بعد نصائح أميركية.. هل تتجه إسرائيل إلى نمط مختلف للعمليات في غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تقترب إسرائيل شيئا فشيئا من إنهاء مرحلتها الثانية من الحرب في غزة، وتخطط وفق صحف عبرية للانتقال إلى "نمط مختلف للعمليات"، بحيث تكون "أكثر دقة" كما أشار وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن و"مبنية على المعلومات الاستخباراتية"، وفق قول مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان.
ومع غياب أي تصريح رسمي إسرائيلي بشأن مستقبل العمليات الدائرة على 3 جبهات جاء في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الأربعاء، للمعلق الإسرائيلي، ناحون برينع أن "مدينة خان يونس ربما تكون المحطة الأخيرة فيما يسميه الجيش المرحلة المكثفة من الحرب".
برينع يضيف أن "المرحلة التالية ستكون أكثر تواضعا بكثير"، ويوضح في سياق متصل أن "الجيش الإسرائيلي قد يقلص عملياته في غزة في الفترة القريبة، وربما في النصف الأول من شهر يناير المقبل".
ومن المتوقع أيضا "عودة جزء كبير من جنود الاحتياط إلى منازلهم"، وأن "ينشغل الجيش بإقامة منطقة عازلة تفصل بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، بعرض كيلومتر واحد تقريبا"، وفق ذات المعلّق.
وفي غضون ذلك أورد مقال تحليلي للمحلل العسكري عاموس هاريل في صحيفة "هآرتس" الأربعاء أيضا أن "الخطط العسكرية الإسرائيلية ستتغير في غزة خلال شهر".
و"تريد الولايات المتحدة إنشاء منطقة عازلة على طول حدود غزة وأن تغير إسرائيل تكتيكاتها القتالية"، وفق هريل.
لكنه يشير إلى "عقبة واحدة تتعلق بوضع رئيس الوزراء الإسرائيلي السياسي، بنيامين نتانياهو وقلقه بشأن مستقبل ائتلافه الحاكم".
"نصائح أميركية"ومنذ ثلاثة أسابيع يخوض الجيش الإسرائيلي عمليات برية "أكثر شراسة" حسب تعبيره، في جباليا والشجاعية شمال قطاع غزة، وخان يونس في جنوبه.
وتترافق عملياته مع قصف جوي وصاروخي مكثف، أسفر عن مقتل ما يقرب من 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
كما تسبب في كارثة إنسانية، دفعت المسؤولين الأميركيين على رأسهم الرئيس جو بايدن خلال الأسبوعين الماضيين، لإعادة الحسابات وإطلاق تحذيرات صبّت في إطار "النصائح"، كما يرى مراقبون.
بايدن قال في 15 من ديسمبر مخاطبا إسرائيل: "أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين، لا أن يتوقفوا عن ملاحقة حماس، لكن بأن يكونوا أكثر حذرا".
وجاء ذلك بعدما حذّر نتانياهو في تصريح سابق من "تآكل الدعم الدولي"، داعيا إياه لتغيير حكومته المتشددة.
وتبعه سوليفان قبل أسبوع، بقوله إن "وجود حماس بين المدنيين لا ينفي مسؤولية إسرائيل بتجنب تعريض المدنيين الفلسطينيين للخطر" معلنا أن "الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس وعلى العمليات المدفوعة بالمعلومات الاستخباراتية".
ورغم أنه أشار إلى "نمط مختلف من الحرب" كان لتصريح وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن الأربعاء سياق مختلف، حيث اعتبر أن "انتقال إسرائيل من العمليات العسكرية الرئيسية في غزة إلى عمليات أكثر دقة قد يخفف التوتر الإقليمي".
ما المتوقع على الأرض؟المحلل السياسي، يوآف شتيرن يوضح أن "النية الإسرائيلية الأخيرة كانت تهدف للوصول أولا إلى وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين والإفراج عن أكبر عدد من المختطفين، ومن ثم العودة إلى نمط آخر من العمليات".
لكن حتى هذه اللحظة "لم تنفذ النية بسبب عدم الاتفاق على صيغة لوقف إطلاق النار مع حماس"، حسب ما يقول شتيرن لموقع "الحرة".
ورغم أن أميركا تطالب بتغيير نمط الحرب لكنها في المقابل "تتابع وعن كثب ما يجري في المعركة وما تقوم به حماس في غزة"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.
ويضيف: "حماس تقاتل بشكل متواصل ولا تفرج عن الرهائن. الولايات المتحدة تعرف جيدا أن توقف الحرب يعني عودة الحركة إلى كامل القطاع"، ولذلك ما تزال تمنح إسرائيل "الضوء الأخضر للاستمرار".
