كاتبان أمريكيان: إرسال بايدن حشودا عسكرية للشرق الأوسط توريط لواشنطن
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" مقال رأي لكل من فردريك ويري من وقفية كارنيغي للسلام العالمي وجينفر كافانا من برنامج أمريكان ستيتكرافت قالا فيه "إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرسل الجنود الأمريكيين مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، وهو يجب ألا يفعل".
وذكر الكاتبان في المقال، "من الصعب أن تجادل هذه الايام أن سياسة الرئيس بايدن في الشرق الأوسط تتسم بالفوضى، وهو ما تتفق عليه نسبة 60 بالمئة من الأمريكيين حسب استطلاع غالوب".
وبعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت إسرائيل، أقرب حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، انتقاما عقابيا ضد غزة، والذي كان بكل المقاييس واحدا من أكثر النزاعات القاتلة للمدنيين في التاريخ الحديث.
ودخلت القوات العسكرية الأمريكية والجماعات الوكيلة عن إيران في غارات متبادلة وبشكل شبه يومي، وتصاعدت مشاعر العداء ضد أمريكا فيما يطلق عليه الشارع العربي لأعلى المستويات.
وأضاف الكاتبان، "في الوقت الذي يرغب فيه حلفاء الولايات المتحدة العرب نهاية لحماس إلا أنهم غاضبون لما يروه الضوء الأخضر من بايدن لتدمير غزة، وهو وضع يمنح المنافسين لأمريكا في الشرق الأوسط فرصة للإستغلال وبخاصة الصين وبشكل أقل روسيا.
وتعتبر حرب غزة أكبر تحد للمصالح الأمريكية منذ اندلاع الإنتفاضات العربية في 2011.
وقالا، "إن بعض المحللين اقترح ان جذور الإضطرابات كامنة في الجهد الامريكي، ومنذ عقد للتحول عن الشرق الأوسط وسحب القوات الأمريكية والإلتزام بسياسة التحول نحو آسيا، ويجادلون أن الفراغ في السلطة خلق مسرحا للفوضى الحالية".
ويبدو أن بايدن هو الذي أمن بهذه النتيجة واستخدمها كقاعدة للرد على الأزمة، حيث حشد قوات عسكرية في الشرق الأوسط، ولكن التشخيص لها والوصفات غير صحيحة ولعدة أسباب.
أولا، فالتحول المفترض كان محدودا في الرؤية والقاعدة.
وثانيا، فدفع بايدن بالجنود والأسلحة منذ توغل حماس، ليس ما تحتاجه المنطقة المعسكرة أصلا، وبدلا من كونها، عامل استقرار، فهذا الرد قد يدفع بتصعيد لحرب أوسع تورط أمريكا في التزامات مفتوحة، في وقت تحتاج فيها أمريكا لنشر مصادر قوتها في آسيا.
وخلافا للإفتراضات العامة، فالوجود الأمريكي حول الشرق الأوسط زاد في العام الماضي، ووصل إلى 45.000 جندي، تدعمهم الطائرات والبوارج الحربية، ومنذ بداية تشرين الأول/أكتوبر بدأت قوات العمليات الخاصة بالمشاركة،
وبعد هجوم حماس، عزز بايدن الوجود العسكري بحاملتي طائرات إضافيتين وغواصة نووية والمزيد من الدفاعات الجوية ومقاتلات حربية وألافا من الجنود الأمريكيين.
وكان الهدف المعلن هو تطمين الحلفاء الذين يواجهون الإستفزازات الإيرانية ومنع انتشار االنزاع الحالي، لكن جلب المزيد من القوات سيؤدي على الارجح للتصعيد بدلا من ذلك.
ويعلق الباحثان إن حضورا عسكريا أمريكيا سيعطي طهران المبرر لكي تزيد من حشودها العسكرية ودعم جماعاتها الوكيلة، ما يزيد من احتمالات العنف وثمن سوء التقدير.
ومنذ عملية حماس، زادت الهجمات على القوات الأمريكية المعرضة للخطر في سوريا والعراق عددا وخطورة، رغم الرد الإنتقامي الأمريكي، وقد انتقلت الآن إلى البحر الأحمر بهجمات على السفن التجارية، ولن يمضي وقت طويل قبل خروج الوضع عن السيطرة.
كما أن إرسال مزيد من القوات الأمريكية وعلى عجل إلى الشرق الأوسط يحمل مخاطر توريط أمريكا في التزامات أمنية مفتوحة للحلفاء، وفي وقت يجب عليها تشجيعهم بتولي مسؤولية دفاعاتهم.
وهذه عودة إلى النهج العسكري الذي عفا عليه الزمن تجاه المنطقة، مع أن هناك حاجة إلى مدخل شامل يهدف لمعالجة التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي تخيم على المنطقة إلى جانب التغيرات المناخية والتحول عن الهيدروكروبون.
ويؤدي التوسع فوق الطاقة الذي يمارسه بايدن لإرهاق المصادر الأمريكية ويجعل واشنطن غير جاهزة لأزمات في المستقبل وبخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تواجه أكبر منافس لها وهي الصين.
