«بوليتيكو»: الرئيس الفرنسي يواجه أزمة بسبب قانون الهجرة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
حقق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انتصارا باهظ الثمن، يوم الثلاثاء الماضي، بعد تمرير مشروع قانون الهجرة في تصويت كشف وجود حالة من الانقسام ضمن ائتلافه البرلماني، بحسب ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
ويفرض مشروع القانون سلسلة من الإجراءات التي انتقدها اليسار بشدة استرضاء لرئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان، بينما يزعم الحزب اليميني المتطرف أن حكومة ماكرون تسعي لاستبعاد الأجانب من مزايا الرعاية الاجتماعية للدولة.
وبموجب مشروع القانون ستصبح الآن مزايا الضمان الاجتماعي للأجانب مشروطة بالإقامة في فرنسا لمدة خمس سنوات على الأقل، أو ٣٠ شهرا لأولئك الذين لديهم وظائف، وذلك يتفق مع ما روج له حزب الجبهة الوطنية خلال حملته الانتخابية.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن حزب الجبهة الوطنية، يوم الثلاثاء الماضي، أنه سيصوت لصالح النسخة الأخيرة من مشروع قانون الحكومة بشأن الهجرة، مما أحرج كبار القادة في حزب ماكرون، الذي اضطر للاختيار بين تمرير مشروع القانون بدعم من اليمين المتطرف أو صرف النظر عن مشروع القانون.
وتمكنت الحكومة من تمرير القانون بفضل تعهد في اللحظة الأخيرة بعدم سن التشريع إذا لم يحصل على الدعم الكافي بدون اليمين المتطرف.
وصوت ٣٤٩ نائبا، من بينهم نواب من الائتلاف الوسطي بزعامة ماكرون والمحافظون و٨٨ نائبا من حزب الجبهة الوطنية، في نهاية المطاف، يوم الثلاثاء الماضي، لصالح مشروع القانون، بينما عارضه ١٨٦. في حين أن ذلك قد يبدو أغلبية مريحة، فإن ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان من ائتلاف ماكرون امتنعوا عن التصويت أو صوتوا ضد مشروع القانون.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، بعد التصويت، "كانت هناك لحظات من الصعوبة الكبيرة، لكن اليوم يمكننا أن نكون مقتنعين بأن غالبية النواب صوتوا بوضوح لصالح إجراءات قوية للغاية".
ولكن، قالت الصحيفة إن الحكومة تواجه الآن ائتلافا محطما في البرلمان. وتسببت الخلافات والتسويات في انقسام كبير بين حلفاء ماكرون، حيث صوت ٢٧ نائبا ينتمون إلى ائتلافه الوسطي ضد النسخة الأخيرة من التشريع.
وأشارت الصحيفة إلي وجود تكهنات بأن يجري ماكرون قريبا تعديلا وزاريا بما في ذلك تغيير رئيس الوزراء لإعادة تنشيط حكومته.
وكانت هناك نقطة خلاف، يوم الثلاثاء الماضي، هي ما إذا كانت الحكومة بحاجة إلى أصوات حزب الجبهة الوطنية لتمرير مشروع القانون في البرلمان. وخلال اجتماع طارئ في قصر الإليزيه قبل التصويت، حذر ماكرون حزبه من أنه إذا فشل في الحصول على أغلبية الأصوات بدون اليمين المتطرف، فإنه سيرفض سن التشريع. وكانت هذه الخطوة تهدف إلى إظهار عدم وجود تفاهم أو مفاوضات ضمنية بين حزب ماكرون ومنافسه حزب الجبهة الوطنية.
وقال السياسي من أقصى اليسار جان لوك ميلونشون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "إنه انتصار مقزز،" مضيفا: "بدون ٨٨ صوتا من حزب الجبهة الوطنية، كانت ستحصل الحكومة علي أصوات أقل من الأغلبية المطلقة. وهذا يظهر محور سياسي جديد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون مارين لوبان جيرالد دارمانان یوم الثلاثاء الماضی مشروع القانون
إقرأ أيضاً:
الجبهة الوطنية: زيارة ماكرون لمدينة العريش رسالة إنسانية وأخلاقية توجه أنظار العالم تجاه غزة
أكد حزب الجبهة الوطنية أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمثل نافذة ورسالة إنسانية وأخلاقية توجه أنظار العالم تجاه قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تحمل عدة رسائل تتعلق بدور مصر المحوري في إدارة الأزمات الإقليمية، ورفض التهجير وتقديم الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين.
