يمانيون:
2025-01-16@16:05:58 GMT

قف! أيّها التاريخ، ودوّن تاريخ الخطاب!

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

قف! أيّها التاريخ، ودوّن تاريخ الخطاب!

يمانيون../
خطابٌ ليس ككل الخطابات، بلاغةٌ تتجاوز حدود اللغات، قريبٌ إلى القلب كأنّه القلب، مندمجٌ مع الروح حتى تحار أيهما الرّوح! هل أنت روح الخطاب أم أن الخطاب روحك أنت!

هل استمعت إليه أم أنك استمعت إليك، لسانه هو أم لسانك أنت، قلبه هو أم قلبك أنت، أم أن السّيّد اليوم كان فقط، كان وحسب، كان ولا أقل:

صوت الأمة، وقلب الأمة، وروح الأمة!

على هذا النحو فلم يكن خطاب السيّد اليوم بالنيابة وإنّما بالإصالة: عنه، عن اليمن، عن العرب!

عن كافة المسلمين في هذه الأرض، وعن كل الأحرار في أرجاء الدنيا!

لقد اتحد الكلّ بالكلّ وعبّر الجميع عن الجميع، ولهذا فقد كان صوته اليوم إذ يرتجّ تهتزّ معه قلوب كلّ المستضعفين محبّةً.

. قوّةً، وكرامة! وتنهار منه قلوب المستكبرين خوفًا.. ضعفًا، ومهانة!

ليكن بعد هذا الخطاب ما يكن لأننا- ما لم يكن خطابنا على هذا النحو- لم نكن! ولأن الشعوب التي ترضى بالذّل كأنّها لم تكن، وإذا لم نقم بهزّ أركان الدنيا كُرمى لعيون قلوبنا في غزة فليت أنّنا لم نكن، ولأنّ أميركا، لو قلنا صوتنا بالأمس بنفس قوّته وعنفوانه وصدقه اليوم، لم تكن!

كنا، قبل اليوم، نبحث عن صوتنا، نفتش عنه في الأركان وبين الزوايا، نهرب من واقعنا إلى التاريخ المجيد والمحكيّات الغابرة، نحاول انتزاع الصوت منها إلى ما شاء الله فلا نسمع لها صدى، ونصرخ عبر المدى “واعزّاه” فلا يرجع الصّدى، تذهب وفودنا إلى أعماق التّاريخ فلا ترجع، ونرسل أصواتنا إلى حُكّام الذّل فلا تُسمع!

ننفخ حكامنا لنا فينتفخون علينا، نحصد لهم كل ما في قلوبنا من عنفوان فيجمعون ما حصدناه وينثرونه في الهواء، ثمّ يركعون على أبواب أميركا بقلبٍ مستكينٍ وفرائص مرتعدة!

ألا تبّت يدا كلّ حاكمٍ ذليل، وكلّ مُترَفٍ عميل، وكلّ موقفٍ هزيل، وكلّ وجوهٍ بلا ماء، وكلّ حياةٍ بلا كرامة!

لهذا فنحن اليوم نحتفي بصوتنا، سمعناه اليوم وقد كان شجيّا، ينضح بالكرامة والعزّة والشرف- كلّ الشّرف- صادقًا، واضحًا بلا لبسٍ، نديّا.

مرحبًا بصوتنا إذن، بكرامتنا كما ينبغي وشرفنا لا ينقص قيد أنملة، ومرحبًا برسالتنا الواضحة إلى التاريخ:

فلتتذكّر، أيّها التّاريخ، هذا اليوم جيّدًا،

فلتستمع إلى هذا الخطاب كما ينبغي،

ولتقل لكلّ من يمرّون على هذه الصفحة، ذات يوم:

لقد مرّ على هذه الصفحة جيلٌ لم يمت،

وحينما ذهب إلى الله، لم يذهب ورأسه محنيّة!

مصطفى عامر

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم تحت عنوان "الخطاب الديني وتعزيز الأمن الفكري" وذلك ضمن  حملة "اتحقق قبل ما تصدق" والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، وذلك للتصدي للشائعات والحملات التي تستهدف زعزعة الأمن القومي وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية والتشكيك في الإنجازات القومية والتي يتم  تنفيذها من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية. 

جاء ذلك بحضور الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، اللواء أسامة أبو الليل مساعد مدير أمن الفيوم  السابق، محمد هاشم مدير مركز النيل، حنان حمدي مدير البرامج بالمركز، الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة بأوقاف الفيوم، الشيخ محمد خورشيد مدير إدارة أوقاف مركز الفيوم وبمشاركة عدد كبير من الأئمة والعاملين بأوقاف الفيوم.

بدأت الندوة بالتقديم لموضوع اللقاء بكلمة حنان حمدي والتي أكدت خلاها على أهمية الحملة الإعلامية التي ينفذها قطاع الإعلام الداخلي والتي تستهدف التصدي للشائعات والحملات تستهدف زعزعة  الأمن القومي في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة التي تستوجب توحيد الجهود الداخلية وتعزيز التماسك المجتمعي لمواجهة تلك التحديات والتأكيد على ضرورة التحري وعدم تصديق كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية الموثوقة، مؤكدة على دور رجال الدين في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الأمن الفكري.

