???? من أسباب انحسار التمرد في الخرطوم هو أنها لم تعد جاذبة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
مسار الحرب
الحديث عن الحرب قبل أحداث مدني المؤسفة كان تحت عنوان مسار الحرب في الخرطوم ليتبدل الي مسار الحرب في السودان و هذا هو العنوان الصحيح والواقعي
إذا كانت لديك أزمة فإن أولى خطوات الحل تكون بالاعتراف بها والتعامل معها بما تملك من أدوات وإمكانيات؛ وانا هنا اتحدث عن القوات المسلحة حديث العارفين لا تكهنات الجاهلين
هذه المؤسسة محاكمتها على حرب الخامس عشر من أبريل 2023م وإدارتها للمعركة وتكتيكاتها ستكون مؤكد في مصلحتها و سيحكم عليها التاريخ بالبراءة و في أول جلسة يعقدها المؤرخون .
مثلها مثل غيرها من التقديرات الآنية التي تقيس الظرف الماثل حسب التأثيرات و حالياً الغالبية تحاكم الإنقاذ بعين الرضى والبراءة بالمقارنة مع واقع الحرب الناس تانسو الأزمة الاقتصادية والسياسية وانسداد أفق الحل خلال حكم البشير لأنهم اشتاقو للأمن والسلامة والاستقرار مهما كان الوضع وقتها معلولا و قدر أخف من قدر
تقييمي للجيش وللمؤسسة العسكرية السودانية من زاوية الإمكانيات اقول هذا جيش لا يمكن أن ينهار او يسقط مهما كانت الأخطاء .. والأخطاء نوعان
الأول يتعلق بظرف الميدان والحالة النفسية :
القوة التي تدافع عن مدني من الناحية الشرقية منطقة كبرى حنتوب .. هذه قوة باردة .. بمعنى انها وخلال ثمانية أشهر من الحرب لم تطلق رصاصة واحدة دخلت المواجهة مع قوة محترفة لم تهدأ من الحركة وإطلاق النار لثمانية أشهر من القتال المقارنة هنا عدمية. و هذه تسمى لحظة الصدمة و الذي يمتص الصدمة ينتصر والذي غلبته الصدمة من المتوقع أن يتصرف على نحو فردي يهدم و يهزم الجماعة مثل ما حدث في كبري حنتوب
و الحديث عن الخيانه بعد ثمانية أشهر من الحرب حديث مفخخ تم التحضير له في نفس الغرف التي كانت تهتف أمام بوابة القيادة العامة للجيش ( معليش ما عندنا جيش)
الخطأ الثاني تكتيكي :
وابضا يتعلق بالعامل النفسي .. وهي الثقة الزائدة في القدرات والنفس بعد ثمانية أشهر من الحرب الصمود ونجاح خطة القيادة بتنفيذ تكتيك الاستنزاف وقطع العدو وعزله .. هذه الخطة نجحت في الخرطوم لدرجة فكر العدو في وسائل أخرى لانجاح الفزع وجمع المرتزقه و اللصوص وقطاع الطريق من كل مكان .. واحدة من أسباب انحسار التمرد في الخرطوم هو أن الخرطوم لم تعد جاذبة لأنها فارغة من والمسروقات لا جديد الا ان يبحث قادة مليشيا ال دقلو لمدينة أخرى يسيل لها لعاب الهمج فكانت مدينة مدني قلب الجزيرة
الخطأ التكتيكي للقيادة انها خلال ثمانية أشهر من الحرب لم تبني قوة تدخل سريع موازية للقوة المتمردة بمعنى أن القيادة انحصر أفق المواجهة عندها فقط في الخرطوم بمثل ما اختارت تكتيك الدفاع لا الهجوم
قوة التدخل السريع داخل الجيش المقصود بها سد ثغرات من الممكن أن يلجأ إليها العدو خارج ميدان القتال هذه القوة تتكون من الذين خاضو المعارك واستخدمو الرصاص ولديهم الثقة والثبات
قوة التدخل السريع التي من الممكن أن تتشكل سريعاً موجودة من المتطوعين المجاهدين وقدامي المحاربين من الجيش وهيئة العمليات ولدي الجيش كآفة الإمكانيات لتأسيسها لكن القيادة شاخت وهيئة أركان الجيش دخلت في دوامة حرب الخرطوم وليس لديها مخيلة ان تنتقل الحرب جنوباً الي الجزيرة
