بوابة الوفد:
2024-09-30@12:04:55 GMT

الفرصة الذهبية للأحزاب السياسية

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

كانت الانتخابات الرئاسية المصرية التى أجريت داخل وخارج مصر خلال شهر ديسمبر الجارى، بمثابة فرصة ذهبية أمام الأحزاب السياسية لإعادة إحياء دورها واحتكاكها وانخراطها مع الشارع والتواصل مع الجماهير، ليشعر المواطن بأهميتها وضرورة وجود أحزاب قوية لإثراء الحياة السياسية بما يعزز الديمقراطية والتعددية والتنافسية التى كفلها الدستور.

الانتخابات الرئاسية شهدت مشاركة ثلاثة أحزاب سياسية باستخدامها حق الترشح فى الانتخابات والدفع بمرشح رئاسى، وشاركت أحزاب عديدة لها تمثيل فى البرلمان بغرفتيه مجلسى النواب والشيوخ فى حملات المرشحين الأربعة للرئاسة، وقامت تلك الأحزاب بالنزول إلى الشارع وجابت المحافظات على مستوى الجمهورية على مدار الأسابيع الماضية، وكانت التجربة ثرية ومفيدة من خلال التلاحم المباشر بين الأحزاب والجمهور فى الشارع على أرض الواقع، وهو ما قد يساعد على بناء جسور التواصل والتفاعل بين الأحزاب والشارع من جديد، وقد يفتح خطًا لبناء الثقة من جانب المواطن فى الأحزاب المتواجدة على الساحة حسب قدرة كل حزب على إقناع المواطن بأفكاره وأهدافه ومبادئه.

نعلم جميعاً أن هناك فجوة كبيرة بين الشارع والأحزاب، فعلى مدار سنوات طويلة لا يشعر المواطنون بوجود الأحزاب، بل إن معظم المواطنين لا يتذكرون أسماء الأحزاب، وهناك من يعرف اسم حزبين أو ثلاثة من أكثر من 104 أحزاب فى مصر، والأمر يرجع إلى أسباب عدة، لعل أبرزها حالة الجمود التى تصيب معظم الأحزاب والاكتفاء بالتواجد إعلاميًا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى على حساب التواجد بين الجماهير وبناء قواعد شعبية.

لذلك جاءت الانتخابات الرئاسية الأخيرة ومن قبلها الحوار الوطنى لتعطى الأحزاب السياسية قبلة الحياة من جديد فى ظل توجه الدولة لتحقيق الإصلاح السياسى من خلال دعم وتعزيز وجود الأحزاب والمشاركة فى الحياة السياسية، ففى الحوار الوطنى شاركت الأحزاب وطرحت قضاياها ومشكلاتها على مائدة الحوار، وفى الانتخابات الرئاسية كانت نقطة الانطلاق بالنسبة للأحزاب من خلال الوصول إلى المواطن فى الشارع والحديث معه والاستماع إلى مشاكله واحتياجاته، والمكسب هنا وجود حالة حوار وتواصل بين الأحزاب والشارع، وهو ما يجب البناء عليه فى الفترة القادمة واستثمار المناخ الإيجابى فى الحياة السياسية المصرية حالياً بما يعزز وجود الأحزاب فى المشهد وتقويتها وتفعيل دورها.

الخطوة الأولى تبدأ من داخل الأحزاب نفسها بأن تضع خطة لإعادة هيكلتها داخلياً وتنظيمها وتمكين الشباب والعمل على تأهيل وتدريب وتطوير مهارات أعضائها وبناء الكوادر، وتوسيع قواعدها الشعبية بالتواصل المستمر مع المواطنين وأن يكون لها دور فى التفاعل مع مشكلات المواطنين وحلها، فضلاً عن ضرورة العمل بناء على استراتيجية للاستعداد للمشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، سواء الانتخابات النيابية أو انتخابات المجالس المحلية، لتكون هناك أحزاب مؤهلة لخوض الانتخابات والمنافسة فيها بقوة، بما يعزز الديمقراطية والتعددية والتنافسية، وهو ما يصب فى صالح الوطن والمواطن.

إلى جانب ذلك يجب على الأحزاب السياسية وضع رؤى مبنية على أهداف وبرامج واقعية تتلامس مع قضايا الوطن والمواطن وتوجد آليات وتصورات لحلها، بما يجعلها قادرة على إقناع المواطن، وبما يعزز من تشجيع الشباب على المشاركة فى الحياة السياسية والانضمام إلى الأحزاب، وتعزيز وتشجيع المجتمع المدنى عموماً على التواجد القوى فى الشارع.

