الوطن:
2025-03-19@22:11:44 GMT

«الضغط على إسرائيل».. لـ«تهيئة التنفيذ»

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

«الضغط على إسرائيل».. لـ«تهيئة التنفيذ»

أكد خبراء أن الطريق لتطبيق «حل الدولتين» يبدأ بـ«تمهيد الأرض» أولاً لهذا الحل عبر المفاوضات، مع ممارسة ضغوط إقليمية ودولية شديدة على إسرائيل من أجل إجبارها على القبول بهذا الحل، مؤكدين أن «الضغط» وليس «الإقناع» هو الوسيلة الأكثر فاعلية لتحقيق أى أهداف على المستوى الإسرائيلى.

«عاشور»: «توازن القوى» هو ما سيجبر حكومة «تل أبيب» على الحل

وقال د.

رامى عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن «حل الدولتين» يستحيل أن يتم تطبيقه من الجانب الإسرائيلى، لأنه يتعارض مع حلم الإسرائيليين والدولة العبرية، ومعناه أن إسرائيل ستُقر وتعترف رسمياً بأن هناك حدوداً لما يُسمى بالتوسّع الاستيطانى الإسرائيلى، بمعنى أنى لو قلت إن هناك حدوداً للدولة الفلسطينية، فإن حدودها ستكون هى حدود دولة إسرائيل، لأن الاثنتين متلاصقتان، ومعنى ذلك أن إسرائيل بعد أن تعترف بحل الدولتين لن تستطيع أن تتوسع فى بناء المستوطنات فى فلسطين، وهو ما يتعارَض بالأساس مع حلم دولة إسرائيل من «النيل إلى الفرات».

ووفقاً لـ«عاشور» فحل الدولتين أساساً طبقاً للقانون الدولى سيستدعى وجود فلسطين عضواً فى الأمم المتحدة، ومن ثم عضواً فى محكمة العدل الدولية، ومن ثم يجوز لفلسطين أن تتنازع مع إسرائيل على الحدود الإسرائيلية بموجب أن هذه الحدود تم احتلالها عام 67، أو منذ إعلان الدولة عام 1948، وهذا ليس فى صالح إسرائيل، حسب تأكيده.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن تطبيق حل الدولتين لن يأتى أبداً عبر «إقناع إسرائيل»، لأن إسرائيل للأسف الطرف الأقوى، ولكى يتم تطبيق «حل الدولتين» فعلاً، لا بد أن يكون هناك نوع من توازن القوى بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، وإسرائيل حريصة على عدم تحقيقه»، حسب قوله، مضيفاً: «عايز تطبّق حل تلزم به إسرائيل يبقى لازم تملك القوة لتطبيق هذا الحل».

أما عن «ضغط المجتمع الدولى»، فقال: الطرف الأقوى الآن فى المجتمع الدولى هو الولايات المتحدة الأمريكية، حليفة إسرائيل، وبالتالى فإن ضغط المجتمع الدولى لا يعول عليه فى الضغط على إسرائيل.

من جانبه، اعتبر د. محمد عبدالعظيم الشيمى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، أنه عندما يتم فرض مجموعة من الآراء والتوجّهات الدولية يجب أن تكون هناك بيئة مناسبة لهذه التوجّهات، لافتاً إلى أن طبيعة البيئة الدولية الحالية فى إطار الأزمة منذ السابع من أكتوبر، غير مهيأة أو مواتية لفرض هذا الحل، سواء على المستوى الدولى، أو حتى على المستوى الإقليمى، فى ظل عدم وجود مساندة لهذا الحل الذى تؤكده دائماً القيادة والدبلوماسية المصرية فى أكثر من محفل.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان فى المقابل أن مبدأ حل الدولتين يجب أن يتم فى إطار مجموعة من الضغوط الأكبر الدولية والإقليمية، وليس فقط على المستوى المصرى والعربى، مشيراً إلى أن النقطة الأكثر أهمية فى الوضع الحالى هو ما يُطلق عليه فى علم التفاوض فكرة «تمهيد الأرض» لوجود مفاوضات إيجابية للأطراف المشاركة، خاصة أن الوضع الحالى ليست به أى جوانب لتمهيد الأرض، خصوصاً على الجانب الإسرائيلى الذى لديه أجندة يريد تنفيذها فى قطاع غزة.