حالياً وعاجلا ما هو المطلوب
أولاً
لدي القيادة و هئية الاركان ثمان واربعين ساعة لتكوين قوة التدخل السريع .. لدينا أكثر من ألفي مقاتل ومن أفضل المحاربين حالياً في معسكرات الجيش بالخرطوم ولدينا أفضل سيارات الدفع الرباعي المزودة بالأسلحة و الذخيرة وتتميز على قوات اللصوص بعقيدة وطنية دينية خالصة وشباب لديهم الرغبة في الانتصار كبيرة سبق أن لقّنو اللصوص دروس غاية في الروعة وفن القتال
قوة التدخل السريع تستطيع وتحت غطاء الطيران الحربي ان تستلم المواجهات في اي مكان في السودان عزمت المليشيا و عصابات الهمج أن تنقل الفوضى اليه
ثانياً
على القيادة العامة للجيش ان تستخدم سلاح الطيران الحربي وتدمير كل مواقع تحصين المرتزقة في الخرطوم مهما كانت الكلفة في البنية التحتية وممتلكات الدولة والمواطنين.. التفوق عبر سلاح الطيران الحربي ميزة كبيرة للجيش وعنوان الدولة حتى اللحظة نقول ان الأداء ممتاز لكن يجب أن يتضاعف
ثالثاً
على قيادة الجيش أن تسند مهمة الناطق الرسمي باسم قوات المسلحة الي شخص آخر بخلاف السيد نبيل عبدالله المتواجد في ظروف الميدان وضعف شبكة الإنترنت والانشغال بمهام قتالية ومع احترامي للسيد نبيل عبدالله لكن تقييمي لطريقته في مخاطبة الرأي العام تقليدية لا تعبر عن حماس الواقع وجفاف منابر الإعلام المساند للجيش
نحتاج إلى ناطق رسمي فليكن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع صحفي آخر بقامة الاستاذ خالد الاعيسر هو يستطيع أن يشكل حضورا دايماً في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي في هذه الاثناء علينا أن نتعلم من العدو للضرورة .. مثلا العدو الإسسسسسرائيلي يخاطب الرأي العام بأكثر من نافذة خلال اليوم الواحد يخرج رئيس الوزراء ووزير الدفاع و القائد العام ولديهم ناطق رسمي متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي اسمه افيخاي وناطق رسمي آخر متخصص في القنوات الفضائية العالمية واخر باللغة العببببرية
هكذا تدار المعارك
اختم واقول
على القائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان ان يعمل على إعادة تشكيل هئية أركان الجيش وعاجلا والدفع بقيادات عسكرية من الشباب من الدفعات 40 وما فوق ومعذرة القادة الكبار نحترم تاريخهم ونشد على ايديهم لكن هذه المعركة لا تدار بالعقلية التقليدية القديمة
Osman Alatta
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
كيف صمدت مقار الجيش السوداني أمام حصار 21 شهرا؟
الخرطوم- في الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023، فرضت قوات الدعم السريع طوقا حربيا على عدد من مقرات الجيش بالعاصمة الخرطوم، لا سيما المواقع الإستراتيجية التي تمثل رمزية خاصة للجيش وجنوده.
ومن بين تلك المقار التي حوصرت على مدى 21 شهرا، يبرز مقر قيادة الجيش وسط العاصمة، ومقر سلاح الإشارة بمدينة الخرطوم بحري، ومقر سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، قبل أن يتمكن الجيش من كسر هذا الحصار قبل أسابيع قليلة.
وتضم القيادة العامة للجيش السوداني أركان القيادة البرية والبحرية والجوية، ومقرا للقائد العام للجيش، وآخر لهيئة الأركان يحيط بها -جنوبا- المطار الدولي، وجنوب شرق المطار الحربي، وشمالا مقر الفرقة السابعة، وغربا السوق العربي وجامعة الخرطوم.
