تقترب إسرائيل شيئا فشيئا من إنهاء مرحلتها الثانية من الحرب في غزة، وتخطط وفق صحف عبرية للانتقال إلى "نمط مختلف للعمليات"، بحيث تكون "أكثر دقة" كما أشار وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن و"مبنية على المعلومات الاستخباراتية"، وفق قول مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان.

ومع غياب أي تصريح رسمي إسرائيلي بشأن مستقبل العمليات الدائرة على 3 جبهات جاء في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الأربعاء، للمعلق الإسرائيلي، ناحون برينع أن "مدينة خان يونس ربما تكون المحطة الأخيرة فيما يسميه الجيش المرحلة المكثفة من الحرب".

 

برينع يضيف أن "المرحلة التالية ستكون أكثر تواضعا بكثير"، ويوضح في سياق متصل أن "الجيش الإسرائيلي قد يقلص عملياته في غزة في الفترة القريبة، وربما في النصف الأول من شهر يناير المقبل".

ومن المتوقع أيضا "عودة جزء كبير من جنود الاحتياط إلى منازلهم"، وأن "ينشغل الجيش بإقامة منطقة عازلة تفصل بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، بعرض كيلومتر واحد تقريبا"، وفق ذات المعلّق.

وفي غضون ذلك أورد مقال تحليلي للمحلل العسكري عاموس هاريل في صحيفة "هآرتس" الأربعاء أيضا أن "الخطط العسكرية الإسرائيلية ستتغير في غزة خلال شهر".

و"تريد الولايات المتحدة إنشاء منطقة عازلة على طول حدود غزة وأن تغير إسرائيل تكتيكاتها القتالية"، وفق هريل. 

لكنه يشير إلى "عقبة واحدة تتعلق بوضع رئيس الوزراء الإسرائيلي السياسي، بنيامين نتانياهو وقلقه بشأن مستقبل ائتلافه الحاكم".

"نصائح أميركية"

ومنذ ثلاثة أسابيع يخوض الجيش الإسرائيلي عمليات برية "أكثر شراسة" حسب تعبيره، في جباليا والشجاعية شمال قطاع غزة، وخان يونس في جنوبه.

وتترافق عملياته مع قصف جوي وصاروخي مكثف، أسفر عن مقتل ما يقرب من 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

كما تسبب في كارثة إنسانية، دفعت المسؤولين الأميركيين على رأسهم الرئيس جو بايدن خلال الأسبوعين الماضيين، لإعادة الحسابات وإطلاق تحذيرات صبّت في إطار "النصائح"، كما يرى مراقبون.

بايدن قال في 15 من ديسمبر مخاطبا إسرائيل: "أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين، لا أن يتوقفوا عن ملاحقة حماس، لكن بأن يكونوا أكثر حذرا". 

وجاء ذلك بعدما حذّر نتانياهو في تصريح سابق من "تآكل الدعم الدولي"، داعيا إياه لتغيير حكومته المتشددة.

وتبعه سوليفان قبل أسبوع، بقوله إن "وجود حماس بين المدنيين لا ينفي مسؤولية إسرائيل بتجنب تعريض المدنيين الفلسطينيين للخطر" معلنا أن "الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس وعلى العمليات المدفوعة بالمعلومات الاستخباراتية".

ورغم أنه أشار إلى "نمط مختلف من الحرب" كان لتصريح وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن الأربعاء سياق مختلف، حيث اعتبر أن "انتقال إسرائيل من العمليات العسكرية الرئيسية في غزة إلى عمليات أكثر دقة قد يخفف التوتر الإقليمي".

ما المتوقع على الأرض؟

المحلل السياسي، يوآف شتيرن يوضح أن "النية الإسرائيلية الأخيرة كانت تهدف للوصول أولا إلى وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين والإفراج عن أكبر عدد من المختطفين، ومن ثم العودة إلى نمط آخر من العمليات".

لكن حتى هذه اللحظة "لم تنفذ النية بسبب عدم الاتفاق على صيغة لوقف إطلاق النار مع حماس"، حسب ما يقول شتيرن لموقع "الحرة".

ورغم أن أميركا تطالب بتغيير نمط الحرب لكنها في المقابل "تتابع وعن كثب ما يجري في المعركة وما تقوم به حماس في غزة"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

ويضيف: "حماس تقاتل بشكل متواصل ولا تفرج عن الرهائن. الولايات المتحدة تعرف جيدا أن توقف الحرب يعني عودة الحركة إلى كامل القطاع"، ولذلك ما تزال تمنح إسرائيل "الضوء الأخضر للاستمرار".

ولا يرى المحلل السياسي العسكري في معهد "هدسون" بواشنطن، ريتشارد وايتز أي مؤشرات "مكتملة" بشأن عزم إسرائيل على تغيير نمط قتالها في قطاع غزة.

ويقول لموقع "الحرة" إنه غير الواضح متى وما إذا كان الجيش الإسرائيلي "سيتبع الاستراتيجية" التي تنصح بها الولايات المتحدة.