فيما أشار محمد هاشم إلى الدور الفاعل لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات في رفع الوعى والتثقيف لكافة شرائح المجتمع من خلال اللقاءات والندوات والحلقات النقاشية كأحد أهم الوسائل الاتصالية التي تقوم بها مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية مؤكدا على أهمية المرحلة الراهنة التي تستوجب من الجميع التصدي لحروب الشائعات التي تنال من وحدة وتماسك المجتمع وأثنى على على التعاون الفاعل بين مديرية أوقاف الفيوم ومركز النيل للإعلام في بناء الوعي لدى كافة شرائح المجتمع مؤكدا على الدور المؤثر لأئمة وخطباء المساجد. 

ومن جانبه أكد الدكتور محمود الشيمي على الدور الفاعل للأئمة والخطباء في المساجد في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناهضة كافة أشكال التطرف في الفكر والتأكيد على وسطية الإسلام، مشيرًا إلى أن قضية الشائعات حاربها الإسلام وحذر منها كما جاء في قوله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، وذلك لما للشائعات من اثار في أحداث الفتنة والوقيعة داخل المجتمعات مؤكدا على ضرورة التحري وعدم الانسياق وراء بعض الشائعات المغرضة التي تستهدف وحدة الصف. 

وأشار إلى أن الخطاب الديني من أهم القضايا في حياة المسلمين اليوم خاصة فى ظل الغزو الثقافي، ومظاهر الاختراق وبث الأفكار والمفاهيم المغلوطة عن الإسلام خاصة مع وجود ما يسمى بعصر السموات المفتوحة ووسائل الاتصال الحديثة عبر شبكات الإنترنت والذى أفرز المثير من الحملات المعادية التي تستهدف وحدة وتماسك الوطن وبث الكثير من الشائعات لخدمة هذا الغرض، لافتا إلى أن الخطاب الديني المعاصر يساهم في بناء الفكر والوعي ويسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناقشة القضايا الحياتية من منظور ديني وسطى، مؤكدًا على أن الدولة المصرية والقيادة السياسية تهتم  بتعزيز الفكر الوسطي ودعم المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الفكرية الراهنة تجنبا للانحراف والغلو والتشدد قائلًا: إن الأمن الفكري يعد منهجًا قويمًا يساعد الفرد على أن يصل لمرحلة الاعتدال في تناوله للقضايا التي يتعرض لها بشكلٍ فرديٍ أو جماعيٍ؛ لتصبح سلوكياته في مسارها الصحيح الذي يتسق مع نبل القيم المجتمعية.

وفي كلمته أكد اللواء أسامة أبو الليل أن مصر تواجه في المرحلة الراهنة الكثير من التحديات خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المليئة بالصراعات والحروب، لافتًا أن الدولة المصرية و بفضل قيادتها الرشيدة هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي مازالت متماسكة بقوة شعبها ومؤسساتها الوطنية من الجيش والشرطة المدنية، لافتا إلى أن هذه المكانة وهذا الوضع يقلق الكثير من الأعداء والمتربصين لهذا الوطن.

وأكد أن الشائعات تعد أحد أهم الوسائل التى تستخدمها القوى المعادية لزعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن داخل المجتمع والتحريض على مؤسسات الدولة مشددا على ضرورة التماسك المجتمعي وعدم الانسياق وراء تلك الشائعات المغرضة، مؤكدا أن شوائب الفكر تؤدي بالضرورة إلى تهديد الأمن القومي والوطني للبلاد، وأشار إلى أن الدولة تعمل جاهدة لمحاربة والتصدي للشائعات من خلال توفير المعلومات والحقائق عبر المؤسسات الرسمية والموثوقة، لافتا إلى أن هناك معلومات أمنية وحساسة لا يمكن الإفصاح عنها وهذا لا يقلل من شأن فكرة الشفافية  وحرية تداول المعلومات وأكد على دور خطباء المساجد في تنمية الوعى والفكر.

وفى ختام اللقاء أوصى الحضور بضرورة تكثيف برامج التوعية وتضافر كافة الجهود الحكومية والأهلية لمحاربة الشائعات والحفاظ على وحدة المجتمع وتعزيز الأمن الفكري لدى الشباب. 

مقالات مشابهة

  • اتحاد الكرة ينفي صحة الخطاب المنسوب إليه بشأن القسم الرابع
  • بعد زيارة اليوم.. تعرف على تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية
  • الدعاء العنيف- جدلية الدين والسياسة بين التاريخ والحاضر السوداني
  • في 212 لجنة..طلاب الصف الأول الثانوي يردوا اليوم امتحان التاريخ في الدقهلية
  • الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن من البيت الأبيض
  • الخطاب الأخير لبايدن من البيت الأبيض .. ماذا قال؟
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
  • أصداء الخطاب السامي (1)
  • تاريخ دوري أبطال أوروبا.. أبطال أوروبا عبر التاريخ
  • قناة: اضطرابات في لبنان ومخاوف من تصاعد العنف الطائفي