وشهدت القيادة العامة شرارة الحرب الأولى حيث هاجمتها قوات الدعم السريع من كل الاتجاهات، لدرجة جعلت قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو "حميدتي" يصرح لوسائل الإعلام بأن جنوده داخلها "يحاصرون قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المختبئ تحت الأرض".
ويقول مصدر عسكري للجزيرة نت إن الدعم السريع نجح -خلال الأيام الثلاثة الأولى للحرب- في التوغل داخل القيادة العامة والسيطرة الجزئية على مقرها البري ونشر قناصين بداخله، قبل أن يتمكن الجيش -وبضربات خاطفة- من إخراج هذه القوات وتكبيدها خسائر فادحة.
وكاد حصار الدعم السريع للقيادة العامة للجيش يكون من المسافة صفر، وكان ثمة انتشار للقناصة في أماكن لا تبعد أكثر من 500 متر عن محيطها خاصة من الناحية الجنوبية والشرقية. وظل هذا الوضع قائما على مدى 21 شهرا وأدى إلى قطع الإمداد بالسلاح والعتاد والعنصر البشري والمواد الغذائية بالطرق البرية، مما اضطر قيادة الجيش إلى استخدام الطيران لإسقاط المؤن والمواد الطبية للجنود والقادة المحاصرين.
وفي تصريح للجزيرة نت، يقول ضابط برتبة رفيعة في الجيش كان من المحاصرين داخل القيادة العامة إن "مليشيا الدعم السريع نفذت أكثر من 20 هجمة على القيادة العامة استخدمت فيها المدرعات والدبابات، وجميعها باءت بالفشل". وأضاف أن معظمها كانت من الاتجاه الشمالي الشرقي والجنوبي لعدم وجود موانع تحد من اقتحام قواتها للقيادة العامة.
إعلانووفق الضابط الذي كان يشرف على إحدى المواجهات بمقر القيادة العامة، فإن قوات الدعم السريع لم تهاجم عبر الاتجاه الغربي نظرا لوجود السور الخرساني الذي يحد من عمليات الاقتحام، ويُرجع "فشلها" في إسقاط القيادة إلى عدة أسباب من بينها:
تدخل المدفعية والطيران بفعالية كبيرة منذ لحظة تجمع قوات الدعم السريع ومباغتتها قبل الهجوم. الخطة الدفاعية الجيدة التي انتهجها الجيش في الدفاع عن قيادته العامة. تماسك القوات المدافعة وإصرارها على القتال لرمزية هذه القيادة.واستمر وضع الجيش مدافعا عن القيادة العامة 21 شهرا قبل أن يتمكن من كسر الحصار عبر عمليات برية مكثفة من محور مدينة الخرطوم بحري، وصولا للقيادة من الناحية الشمالية، ومن ثم إنهاء الحصار كليا.
سلاح المدرعاتيُعتبر سلاح المدرعات من أبرز أسلحة الجيش السوداني ويعتمد عليه بشكل كبير في جميع مواجهاته، ويوجد جنوبي الخرطوم وسط عدة أحياء من بينها أحياء الشجرة واللاماب وجبرة.
وتمكنت قوات الدعم السريع من حصار هذا السلاح وعزله عن حاميات الجيش في الخرطوم وقطع خطط إمداده ثم مهاجمته. وحسب مصادر متعددة تحدثت للجزيرة نت تمكنت القوات، في أغسطس/آب 2023، من التوغل إلى عمق سلاح المدرعات وكادت أن تسيطر عليه كليا قبل أن يتمكن الجيش -وبإسناد من الطيران الحربي- من إخراجها من أسواره.
ويقول مالك يحي البروف أحد المقاتلين في سلاح المدرعات -للجزيرة نت- إن "مليشيا الدعم السريع عملت على حصار هذا السلاح منذ الوهلة الأولى للحرب، وإنهم مع بداية الحصار طوروا أسلوب استنزافها من خلال قنص أفرادها وآلياتها عبر بنادق القنص الكبيرة مع إصابة الأهداف بدقة عالية، مما أفقدها المناورة في الطرق الرئيسية والتفوق بالكثافة النيرانية من المدافع المحمولة في العربات القتالية".
