للسنة السادسة تواليا.. المغرب يتجه نحو موسم جفاف
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
يتّجه المغرب نحو سنة جافة هي السادسة على التوالي بسبب تراجع كبير في كمية المتساقطات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفق ما أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، الخميس.
وقال الوزير في المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة: "دخلنا مرحلة دقيقة بعد خمس سنوات متتالية من جفاف لم تعشه بلادنا من قبل".
وأضاف "أظهرت الثلاثة أشهر الأولى (للموسم الزراعي) أننا نتجه إلى سنة جفاف أخرى لا قدر الله"، موضحا أن معدل الأمطار خلال هذه الأشهر تراجع 67 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها خلال سنة عادية.
وتفاقم الإجهاد المائي في المغرب بارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى زيادة تبخر المياه في السدود. وتتوقع وزارة الزراعة ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وحاليا، لا يتجاوز مستوى امتلاء السدود 23.5 في المئة مقارنة بـ 31 في المئة خلال نفس الفترة العام الماضي، وهي "وضعية خطيرة جدا لم نكن نتصورها"، وفق ما أضاف الوزير.
لكنه أشار إلى أن "أملنا ما زال كبيرا في الله، لأن الثلاثة أشهر المقبلة تكون (عادة) الأكثر مطرا في بلادنا".
ويعد الجفاف مشكلة كبيرة في المملكة نظرا إلى تأثيره المباشر على القطاع الزراعي الذي يشغّل نحو ثلث السكان في سن العمل ويمثل نحو 14 في المئة من الصادرات.
وساهم هذا الوضع في ارتفاع معدل التضخم خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بسبب ارتفاع أسعار العديد من المنتجات الزراعية.
من جهته، أكد نزار بركة أن الأولوية هي ضمان الماء الصالحة للشرب وتسريع مشاريع تحلية مياه البحر، مشيرا إلى أن الأشغال لبناء محطة الدار البيضاء، كبرى مدن المملكة، ستنطلق الشهر المقبل.
لكنه لم يستبعد احتمال لجوء السلطات المحلية، "بحسب تطور الوضع في كل منطقة"، إلى تقليص إمدادات المياه أو قطعها (عادة ليلا) إذا دعت الضرورة.
وتخطط المملكة لإنشاء سبع محطات جديدة لتحلية مياه البحر بنهاية عام 2027 بطاقة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنويا. فيما تتوافر حاليا 12 محطة لتحلية مياه البحر بطاقة إجمالية تبلغ 179.3 مليون متر مكعب سنويا، وفق معطيات رسمية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المئة
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يتخطى الثلاثة ملايين ونصف زائر خلال ثمانية أيام
فى ثامن ايامه سجل معرض القاهرة الدولي للكتاب ، أمس ، والذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، حضورًا جماهيريًا كبيرًا، بلغ نحو (796.654) زائرًا، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه حتى الآن، خلال ثمانية أيام متتالية، إلى (3.565.434)، أي ما يتخطى الثلاثة ملايين ونصف المليون زائر، منذ فتح أبواب المعرض للجمهور..
من ناحيته، ثمن الدكتور أحمد فؤاد هَنو؛ وزير الثقافة، هذا المشهد الحضاري الراقي؛ الذي تشهده أروقة المعرض.
وأشاد بمستوى الإقبال المتميز، والذي يجسد مدى إدراك المصريين لقيمة المعرفة، وكذلك إيمانهم بالتأثيرات الإيجابية التي تُحدثها الثقافة والفنون وهو الأمر الذي يُعزز تفعيل أهداف الدولة المصرية، إزاء أهمية البناء على هذا الوعي في بناء الإنسان المصري،.
وأوضح هنو أن هذا المشهد إنما يؤكد أننا بصدد دورة استثنائية مميزة على صعيد الاهتمام، والزخم الجماهيري، الذي يتناسب مع حجم ومستوى الخدمات الثقافية والفنية المتميزة والمتنوعة التي يقدمها المعرض، مؤكدًا حرص وزارة الثقافة على استكمال رسالتها التنويرية.
ووجه الدكتور أحمد فؤاد هنو ، وزير الثقافة، الشكر، للقائمين على تنظيم المعرض والإعداد لفعالياته المتعددة، وحثهم على بذل المزيد، والاستمرار في تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور المصري، خلال أيام المعرض القادمة.