وتقوم "الاستراتيجية الجديدة" على تقليص الجيش الإسرائيلي عملياته واسعة النطاق والتركيز بشكل أكبر على الهجمات المستهدفة الأصغر حجما.

وذلك عن طريق "استخدام القوات الخاصة والدعم الجوي المحدود ضد أهداف محددة مثل قادة الإرهابيين، ومخزونات الأسلحة والرهائن"، كما يوضح المحلل وايتز.

ويعتقد ألكسندر لانغلويس، وهو باحث أميركي يركز على شؤون الشرق الأوسط أن "إسرائيل تتحرك تدريجيا باتجاه المرحلة الجديدة من الحرب ولو ببطء شديد".

لانغلويس يعتبر أن ما يسمى "القضاء على حماس" يتطلب في نظر قادة إسرائيل عملية واسعة النطاق، ما يزيد أمد الصراع بطريقة تساعد نتانياهو على الخروج من مأزقه السياسي الحالي".

و"يحتاج نتانياهو إلى إطالة أمد الحرب من أجل البقاء سياسيا والتخلص من القضايا الجنائية"، وفق الباحث.

ويضيف لموقع "الحرة" أن الدور الأميركي الآن يأتي "في وقت بات رأس المال السياسي لواشنطن ينفد في الدفاع عن إسرائيل"، فيما يرتبط بوجود قناعة "لمنع نشوب حرب إقليمية".

ويشير المحلل وايتز من جهته إلى "عدة دوافع وراء النصائح الأميركية لتغيير مسار الحرب، أولها الرغبة في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وتقليل احتمالات التصعيد الإقليمي".

إضافة إلى "زيادة احتمال تحرير الرهائن، وتقليل الانتقادات الدولية والمحلية للولايات المتحدة وإسرائيل، وتحسين احتمالات التسوية بعد الحرب"، حسب وايتز. 

"على هامش القرار"

وتتركز المداولات في إسرائيل على مسألة متى سيكون الوقت المناسب لتنفيذ التغيير في العمليات، سواء في منتصف شهر يناير أو في نهايته. 

ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة سياسية كبيرة أمام الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي خوف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من انهيار ائتلافه تحت ضغط اليمين الغاضب، وفق مقال عاموس هاريل في "هآرتس".

وجاء فيه أيضا أن "هناك عائقا آخر تواجهه إسرائيل ويتعلق بالطلبات غير المسبوقة المفروضة على نظام الاحتياط في الجيش، والتأثيرات طويلة المدى على الاقتصاد".

الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور ماجد عزام يرى أن ما يدور الحديث عنه في إسرائيل الآن هو "مرحلة ثالثة من العدوان، بعد أولى بدأت بإعادة احتلال المستوطنات في محيط القطاع وثانية بغارات جوية وحرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وتوغل بري".

ويتوقع في حديث لموقع "الحرة" أن "يكون الانتقال من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة في بداية فبراير، على أن تستمر حتى نهاية العام 2024".

ويرتبط التحول بنمط العمليات العسكرية بـ"فشل إسرائيل في فرض سيطرتها الكاملة على شمال غزة وكذلك الأمر في جنوب القطاع"، كما يعتبر عزام.

ويتابع أن "الفشل أدى إلى تشقق الإجماع الإسرائيلي على الحرب، وأحدث شللا في الاقتصاد، ولذلك كان لابد على إسرائيل أن تغيّر نمطها العسكري دون إنهاء الحرب. هي ستواصل حرب الإبادة".

ورغم أن "النمط الجديد يسهدف إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين" يعتقد المحلل الإسرائيلي شتيرن أن هناك صعوبات "تعترض ترجمة ذلك على أرض الواقع".

وفيما يتعلق بشركاء نتانياهو يقول شتيرن إنهم "يطالبون بعدم الاكتراث بما يقولوه العالم وحتى واشنطن، ويؤكدون على ضرورة الاستمرار بالمعركة إلى حين ينتهي من تتفاوض معه إسرائيل أي القضاء على حماس بشكل كلي".

لكنه يوضح أنهم "على هامش اتخاذ القرار في إسرائيل"، وأن "التيار المركزي في إسرائيل على صلة مع واشنطن، ويستمعون لما يقوله المسؤولون الأميركيون".

"صوت شركاء نتانياهو هامشي وليس لديهم بديل إلا الذهاب لانتخابات مبكرة"، وفق شتيرن.

ويضيف: "هم ينتقدون الحكومة وكأنهم معارضة. الأمور ستستمر بدون أي تغيير قد يحاولون فرضه".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المحلل السیاسی فی إسرائیل من الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

فريق التفاوض الإسرائيلي يغادر الدوحة دون تحقيق اختراقات في المفاوضات

سرايا - أفادت القناة 12 العبرية بأن فريق التفاوض الإسرائيلي سيعود الليلة إلى إسرائيل قادماً من الدوحة، وذلك بعد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس، والتي استمرت عدة أيام دون تحقيق اختراق ملموس.

