زار ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، الشرق الأوسط الأسبوع الحالي للحث على وقف إطلاق نار مستدام ومزيد من الهدن الإنسانية في غزة.

وفي محادثاته مع قيادات في الأردن ومصر، وهما بلدان مجاوران أساسيان، عزز الجهود المبذولة لتأمين الإفراج عن الرهائن، وزيادة المساعدات لقطاع غزة.

في الأردن، اجتمع وزير الخارجية البريطاني مع نظيره الأردني د.

أيمن الصفدي وزار الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي أصبحت محور تركيز الدعم الإنساني الأردني لقطاع غزة.

وفي مصر، التقى كاميرون بالرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، حيث شكرهما على شراكتهما وتعاون مصر، الذي كان حيويًا لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

واطلع  بنفسه على أثر المساعدات البريطانية خلال زيارته إلى العريش، قرب حدود مصر مع غزة اليوم (21 ديسمبر)، حيث تدعو المملكة المتحدة إلى وصول كميات أكبر كثيرا من المساعدات إلى غزة عبر أكبر عدد ممكن من الطرق.

والتقي ديفيد كاميرون بممثلين عن جمعية الهلال الأحمر المصري، الذين ينسقون جهود الإغاثة في معبر رفح، واستمع إلى شرح حول مدى فعالية مساهمات المملكة المتحدة، من توفير المأوى والبطاطين وغيرها من اللوازم الحيوية، في تقديم الإغاثة التي تشتد حاجة سكان غزة إليها.

تعمل المملكة المتحدة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، على زيادة الجهود لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وستدعم المملكة المتحدة برنامج الأغذية العالمي لتعزيز الممر البري الإنساني الجديد من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم.

وتوجهت أول قافلة مساعدات مباشرة من برنامج الأغذية العالمي، مكونة من 46 شاحنة، من الأردن إلى غزة أمس (20 ديسمبر) محملة بأكثر من 750 طناً من المساعدات الغذائية. كذلك ستقدم المملكة المتحدة مساهمة بقيمة 2 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في إيصال المزيد من المساعدات الغذائية الطارئة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وستواصل بريطانيا حث إسرائيل على زيادة تدفق المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، واستكشاف طرق أخرى لزيادة المساعدات التي تصل إلى غزة، بما في ذلك خيار المعابر البحرية.

وقال وزير الخارجية، ديفيد كاميرون "إن المملكة المتحدة ملتزمة بتخفيف معاناة الناس في غزة. وقد ضاعفنا بالفعل التزامنا بتقديم المساعدات للفلسطينيين ثلاثة أضعاف هذا العام، كما حثثت أنا ورئيس الوزراء إسرائيل، على أعلى المستويات، على فتح معبر كرم أبو سالم من أجل إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة. نحن بحاجة إلى استخدام أكبر عدد من الطرق لتحقيق هذا الهدف. وقد دعمنا الأردن لإنشاء معبر بري إنساني جديد من الأردن إلى غزة، ونواصل الدعوة إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. ويسعدني تعيين مارك برايسون-ريتشاردسون ممثلاً بريطانياً للشؤون الإنسانية. إنه مسؤول دبلوماسي ذو مهارات عالية، ولديه خبرة واسعة في العمل في المنطقة، وسوف يقود هذا العمل الحيوي."

وقال السفير البريطاني لدى مصر جاريث بايلي: “كجزء من جولته في المنطقة، سافر وزير الخارجية إلى مصر لمناقشة الحاجة الملحة لوقف إطلاق نار مستدام في غزة. وتلعب مصر دورًا رئيسيًا في تسهيل وصول المساعدات إلى غزة والعمل على إنهاء هذه الأزمة. ومن المهم أن نعمل على تعزيز حجم المساعدات لغزة وإمكانية الوصول إليها، ونأمل، بالتعاون مع شركائنا المصريين، في تحقيق ذلك”.

