معادلات السيد عبدالملك الحوثي لنصرة غزة..الموقف العظيم يتكرس بالمفاجآت

 

جاء خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – الذي يعتبر هو الخطاب الثالث في سياق موقف اليمن المبارك والمشرف في نصرة غزة، وقد جاء الخطاب محتشدا بكثافة بالحقائق والمعادلات الكبرى، وحافلا بأدوات الحرب في اتجاهي، تصعيد الحرب على العدو الصهيوني نصرة لغزة، وإعلانه حرباً مباشرة على أمريكا لردع التهديدات والتحركات التي تسعى بها إلى إثناء اليمن عن موقفه في نصرة غزة.


وقد حمل الخطاب الثالث الذي جاء في سياق نصرة اليمن لغزة، رسائل تصعيد أوسع مما في سابقيه، وكان مشبعا بالقوة والعزة، من موقع اقتدار اليمن وتمكنه في المجابهات السابقة، ومن موقفه الإنساني والأخلاقي والديني في نصرة غزة، ومن واقع توكله على الله وثقته الكاملة بقوته ونصره لعباده المؤمنين في مجابهة كل التهديدات الراهنة والقادمة.
وبكل موضوعية، لم نسمع ولم تسمع شعوب أمتنا منذ قرون خطاب عزة وقوة يتجسد فيه قوة الإسلام وعزة المسلمين كما يجب، كهذا الخطاب العظيم الذي ألقاه السيد القائد حفظه الله يوم أمس الأول وكل خطاباته كذلك لكن لخصوصية في هذا الخطاب تتعلق بالسياق وطبيعة القضايا التي جاءت فيه”، ولم تسمع منذ احتلال العدو الصهيوني لفلسطين قائدا عربيا مسلما يحتشد بقوة الموقف والفعل العسكري في الحرب على العدو الصهيوني، ويفرض حصارا بحريا عليه كما يفعل السيد القائد حفظه الله اليوم نصرة لغزة.
لقد كان السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يتحدث بلسان وباسم الأمة العربيّة والإسلاميّة وإليها، لا باسم الشعب اليمني فقط، وقد رد الاعتبار وبقُوة إلى ديننا الذي أعز الله به العرب والمسلمين، فبالإضافة إلى المواقف المشرفة التي قدمها وكرسها في مواجهة أعداء الأمة، فقد أعلن في آن واحد، توسيع الحرب على كيان العدو الصهيوني، والحرب على أمريكا، وكان بمثابة إعلان الحرب على أمريكا التي يعتبرها الناس “عصا غليظة” ويخشونها ويخافون سطوتها.
السيد القائد حفظه الله ينطلق في موقفه من قوة الدين الإسلامي الذي يجسده بالموقف والعمل والتحرك، ومن الثقة بالله وبقوته التي يحملها حفظه الله، ولذلك وجدناه يهدد أمريكا بحرب لا مثيل لها، وليس التهديد مجردا بل هو معادلة أعلنها سيد القول والفعل حفظه الله، وهو هنا يكسر حالة الرهبة التي تستبد بالزعماء والقادة العرب والمسلمين من أمريكا وغطرستها، ويردع أمريكا كذلك على نحو لا سابق له.
هذا الخطاب التاريخي جاء استكمالا لخطابين اثنين سبقا منذ بدأت معركة طوفان الأقصى، إنه خطاب القائد الإسلامي القوي والعزيز، يكرس عزة الإسلام والمسلمين من البحر إلى النهر، ويكرس الموقف القوي في ميادين المواجهة الكبرى، ولنتذكر كل مضمون في هذا الخطاب جيدا لأن كل ما ورد فيه سيتم ترجمته على الأرض، وتذكروا جملته ” إذا أراد أن يرسل جنوده إلى اليمن، فإنما سيواجهه في اليمن- ليعرف، وليفهم، وليتيقن، وبإذن الله تعالى- سيكون أقسى بكثير مما واجهه في أفغانستان، ومما عانى منه في فيتنام”، وتذكرا قوله أيضا” إذا صعد الأمريكي.. فلن نقف مكتوفي الأيدي سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيّرة، وعملياتنا العسكرية، نحن لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب نأبى الضيم، نتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نحن لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي”، وتذكروا جيدا كذلك قوله” إذا أراد الأمريكي أن يدخل في حربٍ مباشرة، وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا، ما نتمناه، وكنا نتمناه منذ اليوم الأول: أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي”.