وذكرت القناة أن الوفد، الذي ضم ممثلين عن جهاز الموساد وهيئة الأمن القومي، أجرى خلال الأيام الأخيرة لقاءات مكثفة مع الوسطاء القطريين والمصريين، بوساطة أمريكية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ونقلت القناة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن "الوفد لم يحقق اختراقاً، لكن المفاوضات ستتواصل، مع استمرار الضغوط الدولية على حمـاس للاستجابة للمقترحات المطروحة".

وبحسب القناة، عاد الوفد إلى إسرائيل لتقديم تقرير شامل عن تقدم المحادثات، على أن يتم اتخاذ قرارات بشأن الخطوات المقبلة خلال الأيام القادمة.

كما أضافت المصادر أن رئيس وزراء الاحتلال سيعقد جلسة تقييم مساء السبت، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين لمناقشة التطورات الأخيرة وتحديد الاتجاه القادم في إدارة ملف المفاوضات.

إقرأ أيضاً : حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي وإعادة جثامين أربعة آخرينإقرأ أيضاً : غزة .. لا غذاء منذ 2 آذار والأسعار في القطاع ارتفعت أكثر من 200%إقرأ أيضاً : مكتب نتنياهو: (إسرائيل) قبلت مقترح ويتكوف وحماس تواصل رفضه



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #غزة#الاحتلال#رئيس#القطاع



طباعة المشاهدات: 1262  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 14-03-2025 08:28 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"أكثر من المتوقع"ارتفاع مستويات البحار عام 2024 ما الدول الأكثر تلوثا بالعالم في العام 2024؟ قانون جديد قريباً .. الشركات ستخبرك بموعد تعطل منتجاتها القارة القطبية الجنوبية تذوب .. هل يقترب العالم من نقطة اللاعودة؟ شيخ الدروز في سوريا يهاجم الإدارة الجديدة ويتهمها... كركي يعفو عن المتسببة بفقدان نجله إثر حادث دهس:... بتدابير أمنية مشدّدة .. وفد ديني درزي سوري يزور... المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات... الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي) حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي...غزة .. لا غذاء منذ 2 آذار والأسعار في القطاع...مكتب نتنياهو: (إسرائيل) قبلت مقترح ويتكوف وحماس...أثناء جمع الحطب .. 4 شهداء في مجزرة بحي الزيتون بغزةوزير الخارجية السوري في زيارة رسمية لبغدادترامب يبدي تفاؤلا بشأن أوكرانيا .. ويوجه طلبا...من دون زي مدرسي ولا كتب .. طلاب غزة يعودون...جوارب فانس تشغل ترامب في اجتماع رسمي .. فيديو العراق يعلن مقتل عبد الله مكي نائب زعيم داعش ويجز وهدى المفتي "يصدمان" جمهورهما .. ما... أرملة الموسيقار حلمي بكر تكشف محاولة اختطاف جثمانه... كمال أبو رية ينجو من حادث سير "مروع" وائل عبد العزيز يطالب نيكول سابا بمغادرة مصر .. ما... "إخواتي" .. حل لغز وفاة أحمد حاتم... خبر سعيد لمحمد صلاح بعد صدمة دوري أبطال أوروبا 7 مقابل 1 .. مفاجأة نجم ريال مدريد في منتخب إسبانيا أردني يتأهل إلى نهائي الدوري العالمي للكراتيه بسبب الصيام .. طرد 3 لاعبين من الإفريقي التونسي كيليان مبابي يعود إلى صفوف المنتخب الفرنسي قبة الإمام الشافعي .. روحانيات عابرة للتاريخ ووجهة للبسطاء سحب قطار باسنانه .. مصري يدخل موسوعة غينيس خلال صيامه مصر: شخص يهدم منزل شقيقه بـ"لودر" أثناء الإفطار .. فيديو "42 يوما دون طعام" .. امرأة تفقد وزنها بسبب جراحة الفك جاستن بيبر يعترف بشعوره "عدم الكفاءة" ويصف نفسه بـ"المحتال" تغيير صادم وأسرته ليست معجبة .. جورج كلوني في مظهر جديد .. صورة تفاصيل صادمة .. مقتل تيكتوكر تركية شابة بوابل من الرصاص "القمر الدموي" .. خسوف كلّي ساحر يترقبه العالم لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟ قصة لا يتصورها عقل .. حجزت ابن زوجها 20 سنة في قبو

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • حماس: تعاملنا بإيجابية مع مختلف المقترحات بشأن وقف إطلاق النار
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • لبنان يتجاهل عروض إسرائيل وتحضيرات أميركية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة
  • مكتب نتانياهو يعلق على موافقة حماس إطلاق سراح جندي إسرائيلي
  • فريق التفاوض الإسرائيلي يغادر الدوحة دون تحقيق اختراقات في المفاوضات
  • أغلبية في إسرائيل تؤيد إنهاء الحرب على غزة
  • غولان: نتنياهو باع أمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي