وجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة الميلاد، متمنياً السلام للشرق.


وجاء فيها: "إلى إخوتي رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة وأبنائي وبناتي حيثما حلوا في أرجاء هذا الكرسي الرسولي، "هلموا بنا لنشاهد بيت لحم كيف فتحت عدنا، هلموا لنجتني محاسن الفردوس في مغارة، هناك بتول ولدت طفلا فسكن للحال ظمأ آدم.

"
 
بهذه الكلمات وبلسان ناظم التسابيح تدعونا الكنيسة المقدسة لنتأمل ميلاد المسيح. ميلاد المسيح هو ميلاد النور وميلاد الرجاء في مسلك حياتنا. ميلاده ميلاد إنسانيتنا التائقة إلى إكسير الخلود. ميلاده ميلاد الفرح المبدد ظلمة انشغالات الدنيا. 
 
في بيت لحم الفقيرة جاءنا الإله المغني. جاءنا من أم بتول طفلا ليطفئ ظمأ قلبنا وظمأ إنسانيتنا إلى الخالق. 
 
من مغارة في باطن الأرض شاء ساكن السموات وربها وسيد عليائها أن يطل على الإنسانية التي أحب. اتخذ بشريتها ليرفعها إلى علو ألوهته والتحف بضعفها ليسربلها جبروت قوته. اتشح البتول حشا طاهرا ليخلع من سماويته على ترابية الجبلة.
 
في بيت لحم من أعمال فلسطين، من جنوب القدس، من جوار الأردن ومن فيء أرز لبنان ومن جيرة دمشق ومن ربوع الشرق جاءنا "مشرق المشارق" المسيح الرب. جاءنا قبل ألفي عام وغرس إنجيله في آذان الرسل وفي آذان أجدادنا فملك في النفوس وتسيد عرش القلب واستوطن مذود النفس جاعلا من هذه الأرض المشرقية مذود بشارته. وهي التي اقتبلته طفلا في باطن مغارتها ومصلوبا على جلجلتها وقائما من قبر بستانها. 
 
هذا الشرق منا أكثر من أرض. هو هوية وكينونة وكيان. هذا الشرق جرن عمادنا في المسيح كمسيحيين أنطاكيين. إن نزيف هجرة المسيحيين من شرقهم لأشبه بنزيف حربة تنكأ، ومن جديد، جنب المسيح في جلجلة آلامه.
 
ونحن على مقربة من عيد الميلاد، ندنو إلى المغارة ونرنو إلى طفلها مودعين إياه حياتنا كلها وسائلين إياه، وهو رب الرحمة وإله كل تعزية، الرحمة لمن سبقنا إلى ملقى وجهه القدوس. نسأله السلام للشرق الحبيب الذي ضمه متأنسا من أجل خلاصنا. نسأله من أجل فلسطين وغزة النازفة المصلوبة على قارعة مصالح الأمم وعلى قارعة الصمت المدان تجاه ما حدث ويحدث فيها من قتل ممنهج. 
 
نسأله من أجل سوريا ولبنان ومن أجل سلام العالم كله. نسأله أن يسكن بجبروت صمته جبروت الحروب والصراعات ويزرع في القلوب بذرة رويته ونسيم سلامه. نسأله من أجل أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ أكثر من عقد من السنين وسط صمت دولي مستنكر ومستهجن وصلاتنا من أجل كل مخطوف يقاسي ثمن امتهان الإنسانية في سوق المصالح. 
 
أعادها الله عليكم جميعا أبنائنا في الوطن وفي الانتشار وعلى الناس أجمع أياما مباركة ملؤها اليمن والبركة من لدن طفل المغارة، أبي الأنوار وإله كل تعزية، آمين".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

القس منذر إسحق: المسيح ما زال تحت الأنقاض في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور القس منذر إسحق عميد كلية بيت لحم للكتاب المقدس، اليوم نحتفل بميلاد السيد المسيح، هنا في أرضنا فلسطين، وهنا في فلسطين نعيش في أقسى الظروف وأصعبها.

وأضاف “إسحق” خلال ما نشره عبر صفحته الرسمية عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك ، بأن بيت لحم محاصرة، و القدس جريحة،  وغزة تدمر، هذا العام نقول: المسيح ما زال تحت الأنقاض في غزة، ولكننا نأتي إلى هنا بالإيمان نتذكر اليوم أنه هنا، في هذه المدينة بالذات، صار الكلمة جسداً وصار واحداً منا.

وتابع: “وُلِد إنساناً ليتضامن معنا في معاناتنا، وُلِد بين من هم تحت الاحتلال، ليتضامن مع المظلومين والمقموع ، وُلِد في طفولته لاجئاً، ليتضامن مع المهجّرين والمنفيين، وُلِد في زمن قيصر وهيرودس، ليتكلم ضد كل ظالم وكل نظام لا يحترم قدسية الحياة”.

واستطرد “ إسحق” ، وبمولده فرح الملائكة وأعلنوا السلام في عالم لا يعرف إلا القتل والقمع والموت، ودخل عالمنا في زمن قيصر متغطرس وحاكم ظالم يقتل الكبار والصغار من أجل سلطته، ولا ننسى أنه في موته كان ضحية للمحتل والمتطرف.
وأكد “إسحق ” على أن السيد المسيح الثابت قام من بين الأموات، حاملاً بشرى الحياة وثقافة المحبة ورسالة  السلام،  إنه رب السلام فادي البشرية و مخلص الكون، إنه مخلص البشرية من الخطيئة، ومن قوة الخطيئة جاء ليخلصنا من أنانيتنا وجشعنا ورغباتنا وسعينا إلى السلطة والغطرسة.

واختتم الدكتور القس منذر إسحق عميد كلية بيت لحم للكتاب المقدس قائلاً: “ إنه يسوع، المولود في بيت لحم له نعطي الحب والعبادة ، واليوم ونحن نأتي إلى هذا المكان، نصلي أن يولد طفل عيد الميلاد من جديد في قلوبنا وبيوتنا وأرضنا، وأن يملأها بالسلام والعدالة والحرية”.
https://www.facebook.com/share/r/1CCeHef1hp/?mibextid=wwXIfr

مقالات مشابهة

  • البطريرك يوحنا العاشر يلتقي أعضاء جمعية الصخرة
  • البابا تواضروس يهنئ البطريرك يوحنا العاشر بعيد الميلاد ويؤكد تضامنه مع كنيسة أنطاكية
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة يحي قداس ميلاد المسيح
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: ميلاد المسيح هو أعظم رسالة رجاء للعالم
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • رسالة عيد الميلاد لمجلس الكنائس العالمي: "دعوة إلى حياة جديدة وأمل وسلام"
  • القس منذر إسحق: المسيح ما زال تحت الأنقاض في غزة
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: ميلاد المسيح أعظم رسالة رجاء للعالم
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: ميلاد المسيح أعظم رسالة للعالم