ولا يرى المحلل السياسي العسكري في معهد "هدسون" بواشنطن، ريتشارد وايتز أي مؤشرات "مكتملة" بشأن عزم إسرائيل على تغيير نمط قتالها في قطاع غزة.
ويقول لموقع "الحرة" إنه غير الواضح متى وما إذا كان الجيش الإسرائيلي "سيتبع الاستراتيجية" التي تنصح بها الولايات المتحدة.
وتقوم "الاستراتيجية الجديدة" على تقليص الجيش الإسرائيلي عملياته واسعة النطاق والتركيز بشكل أكبر على الهجمات المستهدفة الأصغر حجما.
وذلك عن طريق "استخدام القوات الخاصة والدعم الجوي المحدود ضد أهداف محددة مثل قادة الإرهابيين، ومخزونات الأسلحة والرهائن"، كما يوضح المحلل وايتز.
ويعتقد ألكسندر لانغلويس، وهو باحث أميركي يركز على شؤون الشرق الأوسط أن "إسرائيل تتحرك تدريجيا باتجاه المرحلة الجديدة من الحرب ولو ببطء شديد".
لانغلويس يعتبر أن ما يسمى "القضاء على حماس" يتطلب في نظر قادة إسرائيل عملية واسعة النطاق، ما يزيد أمد الصراع بطريقة تساعد نتانياهو على الخروج من مأزقه السياسي الحالي".
و"يحتاج نتانياهو إلى إطالة أمد الحرب من أجل البقاء سياسيا والتخلص من القضايا الجنائية"، وفق الباحث.
ويضيف لموقع "الحرة" أن الدور الأميركي الآن يأتي "في وقت بات رأس المال السياسي لواشنطن ينفد في الدفاع عن إسرائيل"، فيما يرتبط بوجود قناعة "لمنع نشوب حرب إقليمية".
ويشير المحلل وايتز من جهته إلى "عدة دوافع وراء النصائح الأميركية لتغيير مسار الحرب، أولها الرغبة في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وتقليل احتمالات التصعيد الإقليمي".
إضافة إلى "زيادة احتمال تحرير الرهائن، وتقليل الانتقادات الدولية والمحلية للولايات المتحدة وإسرائيل، وتحسين احتمالات التسوية بعد الحرب"، حسب وايتز.
"على هامش القرار"وتتركز المداولات في إسرائيل على مسألة متى سيكون الوقت المناسب لتنفيذ التغيير في العمليات، سواء في منتصف شهر يناير أو في نهايته.
ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة سياسية كبيرة أمام الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي خوف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من انهيار ائتلافه تحت ضغط اليمين الغاضب، وفق مقال عاموس هاريل في "هآرتس".
وجاء فيه أيضا أن "هناك عائقا آخر تواجهه إسرائيل ويتعلق بالطلبات غير المسبوقة المفروضة على نظام الاحتياط في الجيش، والتأثيرات طويلة المدى على الاقتصاد".
الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور ماجد عزام يرى أن ما يدور الحديث عنه في إسرائيل الآن هو "مرحلة ثالثة من العدوان، بعد أولى بدأت بإعادة احتلال المستوطنات في محيط القطاع وثانية بغارات جوية وحرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وتوغل بري".
ويتوقع في حديث لموقع "الحرة" أن "يكون الانتقال من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة في بداية فبراير، على أن تستمر حتى نهاية العام 2024".
ويرتبط التحول بنمط العمليات العسكرية بـ"فشل إسرائيل في فرض سيطرتها الكاملة على شمال غزة وكذلك الأمر في جنوب القطاع"، كما يعتبر عزام.
ويتابع أن "الفشل أدى إلى تشقق الإجماع الإسرائيلي على الحرب، وأحدث شللا في الاقتصاد، ولذلك كان لابد على إسرائيل أن تغيّر نمطها العسكري دون إنهاء الحرب. هي ستواصل حرب الإبادة".
ورغم أن "النمط الجديد يسهدف إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين" يعتقد المحلل الإسرائيلي شتيرن أن هناك صعوبات "تعترض ترجمة ذلك على أرض الواقع".
وفيما يتعلق بشركاء نتانياهو يقول شتيرن إنهم "يطالبون بعدم الاكتراث بما يقولوه العالم وحتى واشنطن، ويؤكدون على ضرورة الاستمرار بالمعركة إلى حين ينتهي من تتفاوض معه إسرائيل أي القضاء على حماس بشكل كلي".
لكنه يوضح أنهم "على هامش اتخاذ القرار في إسرائيل"، وأن "التيار المركزي في إسرائيل على صلة مع واشنطن، ويستمعون لما يقوله المسؤولون الأميركيون".
