاعدة الصنيعة الأمريكية الذي تحركه ما استدعت الحاجة إلى ذلك.
في الأيام الأخيرة نقلت أخبار عن عودة قوية لتنظيم القاعدة في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة بالتزامن مع التواجد العسكري الكثيف للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية ومضيق باب المندب، وكأن المسألة توحي بأن هناك تنسيقاً مسبقاً بين الطرفين، وذلك لتعطي واشنطن انطباعاً للعالم بأن تواجدها العسكري يأتي بسبب عودة النشاط الحيوي لتنظيم القاعدة وهو عذر لم يعد مقبولاً بعد أن عرف العالم ألاعيب أمريكا وخداعها في أكثر من مكان على وجه الأرض.
وقبل أيام بدأت القوات الأمريكية بالتوافد إلى عدن منذ وصول سفيرها ستيفن فاجن إلى المدينة والذي أصبح يلقب بالحاكم الفعلي لتلك المناطق خاصة بعد أن سلمت القوات السعودية أهم المنشآت الحيوية في عدن للقوات الأمريكية التي تم استقدامها من البوارج الحربية الأمريكية إلى خليج عدن.
يمكن القول، إن التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب يهدد أمن الملاحة في هذا الممر المائي المهم والحيوي بذارئع واهية لاتمت للواقع بأي صلة.
إزاء كل ذلك كان لوزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد العاطفي القول الفصل بتأكيده أن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية أرض يمنية والسيادة عليها كاملة والأمن فيها سيكون الأولوية لليمن وما على الدول الاستعمارية إلا أن تعي وتعمل لهذا التصريح ألف حساب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وزيرا خارجية أمريكا والإمارات يبحثان جهود إنهاء الأزمات في غزة ولبنان والسودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي، مستجدات الأزمة في غزة، بما في ذلك المساعي لوقف الحرب وتأمين الإفراج عن الرهائن ووضع أسس لتحقيق الأمن والإعمار في في مرحلة ما بعد الصراع.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، اليوم الخميس - أن المباحثات شملت أيضا الجهود الرامية لإنهاء الحرب في السودان وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية ودعم العملية السياسية في البلاد.
وفي الشأن اللبناني، بحث الوزيران سبل التوصل إلى حل دبلوماسي دائم يضمن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويسهم في عودة السكان في لبنان وإسرائيل إلى منازلهم.