ولتتذكّروا مضمون هذا الخِطاب جيّدًا لأنّ كُل ما ورد فيه سيتم ترجمته على الأرض، وتذكّروا أيضًا جملته التي قال فيها “إذا تورط الأمريكي في أي حماقة فإنما سيورط نفسه، ولا يمكنه أن ينفذ ضربة هنا أو هناك ثم يرسل الوساطات، إذا تورط سيتورط وسنرد عليه مباشرة بعون الله”، فهذا الخِطاب التاريخي يؤسس لمرحلة جديد من عزة الأمة وقوتها وقوة مواقفها.
• قائد المعادلات والمفاجآت
بقدر ما يتدرج السيد حفظه الله في نصرة غزة بتسلسل حكيم ومدروس، نجده يفاجئ العالم – عدوا وصديقا – بمعادلات كبرى يسجل بها سوابق غير معهودة من زعماء وقادة لا في الوقت الراهن، ولا في التاريخ الماضي، ثم يفاجئ العالم ثانية حينما يتبع القول بالفعل، ويفاجئ العالم ثالثة حينما ينفذ الفعل على نحو لا يشبه ما يفعله الآخرون، بل بما يمظهر المعنى والمبنى والحقيقة المطلقة لكل قول أو قرار أو معادلة يعلنه/ها، السيد القائد حفظه الله.
فقد جاء الخطاب التاريخي للسيد القائد حفظه الله يوم أمس رقم “3” ليوسع معادلات نصرة اليمن لغزة بالبناء على معادلات الخطابين السابقين، 10 أكتوبر – 14 نوفمبر-، وليضيف عليهما، وبحكمة فائضة يتحشد ويحشد كل المعادلات في سبيل وقف العدوان على غزة، ولفرض معادلات انتصارها.
إذ أن خطابه الأول الذي ألقاه في 10 تشرين اكتوبر، بعد ثلاثة أيام من بدء معركة طوفان الأقصى ، وضع السيد القائد حفظه الله خطوطا حمراء للحرب الصهيوأمريكية على غزة، علق بها دخول اليمن إلى الحرب العسكرية المباشرة على العدو الصهيوني، وحددها بالمشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب على غزة، وتطور الاوضاع العسكرية في قطاع غزة، وأكد الاستعداد لتنفيذ ما يتطلبه الموقف الميداني للمقاومة في غزة، وعمل كل ما يساندها في المعركة ضد العدوان الصهيوأمريكي.
وفيما لم يكن العالم مهتما بالخطاب الأول كما هو حاله مع الخطاب الثالث ، لكنه أصبح مهما حينما أعلن البنتاغون عن اعتراض صواريخ ومسيّرات في البحر الأحمر تتجه إلى الأراضي المحتلة، ووصف مراقبون في البنتاغون بأن العملية كانت عبارة عن إمطار بالصواريخ والمسيّرات استمرت لتسع ساعات، كان ذلك في 18 أكتوبر بعد مجزرة المستشفى المعمداني بيوم واحد، وكانت ترجمة عملية للخطوط الحمر التي أعلنها السيد القائد حفظه الله فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في غزة، وقتذاك كانت الحرب الصهيونية على غزة قد أخذت منحى وشكل الإبادة الجماعية.
دخل اليمن على خط المعركة العسكرية دون استئذان من أحد، وأعلن الحرب رسميا على العدو الصهيوني، وشن ضربات واسعة توالت على أم الرشراش المحتلة وتصاعدت وسجلت مفاعيلها آثارا كبيرة داخل الكيان الصهيوني، وفيما كان الصهاينة والأمريكيون ومعهم والغرب يعكفون على دراسة احتواء نذر حرب الصواريخ البعيدة المدى، فاجأهم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بإعلان الحرب على السفن الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب.
أعلن السيد القائد حفظه الله عن إغلاق البحر الأحمر وباب المندب في خطابه الثاني أو الخطاب رقم “2” يوم الـ14 من نوفمبر، مؤكدا “سنستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وسننكل بها وسنغرقها بإذن الله”، وكرس جبهة البحر الأحمر في شقها الأول كمعادلة عسكرية “حتى يوقف العدو الصهيوني الحرب على غزة ويكف عن جرائمه في غزة والضفة الغربية”.
فيما كان القادة الإسرائيليون والأمريكيون والغربيون يعكفون على دراسة احتمالات التنفيذ لما أعلنه السيد القائد حفظه الله ومدى جدية التهديدات وخطورتها، أعلنت القوات المسلحة الاستيلاء على سفينة شحن صهيونية “جلاكسي ليدر”، وتحديدا بعد ستة أيام من الخطاب رقم 2، ثم شاهد العالم كله فيديوهات تنفيذ العملية بدء من هبوط المروحية اليمنية على متنها، ثم اقتياد السفينة إلى موانئ الحديدة.