ووفقا له، وطيلة 21 شهرا، شن الدعم السريع 180 هجوما على سلاح المدرعات بغرض السيطرة عليه، إلا أن كل محاولاته انتهت بالفشل وتكبيدها خسائر كبيرة، وأضاف "قتلنا عددا من قيادتهم الميدانية وكسرنا قوتهم الصلبة، تعرضنا في المدرعات للقصف بالمدافع والراجمات والهاون، وكانت المليشيا تطلق في اليوم الواحد أكثر من 500 قذيفة داخل صندوقنا القتالي".
ومؤخرا، نجح سلاح المدرعات في كسر الحصار والتقدم إلى وسط الخرطوم والسيطرة على كل مواقع الدعم السريع التي كانت تحاصرهم فيها، لا سيما من شماله وشرقه، حيث واصلت قوات المدرعات تقدمها إلى محيط السوق العربي وسط الخرطوم وباتت على مقربة من الالتحام مع قوات الجيش بالقيادة العامة وسط الخرطوم.
يُعتبر سلاح الإشارة من أسلحة الجيش الفنية ومقره مدينة الخرطوم بحري، ويربط بينه وقيادة الجيش جسر حديدي بمسافة كيلومترين اثنين. وقد تعرض لحصار دام 21 شهرا وكان متنفسه الوحيد الناحية الجنوبية حيث قيادة الجيش التي كانت تعاني الحصار نفسه.
إعلانوكان قناصة الدعم السريع ينتشرون على بعد أمتار من معسكر سلاح الإشارة خاصة المجمع السكني لضباط الشرطة الذي كان يبعد 500 متر عن السلاح، واستخدمت القوات مكانا فيه للقنص.
ويقول عباس مصطفى وهو ضابط بسلاح الإشارة -للجزيرة نت- إن هذا السلاح تمكن من حماية دفاعاته طوال 21 شهرا رغم أن ما وصفهم بمليشيا الدعم السريع تمكنوا من الانتشار في 3 اتجاهات منه شرقا وغربا وجنوبا.
وأضاف أن السلاح صمد في وجه الحصار "بل تمكنا من هزيمة المليشيا المتمردة وكبدناها خسائر في الأرواح فضلا عن سيطرتنا على أسلحة منهم بينها سيارات قتالية وأخرى ثقيلة مثل المدافع والرشاشات التي ساهمت في تقوية دفاعات سلاح الإشارة".
وحسب مصطفى، فإن الدعم السريع وبعد هزيمته في المواجهات المباشرة، لجأ إلى خيار القصف المكثف على سلاح الإشارة حيث كان يطلق في اليوم الواحد بين 800 و900 قذيفة على مقره بكثافة غير معهودة، وأوضح أن معظم القصف كان من الناحية الشرقية والشمالية الشرقية لاسيما بمدافع الهاون.
وقال إن القصف ألحق خسائر بسلاح الإشارة عكس المواجهات المباشرة وإن هذا السلاح تعرض لـ37 هجمة منظمة بغرض إسقاطه والسيطرة عليه "ولكن جميعها باءت بالفشل كما أن وتيرة الهجمات تراجعت مؤخرا بفضل صمودهم".
ووفقا له، فإن الطيران المسيّر التابع للجيش لعب عاملا حاسما في "دك هجمات الدعم السريع وتشتيتها ". وأشار إلى أن قوات الأمن والمخابرات الوطنية لعبت دورا مهما في إسناد سلاح الإشارة لوجود مكاتب لها تتبع دفاعه، فضلا عن امتلاكها أسلحة في مخازن -خاصة بداية الحرب- ساهمت في إجهاض محاولات إسقاط سلاح الإشارة.
ومؤخرا نجح الجيش في فك الحصار عن سلاح الإشارة بالتزامن مع فك الحصار عن مقر قيادته بعد عملية برية انطلقت من أقصى مدينة الخرطوم بحري.