ومع مرور الوقت سيرهق الإنتشار في الشرق الأوسط الأصول العسكرية الأمريكية والقوات وسيحرف الإستثمارات الضرورية لردع الصين.
وقد حصلت تنازلات، فأنظمة الدفاع الجوي التي نشرت في الشرق الأوسط لن تكون متوفرة للدفاع ضد التهديد الصاروخي الصيني في آسيا.
وتتم معالجة المخاطر التي خلقها الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط من خلال تخفيض حضورها، ويمكن عمل هذا بطريقة مسؤولة.
وبعد سحب القوات التي أرسلت إلى المنطقة، يجب على واشنطن تقليل وتعزيز بصماتها العسكرية في عدد قليل من القواعد العسكرية الإستراتيجية وحماية المصالح الأمريكية، إلى جانب الإستثمار في معدات متقدمة وقدرات لوجيستية يمكن ان تقدم قدرة دفع لأزمات في المستقبل.
والحديث عن جرأة إيران بسبب تخفيف البصمات العسكرية ليس في محله، فهي تواجه أزمة محلية واختارت المسار الدبلوماسي مع جيرانها وليست راغبة بحرب إقليمية.
ويظل تأثيرها الخبيث بالمنطقة مصدر قلق، ولا يمكن مواجهته إلا من خلال التعاون الإستخباراتي والشراكات في الدفاعات البحرية والجوية مع الحلفاء وعقوبات محددة بدلا من حضور عسكري كبير. وهذا هو وضع تكون فيه القلة كثرة.
وستكون الولايات المتحدة والشرق الأوسط في أحسن حال لو خفضت واشنطن من وجودها العسكري بدلا من مضاعفته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن غزة الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة بايدن حاملة الطائرات دعم الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط أمریکا فی
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب للشرق الأوسط يزور محور نتساريم في غزة
أعلن موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، أنّ مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف زار محور نتساريم في قطاع غزة مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
وذكر أكسيوس، أنّ ويتكوف وديرمر ناقشا تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ووصل ستيف ويتكوف مساء الثلاثاء إلى إسرائيل، لبحث سبل ضمان الاستمرار في تنفيذ اتفاقي غزة ولبنان.
ويقوم ويتكوف بجولة في المنطقة تشمل المملكة العربية السعودية، التي اختتم زيارتها الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، حيث يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ، مقتل موظف في شركة مقاولات تقوم بأعمال هندسية لصالح الجيش وسط قطاع غزة.
وبحسب ما ذكر موقع القناة 14 الاسرائيلية، فإن الموظف "كوبي أفيتان"، كان يعمل كمقاول في إطار عمل الجيش الإسرائيلي لتفكيك البؤر الاستيطانية في ممر نتساريم وإعادة التنظيم في المناطق الخلفية، وقتل برصاص الجيش بسبب تشخيص خاطئ.
وأضاف أن "أفيتان"، وضمن عمله وصل بملابس مدنية إلى موقع مجموعة المساعدة الذاتية في نقطة عسكرية داخل منطقة ممر نتساريم، وعندما رأه أحد جنود الحراسة بالجيش ظن أنه يشكل تهديداً وأطلق عليه النار عن طريق الخطأ وقتله.
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من الحكومة الإسرائيلية سحب قرارها الذي يقضي بضرورة توقف وكالة الأونروا عن تقديم خدماتها في القدس وإخلاء جميع المباني التي تديرها في المدينة بحلول 30 كانون الثاني/ يناير الجاري.
ودعا غوتيريش، اسرائيل، في رسالة، الى ضرورة سحب هذا القرار بناءً على الإطار القانوني الذي ينظم أنشطة وكالة الأونروا وطبيعتها التي لا يمكن استبدالها، مشيرا إلى التزامات إسرائيل تجاه الوكالة وفقاً لاتفاقية أبرمت بين إسرائيل والأمم المتحدة في عام 1967، وبموجب اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها التي تسري على الأونروا.
وأكد أن القانون الدولي ينص على انه لا يحق لإسرائيل فرض سيادتها على الاراضي الفلسطينية المحتلة وانه "لا يمكن لإسرائيل التذرّع بأحكام قانونها الوطني"، بما في ذلك القانون الذي تم إقراره لحظر أونروا "لتبرير عدم وفائها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي".
وأشار غوتيريش الى قرارات الجمعية العامة التي منحت الاونروا تفوضيا للعمل في مناطق عملها المذكورة بما فيها القدس، مشددا على أنه بموجب القانون الدولي يتوجّب على "قوة احتلال" أن تضع آليات لمساعدة المدنيين في الأراضي التي تحتلها.
واوضح أن أي اجراءات تمنع الأونروا من مواصلة أنشطتها ستقوض بشكل حاد تقديم الاستجابة الإنسانية الملائمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى تأكيد الجمعية العامة في قرارها الصادر في دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة يوم 11 يناير 2024، على عدم وجود منظمة يمكنها أن تحل محل أو تستبدل قدرة الأونروا وتفويضها لتوفير الخدمات والمساعدات المطلوبة.