تصاعدت العمليات على السفن الإسرائيلية بضربات استهداف بحرية أحكمت الخناق على شركات الشحن الإسرائيلية وجعلتها تدور حول رأس الرجاء الصالح إلى مضيق جبل طارق أو بنما بدلا من المرور من البحر الأحمر وباب المندب، وسيستمر البحر الأحمر محرما على سفن الإسرائيليين حتى يتوقفوا عن جرائمهم في غزة والضفة الغربية ويوقفوا عدوانهم أيضا.
في الشق الثاني من المعادلة البحرية، ومع اشتداد ضراوة الحصار الإجرامي على غزة، ومع ورود تقارير عن انتشار الجوع في اوساط أهلنا وشعبنا المظلومين في غزة، وجه قائد الثورة بإغلاق بحري كامل أمام السفن الإسرائيلية وكل السفن المتوجهة إلى الكيان الصهيوني، وأعلنت القوات المسلحة في بيان رسمي متلفز بتاريخ 9 ديسمبر 2023 منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ، وبعد نجاحها في منع مرور السفن الصهيونية في البحرينِ الأحمرِ والعربي، ونتيجةً لاستمرارِ العدوِّ الصهيونيِّ في ارتكابِ المجازرِ المروعةِ وحربِ الإبادةِ الجماعيةِ والحصارِ بحقِّ الأشقاء في غزة، فإنها تعلن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، وستصبحُ هدفًا مشروعًا لها، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ.
بإعلانها أحدثت المعادلة البحرية في شقها الثاني هزة مدوية ليس داخل كيان العدو الصهيوني فحسب، بل وداخل أروقة الإدارة الامريكية الراعي الرسمي للكيان، وداخل الحكومات الغربية المتصهينة أيضا، وشعر كيان العدو الصهيوني بأن اليمن يطوقه بحصار بحري كامل، شعور تعزز مع تنفيذ القوات المسلحة والبحرية اليمنية للقرار على نحو صارم باستهداف أكثر من عشر سفن حتى الآن، ونجاحها في منع كل السفن من التوجه إلى الموانئ الصهيونية، ولم يمر إلا أسبوعين منذ إعلان هذه المعادلة حتى ألغت شركات الشحن العالمية عملياتها إلى الكيان الصهيوني، وقاطعت شركات أخرى التعامل مع البضائع الصهيونية، وبدأت مفاعيل هذا الحصار اليمني على الكيان الصهيوني تفرض واقعا اقتصاديا وتجاريا صعبا على الصهاينة وتكبدهم خسائر فادحة.
خلال الأسابيع الماضية ردت القيادة في صنعاء على اتصالات ورسائل عديدة أجريت من جهات دولية عديدة بأن رفع الحصار عن غزة وإدخال الاحتياجات هي مطلب إنساني وقانوني وحق مشروع، وهو الأمر الذي سيسمح للسفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بالمرور في البحر الاحمر وباب المندب والبحر العربي، وأن على الجانب الامريكي مناقشة ذلك مع قيادة المقاومة في غزة، فاستبدلت أمريكا هذا المسار بحشد التهديدات وصعدت تحركاتها العسكرية في البحار وذهبت إلى إعلان تشكيل تحالف بحري ضد اليمن بهدف ردعه وإثنائه عن موقفه في نصرة غزة.
جاء خطاب السيد القائد حفظه الله رقم “3”، يوم الأربعاء 20 ديسمبر، ليقلب حسابات الحرب ومعادلاتها رأسا على عقب، وليعلن الحرب المباشرة استباقيا ضد أي خطوات تصعيدية أمريكية على اليمن، وليثبت معادلة الحرب اليمنية على الكيان الصهيوني ويضيف إليها، ويعلن الحرب على أمريكا بمجرد أن تتورط في حماقة ضد اليمن ستكون الصواريخ والطائرات والعمليات العسكرية اليمنية متجهة على سفنها وملاحتها ومصالحها وكل وجودها في المياه وفي البراري، ومهددا بأسوأ من فيتنام وأفغانستان، مفاجئة قلبت شكل وصورة أمريكا التي يُنظر لها كعصا غليظة، لتجعل منها قشة لا هيبة لها.
سنكمل في حلقات قادمة..إذ لا يتسع المقال هذا لتحليل الخطاب التاريخي، وقراءة مضامينه، ورسائل الردع والمفاجآت الشاملة التي جاءت فيه، وسيكون محور حديثنا في المقال رقم “2”، والمقال رقم 3.من هذه السلسلة.. والله الموفق.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: البحر الأحمر وباب المندب على العدو الصهیونی الحرب على أمریکا الکیان الصهیونی فی نصرة غزة هذا الخطاب إلى الکیان فی البحر على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف وصل مشروعُ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى العالمية؟