تعزز المملكة المتحدة التزامها بزيادة المساعدات الإنسانية والوقود لإيصالها إلى المدنيين في غزة، وذلك بتعيين مارك برايسون-ريتشاردسون ممثلاً لوزير الخارجية للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. مارك هو سفير سابق للمملكة المتحدة لدى العراق، وشغل قبل ذلك في وزارة التنمية الدولية منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والوحدة الحكومية المعنية بإحلال الاستقرار.

وحتى الآن، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستنفق ما يقرب من 60 مليون جنيه إسترليني كتمويل إنساني إضافي لدعم المساعدات في غزة، وبذلك ترتفع ميزانيتها السنوية الحالية لدعم الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ثلاثة أضعاف. ستحدث المساعدات الإنسانية فرقاً كبيراً على الأرض في غزة. فعلى سبيل المثال، سنوفر مستلزمات توفير الغطاء كمأوى مؤقت، وتشمل الأغطية البلاستيكية والبطانيات التي تشتد الحاجة إليها في طقس الشتاء القاسي. وتواصل المملكة المتحدة التأكيد على الحاجة الملحة لمزيد من الهدن الإنسانية، والوصول المستدام لمزيد من المساعدات والوقود إلى المدنيين المحتاجين.

حزمة التمويل الجديدة بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني، التي أعلن عنها وزير الخارجية الريطاني في زيارته الأخيرة للمنطقة، خُصّصت لشركاء موثوق بهم يقدمون المساعدات على الأرض - من بينهم الأونروا، واليونيسف، وصندوق التمويل الجماعي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، والصليب الأحمر البريطاني - لدعم جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني اللتين تقدمان مساعدات حيوية من غذاء ومأوى وإمدادات طبية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة المزید من المساعدات المساعدات إلى غزة معبر کرم أبو سالم المملکة المتحدة وزیر الخارجیة دیفید کامیرون فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأردن والولايات المتحدة: شراكة تتصدع تحت ضربات ترامب.

#الأردن و #الولايات_المتحدة: #شراكة_تتصدع تحت ضربات ترامب. – د. #منذر_الحوارات

لطالما شكّلت العلاقات الأردنيةالأمريكية واحدة من أكثر العلاقات رسوخاً واستقراراً في الشرق الأوسط، فقد امتدت لأكثر من سبعة عقود وتجاوزت حدود السياسة إلى شراكة استراتيجية متعددة الأوجه، شملت التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني، واحتلت المملكة المرتبة الثانية بعد إسرائيل في تلقي المساعدات الأمريكية، مما عزز من مكانة هذه العلاقة في الحسابات الاستراتيجية للأردن.

وحتى وقت قريب، كانت هذه العلاقة توصف بالثابتة والمستدامة، خاصة بعد توقيع مذكرة تفاهم ضمنت للأردن مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار على مدى خمس سنوات، هذا الدعم كان ركيزة أساسية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، بل والسياسية للمملكة.

لكن هذا الاستقرار بدأ يتعرض لهزات متكررة، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد فوزه بولاية ثانية، فالمخاوف الأردنية التي ظهرت خلال ولايته الأولى لم تكن في محلها فقط، بل جاءت ولايته الثانية لتترجم تلك المخاوف إلى سياسات مباشرة تؤثر بشكل كبير على المصالح الأردنية.

مقالات ذات صلة وصفة المعشر 2: الاستقرار والازدهار 2025/04/08

خلال ولايته الأولى، تبنى ترامب مواقف منحازة تماماً لإسرائيل، ومناهضة للفلسطينيين والأردن، تمثلت في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتشريع المستوطنات، وطرح أفكاراً تتعلق بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهي مواقف أثارت قلقاً عميقاً في الأردن  بشأن مستقبل القضية الفلسطينية وتأثيرها على الأمن الوطني الأردني.

ومع عودته إلى الحكم، تركزت أغلب المخاوف على الجانب السياسي ولم يخطر ببال أحد أن الاقتصاد سيكون واحد من أخطر أدوات ترامب، لم يخفف ترامب من حدة سياساته، بل سرّع من وتيرة الضغط على الحلفاء التقليديين قبل الخصوم، والأردن واحد من هؤلاء، فكانت البداية عندما  طرح فكرة تهجير الغزيين إلى الأردن ومصر،  وفيما بعد  تعليق  جزء كبير من المساعدات الاقتصادية الأمريكية والتي بلغت 1.5مليار دولار،  وكان وقف عمل  الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) انتكاسة كبيرة،  حيث ألحق هذا القرار  ضرراً مباشراً بما لا يقل عن 9,000 موظف أردني، إلى جانب آلاف الأسر المستفيدة من تلك البرامج.