وفى مرحلة تالية سيتجه إلى تطبيقها فى «الضفة»، أو حتى فى ما يتعلق بوجود نوع من عدم الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية، وتمهيد الوضع الداخلى فى الجانبين نقطة فى غاية الأهمية، سيترتب عليها فرض أجندة للتفاوض، على رأسها مبدأ حل الدولتين، لكن لا أعتقد أن هذا مطروح فى الوضع الحالى.

«الشيمى»: يجب ممارسة ضغوط دولية وإقليمية شديدة على الاحتلال

وأكد «الشيمى»، فى هذا السياق، أنه يجب أن تكون هناك عملية تحريك لمبدأ المفاوضات، كما يجب أن يكون هناك استعداد من الطرفين فى هذا الأمر، وبطبيعة الحال تبقى البيئة الحالية غير مواتية لتحقيق هذا الأمر، إلا إن تدخّلت أطراف إقليمية ودولية لوضع مسارات توافقية داخل الفصائل الفلسطينية، وهذا أمر فى غاية الأهمية، ومن جانب آخر ممارسة ضغوط دولية وإقليمية شديدة على إسرائيل من أجل الدخول فى مفاوضات ومحاولة عدم استكمال مخططها فى ما يتعلق بتصفية عدد من الفصائل الفلسطينية، على رأسها «حماس»، وتصفية القضية الفلسطينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل حل الدولتين أستاذ العلاقات الدولیة على إسرائیل على المستوى هذا الحل یجب أن

إقرأ أيضاً:

السلام هو الحل لليمن

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه اليوم ليُجَرِّب المُجرَّب ويُعيد إنتاج الفشل في اليمن، معتقدًا بأنَّ الحرب والقتل والدمار هو ما سيدفع "أنصار الله" إلى رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام.

ترامب يمثل الشخصية الأمريكية التي تعتقد بأنَّ العالم بجغرافياته ملك لأمريكا ومرتع لها، بالقوة الخشنة أو بالقوة الناعمة؛ فترامب- كأي أمريكي- يؤمن بأنَّهم العالم الجديد والعالم النموذجي الأخير للبشرية، ونهاية أمريكا تعني نهاية العالم ونهاية التاريخ. الشخصية الأمريكية شخصية نشأت وتكوَّنت من المُهمَّشين في أوروبا، تشكل المجتمع الأمريكي من عقليات تُعاني جذورها ونشأتها الأولى من أعراض الاضطهاد والقمع والتهميش، وبالنتيجة قيام وتشكُّل مجتمعٍ ذي ثقافة عنف مُتجذِّر وعنصرية مُتجددة، لم يستطع تهذيبها علم ولا تطور ولا انفتاح على العالم. العقل الأمريكي ذو بُعد واحد، لهذا يؤمن بأنَّ كل من ليس معه فهو بالضرورة ضده، وكل من يعاديه أو يقاومه فهو بالضرورة إرهابي وفق "البورد" السياسي الأمريكي، وكل من لا يشبهه فهو بالضرورة "مُتخلِّف".

لهذا ولغيره من الأسباب، نجد الأمريكي يتصرف خارج قناعات البشر وتجاربهم ومفاهيمهم، لأنه يعتقد بأنه مُتفَرِّد ورسول العناية الإلهية بلا منازع!

ما يفعله ترامب اليوم من فتح جبهات حروب مجانية في وقت يمكنه كسبها بالقوة الناعمة، يوحي بأن الرجل مبعوث العناية الإلهية، ولكن لتفتيت بلده والعبث بمكتسباتها وتوسيع دائرة الأعداء وتقليص دائرة الحلفاء والأصدقاء.