يمانيون../
يحيي اليمنيون هذه الأيّامَ الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- الذي أسّس مداميكَ المشروع القرآني.

وتأتي هذه الذكرى الأليمةُ والفاجعة الكبرى لاستشهاد حليف القرآن والمسيرةُ القرآنيةُ تشهدُ تطورًا كَبيرًا تجاوَزَ المنظورَ المحلي والإقليمي والدولي؛ ليصل إلى العالمية.

وفي إحدى ملازمه يؤكّـد الشهيد القائد أن “من أعظم نكبات الأُمَّــة الإسلامية أن تفقد عظماءَها وقادتها من أعلام الهدى”؛ وذلك لما يحملونه من فكر نيِّر، ومنهجٍ صحيحٍ يرقى بالأمة الإسلامية ويقودها إلى بر الأمان.

ومن محاسن الأمور وملامح اللطف الإلهي أن منَّ الله على الشعب اليمني بقائد حكيم، شقيق للشهيد القائد، ومرادف له في العظمة، والحنكة، والثقة المطلقة بالله رغم أنه من المعروف تاريخيًّا أن كُـلّ أُمَّـة تفرِّط بعلم من أعلام الهدى تعيش فترة تيه لسنين من الزمن، غير أن الإرادَة الإلهية قضت بتهيئة السيد القائد عبدِالملك ليقودَ المشروع القرآني الذي بدأه أخوه الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-.

وبتأييد إلهي كبير ورعاية ربانية استمر المشروع القرآني في التوسع والنهوض بالرغم من مواجهته العديد من الصعاب والعراقيل التي وُضعت أمامه؛ بهَدفِ القضاء عليه، بدءًا بالسلطة الظالمة، مُرورًا بأصحاب الأفكار الطائفية والمذهبية، ثم التكالُب العالمي ضد اليمن بقيادة السعوديّة والإمارات، والتي استمرت في حرب ظالمة ضد اليمن لعشرة أعوام متتالية، وُصُـولًا إلى التورُّط الأمريكي المباشر في العدوان على اليمن، حَيثُ سعى أعداءُ المشروع القرآني للقضاء عليه بمختلف الوسائل والطرق، غير أن الإرادَة الإلهية كانت وما زالت حاضرة بقوة مع المشروع القرآني ليمثل معجزةَ العصر المجدِّدةَ للقرآن الكريم.

نقلة نوعية لليمن
وللتأكيد على حيوية هذا المشروع يؤكّـد النائب الأول لرئيس الوزراء، العلامة محمد مفتاح أن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- أسّس مشروعًا تحرّريًّا قرآنيًّا أسهم بشكل فاعل في إحداث نقلة نوعية لليمن على المستوى العالمي.

