رغم كل ما يقال عن طوفان الأقصى الذى نفذته حماس منفردة واقتحمت فيه مستعمرات إسرائيل وقتلت وأسرت جنودًا ومدنيين بينهم أطفال ومسنون، وأنه وضع القضية على الطريق وجعل العالم يعيد تفكيره فى حل الدولتين الخ، إلا أنه مازال فى كفة الميزان غير راجح ولم يحقق أى هدف من وجهة نظرى بل بالعكس وضع الطوفان المنطقة كلها فى حالة حرب وخلق أزمة بلا لازمة، فغزة كمدينة أصبحت خرابا وركاما واستشهد حتى الآن 20 ألف برئ بينهم أطفال ونساء وجميعهم مدنيون عزل، ناهيك عن أن جنود الاحتلال أصبحوا بداخلها وغيرها من المدن الفلسطينية التى كانت تعيش وتعمل بصورة طبيعية، فضلا عن خسائر حزب الله فى جنوب لبنان وقرصنة الحوثيين فى باب المندب الذى أصبح يمثل خطرًا داهمًا على قناة السويس وأثره يمتد لمعظم دول العالم.
حقق طوفان الأقصى كل هذه الخسائر فى المنطقة العربية مع كل مشاكلها الاقتصادية التى تربك المشهد وأضافت لمشاكلنا معضلة كنا فى غنى عنها.
الطوفان لم يحقق حتى الآن فى رأيى إلا الخراب وحتى فكرة طرح القضية ووضعها على مائدة المفاوضات، حتى تلك كان يمكن تنفيذها بالمظاهرات والمناشدات والدبلوماسية العربية.
صحيح أن إسرائيل الآن فى موضع المدان عالميًا ومتهمة بالوحشية والبربرية ولكن كل ذلك لن يؤثر فيها ولن يحاسبها أحد على جرائمها الإنسانية، لأن أمريكا معها تساعدها وتدعمها وتشد من أزرها.
الطوفان حتى الآن خاسر وأمله الوحيد ليس فى وقف القتال لأن هذه لن تعيد غزة لما قبل 7 أكتوبر ولن تبنى ما سقط وتحول لتراب ولن تحيى من مات وارتقى.
فإسرائيل أسرت الآلاف منذ ذلك التاريخ بالإضافة إلى من هو أسير بالفعل فى سجونها، ومهما بادلت مع حماس أسيرًا لها مقابل ثلاثة من فلسطين فستبقى سجون إسرائيل مليئة بالأسرى.
الشىء الوحيد الذى يرجح كفة حماس بالميزان هو تنفيذ حل الدولتين على الأرض، وإجبار العدو على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، لو تحقق ذلك فعليا فيحق لحماس أن تباهى وتفتخر بل وتحتفل بالطوفان.
أما نغمة أن العدو لم يحقق أهدافه ولم ينل من حماس ولم يغتل قياداتها فهذا كلام للاستهلاك المحلى ولا يقنع أحدًا على أرض الواقع، نحن نعيش حالة حرب فى المنطقة بسبب هذا الطوفان وكل التنبؤات تشير إلى أن إسرائيل مازالت تقتل الأبرياء وتهدم المدن التى ستحتاج لمليارات وسنوات حتى تعود لسابق صورتها.
وطبعا الشهداء فى الجنة.. الأطفال والمدنيون الأبرياء عند الله بلا ذنب ولا جريرة لمجرد أن حماس أرادت ذلك منفردة فى مغامرة غير محسوبة.
الطوفان وضع المنطقة كلها فى حالة احتقان وتوتر وارتباك اقتصادى وكأنه كان ينقصنا بجانب تداعيات كورونا وأوكرانيا.
الطوفان حتى الآن لم يضف إلا الخراب ودم الأبرياء العزل وتمركز أساطين العدو فى البحرين الأبيض والأحمر، وما كنا نشكو من شحه ونقصه، أصبحنا نتمنى وجوده بالشح والنقص، والغلاء.
الخلاصة أن حل الدولتين لن يتم من وجهة نظرى، لأن الجبهات الفلسطينية المنقسمة لن تسير فى طريق الحل ولن توفر له المناخ المناسب، وسنرى كما سبق ورأينا أن فصيلا يعرقل جهد الفصيل الآخر وكأنهم جميعا اتفقوا على بقاء الوضع كما هو عليه، وما تاريخ الفرص الضائعة إلا سجلًا مفتوحًا لكل من يبحث عن دليل وبرهان مفاده أن هناك اتفاقًا على عدم الاتفاق على أى حل مهما حدث، وأن القضية بوضعها المخزى، هى أفضل حل للمتنافسين على السلطة والمنقسمين عليها، والمستفيدين من نارها، أما شعب فلسطين فهو الشهيد الذى تحت الطلب دائما.
ويا مسهل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى أطفال ومسنون حتى الآن
إقرأ أيضاً:
الأردن: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة في محاولة للتطهير العرقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أوضح وزير الخارجية الأردني ونائب رئيس الوزراء، أيمن الصفدي، يوم الخميس، أن المساعدات الإنسانية تعرقل بشكل كامل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مما يؤدي إلى معاناة إنسانية شديدة في قطاع غزة ويعكس سياسة تسعى إلى تهجير السكان قسريًا.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
أكد الصفدي أن الظروف في شمال القطاع أصبحت كارثية، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والماء وغياب الأدوية الضرورية، مشيرًا إلى أن الوضع يمثل مثالًا صارخًا على انتهاك حقوق الإنسان.
ولفت إلى أن السياسات الإسرائيلية في غزة تتمثل في تدمير ممنهج للبنية التحتية ومنع إدخال المساعدات، مما يؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
ناقش الجانبان الجهود الدولية الرامية إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، مع التأكيد على أهمية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، كما شددوا على ضرورة العمل الفوري لإيقاف التصعيد المتزايد في الضفة الغربية الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
تناولت المحادثات أيضًا المساعي الدولية لحل الصراع السوري، مع الإشارة إلى تراجع كبير في الدعم المقدم للاجئين، مما يزيد من التحديات الإنسانية والسياسية في الأزمة المستمرة.
وأكد الصفدي أن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تتميز بعمق استراتيجي وتعاون وثيق انعكس إيجابيًا على العديد من المبادرات المشتركة.
هذه الزيارة جاءت كجزء من جولة بوريل الختامية في موقعه الحالي قبل مغادرته منصبه الشهر المقبل، حيث شدد الطرفان على أهمية الحفاظ على الحوار البناء للتعامل مع الأزمات الإقليمية المستمرة وضمان السلام في المنطقة.