أستاذ «علوم سياسية»: إسرائيل أول تحديات «تحقيق الحل»
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
اعتبر د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن فكرة حل الدولتين واقعية وعملية لكن تبقى المشكلة أمام تطبيقها فى الجانب الإسرائيلى الذى يُعتبر أول التحديات أمام هذا الحل، حيث لا يوجد هناك صوت عاقل أو مشروع سلام أو تسوية، حسب تعبيره. وأكد «فهمى»، خلال حواره مع «الوطن» أن على العرب أن يرتبوا بدائلهم وخياراتهم المباشرة مع التركيز على فكرة الحل أياً كان شكله.
متى ظهرت فكرة «حل الدولتين»؟
- القضية ليست متعلقة بموضوع «حل الدولتين» أو تاريخه، وإنما القضية مرتبطة بالبحث عن حل للدولة الفلسطينية، وكان هناك اعتراف من اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى مطلع الستينيات بالاعتراف بشكل الدولة الواحدة، أو دولة ثنائية القومية، أو الدولتين أو الدولة القومية، وبالتالى هناك صيغ كثيرة، الدولة التعددية، الدولة الديمقراطية، الدولة الليبرالية.
ثم ظهر موضوع «حل الدولتين»، وتم الترويج له فى قرارات دولية، منها القرار 242، 338، والقرار 193، والقرار 194، ومبادرة الأرض مقابل السلام. والإقرار بفكرة بحل الدولتين بدأ مع مدريد، ومرّ بأوسلو، ثم تم تقسيمها إلى غزة أريحا أولاً، ثم إقامة الكيان الفلسطينى، وكانت هناك مناطق «أ، ب» التابعة للسلطة الفلسطينية، ومنطقة «ج» الخاضعة لإدارة مشتركة، لا تزال موجودة بصورة أو بأخرى.
ما تحديات تنفيذ «حل الدولتين»؟
- التحديات عديدة، أولها إسرائيل، ورفض إسرائيل لفكرة هذا السياق، ولا حديث مباشراً فى برامج الحكومات عن هذا الأمر، وحول قبول إسرائيل لفكرة حل الدولتين، ونتنياهو أنكر هذا، لكنه قال ذات مرة منذ 6 سنوات، إنه يقبل بفكرة حل الدولتين، ولكن دولة منزوعة السلاح، لا يوجد لها جيش أو شرطة أو أجهزة، وكافة الصلاحيات، وبالتالى اليمين الإسرائيلى المتطرف، والمشروع الصهيونى يرفض فكرة إقامة الدولة الفلسطينية بصورة أو بأخرى، وبالتالى لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن أن تقبل إسرائيل بصورة أو بأخرى بفكرة أو صياغة حل الدولتين، بما يمكن أن يخدم الجانب الفلسطينى أو الجانب العربى.
هل لا يزال حل الدولتين قابلاً للتنفيذ؟
- أعتقد أن هناك صعوبات كثيرة، فالأرض تهود والمساحة المخصصة للأراضى الفلسطينية تقل بصورة كبيرة، وما وراء منطقة الخط الفاصل أو الجدار العازل هى حدود الدولة الفلسطينية المقبلة.. وطبعاً هناك تغيرات إقليمية ودولية كثيرة، وبالتالى لا يمكن الوقوف أمامها بصورة أو بأخرى فى هذا التوقيت، ولكن ستبقى الفكرة مطروحة بالنسبة للأطراف الإقليمية والدولية، وبالنسبة للطرح العربى، وبالنسبة للأفكار الخاصة بالمبادرة العربية.
هل تنجح المطالبات والمحاولات الدولية الحالية فى الضغط من أجل تنفيذ حل الدولتين؟
- المطالبات شىء والواقع شىء آخر، فالواقعية السياسية تقتضى البحث عن حلول وخيارات أخرى، سواء كانت دولة واحدة، دولة ثنائية القومية، أو غير ذلك.. لكن فى كل الأحوال أعتقد أنه على العرب أن يرتبوا بدائلهم وخياراتهم المباشرة فى هذا الإطار مع التركيز على فكرة الحل، أياً كان شكل الحل، لكن طبعاً الحل المطلوب هو الدولة الفلسطينية الواحدة، من أجل تنفيذ هذا الأمر بما يرسخ فكرة كيان فلسطينى مستقل، وهو الأمر المهم فى هذا الإطار.
هل الولايات المتحدة ومعها الغرب صادقان فعلا فى انحيازهما لحل الدولتين؟
- الولايات المتحدة والدول الغربية تتمنى المقاربة، لكن لا توجد خطوات عملية، وإذا كان هناك خط عملى لهذا الأمر فهو يحتاج بطبيعة الحال إلى تحويل الأقوال إلى أفعال، وترتيب الأولويات والخيارات، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والإقرار بفكرة المقررات الدولية، والاعتبارات السياسية والاستراتيجية الموضوعة، وهناك كثير من الأمور المتعلقة بهذا.