فبعد أن استَنزَفت أمريكا طاقاتها وطاقات حلفائها الأوروبيين في تبني قضية خاسرة تمثلت في قضية الحرب في أوكرانيا، عقد ترامب صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسوية ملف أوكرانيا وكأنَّ شيئًا لم يكُن، مقابل ضغطه على الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي للتوقيع على التنازل عن ثروات بلاده لأمريكا كتعويضٍ عن الدعم الأمريكي طيلة سنوات الحرب. وبهذا الموقف طعن ترامب شركاءه وحلفاءه الأوربيين في الظهر، وأعلن الحرب عليهم؛ مما دفع الأوربيين إلى التشبث بأوكرانيا وزيلينسكي لتعويض شيء من خسائرهم، تلك الخسائر التي أوصلت بعض اقتصادات أوروبا إلى حافة الإفلاس.

حقيقة ما يجمع الأمريكي والأوروبي هو تحالف الضرورة وليس القواسم المشتركة كعادة قواعد التحالف من جغرافيا وتاريخ ومصير مشترك؛ فمشروع مارشال الأمريكي بعد الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية لإعمار أوروبا، كان يعني في حقيقته ومراميه السيطرة الأمريكية المُطلقة على أوروبا، وهذا ما تحقق بالفعل.

كان حريٌّ بترامب السعي إلى إغلاق الملفات المُلتهبة بدءًا من أوكرانيا وصولًا إلى إيران ومرورًا باليمن ولبنان وسوريا وغزة؛ فهذه الملفات كفيلة بتحقيق الريادة والصدارة له ولاقتصاد بلاده ودولاره؛ بل وكفيلة بتعطيل أو إبطاء التكتلات الاقتصادية الناشئة والتي تُهدد عرش بلاده وعملته بالأفول.

وكما حدث لأمريكا جراء تدخلها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي جنت منه التموضُع المُريح في الشرق الأوسط، وتجفيف النفوذ الأوروبي إلى حد كبير. أمريكا والعالم اليوم يعانون من غياب الزعامات والساسة الحقيقيين؛ فبغياب الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر يمكن القول بغياب آخر الزعماء وآخر الساسة الحقيقيين لأمريكا، فقد تعاقب عليها ثُلة من المُقامرين وضحايا وأتباع اللُوبيات الثلاثة المعروفة: السلاح والنفط والمال.

ما يحتاجه اليمن اليوم هو الهجوم عليه بالسلام، هذا السلام الذي سيجعل من اليمن واليمنيين ينهمكون في ثقافة السلام والإعمار إلى النخاع ولسنوات طويلة، أما خيار الحرب على اليمن، فسيُعيد اليمنيين واليمن- وكعهدهم التاريخي- مقبرةً للغُزاة، وجمهوريين صباحًا وملكيين في الليل.

قبل اللقاء.. إذا نفذت قوة الأرض، تبقى قوة السماء هي الفصل، فأمريكا تُريد والله فعّال لما يُريد.

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • صلاح مغاوري: استئناف إسرائيل عدوانها على غزة تحدٍ للقوانين والأعراف الدولية
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: نطالب بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية
  • «اللجنة الاستشارية» تختتم اجتماعاتها.. مناقشة تهيئة بيئة مناسبة لإجراء الانتخابات
  • وزير الخارجية: العدوان الإسرائيلى على غزة يعيد التوتر إلى المنطقة
  • جابر: لتضافر الجهود الدولية بشكل أفضل للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها
  • برلماني: استئناف إسرائيل الحرب على غزة تعطيل للجهود الدولية الداعمة للإعمار
  • برلماني: خرق إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار انتهاك صارخ للمواثيق الدولية
  • السيسي وأمير الكويت يشددان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين
  • الاحتلال الإسرائيلى يستأنف عمليات هدم منازل فى مخيم نور شمس بالضفة
  • السلام هو الحل لليمن