يمانيون – متابعات
إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية، وسائر الأنظمة الغربية، بالنسبة لكثير من العرب، هي أصنام تُعبد من دون الله عزَّ وجلَّ، ولهذا يتحركون لطاعتها دونما نقاش، ولو على حسابِ ثوابتهم الدينية التي يمليها الإسلام عليهم.

وعندما يظهر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وهو لا يكتفي بتحدي الغرب، بل ويتمنى الدخول في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية والإسرائيلية، فإنّ ذلك بمثابة تحطيم لأصنام عكف العرب طويلاً على تقديسها.

ويطرح السيد واشنطن وتل أبيب، ومن في لوائهما أمام موقفٍ حرِج تنحصر فيه الخيارات إلا من اثنين: الرضوخ لطلب السيد عبدالملك والدخول في المعركة المباشرة، أو التراجع والاكتفاء بالمواجهة غير المباشرة عبر عملائها ومرتزقتهم.

في حال اختارت أمريكا وإسرائيل الخيار الأول، أي الحرب المباشرة، فإن استنزاف طويل الأمد سيكلف الخزانة الأمريكية أرقاماً كونية من العدة والعتاد والأنفس، وسيضطر معها الغرب إلى خفض التصعيد في غزة، ما يعني إعلان هزيمة الصهاينة، وانتصار طاغي للمقاومة الفلسطينية، وبداية انحسار الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء غلاف غزة.

وفي حال فضلت اللجوء للحرب غير المباشرة، فهذه هزيمة أخرى، وتكشف عجز الأمريكان الفعلي على الأرض، ما يمهد لتمرد حلفائها في المنطقة على هيمنتها ومصالحها.

ويبقى خطاب السيِّد اليوم 20 ديسمبر 2023، علامة فارقة في التاريخ الأمريكي، على الأقل في المنطقة العربية التي تخضع أغلب أنظمتها بشكلٍ كلي لطغيان واشنطن واللوبي الصهيوني.

ولا شكَّ أنَّ الأمريكان يدرسون خطاب السيِّد بشكلٍ جدي، ويدركون مدى مصداقية ذلك الرجل، وكيف استطاع بإمكانيات متواضعة هزيمة تحالفٍ مواليٍ لها على مدى تسع سنوات.

فالسيد عبدالملك ليس من أبناء القصور، بل قائد محنك أتى من الميدان، يعرف الحرب جيداً، ويملك أسباب النصر، ويعمل على تحقيها على الأرض.

وعندما يعلنها ذلك القائد بأنه يتمنى المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية والإسرائيلية، فهذا يعني امتلاكه لأوراق كثيرة، ومفاجئات ميدانية كفيلة بإلحاق الهزيمة المدوية للغرب بالكامل.

وستضمن تلك الهزيمة نهاية المد والتأثير الأمريكي في العالم العربي، وليبرز بعدها اليمن لاعباً إقليمياً يتحكم في مستقبل السياسة العربية، وذلك لا شك نصرٌ للقضية العربية الأولى، وتمكين للمقاومة الفلسطينية ضد “الكيان المحتل”.

السياسية / محمد محسن الجوهري

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تحليل: أحدث فروع الجيش الأمريكي ماذا تفعل قوات الفضاء الأمريكية فعليا؟

واشنطن"د ب أ": تعد قوات الفضاء الأمريكية أحدث فروع الجيش الأمريكي، وقد أنشئت بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الفضاء. ورغم حداثة عهدها، تعد مهامها كثيرة. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة من عملياتها طي السرية، فإن دورها المتنامي يعكس الأهمية المتزايدة للفضاء كمجال جديد للصراعات الجيوسياسية. ويقول هاريسون كاس، المحلل البارز في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست، إنه على الورق، تكرس قوات الفضاء الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية في الفضاء. وتحديدا، تتولى قوات الفضاء حماية الأصول الفضائية، وغالبا ما تكون أقمارا اصطناعية، وضمان حرية العمليات في الفضاء، ومراقبة الحطام الفضائي وتطوير تقنيات الحروب الفضائية.

وترك تأسيس قوات الفضاء الأمريكية في عام 2019، رغم أنه اعتبر تطورا إيجابيا للأمن القومي الأمريكي، بعض المواطنين في حالة من الحيرة. إذ لم يفهم الكثيرون، ولا يزال البعض لا يفهم، الفرق بين قوات الفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تستكشف الفضاء منذ خمسينيات القرن الماضي.

ويقول هاريسون كاس إن الفرق الجوهري بين الكيانين هو أن "ناسا" وكالة مدنية تركز بشكل واضح على استكشاف الفضاء والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي فرع عسكري يركز بشكل صريح على حماية المصالح الأمريكية في الفضاء. ويقدم هاريسون كاس نظرة أقرب على هذه الفروقات بين الجهتين الحكوميتين المعنيتين بالفضاء.