وثمن الحزب في بيان اليوم الثلاثاء زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر، بكل ما شهدتها الزيارة من تفاصيل ومواقف وجولات وردود أفعال تعكس عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وحرص الجانبان على تطوير التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية، فضلًا عن التعاون الثقافي والحضاري الممتد بين الشعبين المصري والفرنسي، والمنعكس في تعدد أوجه التشابه في تفاصيل الحياة والزيادة في المشروعات الثقافية والتعليمية التي تتم برعاية فرنسية في مصر.
وأشاد بالتفاهمات التي شهدتها الزيارة بشأن دفع عجلة التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا في مجالات حيوية، أهمها على الإطلاق التمكين في صناعات النقل والطاقة والبنية التحتية، والتعليم والصحة، بما يسهم في دعم خطط التنمية الشاملة التي تنفذها مصر وتسير بها في خطى متسارعة نحو تحقيق حلم الجمهورية الجديدة، والتي تبلورت ملامحها بقيادة الرئيس السيسي.
وأكد الحزب أن الشراكة المصرية الفرنسية تُعد نموذجًا للتعاون الدولي القائم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، والنهج الذي تتبعه مصر في انفتاحها على كل الدول لتعويض ما فاتها والعودة إلى مكانتها الدولية المؤثرة.
وشدد على دعمه لكل جهد دبلوماسي واقتصادي من شأنه تعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا، وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستثمار، بما يحقق تطلعات الشعب المصري نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
من جانبه قال مساعد أمين العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن هيثم عمران إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي لمدينة العريش تحمل دلالات سياسية وإنسانية عميقة خاصة في ظل التصعيد المستمر على قطاع غزة، وتحول العريش إلى نقطة محورية في الجزء الإنساني الدولي لإغاثة المدنيين الفلسطينيين.
وقال عمران - في مداخلة هاتفية لقناة (إكسترا نيوز) - "إن من أبرز دلالات هذه الزيارة هو الاعتراف بدور مصر المحوري وتقدير الدور المصري في تنسيق الدور الفاعل في تنسيق إيصال المساعدات إلى القطاع"، لافتا إلى أن مدينة العريش تعد مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لإدخال المساعدات.
وأضاف أن زيارة الرئيس الفرنسي لمدينة العريش بمثابة محاولة فرنسية للدخول على خط الأزمة الإنسانية، حيث تسعى فرنسا من خلال الزيارة على تأكيد حضورها في الجانب الإنساني، وظهور حكومة أوروبية تسعى لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين، وهي رسالة مزدوجة تحمل التضامن الإنساني والسعي للعب دور دبلوماسي أكثر توازنًا في دعم الملف الفلسطيني.
وأوضح أن الزيارة قد تحمل في طياتها رسالة غير مباشرة إلى إسرائيل بضرورة احترام القوانين الدولية والإنسانية ووقف استهداف المعابر أو تعطيل دخول المساعدات خاصة بعد استهداف الشاحنات ومراكز الإغاثة على الحدود، ومحاولة للضغط على إسرائيل عبر البوابة الإنسانية.
وأكد أن زيارة الرئيسين المصري والفرنسي لمدينة العريش تمثل الدعم السياسي للدور المصري في غزة، وتعزيز المكانة المصرية كقناة أساسية لإيجاد حل إنساني أو تفاوضي للأزمة، وبمثابة إضفاء شرعية دولية على التحرك المصري المتواجد في الملف الفلسطيني.
وتابع أن القمة الثلاثية بين مصر والأردن وفرنسا، لا يمكن أن تحدث وحدها اختراقا جذريا أو توقفا للحرب بشكل مباشر، إنما تحمل فرصا واقعية لإحداث حلحلة سياسية علي مسار الحرب من خلال عدة محاور، منها تحريك الجهود الدبلوماسية على مصر.
ونوه بأن زيارة ماكرون تدعم الوساطة المصرية السياسية لدفع الأطراف المعنية خاصة إسرائيل للتعاطي بجدية أكبر مع المقترحات المطروحة للتهدئة، كما قد تعمل فرنسا على بلورة مبادرة أوروبية عربية لوقف إطلاق النار تتضمن عناصر إنسانية مثل: إدخال المساعدات وفتح المعابر وضبط التصعيد لتهدئة طويلة الأمد.
اقرأ أيضاًأمين تنظيم الجبهة الوطنية بالبحر الأحمر: ما شهدته ميادين مصر اليوم دليل على التفاف الشعب حول قيادته
«الدالي» أمينًا للجيزة.. حزب الجبهة الوطنية يعلن أمناء محافظات جدد