"الثورة الصناعية الخامسة.. بين الفرص والتحديات" على مائدة معرض الكتاب
من ناحية أخرى ، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، اجتمع رواد الفكر والتكنولوجيا لمناقشة التحولات العميقة التي يشهدها العالم مع اقتراب عصر الثورة الصناعية الخامسة؛ في ندوة حملت عنوان "الثورة الصناعية الخامسة: ماهيتها، فرصها، وتحدياتها"، استضافت "القاعة الرئيسية"؛ الدكتور أحمد بهاء الدين، المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت، وأدار الجلسة الإعلامي حسن عثمان.
استهل اللقاء؛ بكلمة للإعلامي حسن عثمان، الذي رحّب بالحضور؛ مشيرًا إلى أن الجلسة ستأخذهم في رحلة عبر الزمن لاستكشاف تطور الثورات الصناعية، من انطلاقتها الأولى وحتى التوقعات المستقبلية لعصر الثورة الصناعية الخامسة؛ ومن هنا، جاء حديث الدكتور أحمد بهاء الدين، أحد أهم عشرة خبراء عالميين في مجال البرمجيات، ليضيء على هذه التحولات العميقة.
وتحدث أحمد بهاء الدين؛ عن كل مرحلة صناعية غيرت مجرى التاريخ، موضحًا أن الثورة الصناعية الأولى ولدت مع اختراع الآلة البخارية والطباعة، مما أدى إلى طفرة في نشر المعرفة وتسارع العلوم؛ والثورة الصناعية الثانية جاءت بدفع من الكهرباء، لتحدث تحولًا جذريًا في الإنتاج والمواصلات؛ الثورة الصناعية الثالثة شهدت دخول الكمبيوتر والأنظمة الذكية في عالم التصنيع، مما أرسى قواعد الأتمتة الحديثة؛ أما الثورة الصناعية الرابعة، التي نعيشها الآن، فهي عصر الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتكنولوجيا المتقدمة.
ثم طرح سؤالًا محوريًا: "إلى أين نحن متجهون؟"
حيث أجاب الدكتور أحمد بهاء الدين؛ قائلًا: "نحن على أعتاب مرحلة جديدة، حيث لن تكون الآلات مجرد أدوات، بل ستصبح كائنات تعيش معنا"؛ وأوضح أن الثورة الصناعية الخامسة، التي ستبدأ تأثيراتها خلال الـ15 عامًا المقبلة، لن تعتمد فقط على التكنولوجيا المتقدمة، بل ستخلق عالمًا تشاركيًا بين البشر والروبوتات، حيث ستعمل الآلات بشكل مستقل وتتفاعل مع الإنسان كما لو كانت شريكًا حقيقيًا؛ استشهد ببيانات إحصائية من عام 2016، والتي توقعت أن 65% من الأطفال الذين بدأوا تعليمهم حينها، سيعملون في وظائف لم تخترع بعد؛ وقدم مثالًا واقعيًا على التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أزمة "جوجل جيميني"، الذي تعرض للإيقاف بعد اتهامه بالتحيز العنصري، ثم أعيد تشغيله بوظيفة جديدة لم تكن موجودة من قبل: "مراجع أخلاقي".
ورسم الدكتور أحمد بهاء الدين؛ صورة للمستقبل، مشيرًا إلى أنه بحلول عام 2040، سيكون 40% من القوة العاملة حول العالم من الروبوتات، وفي عام 2050، ستشهد المحاكم أول قاضٍ روبوت يُصدر أحكامًا بين البشر، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحليل القوانين وتقديم قرارات قضائية محايدة؛ ثم فاجأ الجمهور بتوقع أكثر جرأة: "في عام 2050، قد تندلع مظاهرات تطالب بتقنين زواج البشر من الروبوتات، لأن التكنولوجيا لن تكون مجرد أداة، بل ستتحول إلى كيان يتفاعل معنا بطرق غير مسبوقة".
في ختام حديثه، أكد الدكتور أحمد بهاء الدين؛ أن مصر تخطو خطوات جادة نحو المستقبل الرقمي، مشيرًا إلى مركز البيانات القومي الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يُعد واحدًا من المشاريع الكبرى التي تعزز الأمن القومي الرقمي؛ وأوضح أن مثل هذه المشاريع تضع مصر في مكانة متقدمة عالميًا، مشددًا على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا والتعليم الرقمي لضمان مكانة قوية في عصر الثورة الصناعية الخامسة.