ويقول إنه على الرغم من أن وكالة "ناسا" تدار من قبل الحكومة الأمريكية، فإنها وكالة مدنية وليست فرعا من فروع الجيش. والسبب الذي يجعل بعض الأشخاص يخلطون بين مهمة "ناسا" الاستكشافية ومهمة قوات الفضاء الأمريكية ذات الطابع الدفاعي، هو أن "ناسا" تأسست في ذروة الحرب الباردة، كرد فعل على النشاطات السوفييتية خارج الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "ناسا" وكالة مدنية، فإن برامجها غالبا ما تكون قريبة من الطابع العسكري. ففي السنوات الأولى من سباق الفضاء، كانت "ناسا" تستخدم طيارين عسكريين حصريا في مهماتها التجريبية، مثل ألان شيبارد وجون جلين ونيل أرمسترونج وباز ألدرين، وجميعهم كانوا في الخدمة العسكرية الفعلية في وقت إنجازاتهم في الفضاء.

لكن، من حيث المبدأ، كانت مهمة وكالة "ناسا" تتعلق بمساع سلمية، وتحديدا اكتساب المعرفة العلمية. لذلك، ركزت برامج "ناسا" دائما على تطوير مركبات فضائية جديدة، وإجراءات جديدة للرحلات الفضائية، وإجراء الأبحاث على كواكب أخرى، وتصوير المجرات، وما إلى ذلك. وتعد برامج "ناسا" الأكثر شهرة مثل "أبولو" و"سبيس شاتل" و"مارس روفر" وتلسكوب "جيمس ويب"، برامج علمية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتدرس للأطفال في المدارس، وغالبا ما تعرض وبحق باعتبارها من أعظم الإنجازات العلمية للبشرية.

أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي بالتأكيد ليست وكالة مدنية، بل فرع من فروع الجيش، إلى جانب الجيش البري والبحرية، وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.

وبحسب موقع "سبيس إنسايدر"، هناك عدة طرق تنفذ بها قوات الفضاء مهمتها، إحداها ببساطة المراقبة والانتظار، باستخدام أنظمة قائمة على الأرض وأخرى في الفضاء لتعقب الأجسام في المدار." وتشمل هذه الأجسام حطاما فضائيا وأقمارا اصطناعية وصواريخ، وربما مركبات فضائية معادية.

ويضيف الموقع: "من المهام الأخرى لهذا الفرع توفير الاتصالات العسكرية من خلال عدة أساطيل من الأقمار الاصطناعية المصممة خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام الملاحة العالمي /جي بي إس / كما أن عدة أقسام من (قوات الفضاء) مكرسة للعمليات الفضائية الدفاعية والهجومية." وطبيعة هذه العمليات، بطبيعة الحال، سرية للغاية. لكنها لا تشمل قتالا مداريا يتضمن انفجارات، لأن ذلك من شأنه أن يخلف سحبا من الحطام المداري الشبيه بالشظايا، ما يهدد الأقمار الاصطناعية الأمريكية نفسها. "بل إن الهدف هو إعماء وإسكات الأقمار الاصطناعية المعادية باستخدام أسلحة إلكترونية." كما أن قوات الفضاء منخرطة في عمليات حرب إلكترونية (سيبرانية).

لكن هذه القوات لم تتجاوز عامها الخامس بعد، ويرجح أن تكون مهمتها لا تزال في مراحلها الأولية. ويمكن اعتبار التوسع المتواصل في ميزانيتها، الذي تجاوز بالفعل ميزانية "ناسا"، مؤشرا على اتساع نطاق وتعقيد مهامها في السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: المحادثات مع أمريكا على مستوى الخبراء ستعقد السبت
  • تحليل: أحدث فروع الجيش الأمريكي ماذا تفعل قوات الفضاء الأمريكية فعليا؟
  • موسكو تطلق أول خريطة تفاعلية باللغة العربية لتسهيل تجربة السياح العرب
  • العربية لحقوق الإنسان تتقدم بالتعازي للكاثوليك العرب وحول العالم في وفاة البابا فرانسيس
  • الرسوم الأمريكية تربك اقتصاد المنطقة العربية.. من الخاسر الأكبر؟
  • خطاب تنكيس الغطرسة الأمريكية
  • وفد من الأمانة العامة للشؤون السياسية يزور مجمع الكنائس في دمشق القديمة بمناسبة عيد الفصح المجيد، وينقل رسالة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع للأخوة المسيحيين بعيدهم
  • الحكومة الإيرانية: المفاوضات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة إيجابية حتى الآن
  • الحكومة الإيرانية: المفاوضات مع أمريكا غير المباشرة إيجابية حتى الآن
  • رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يستقبل في قصر الشعب وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية