بعد ١٢ عامًا من المراوغة المستمرة من الجانب الأثيوبى حول سد النهضة المشئوم، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن فشل المفاوضات التى بدأت منذ أيام وبعد انتهاء الملء الرابع.
تلك المفاوضات الغريبة فى توقيتها والغريبة فى قبولها من الجانب المصرى بعد كل هذه السنوات التى استنفدت فيها مصر كل الطرق المتاحة للتفاوض فى ملف سد النهضة حتى اللحظة مصر لم تحقق خطوة واحدة تحفظ بها حقوقها المائية فى النيل الأزرق.
قد يكون تأثير هذا السد حتى الآن غير ملحوظ بسبب بحيرة السد العالى وارتفاع مستوى الفيضان فى السنوات الأخيرة، ولكن الخطورة الحقيقية أن هذا السد عبارة عن محبس تم تركيبه على النيل الأزرق وأصبح فى يد أثيوبيا ومن ورائها إسرائيل، ودول أخرى لا تريد لمصر الخير.
وهنا بيت القصيد، ماذا لو قررت أثيوبيا ومَن وراءها تعطيش مصر أو على الأقل الضغط علينا لتسوية ملفات ترفضها مصر مثل تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وغيرها من الملفات الأخرى؟
فى حقيقة الأمر نحن الآن فى مرحلة تخدير وثبات عميق تجاه قضية وجودية، والآن بعد إعلان فشل المفاوضات بشكل نهائى وتلاعب أثيوبيا، واتهام مصر فى كل مرة بأنها سبب الفشل وعدم التوصل لاتفاق، واستمرار هذا النهج العقيم، هل سيبقى اتفاق المبادئ كما هو لا تتمسك به سوى مصر حتى السودان الطرف الثالث فيه لا يعنيه الأمر؟
اتفاق المبادئ الذى وقعته مصر والسودان وأثيوبيا لحسن الحظ لم يعرض على البرلمان لإقراره ومن السهل تمزيقه وإلقاؤه فى وجه تلك الدولة التى تجرأت على مقدرات الشعب المصرى، وبعدها نعلن بشكل واضح تمسكنا بحصتنا من مياه النيل الأزرق ونسلك الطرق القانونية الدولية.
اذا كان ضرب هذا السد ونسفه أصبح من المحال فإن الحفاظ على حصتنا وانتزاعها ممكن ومن خلال القانون الدولى وإظهار العين الحمراء لأثيوبيا، المهم ألا نصبح تحت رحمة غيرنا فى أخذ حقوقنا المائية الثابتة.
إن السكوت والاكتفاء فقط بالإعلان عن فشل المفاوضات مع الاحتفاظ بحقنا وانتظار الملء تلو الآخر لا يكفى. الدولة الأثيوبية دولة معادية وأظهرت وجهها القبيح والمراوغ وحان وقت التأديب بكل الطرق المتاحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجانب الاثيوبي سد النهضة وزارة الخارجية المصرية
إقرأ أيضاً:
نازحون في ولاية النيل الأبيض يواجهون رمضان وسط ظروف معيشية صعبة
وتقول مفوضية العون الإنساني إن الأزمة أكبر من إمكانات الولاية، لكن الذي يشعر بالجوع لا يقوى على فهم لغة البيانات الرسمية.
تقرير: الطاهر المرضي
الصادق البديري9/3/2025