"صوت شركاء نتانياهو هامشي وليس لديهم بديل إلا الذهاب لانتخابات مبكرة"، وفق شتيرن.
ويضيف: "هم ينتقدون الحكومة وكأنهم معارضة. الأمور ستستمر بدون أي تغيير قد يحاولون فرضه".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المحلل السیاسی فی إسرائیل من الحرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
محللون: استئناف الحرب ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل
القدس المحتلة- أجمع محللون وباحثون بالشأن الإسرائيلي على أن قرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، باستئناف الحرب على قطاع غزة، اتخذ بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، ويهدف إلى ممارسة الضغوط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقبول شروط تل أبيب وواشنطن في مفاوضات صفقة التبادل، والقضاء على حماس سياسيا وعسكريا، وممارسة ضغوط على جماعة الحوثيين وإيران.
وتوافقت القراءات فيما بينها بأن استئناف القتال لن يحقق الأهداف المعلنة للحرب بالقضاء على حماس وإعادة الأسرى دون صفقة، وأجمعوا على أن ذلك محاولة من نتنياهو لتصدير أزماته الداخلية والصراع مع رئيس "الشاباك" رونين بار، خصوصا أن العودة إلى الحرب وحالة الفوضى تخدم مصالح نتنياهو السياسية والشخصية بالبقاء على كرسي رئاسة الوزراء.
ووفقا لقراءات المحللين فإن تصريحات القيادة العسكرية والأمنية الجديدة سواء بالاستخبارات العسكرية أو القيادة العسكرية بالمنطقة الجنوبية، تتماهى مع أقوال نتنياهو بشأن أهداف الحرب خاصة القضاء على قدرات حماس العسكرية، مع الإبقاء على ملف المختطفين الإسرائيليين أولوية ثانوية.
وتتوافق تقديرات المحللين والباحثين بأن استئناف الحرب وكافة أوراق الضغط الأخرى التي مورست على حماس من قبل تل أبيب وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تهدف إلى تقديم الحركة تنازلات لما يتطلع إليه نتنياهو ليعلن عن "النصر المطلق" ونزع سلاح المقاومة.
إعلانلكن أجمعت القراءات على أن هذا الأمر الذي لن يتحقق، لأن السلاح سيبقى بأيدي حماس والفصائل الفلسطينية التي لن تتنازل عنه حتى يتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتقد الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن عودة إسرائيل للحرب كانت متوقعة، حيث تحدث نتنياهو طوال الوقت عن استئناف القتال، وبذلك كان يمهد الأجواء لذلك، ولعل أحد الأجواء هو التأييد الأميركي، حيث أعطت واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل للعودة للحرب من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على حماس وابتزازها بالمفاوضات.
واستعرض شلحت للجزيرة نت الأجواء التي سادت بإسرائيل ومهد إليها نتنياهو من أجل العودة للحرب دون معارضة داخلية، سواء من خلال تغيير المناصب والوظائف العسكرية "وأبرزها تعيين إيال زامير المقرب من نتنياهو رئيسا للأركان، بينما وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، هو دمية، وينفذ ما يأمر به رئيس الوزراء".
ولفت إلى أنه بالسابق كان هناك تعويل على المؤسسة العسكرية وما تبديه من ملاحظات أو حتى تحفظات على سير العلميات العسكرية والدفع نحو إتمام صفقة التبادل، لكن بهذه المرحلة وبعد التغييرات الوظيفية، يقول شلحت: "لا يوجد مؤسسة أمنية تعترض، بل تتماهى مع المستوى السياسي، ورئيس الأركان الجديد ينفذ أوامر نتنياهو، أي لا خلافات ولا عقبات خلال القتال".
وإمعانا في إزاحة العراقيل والعقبات من أمام الحكومة، يرى شلحت أن العودة إلى القتال يخدم مصالح نتنياهو السياسية والشخصية، بحيث إن الحرب تقوي حكومته، حيث أعلن رئيس "عظمة يهودية"، إيتمار بن غفير، العودة إلى الائتلاف، كما أن رئيس "الصهيونية الدينية"، اشترط البقاء بالحكومة بعدم التوجه للمرحلة الثانية من اتفاق غزة والعودة إلى القتال.
وتعليقا على الطرح الذي يقول إن العودة للقتال يشكل ورقة ضغط لفرض شروط على حماس في المفاوضات، يقول شلحت: "للتوضيح تجمع التحليلات العسكرية للإسرائيليين على أنه لا يوجد أي مبرر للعودة إلى الحرب، وتتفق فيما بينها على أن نتنياهو هو من انتهك اتفاق وقف إطلاق النار وأن حماس التزمت بكل بنوده، وبالتالي العودة للقتال من أجل الضغط لقبول إملاءات واشنطن وتل أبيب".