وفي سياق حرب التعرفات الجمركية أو ما عُرف بتحرير أمريكا، نالنا نصيب لا بأس فية من هذه  الرسوم  بنسبة 20% على السلع الأردنية، ما هدد قدرة الأردن التصديرية وضرب أحد أهم منافذه الاقتصادية، هذه الخطوات ليست مجرد تغير في سياسات الدعم، بل تعكس تحولاً في فلسفة الشراكة ذاتها، وتحول الحليف الأكبر إلى شريك غير موثوق في سلوكه السياسي والاقتصادي.

المؤلم في المشهد أن الأردن، رغم هذه الطعنات، ما زال يتحمل أعباء اللاجئين الناتجين عن حروب ساهمت السياسات الأمريكية في إشعالها، ولا يزال ملتزماً بدوره الإنساني والإقليمي، ورغم حرمانه من التبادل الاقتصادي مع سوريا ولبنان وخسارته لمليارات الدولارات التي كان بأمس الحاجة إليها،  بفعل قانون “قيصر” الأمريكي، لم يتراجع عن شراكته الاستراتيجية مع واشنطن.

لكن المرحلة الراهنة تفرض طرح سؤال جدي: كيف ستتعامل دولة اعتادت الاعتماد على المساعدات الخارجية في موازناتها مع واقع متغير، قد تصبح فيه هذه المساعدات غير مضمونة أو مشروطة بتنازلات سياسية مؤلمة؟

الحل يبدأ من الداخل، عبر الانفتاح السياسي وتوسيع المشاركة، بما يخلق بيئة مرنة قادرة على امتصاص الصدمات، يرافق ذلك توجه سياسي – اقتصادي جريء نحو واشنطن يقوده فريق محترف، قادر على استثمار أوراق القوة الأردنية والمساومة على أساس المصالح المتبادلة.

لكن الأهم من ذلك كله، هو إعادة بناء الذهنية التي تحكم الاقتصاد الأردني، والانتقال من نمط قائم على المنح والقروض إلى اقتصاد يحاول الاعتماد على ذاته مبتدئاً بالخروج من حالة الرفاهية المزيفة التي أغرق نفسه فيها، وأعتمدت على القروض والمساعدات فهذه  تساعد الدول على تجاوز الأزمات، لكنها لا تبني أوطاناً ولا تصنع مستقبلاً آمناً.

قد تكون قرارات ترامب، رغم قسوتها، هي الفرصة التي تدفعنا إلى التحرر من وهم الشراكات والتحالفات الأبدية، والانطلاق نحو نموذج اقتصادي جديد أكثر صلابة واستقلالية، لا يعتمد على المساعدات الخارجية للبقاء، والعطاءات الداخلية للاستقرار، فلكليهما عواقب وخيمة لا تضمن لا البقاء ولا الاستقرار، بالطبع كل ذلك صعب جداً لكنه ليس مستحلاً ابداً.

مقالات مشابهة

  • أمريكيا توقف المساعدات الطارئة عن اليمن ودول أخرى
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. غزة ساحة قتل.. الأمين العام للأمم المتحدة يندد بمنع إسرائيل المساعدات الإنسانية
  • المبعوث الأمريكي ويتكوف يثمن دور مصر لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة
  • عبد العاطي يبحث مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط سبل تنفيذ خطة إعمار غزة
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة والمبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط بشأن غزة
  • واشنطن بوست: المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط سيذهب إلى إيران في هذه الحالة
  • الأردن والولايات المتحدة: شراكة تتصدع تحت ضربات ترامب.
  • كاتب صحفي: ترامب يود الوصول إلى صفقة جديدة قبل زيارته للشرق الأوسط
  • وزير الخارجية ينتقد تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن