طائرة إستطلاع أمريكية تتحرك نحو البحر الأحمر .. ما لمهمة؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أظهرت البيانات الملاحة اليوم الخميس 21 ديسمبر مسيرة أمريكية تتجه نحو البحر الأحمر بعد أن نشطت في الشرق الأوسط.
وبحسب البيانات فإن الطائرة من طراز RQ-4B Global Hawk للمراقبة الجوية تحمل الرقم التسجيلي 11-2046 ، وقد ظهرت إشارتها جنوب اليونان حوالي الساعة 7 بتوقيت غرينتش، وأقلعت من مطار Sigonella الإيطالي.
وتوجهت الطائرة نحو البحر الأحمر قبل أن تخفي إشارتها عند الساعة 11:06 وهي متجهة جنوبًا نحو باب المندب.
وبحسب البيانات فإن الطائرة نشطت كانت تنشط قبل 7 أكتوبر في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم في إطار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وهذه الرحلة تكررت عدة مرات، حتى بعد 7 أكتوبر.
كما شاركت في مراقبة السواحل اللبنانية في 19 نوفمبر و20 نوفمبر.
وتعد هذه الطائرة تعد المزود الأول لمعلومات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بحسب الشركة المطورة، وصُممت من أجل الطيران على ارتفاعات عالية لأكثر من 30 ساعة، ما يمكّنها من جمع صور عالية الدقة لمساحات واسعة من الأرض في جميع أنواع الطقس، ليلًا أو نهارًا.
وسبق أن رصدت إيكاد رحلات استطلاع مكثفة قرب مضيق باب المندب في وقت تتواجد فيه حاملة الطائرات "أيزنهاور"، في خطوة تشير إلى أن واشنطن عازمة على اتخاذ خطوات أكثر لحماية الملاحة في المضيق.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
أمــين زرعان
وجاء من أقصى اليمن بأسٌ يسعى، يجرف من أفسد وتعدّى، ببأس رجالٍ من حديد، وهمةِ سيدٍ أغلق المحيط. بتهديده جعل ثلاثي الشر يدور حول نفسه، وجعل من بحره وبأس سلاحه الجوي جسرًا يعبر من خلاله الدواء والغذاء إلى أهل غزة، وجعل من بحره كابوسًا يؤرّق “إسرائيل”.
فمرحلة حرب المحيط لا تقتصر على البحرَين الأحمر والعربي فحسب، بل ستصل إلى المحيط الهندي، وُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط؛ فليس جديدًا أن نرى المفاجآت من يمن الإيمان والحكمة.
وفي خضم هذه المعركة المتصاعدة، تتجلى معادلة جديدة تفرضها إرادَة لا تنكسر، حَيثُ تتحول المياه الإقليمية إلى خطوط مواجهة، والسماء إلى ساحات استعراض للقوة والإصرار. فبينما كان العدوّ يظن أنه يسيطر على البحر ويفرض هيمنته على أهل فلسطين، جاء الردُّ بما لم يكن في حسبانه؛ فالعمليات النوعية تتوالى، والرسائل النارية التي يرسلها السيد القائد تكتب معادلات جديدة في توازن الردع.
إنها ليست مُجَـرّد معركة عابرة، بل حربٌ استراتيجية تُعيد رسم خرائط النفوذ، وتثبت أن اليد التي تمتد لنصرة المستضعفين قادرةٌ على قلب الطاولة وتغيير قواعد الاشتباك. فما بين مدٍّ وجزر، يبقى البحر شاهدًا على عهدٍ قُطع، وعلى رجالٍ أقسموا ألا يهنأ المحتلّ، ولا ينعم من تآمر وخان.
إذن.. مرحلة حرب المحيط تتجاوز كونها مُجَـرّد عملياتٍ عسكرية، إلى كونها رسالةً للعالم بأن الهيمنة المطلقة باتت وهمًا، وأن زمن الإملاءات بلا رادع قد ولّى؛ فمن البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ومن باب المندب إلى المحيط، ستبقى راية الإرادَة الحرة ترفرف، وستظل المفاجآت سيدة الموقف، ليبقى اليمن عبر التاريخ قلبَ العاصفة، ومهدَ التغيير.