هل «إسرائيل» قابلة للعيش بجوارها فى سلام؟
- المشروع الصهيونى القديم والجديد يرفض إقامة دولة إلى جواره، والطرح اليمينى المتطرف للكتل اليمينية المتطرفة، ترفض تماماً هذه الفكرة وتطرحها بعبارات وصيغ أخرى، سواء كان بالنسبة لعملية السلام أو لقبول الآخر، فالدولة فى إسرائيل هى دولة نقية دولة يهودية لا وجود فيها للأغيار، والأغيار هم عرب 48 الذين تطالب إسرائيل الآن بطردهم، ليقيموا كياناً فى صحراء النقب أو مناطق الجليل وما يجاورها، ويخرجوا من الدولة، والشىء الثانى وهو الأهم هو الارتباط بفكرة أن الدولة نقية طاهرة لا يوجد فيها أغيار.
حلول أخرى للقضية الفلسطينيةبالنسبة للحلول العملية الأخرى فأنا تكلمت فى صيغ كثيرة، وهى الدولة متعددة الأقطاب، أو الثنائية القومية، أو الدولة الواحدة، أو الدولة الديمقراطية أو الدولة الليبرالية، وكل هذه صيغ، لكن المهم الآن أن يعمل العرب على إقامة كيان فلسطينى واحد فى هذا الإطار، وبدون ذلك لا أعتقد أنه سيكون هناك أى خيارات، ولن تنفذ أى صيغ أخرى داعمة لفكرة السلام أو التسوية مع الجانب الإسرائيلى، وأنا فى تقديرى أن فكرة حل الدولتين هى فكرة مقبولة وعملية وواقعية، لكن المشكلة فى الجانب الآخر، مثل المبادرة العربية، فالمبادرة العربية لا تزال مطروحة، وتم طرحها فى القمة العربية الإسلامية مؤخراً، لكن لم تلقَ قبولاً من أى طرف، بمعنى أنك تدعو إلى أفكار، ولا يوجد فى إسرائيل صوت عاقل، ولا يوجد مشروع سلام أو تسوية، أو ما إلى ذلك، إذن نحن أمام واقع يتشكل وواقع غريب، وواقع يمكن البناء عليه فى مراحل معينة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل حل الدولتين فکرة حل الدولتین أو الدولة أعتقد أن لا یوجد فى هذا
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: السيطرة لـ ترامب وسط ضعف شديد للحزب الديمقراطي
أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعكس أي تغييرات جوهرية في شخصيته.
وأضاف "كمال"، خلال لقائه مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج "حديث القاهرة"، المذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، أن الخطاب الذي ألقاه ترامب في حفل التنصيب تطرق إلى نفس الملفات والقضايا التي تناولها أثناء حملته الانتخابية، مع الاستمرار في استخدام نفس اللهجة والأسلوب.
وتابع أن هذا يعكس ثبات ترامب على مواقفه والأفكار التي كان يروج لها قبل الانتخابات، وأنه لم يكن هناك أي تحول جذري في سياسته أو تصريحاته.
قدرة ترامب على التنفيذ من اليوم الأولوأشار إلى أن الرئيس ترامب، منذ اليوم الأول لتنصيبه، لديه قدرة أكبر على تنفيذ سياساته مقارنة بما كان عليه في ولايته الأولى.
وقال “كمال”، إن ترامب خلال السنوات الأربع الماضية كان يستعد ويتعلم من الأخطاء التي ارتكبها في ولايته الأولى، بالإضافة إلى أنه عمل على تشكيل فريق من المستشارين والاختصاصيين الذين يساعدونه في اتخاذ القرارات. وهذا ما جعله قادرًا على إصدار العديد من القرارات التنفيذية في الأيام الأولى من ولايته الجديدة.
شعار ولاية ترامب الجديدةوتابع أن الولاية الرئاسية الثانية لترامب ستكون قائمة على التنفيذ الفعلي لمشروعاته وأفكاره التي لم يتمكن من تنفيذها في ولايته الأولى.
وأشار إلى أن ترامب يركز بشكل كبير على تحقيق إنجازات ملموسة هذه المرة من خلال تنفيذ سياساته بشكل أسرع وأكثر فعالية، وأنه سيضع شعار "التنفيذ أولًا" كعنوان لفترة ولايته الجديدة.
سيطرة ترامب على السلطات الأمريكيةأكد كمال أن جميع السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الآن في يد دونالد ترامب.
وأضاف أن الحزب الديمقراطي يمر بحالة ضعف شديدة، ما يمكن ترامب من تنفيذ أفكاره وسياساته بشكل أسهل.
وأوضح أن الحزب الديمقراطي يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على قوته داخل النظام السياسي الأمريكي، مما يزيد من قدرة ترامب على تنفيذ مشروعاته السياسية والاقتصادية.
التضخم الأمريكي وتأثيره على صعود ترامبونوه بأن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى صعود ترامب إلى البيت الأبيض هو معدلات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة خلال الفترة السابقة.
واختتم بأن المواطن الأمريكي عانى من هذه المشكلة بشكل كبير، ما ساهم في زيادة الدعم لترامب الذي وعد بتحسين الوضع الاقتصادي وتخفيض معدلات التضخم.