ويوضح أن الشهيد القائد “صنع نموذجًا قويًّا ومشرِّفًا للأُمَّـة الإسلامية في مقارعة الباطل”، مؤكّـدًا أن “المسيرة القرآنية لا سِـيَّـما بعد طوفان الأقصى وصل صداها للعالم أجمع”، موضحًا أنه “لم يعد أي شخص في الكرة الأرضية لم يعرف المشروعَ القرآني ولا المؤسّس له”.

ويبيّن أن “الشهيدَ القائدَ ومشروعَه القرآني أصبح الرقمَ الأولَ عالميًّا في مواجهة الهيمنة الأمريكية وغطرستها، مُشيرًا إلى أن اليمن أصبح بعد معركة طوفان الأقصى العظيمة منارًا للعالم، كما أنه أصبح ملاذًا للمستضعفين، وصوتًا للمكلومين من مختلف بلدان العالم”.

ويلفت إلى أن اليمنيين حملوا الراية في مواجهة قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهم، وهذه نعمة كبرى منَّ بها الله على الشعب اليمني، موضحًا أن الذكرى السنوية للشهيد القائد -رضوان الله عليه- تمثل محطة لاستلهام الدروس، والعبر من تضحياته.

وقال: “لقد أوجد المشروع القرآني للأُمَّـة الإسلامية مستقبلًا عظيمًا بعد أن فقدت بريقها، وأصبحت خانعة ذليلة لا تجرؤ على مواجهة الباطل، ليأتي المشروع القرآني كمنقذ للمسلمين، ومخلِّصٍ لهم من جور الطغيان الأمريكي وضلاله المبين”.

وفي هذه الجزئية يؤكّـد العلامة مفتاح أن مستقبل المشروع القرآني واعد بالنصر الإلهي المؤزر والغلبة على أعداء الدين والعقيدة من اليهود وحلفائهم.

“ويستلهم اليمنيون خلال الذكرى السنوية للشهيد القائد من خطابات السيد القائد العَلَمِ عبدِالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- التوعويّة الدروسَ والعبر من، التي تمثل برنامجًا عمليًّا للأُمَّـة الإسلامية يفلحُ كُـلّ من يسير عليه، ويخيب كُـلّ من يتخلف عنه”.

وتتزامن الذكرى الأليمة مع الذروة التي ترافق المشروع القرآني، والذي أصبح عالميًّا بعالمية المشروع وعالمية المسيرة القرآنية.

وفي السياق يؤكّـد رئيس الوزراء أحمد الرهوي أن “الشهيد القائد بنظرته الحكيمة والواعية للأمور وتشخيصه الدقيق للأحداث واستشرافه للمستقبل جعل المشروعَ القرآني مشروعًا كونيًّا بعد أن كان مشروعًا محصورًا في منطقة محدّدة”.

ويوضح أن “صدق النوايا التي حملها الشهيد القائد هو ورفقاؤه وثباتَهم على المبدأ القرآني شكّل عاملًا قويًّا وأَسَاسيًّا في نهضة المشروع القرآني وارتقائه للعالمية”.

ويبيّن أن “المشروعَ القرآنيَّ ترجم عمليًّا جدوى اتّباعه وأن من يتمسك به ويعمل بما فيه فَــإنَّ النصر حليفُه مهما كانت عدةُ وعتادُ العدوّ”، مستدلًا بمعركتنا التاريخية والمفصلية في مواجهة قوى الهيمنة الأمريكية والبريطانية وكيف تغلَّب عليهم.

سر النصر اليمني
في معركة البحر الأحمر اندهش العالم، وانصدم العدوُّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني وحلفاؤهم بصمود الجيش اليمني وقدراته الفائقة في تحييد الترسانة الحربية الأمريكية والغربية وجعلها خردة بالية لا تقدر على فعل شيء في الميدان.

ملامح الدهشة لا تزال ظاهرة على محيا العالم عن النقلة العسكرية الكبرى للقوات اليمنية، غير مدركين أن ما وصل إليه الجيش اليمني هو نتاج طبيعي وثمرة من ثمار المشروع القرآني.

