مستشار «الأهرام للدراسات»: «حكومة نتنياهو» غير جاهزة للسلام
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
اعتبر د. جمال عبدالجواد، مستشار مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عملية «طوفان الأقصى» أظهرت أن تجاهل القضية الفلسطينية وإبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه ليس اختياراً، لأنه سينفجر على فترات. وقال «عبدالجواد»، إنه لا توجد على الأجندة العالمية الآن سيناريوهات غير «حل الدولتين»، إلا أننا ما زلنا بعيدين جداً عنه.
هل أعادت «طوفان الأقصى» قرار «حل الدولتين» إلى دائرة الضوء من جديد؟
- بالتأكيد أن «طوفان الأقصى» أظهرت أن تجاهل القضية الفلسطينية وإبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، ليس اختياراً، لأن هذا الوضع سينفجر على فترات، وبعض الانفجارات ستكون شديدة الكلفة وصادمة، فلا بد من التحرّك إلى الأمام، وبالتالى بعدما كان العالم قابلاً بإدارة الوضع الراهن، وأنه لا يوجد سلم ولا حل نهائى للقضية الفلسطينية، ولا توجد دولة فلسطينية، أصبح مقتنعاً بأنه لا بد من الوصول إلى الجذور، والوصول بهذه المشكلة إلى حل سياسى، ولا توجد على الأجندة العالمية سيناريوهات غير سيناريو حل الدولتين.. إذن العالم أدرك أن هذا الحل أصبح مهماً، لكن هل اقتربنا من هذا الحل وتحقيقه، وهل هناك إمكانية لتحقيقه؟ فى رأيى أننا لا زلنا بعيدين جداً، فنحن ندرك ما هو الطريق، لكننا أمام متاهة، وغير واضح بالمرة كيف سنصل فيها إلى نقطة النهاية؟
كيف يمكن الضغط لتنفيذ حل الدولتين؟
- لكى يتحقق حل الدولتين نحن محتاجون إلى شرط فلسطينى، وشرط إسرائيلى، وشرط أمريكى، وشرط إقليمى أيضاً. فنحن نحتاج على الجانب الإسرائيلى والفلسطينى إلى قوى سياسية قابلة لفكرة الاقتسام وحل الدولتين، وهذا كان موجوداً فى مرحلة سابقة تحقّق فيها بعض التقدّم، لكن هذا الوضع تغيّر، وقوى الاعتدال والحل الوسط ضعفت، فأصبح الفلسطينيون والإسرائيليون بعيدين جداً عن الحل. ونحن محتاجون أيضاً إلى اشتباك من جانب الأطراف الإقليمية والدولية بجدية لفترة متواصلة فى هذا الصراع، لأننا محتاجون إلى تغيير الطرف الإسرائيلى والطرف الفلسطينى.
وماذا عن الحكومة الإسرائيلية؟
- إسرائيل الحالية غير جاهزة فى الحقيقة للسلام وحل الدولتين، وبالتالى نحتاج أيضاً إلى أن نُغير فى إسرائيل، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل إقليمى ودولى يستخدم ويقدّم مجموعة من الحوافز والضغوط للأطراف المختلفة، لكى تُظهر المرونة الكافية، ولا بد أن يقدّم ضمانات للأطراف بأن التنازلات لن تؤدى إلى مزيد من التنازلات، أو أن التنازلات لن تؤدى إلى الإضرار بأمنه أو وجوده.
وفى الوقت نفسه تضغط عليه لأنه لا أحد يقدم تنازلات دون ضغوط، وأمريكا مهمة جداً فى هذا المجال، وهذا هو الشرط الإقليمى والدولى الذى أتحدث عنه، فأمريكا ما زالت قادرة على التأثير فى إسرائيل جداً، والحرب الأخيرة أثبتت ذلك، فالولايات المتحدة كانت البلد الوحيد الذى استطاع أن يُعدّل فى سلوك إسرائيل، وبالتالى فالأمر محتاج إلى الولايات المتحدة، وبإدارة أمريكية مستعدة لأن تنفق وقتاً وجهداً فى هذه القضية.
وماذا عن دول المنطقة والإقليم؟
- نحتاج إلى ائتلاف إقليمى يدعم الاختيار الفلسطينى ويشجّع الاعتدال الفلسطينى، ويقول للأطراف الفلسطينية نحن معكم وسندعمكم فى هذه الاختيارات ويشجعهم على التقدّم فى الاتجاه الصحيح، وهنا أنا أتكلم تحديداً عن حماس، وبالتالى لا بد من سياسة جديدة تجاه حماس، حيث إنه لن يمكننا تجاهلها مرة أخرى، ولا بد أن تكون موجودة على مائدة المفاوضات القادمة، لأنه طول ما هى خارج التفاوض فإن المفاوض الفلسطينى سيكون هناك شك فى شرعية تمثيله للفلسطينيين، وفى الوقت نفسه ستظل لدى حماس القدرة على ممارسة حق النقض على أى اتفاق يتم التوصل إليه.