إعلانويرى الباحث بالشأن الإسرائيلي أن الحرب التي تأخذ مناحي وأبعادا مختلفة هي ورقة ضغط على حماس ومختلف الفصائل الفلسطينية التي تقدر التقارير العسكرية الإسرائيلية أنها تستغل الهدنة للجهوزية لجولة قتالية جديدة.
ويوضح أن "استئناف القتال يشكل فرصة لتيار اليمين المتطرف لتجديد خطة تهجير الفلسطينيين وإعادة الاستيطان بالقطاع"، لكنه استبعد أن تتمكن تل أبيب من تنفيذ ذلك، رغم الدعم الأميركي.
ويعتقد شلحت أن التصعيد في غزة يأتي في سياق القصف في جنوب لبنان والتوغل في سوريا والقصف الأميركي على الحوثيين، قائلا إن "إسرائيل تستغل الدعم الأميركي من أجل تقويض حماس عسكريا والقضاء على المقاومة في لبنان ومنع الأسلحة عنها، وذلك تحت غطاء استئناف القتال وليس الشروع بحرب شاملة".
ولفت إلى أن إسرائيل، ومن خلال التنسيق مع أميركا، تسعى لاستغلال التغييرات باستئناف القتال وبحرب تتحكم بإشعالها وإخمادها، من أجل إقامة مخططاتها العسكرية بإقامة مناطق أمنية وعسكرية في جنوب لبنان وجنوب سوريا، وكذلك حزام أمني مع قطاع غزة، وذلك بموجب العقيدة الأمنية المتجددة أنه لا يمكن الاعتماد إلا على الجيش الإسرائيلي.
ويرى المحلل السياسي والباحث في "مركز التقدم العربي للسياسات"، أمير مخول، أن استئناف القتال في غزة يندرج في سياق "الحرب الوجودية" بالنسبة لنتنياهو ومستقبله السياسي والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أن نتنياهو الذي وصل إلى أفق مسدود يتصرف وفق مبدا "أنا الدولة والدولة أنا".
لكن، وفقا للمعطيات الحالية فإن نتنياهو، يقول المحلل السياسي: "لا يستطيع التهرب من استحقاقات الصفقة بمراحلها المتقدمة، ولا يبدو بأن خياراته ستتسع بل ستضيق، فالعودة إلى القتال لن يحقق هدف الحرب المعلن وهو إعادة المختطفين الإسرائيليين بل تجعل عودتهم غير ممكنة".
إعلانولفت مخول للجزيرة نت إلى أن العودة للقتال تأتي في سياق القفز على الأزمات الداخلية التي افتعلها نتنياهو وأبرزها إقالة رئيس "الشاباك"، رونين بار، وإعفاء يهود الحريديم من الخدمة العسكرية، وكذلك مشروع الموازنة العامة، وعليه اختار نتنياهو الهروب إلى الأمام باستئناف القتال تحت ذريعة السعي إلى تحقيق كامل أهداف الحرب على غزة.
وأوضح أن الحرب على غزة لم تتوقف منذ عام ونصف العام، "وتأخذ مناحي وأساليب متعددة ومختلفة، وقد يكون تكثيف الإبادة المتجدد لها، محاولة جس نبض إسرائيلي لمدى قابلية مشروع التهجير الذي تراجع عنه ترامب كلاميا".
ومع العودة إلى الحرب، يرى مخول أن نتنياهو سيكون في حالة إرباك أكبر، حيث يخوض حربا بمعارضة شعبية واسعة تعمق الانقسام الداخلي بشكل كبير ويجعلها حربا خاسرة إستراتيجيا وبإخفاق أكبر ويعزز المطالبة بلجنة تحقيق رسمية في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي قراءة للضربات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في لبنان وسوريا التي تزامنت مع استئناف الحرب على غزة، يقول مخول: "هي إمعان في تفكيك إستراتيجية وحدة الساحات وجبهات الإسناد، كما أن التصريح الذي رشح عن إدارة ترامب بأنها على علم مسبق، هو تأكيد على أن الغارات الأميركية البريطانية على اليمن كانت تمهيدا لها".
وأوضح مخول أن التصريح الأميركي بأن ترامب يريدها ضربة سريعة يؤكد أن واشنطن لا مصلحة لها في تصعيد الحرب على غزة ولا إشعال حرب شاملة بالشرق الأوسط، "ليس من باب صنع السلام، ولكن حرصا على مصالحها وأولوياتها إقليميا ودوليا".