أخيراً، أود أن أثمن جهود الهيئة الوطنية للانتخابات فى إدارة وتنظيم انتخابات رئاسة الجمهورية وحياديتها ونزاهتها، وأشيد بالمشاركة التاريخية غير المسبوقة من الشعب المصرى بكافة أطيافه فى الانتخابات بما يليق بحجم الدولة المصرية، وأثنى على ذلك المشهد الرائع الذى اختتم بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى الفائز فى الانتخابات الرئاسية مع مرشحى الرئاسة الثلاثة الذين تنافسوا معه فى الانتخابات، وهى بادرة طيبة تعكس قيم ومبادئ الجمهورية الجديدة وتعزيز الديمقراطية.

 

 

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية المصرية داخل وخارج مصر وجود أحزاب قوية الانتخابات الرئاسیة الحیاة السیاسیة فى الانتخابات بما یعزز

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: مخاوف من إصابة محتجزين أجلت عملية اغتيال السنوار رغم توفر الفرصة

سرايا - ذكرت القناة 12 العبرية، فرص اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار كانت متاحة في الأشهر الأخيرة.

وأضاف القناة العبرية، الأحد، أنه تم تأجيل عملية اغتيال السنوار لتجنب إصابة المحتجزين.

وتعتبر تل أبيب، رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، مهندسا لعملية طوفان الأقصى يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والتي ألحقت وما تزال تلحق بمنظومتها العسكرية والاستخباراتية خسائر فادحة، بالإضافة إلى أن طوفان الأقصى هزت صورة المؤسسة الأمنية لكيان الاحتلال أمام العالم، فمن هو يحيى السنوار، الذي يربك حكومة نتنياهو؟

والسنوار من مواليد عام 1962، اعتقلته قوات الاحتلال عدة مرات وحكمت عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، وعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، ثم انتخب رئيسا للحركة في القطاع عام 2017 ومرة أخرى عام 2021.

بدأ السنوار نشاطه السياسي عندما كان طالبا جامعيا، حيث كان عضوا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

وشغل السنوار مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس.

وأسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من الشيخ أحمد ياسين- عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد".

وكانت مهمة هذه المنظمة الكشف عن عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن لكيان الاحتلال، وما لبثت أن أصبحت هذه المنظمة النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحركة حماس.

في عام 2011 أطلقت سلطات الاحتلال سراح يحيى السنوار، وكان من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي من جيش الاحتلال جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة "وفاء الأحرار".

وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر بغزة، ولم ينجح الاحتلال خلال عدوانه الذي شنه على القطاع نهاية 2008 في تخليصه من الأسر.

وعقب خروج السنوار من الأسر، انتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.

وكان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان على غزة عام 2014.

وأجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.

وفي عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

انتخب يوم 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح المطلوب الأول لدى الاحتلال، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.


مقالات مشابهة

  • الأوساط السياسية في النمسا تترقب قرار الرئيس بتحديد من سيتولى مسئولية تشكيل الحكومة المقبلة
  • إعلام عبري: مخاوف من إصابة محتجزين أجلت عملية اغتيال السنوار رغم توفر الفرصة
  • شاهد // موقف الشارع اليمني بعد العدوان الإسرائيلي على الأعيان المدنية بالحديدة
  • إياتا يُعلن إتاحة الفرصة لشركات الطيران لشراء وحدات الانبعاثات المؤهلة
  • “إياتا” يُعلن إتاحة الفرصة لشركات الطيران لشراء وحدات الانبعاثات المؤهلة
  • حزب الإصلاح بوادي حضرموت يوجه تحذيرا للقيادة السياسية ويدعو الى إشراك الأحزاب السياسية في الإدارة للسلطة والثروة
  • إنه سرطان لنتحمل الخبر الصادم
  • رئيس مركز القدس للدراسات يكشف حقيقة تكرار سيناريو غزة في لبنان
  • بالفيديو.. رئيس مركز القدس للدراسات يكشف حقيقة تكرار سيناريو غزة في لبنان
  • عبدالكبير: استمرار التعنت ورفض إعادة الانتخابات سيجعل مجلس الدولة بوضعه الحالي خارج اللعبة السياسية