ونظرًا لما وصل إليه اليمن من مكانة مرموقة عالميًّا فَــإنَّ الشعب اليمني يحيي الذكرى الأليمة للشهيد القائد -رضوان الله عليه- مستوحيًا العظة والعبرة من تفاصيل حياته.

وحول هذا يؤكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن اللواء جلال الرويشان أن “الهدف من إحياء الذكرى يكمن في اللقاء نظرة على المشهد الكلي للمسيرة القرآنية منذ التأسيس وحتى اللحظة”.

ويوضح أن “المسيرة القرآنية تميزت بتمسكها القوي بالقرآن الكريم، وجعلته الدستور الذي تنطلق من خلاله”.

ويشير إلى أن “المراحل العملية التي رافقت المشروع القرآني أثبتت عظمته وقوته، وأنه المشروع الأنسب للأُمَّـة الإسلامية”، مبينًا أن “المشروع القرآني قاوم وانتصر على الطغيان المتكرّر بدءًا بالطغيان المحلي، وُصُـولًا للطغيان العالمي”.

ويرى الرويشان أن “المشروع القرآني جسّد للعالم أن من يثق بالله، ويتمسك بالقرآن لا يمكن هزيمته، وإن واجهه أعتى وأشرس دول العالم”، لافتًا إلى أن “اليمنيين تعلموا من مشروع الشهيد القائد الثقة المطلقة بالله، والتمسك به والركون عليه في كُـلّ أمور حياتنا”.

القرآن الكريمُ أَسَاسُ الرفعة والعزة

لقد تمكّن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي من استنهاض الأُمَّــة الإسلامية، وجعلها تستشعر مسؤولياتها الدينية بعد أن خفتت وخملت، وأصبحت خانعة للأعداء، وهزيلة لا تقدر على عمل شيء.

وفي هذا السياق يؤكّـد نائب وزير الداخلية اللواء عبد المجيد المرتضى أن “المشروع القرآني نجح -بفضل الله تعالى- في إعادة الروح الإيمانية والجهادية لدى أبناء الأُمَّــة الإسلامية”.

ويقول : “إن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بعث في هذه الأُمَّــة روحَ الإيمان، وروحَ الثقة بالله سبحانه وتعالى، واستطاع أن ينهض من لا شيء؛ نتيجة اعتماده على الله، وارتباطه بالقرآن الكريم”.

ويضيف: “كانت المسيرة القرآنية في بدايتها ذات إمْكَانيات بسيطة جِـدًّا ولكن تمسكها بالقرآن الكريم جعلها أُمَّـة قوية عصية على الأعداء يُحسب لها ألفُ حساب”.

ويشيرُ إلى أن “الشواهدَ العمليةَ أثبتت أنه لا مجالَ للأُمَّـة الإسلامية، ولا فلاحَ لها ولا عزة ولا رفعة لها إلا بالتمسك بالقرآن الكريم، والسير عليه كمنهج عملي”.

محمد ناصر حتروش| المسيرة

مقالات مشابهة

  • خطاب النصر لرئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • بذكرى استشهاده.. افتتاح معرض “شاهد وشهيد” للقائد حسين الحوثي في مدينة الحديدة
  • كيف وصل مشروعُ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى العالمية؟
  • الفلسطينيون من غزة.. رسائل شكر لـ قوات صنعاء: “بارك الله في اليمن وأهلها”
  • اليمن يدعو الاتحاد الأوروبي لأن يحذو حذو أمريكا في تصنيف الحوثي “منظمة إرهابية”
  • شاهد| قراءة في خطاب السيد القائد في ذكرى  شهيد القرآن.. من الثورة إلى الطوفان
  • تحذيرات السيد القائد تقتلُ آمالَ شركاء أمريكا وتضعهم أمام تداعيات التصعيد
  • السيد الخامنئي: أمريكا تجسيد للاستعمار والغطرسة
  • الواقع العربي المأساوي في خطاب السيد القائد
  • ‏عبدالرحمن المطيري: “خليجي زين 26” نجاح استثنائي يعكس وحدة الخليج ويبرز قدرات شبابنا على صناعة الحاضر والمستقبل