موقع النيلين:
2025-03-18@20:43:40 GMT

مصر.. «الكتلة الحرجة» للإقليم

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT


فى المنعطفات الحادة تظهر «الكتلة الحرجة»، تقوم بسلسلة تفاعلات مستمرة، تساعد المجتمع على التماسك والنهوض.

«الكتلة الحرجة» مفهوم فيزيائي، انتقل إلى المجتمع، تحت مسمى الكتلة الحرجة البشرية، وتظهر عند وزن وحجم مناسبين.

نفس المفهوم يمكن أن تمثله دولة معينة فى إقليم محدد، يعانى من هشاشة سياسية واجتماعية، وينظر إليه كمنطقة رخوة، تصلح لتنفيذ المخططات الخطيرة.

والإقليم العربى يعانى من هذه النظرة، ويتخبط فى ظلام مجهز، سواء بثورات ملونة، أم معارك ميلشيات، أم عدوان نازى كالذى يجرى فى غزة.

الشاهد أن هذا الإقليم المتخم بأحداث التاريخ، الثرى بالجغرافيا، فى حاجة إلى دول «الكتلة الحرجة» هذه، وحسب التعريف للكتلة من حيث الوزن والحجم المناسبين، فإن مصر تحظى بهذه المكانة، وتمثل عن حق «كتلة الإقليم الحرجة» القادرة عبر سلسلة من التفاعلات على المسرح الإقليمى والدولى، على تغيير المسار، ومنع الانزلاق الخطير.

لا شك أن مصر اجتازت الاختبارات القاسية التى ضربت الإقليم العربى خلال العقود الثلاثة الماضية، بدءا من الاندفاع الأمريكى لغزو العراق العربي، واعتباره منصة لنشر الديمقراطية الأمريكية الخشنة، مرورا بالاختبار الأقسى تاريخيا عبر ثورة ملونة، تفاعلت فيها كل القوى العالمية فى محاولة بائسة لكسر نواتها الصلبة، واصطناع ثورات شبيهة راحت تضرب عمق المحيط الجغرافى القريب والبعيد، ونهاية بما يجرى من محرقة بشرية ترتكبها إسرائيل فى غزة، بمشاركة مباشرة من أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي.

إذا ما نظرنا إلى خريطة الإقليم العربي، من موريتانيا إلى العراق، ومن سوريا إلى الخليج، لوجدنا أن مساحة 14 مليون كيلومتر مربع، تدور على مسارحها كل الألعاب الإستراتيجية الدولية.

الشاهد أن مصر اجتازت اختبارات وجودية أقسى من ألعابهم الإستراتيجية، اجتازتها بصبر إستراتيجى نادر، وراحت تنظر بإمعان إلى تحركات قوى من خارج الإقليم بمساعدة من بعض أطرافه الهشة، بعيدة وقريبة، وكانت تستعد للانقضاض على المكان والمكانة، تساعدها قوى دولية لملء ما يسمى “الفراغ” أو هكذا كانت تظن هذه القوى، وحين دقت ساعة الحظ، وجدت نفسها عاجزة عن صد البيدق الإسرائيلى لما انقض على غزة، بينما جاء صوت مصر “عتيقة الحضارة والدور” واضحًا يرسم خطوطًا حمراء، يعبر عن رفضه القاطع لتصفية شعب فلسطين على مذبح الخوف الإقليمي.

والخوف الإقليمى بلغ عنان السماء، وحتى يتخلص من هذا المرض، عليه أن يصطف، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، إلى جانب دولة الكتلة الحرجة عن حق، وقد خبرت الحرب والسلام، ودروب الدفاع عن أبناء الإقليم فى الزمن السحيق، والزمن القريب، وتعلم بتحركات البيادق على رقعة الشطرنج، ولا تخشى الحدود الملتهبة، ولا زنار النار المضروب حولها فى الغرب والجنوب والشمال الشرقي، وتعرف كيف تجتاز المضيق الاقتصادى المرتب، وتؤمن بأن خراج كل هذه المخططات سيمر كالسحاب فى سماواتها، ثم يعود إليها، هكذا تكون: الدولة الأمة، والدولة الإقليم القاعدة، والكتلة الحرجة.

مهدي مصطفى — بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

هل تضررت محافظات الإقليم من انقطاع الغاز الإيراني؟

بغداد اليوم -  السليمانية

كشف عضو لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان كردستان السابق شيركو جودت، اليوم الثلاثاء (18 آذار 2025)، عن مدى تضرر محافظات الإقليم من انقطاع الغاز الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية.

وقال جودت في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران بخصوص منع العراق من استيراد الغاز الإيراني، لن تؤثر على إقليم كردستان، لآن الإقليم له منظومة خاصة به".

وأضاف أن "إقليم كردستان يعتمد على توليد الطاقة الكهربائية من خلال الغاز الطبيعي المنتج في حقل كورمورفي قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، ولا يعتمد على الغاز الإيراني".

وأشار إلى أن "محافظات الإقليم مستقلة عن منظومات الكهرباء الخاصة بوزارة الكهرباء العراقية، ولا يوجد ربط بينهم، وبالتالي لن يتأثر الإقليم بتوقف الغاز الإيراني، بسبب امتلاكه منظومة كهرباء خاصة به، ولا يعتمد على كهرباء العراق".

وانتهت يوم السبت، (8 آذار 2025)، مدة الاستثناء الذي أعطته الولايات المتحدة للعراق من العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي فإن حكومة بغداد لن تتمكن من استيراد الغاز الإيراني اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في عموم البلاد.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، الأحد، إنهاء الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران، في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد طهران.

وشددت واشنطن على رفضها تقديم أي إغاثة اقتصادية لإيران، مشيرة إلى أن الهدف هو إنهاء التهديد النووي الإيراني، والحد من برنامجها الصاروخي، ومنع دعمها للجماعات المسلحة.

ويعتمد العراق منذ سنوات طويلة، على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، وخاصة في ذروة فصل الصيف، ويعتمد بهذا على الإعفاءات الأمريكية المستمرة، والتي تصدر أكثر من مرة خلال كل عام.

مقالات مشابهة

  • وفد الرعاية الحرجة يزور مستشفى البدرشين لمتابعة سير العمل وتطوير الخدمات الطبية
  • تاكيدا لما نشرته بغداد اليوم.. مالية الإقليم ترسال رواتب شهر آذار إلى بغداد
  • المشهداني يرد على فكرة الإقليم الشيعي بورقة المياه
  • الإقليم: منظومتنا الكهربائية تعتمد على الغاز المنتج محليا
  • هل تضررت محافظات الإقليم من انقطاع الغاز الإيراني؟
  • وزير صحة كوردستان يبحث مع التحالف الدولي تطوير القطاع الطبي في الإقليم
  • الإقليم الشيعي إلى الواجهة.. مطالبات سياسية تصطدم بحائط صد أمريكي
  • الإقليم الشيعي إلى الواجهة.. مطالبات سياسية تصطدم بحائط صد أمريكي - عاجل
  • زيباري:لدينا ارتباطات “قوية جداً” مع أمريكا وما تطلبه حكومة الإقليم من بغداد ينفذ
  • حسام موافى يحذر: الإسهال المستمر مؤشرا لحالة خطيرة... فيديو