عربي21:
2025-03-16@16:09:08 GMT

هل سيتمكن الأمريكيون وتحالفهم الدولي من ردع الحوثيين؟

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

هل سيتمكن الأمريكيون وتحالفهم الدولي من ردع الحوثيين؟

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن سعي الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف لتنفيذ عملية عسكرية ضد الحوثيين في البحر الأحمر، العامل الذي يُهدّد التجارة العالمية بأكملها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن واشنطن أعلنت حربًا جديدة على بُعد آلاف الكيلومترات من حدودها من المستبعد تحقيق النصر فيها.

لقد أطلقت الولايات المتحدة عملية حارس الازدهار ضد حركة أنصار الله اليمنية، التي تسيطر على شمال اليمن. ويرجع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هذا القرار إلى تصرفات الحوثيين التي تهدد التدفق الحر للتجارة وتُعرّض البحارة الأبرياء للخطر وتنتهك القانون الدولي.

وذكرت الصحيفة أن الحوثيين عثروا على طريقة مبتكرة لمعاقبة إسرائيل على عمليتها في قطاع غزة تتمثل في إعلان جميع السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر إلى الموانئ الإسرائيلية هدفهم القانوني، وتدمير العديد منها بل والاستيلاء على واحدة.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الروسي ليونيد إيساييف أن "الحوثيين يمثّلون القوة الوحيدة التي تثبت فعلًا رفضها للسياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، العامل الذي يعزز نظرة المسلمين إليهم. وتشير العمليات العسكرية التي ينفذها الحوثيون  ضد خصومهم إلى أن الحركة قوية. وهذا مهم في سياق المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب في اليمن بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية".


أشارت الصحيفة إلى أن هجمات الحوثيين تسببت في أضرار اقتصادية جسيمة ليس فقط لإسرائيل، وذلك رغم تصريح الحوثيون بأنهم لن يهاجموا غير السفن المتجهة إلى موانئ إسرائيل. قامت أربع من أكبر خمس شركات لشحن الحاويات، وهي ميرسك سيلاند، وهاباج لويد، وسي إم إيه، و سي جي أم، وإيفرجرين البحرية، بتعليق عملياتها مؤقتًا في جميع أنحاء البحر الأحمر وإلى موانئ مصر والأردن والسودان والسعودية، كما انضمت شركة بريتيش بتروليوم إلى حركة رفض الشحن في المنطقة. ونظرًا لتدفق جزء كبير من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس، خلق الحوثيون تهديدًا للتجارة العالمية بأكملها.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة اعتبرت نفسها مؤهّلة للدفاع عن هذه التجارة وعقدت تحالفًا من الدول التي يتعين عليها "استعادة الأمن في البحر الأحمر ومنع الأعمال العدوانية من قبل الحوثيين". وبالإضافة إلى الأمريكيين، ضم التحالف الكنديين والإيطاليين والبريطانيين والفرنسيين والإسبان والهولنديين والبحرينيين وحتى النرويجيين والمقيمين في سيشيل.

هل سيتمكن الأمريكيون وتحالفهم المشكل حديثًا من هزيمة الحوثيين؟
حسب المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية إيلينا سوبونينا "يمكن لهذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تخفيض عدد هجمات الحوثيين بشكل كبير، لكنه لن يكون قادرًا على ضمان سلامة الشحن بشكل كامل". وأشارت سوبونينا إلى أن الحوثيين ليسوا تجسيدًا جديدًا للقراصنة الصوماليين، الذين كان من الممكن حماية السفن المدنية منهم عن طريق إغراق القوارب التي كان على متنها قطاع الطرق، بل على العكس من ذلك تعد حركة عسكرية قوية ومتماسكة مسلحة بالصواريخ والطائرات دون طيار ووسائل أخرى لإغراق الأهداف البحرية المدنية والعسكرية.

ذكر ليونيد إيساييف: "رد اليمن بالفعل على هذا البيان، وأعلن ممثلو الحوثيين أن التحالف لن يرهبهم مؤكدين امتلاكهم جميع العتاد اللازم للرد المناسب على أي أعمال موجهة ضدهم وضد اليمن. وهذه ليست مجرد خدعة، بل كلمات خلفها إدراك حقيقي لمواردهم وقدراتهم".

وأضافت سوبونينا أن سفن التحالف التي ستكون في البحر الأحمر تمثّل أهدافًا للصواريخ اليمنية، مما يلغي إمكانية مخاطرة الأمريكيين بإجراء عملية برية ضدهم، لذلك "من الصعب عمومًا التعامل مع أي جماعات مسلحة في اليمن، نظرًا للتقاليد العسكرية اليمنية والتضاريس".

وأوردت الصحيفة أنه في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أنشأت السعودية تحالفًا كبيرًا للحرب ضد الحوثيين واستثمرت عشرات ومئات المليارات من الدولارات في هذه الحرب، وجلبت مرتزقة من إفريقيا والشرق الأوسط، وأشركت الجماعات الإرهابية في العملية في اليمن. ومع ذلك، لم تستطع هزيمة الحوثيين وأجبرت على إجراء مفاوضات سلمية معهم.