هل اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية سيُشكل عنصر ضغط أيضاً؟
- نحن تفاوضنا كثيراً على «حل الدولتين»، وليس المطلوب هو استهلاك مزيد من الوقت فى التفاوض، ولكن المطلوب هو الانتقال بسرعة لتنفيذ حل الدولتين، وبالتالى دعوته إلى اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية كطريقة لتحريك الوضع الراكد الذى نحن فيه، وتحويله إلى واقع، فلو هناك اعتراف دبلوماسى بالدولة الفلسطينية ولها عضوية فى الأمم المتحدة، فذلك سيُشكل ضغطاً بالتأكيد على إسرائيل بأن تتوقف عن المراوغة وتنتقل إلى مرحلة التنفيذ بسرعة.. وهذا طبعاً ليس بديلاً لحل الدولتين وللتفاوض والاتفاق على كل الجوانب والقضايا المكونة لهذا الحل، ومنها قضايا الحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن.
التوسّع الاستيطانىلو واصلت الحكومات اليمينية فى إسرائيل الحكم لعدة سنوات قادمة دون تقدّم فى حل القضية الفلسطينية، ستحدث تغييرات أكبر على الواقع، والفرصة الضيقة التى لدينا ستنتهى تماماً، لذلك لا بد من التحرّك بسرعة لتوظيف ما بقى من فرصة، لأن إسرائيل بالفعل أخذت مساحة كبيرة من أراضى الضفة، وتكاد تكون منعت التواصل بين البلدات والمدن الفلسطينية ببناء مستوطنات تعترض التواصل ما بينها.
وفى كل الأحوال أعتقد أن تبادل الأراضى أصبح مهماً فى أى اتفاق جديد ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن هناك أمراً واقعاً تم خلقه فى السنوات الماضية ويصعب التراجع عنه، جزئياً على الأقل، حيث إن بعض أراضى الضفة أصبحت أراضى يعيش فيها يهود، وليس من السهل تفكيك بعض هذه المستوطنات الكبرى، وهى مدن كبيرة فى الحقيقة، فهنا لا بد من الأخذ بمسألة تبادل الأراضى بجدية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل حل الدولتين لا بد من
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: عائلات المحتجزين طلبت مرافقة نتنياهو في زيارته إلى واشنطن لكن طلبهم قوبل بالرفض
ذكر إعلام إسرائيلي، أن عائلات المحتجزين طلبت مرافقة نتنياهو في زيارته إلى واشنطن لكن طلبهم قوبل بالرفض، وفقا لماذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
السيسي وترامب يؤكدان أهمية الاستمرار في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الصحة العالمية: نواجه ظروفا صعبة في تقديم المساعدة بقطاع غزة
وفي إطار آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 47,487 شهيدا و 111,588 مصابا منذ 7 أكتوبر عام 2023.
وأشارت الوزارة في بيانها الصادر اليوم السبت إلى وصول 8 مصابين وجثامين 27 شهيدا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وكان القطاع الطبي في قطاع غزة هو الأكثر تحملاً لفاتورة العدوان الإسرائيلي على غزة على مدار 15 شهراً.
ونقل تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" تأكيد خُبراء في المجال الطبي على أن النظام الصحي منهار تماما في عموم القطاع جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، وإعادة بنائه تتطلب نحو 12 عاماً.
وأشار التقرير إلى أن ذلك التأكيد جاء في فعالية تحت عنوان "الاحتجاج الكبير في الخيمة البيضاء" تم تنظيمها أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، لتسليط الضوء على الأحداث في غزة.
وجاء ذلك مُتوافقاً مع ما ذهبت إلى متحدثة الصليب الأحمر التي أكدت أن النظام الصحي في قطاع غزة دمر بشكل كامل والمستشفيات لم تعد قادرة على تقديم خدماتها
يواجه القطاع الطبي في قطاع غزة أزمات حادة نتيجة الحروب المتكررة والحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والبنية التحتية الصحية. تعرضت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية للقصف خلال جولات التصعيد العسكري، مما تسبب في دمار واسع وضعف القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية.
تعاني غزة من دمار واسع بعد كل حرب تشنها إسرائيل، مما يجعل إعادة الإعمار ضرورة إنسانية ملحة. تشمل جهود إعادة التأهيل إصلاح البنية التحتية، وإعادة بناء المنازل المدمرة، وترميم المستشفيات والمدارس التي تعرضت للقصف. تشارك المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، إلى جانب دول عربية وإسلامية، في تمويل مشاريع إعادة الإعمار، لكن هذه الجهود غالبًا ما تواجه قيودًا إسرائيلية على دخول مواد البناء، مما يؤدي إلى بطء الترميم واستمرار معاناة السكان.