كبرياء الورد.. كونى جيشًا بلا قائد! «١»
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
تعانى بعض السيدات من انعطافات حادة فى صحتهن النفسية، وغالبًا ما يُفسر ذلك بخلل فى الهرمونات أو بوصول المرأة لسن معينة، والحقيقة أن الصحة النفسية لا دخل لها خالص بسن معينة، فالكثير من المسنات والجدات يتمتعن بانشراح الصدر ورحابة النفس والهدوء والاتزان والسعادة، وكذلك صغيرات السن،،والمسألة ليست مرتبطة إطلاقا بالمال أو بالترف أو بالطبقة الاجتماعية أو الحالة المزاجية.
المسألة كلها أنت وأنتِ فقط كونى جيشاً بلا قائد.. تحركى ابذلى مجهودا فرغى طاقتك. أفضل حل لذلك الشعور هو الانشغال وعدم الفراغ وقتل الوقت بالعمل والإنجاز، اهتمى بنظافة منزلك، اعملى بيدك أحرقى سعرات حرارية، اطبخى بعض الأصناف حتى لو مش عارفة «بوظى وعكي» حتى تصلى للطبخة الصح، امشى فى الهواء الطلق مع نفسك استنشقى الأمل لعلك تجدينه فى الهواء الطلق، تناولى طعامًا صحيًا قدر الإمكان حتى لو طبق خضراوات فقط، خليكى كائن نباتى أحلى وأصح، تصالحى مع نفسك ومع من حولك من أهل، أصدقاء، أقارب. امسحى من قلبك الحقد والحسد والكراهية القاتلة لك قبل أن تقتل الآخرين، امسحى من قاموس حياتك الانتقام والرغبة فى تدمير الآخرين أو التضييق عليهم أو التقليل من شأنهم لأى سبب كان، هناك من سيحاسِب ومن سيجازى غيرك وهو أعلم بالنوايا، ابعدى عن الفضول والتلصص على الآخرين، هذا لا يهمك ولا يشغل بالك غير الاطمئنان على الأهل والأحبة، اهتمى بعقلك وسلامته من الوساوس، اشغليه بالقراءة، احفظى القرآن ولو آية كل يوم وراجعى حفظك، أفرغى طاقتك بالصلاة وأكثرى من النوافل والذكر والاستغفار لعل الله يرضى عنا، وأوصى نفسى قبلك أيتها الأنثى القوية، حافظى على الصلاة بوقتها والأذكار والدعاء لعل الله يغفر لنا فى تقصيرنا، وتوكلى على الله فكل شىء مكتوب، فكرى، حاولى حل المسائل الرياضية، تابعى تطور التكنولوجيا.. لا تجعلى التطور والميديا يتجاوز حدوده معك، ولا تذهبى لفراشك، إلا وأنت مفرغة كل تلك الشحنات والأفكار السلبية، فتلك هى الخطوة الصحيحة لحياة صحية نفسية سليمة، أفرغيها بأى طريقة.. الاستحمام، محادثة من ترتاح لها نفسك مشاهدة برنامج تفضلينه، كل ما يحثك على حسن الخلق والتعامل بما يرضى الله، ودعى الخلق للخالق.. اختارى حياتك ولا تجعليهم يختارون لك حياتك، من يؤذيك ابتعدى عنه، البيئة التى تزعجك وتخنقك غيريها فورا، لا تشاركى فى الحوارات السلبية والنقاشات الحادة، لا تفكرى بالماضى، خططى بإيجابية للغد، من يجرحك اجعلى بينك وبينه مسافة كافية ولا تكثرى الاحتكاك به، من يغمز ويلمز فى الكلام تجنبى الحوار معه، وبذلك تغلقين باب الشر، من يكيد لك ويستغلك فوضى أمرك لله، وتأكدى أن الله خير وكيل لك، عليك بنفسك واتركى الآخرين كل سينال جزاءه من الله العادل، أصلحى نفسك ولا تلقى بكل الأخطاء على غيرك اجعلى نفسك قدوة، ولا تكثرى من التنظير وأنت بنفسك لست أهلا له... دمت بخير أيتها المرأة القوية الصبورة الحديدية، المقاتلة، فأنت السيف والجواد وحدك فى قلب معركة الحياة فى زمن يعج بالفتن، كونى كورد يشع جمالا وأناقة، وكونى جيشا بلا قائد! فى حلقاتى القادمة.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حكم الاختلاط بين الرجال والنساء وضوابط ذلك في الشرع
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاختلاط بين الرجال والنساء جائز شرغًا لكن بضوابط محددة يجب مراعتها من الطرفان، فإذا خلت هذع الضوابط فكان ذلك الاختلاط حرام شرعًا ويأثموا عليه.