وأضاف إيساييف "لإيقاف الحوثيين، هناك حاجة إلى عملية حقيقية وموحدة جديدة من طرف الأمريكيين والسعوديين وحلفائهم. لكن من الصعب تخيّل هذه العملية على خلفية الأزمة القائمة في أوكرانيا وغزة".


أوضحت الصحيفة أن هذا التحالف لم يشمل المصريين والأردنيين الذين يعانون من الإجراءات اليمنية، ولا قادة المنطقة، السعوديين. وباستثناء البحرين لا يشمل التحالف دولة شرق أوسطية واحدة. ويرجع ذلك جزئيا إلى فهم عدم جدوى مثل هذه الفكرة والخوف من رد الفعل العنيف من الحوثيين. كما أن معارضة الحوثيين تعني في هذا الوضع معارضة مطالبهم بتحرير قطاع غزة وعدم مساندة القضية الفلسطينية بحد ذاتها، وهو أمر لا يوجد أي دولة مستعدة  لمواجهته بما في ذلك القيادة الرسمية لليمن، التي لم تدعم العملية الأمريكية ضد الحوثيين.

وأوردت الصحيفة أن جميع اللاعبين في الشرق الأوسط يُدركون أن الدافع الحقيقي للأمريكيين ليس القتال ضد الحوثيّين بل محاولة تنظيم حرب ضد إيران، لا سيما بعد إلقاء واشنطن باللوم على طهران في زعزعة استقرار البحر الأحمر. وتجدر الإشارة إلى أن الدعم الأمريكي للإسرائيليين والدعم الإيراني للفلسطينيين قلّص آمال تعاون الدول العربية مع الولايات المتحدة ضد إيران، مع العلم أن السعوديّة في مرحلة تطبيع العلاقات مع إيران، التي بدأت بوساطة صينية ولن تعيق ذلك بالمشاركة في هجوم على وكلاء إيران.

ووفقًا لسوبونينا فإن "تصرّفات التحالف الأمريكي يمكن أن تقوض التحسن الناشئ في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران. وعلى عكس الصين التي سعت الى المصالحة بين مختلف القوى والدول، تهدد تصرفات الولايات المتحدة بخطر اندلاع حرب كبيرة في الشرق الأوسط تخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وإسرائيل فقط".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحوثيين غزة التحالف التحالف امريكا غزة البحر الاحمر الحوثي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة البحر الأحمر الصحیفة أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن

أكد الناطق باسم جماعة الحوثيين اليمنية، محمد عبد السلام، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت اليمن تمثل "عدوانًا سافرًا" على دولة مستقلة، مشددًا على أن هذه الهجمات تأتي في سياق "تشجيع كيان العدو الإسرائيلي على مواصلة حصاره الجائر على غزة".

وفي تصريحاته، نفى عبد السلام المزاعم الأمريكية حول تهديد الحوثيين للملاحة الدولية في مضيق باب المندب، معتبرًا أن هذه الادعاءات "تضليل للرأي العام الدولي". وأوضح أن الحظر البحري الذي أعلنت عنه الجماعة هو "إجراء تضامني مع غزة"، مشيرًا إلى أنه "يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية"، حتى يتم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وأضاف المتحدث باسم الحوثيين أن قرار الحظر جاء بعد منح الوسطاء مهلة أربعة أيام، مؤكداً أن "الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستظل آمنة من جهة اليمن". 

الجيش الأمريكي: أطلقنا عملية واسعة النطاق في اليمن ضد الحوثيينعضو بإدارة ترامب يكشف تفاصيل الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمنحماس والجهاد الإسلامي تدينان العدوان الأمريكي البريطاني على اليمنترامب: أصدرت أوامر بشن عملية عسكرية حاسمة ضد الحوثيين في اليمنضربات عسكرية أمريكية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون في اليمنترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمنعسكرة البحر الأحمر

واتهم عبد السلام الولايات المتحدة بمحاولة "عسكرة البحر الأحمر"، معتبرًا أن الغارات الأمريكية تمثل "التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة".

في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، أنه أصدر أوامر بشن عمليات عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن.

 وأكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على الهجمات التي تستهدف حركة الشحن في البحر الأحمر، قائلاً: "سنستخدم قوة ساحقة وقاتلة لتحقيق أهدافنا"، مشيرًا إلى أن "الحوثيين تسببوا في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مما أثر سلبًا على التجارة الدولية، وانتهك مبدأ حرية الملاحة الذي تعتمد عليه الاقتصادات العالمية".

ويأتي هذا التصعيد على خلفية إعلان الحوثيين عن عزمهم استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، بعد تعليقها في أعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي.

مقالات مشابهة

  • مسئول عسكري أمريكي: الضربات ضد الحوثيين استغرقت وقتًا للتنظيم
  • مباحثات أمريكية روسية بشأن الضربات على الحوثيين
  • ترامب يعلن قصف «الحوثيين» ويتعهد باستخدام «قوة ساحقة»
  • بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن
  • إعلام أمريكي: الولايات المتحدة تبدأ تنفيذ ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • ترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
  • تعرف على طرق تخفى مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الإعلان عن مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • معهد أبحاث صهيوني : الإجراءات التي اتخذها التحالف الدولي لم تنجح في ردع اليمنيين