ورد حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، فَخَلَا بِهَا" متفق عليه، فالخلوة هنا بمعنى انفراد رجلٍ بامرأةٍ في وجود الناس بحيث لا تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما، فهذا اختلاطٌ مباح.
وعقب الإمام ابن حجر على هذا الحديث في "فتح الباري" (9/ 333، ط. دار المعرفة) بقوله: [قوله: (باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس) أي لا يخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به؛ كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس] اهـ.
وقال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (7/ 86، ط. دار الفكر): [والمشهور جواز خلوة رجلٍ بنسوةٍ لا محرم له فيهن؛ لعدم المفسدة غالبًا؛ لأن النساء يستحين من بعضهن بعضًا في ذلك] اهـ.
وفي "حاشية الجمل على شرح المنهج" للعجيلي (4/ 466، ط. دار الفكر): [يجوز خلوة رجلٍ بامرأتين ثقتين يحتشمهما، وهو المعتمد] اهـ.
وذكر ابن عابدين: أن الخلوة المحرمة بالأجنبية تنتفي بالحائل، وبوجود محرمٍ للرجل معهما، أو امرأةٍ ثقةٍ قادرة، ويظهر لي أن مرادهم بالمرأة الثقة أن تكون عجوزًا لا يجامع مثلها، مع كونها قادرةً على الدفع عنها، وعن المطلقة. فليتأمل. انظر: "رد المحتار على الدر المختار" (5/ 236، ط. إحياء التراث).
ضوابط اختلاط الرجل والمرأة
- عدم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه وحدهما في مكان يأمنان فيه من اطلاع الناس عليهما.
- احتشام المرأة وسترها عورتها، وعورتها جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، وأجاز السادة الحنفية كشف القدمين.
- غض البصر عن إمعان النظر بشهوة؛ سواء من قِبَل الرجل أو المرأة.
- عدم العبث بملامسة الأبدان كما يحدث في بعض المناسبات.
قال تعالى عن النساء: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: 53]، وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لها: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وأشار إلى وجهه وكفيه.
قال الإمام الدردير في "الشرح الصغير" ومعه "حاشية الصاوي" (1/ 289، ط. دار المعارف): [(وَ) عَوْرَةُ الْحُرَّةِ (مَعَ رَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ): مِنْهَا، أَيْ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ لَهَا جَمِيعُ الْبَدَنِ (غَيْرُ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ): وَأَمَّا هُمَا فَلَيْسَا بِعَوْرَةٍ، وَإِنْ وَجَبَ عَلَيْهَا سَتْرُهُمَا لِخَوْفِ فِتْنَةٍ] اهـ.
وقال الإمام الشيرازي في "المهذب" مع "المجموع" (3/ 167، ط. دار الفكر): [وعورة المرأة جميع بدنها إلا الوجه والكفين؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "وجهها وكفيها". ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى المرأة الحرام عن لبس القفازين والنقاب. ولأن الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه للبيع والشِّراء، وإلى إبراز الكف للأخذ والعطاء؛ فلم يجعل ذلك عورة] اهـ بتصرف.