السيدة نفيسة.. حبيبة المصريين
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
عرف المصريون بمحبتهم لآل البيت وموالاتهم لهم، وصدقت فيهم المحبة كما صدقت الموالاة، فكانوا أقدر الأمم إكراماً لآل البيت، لكأنما كان المصريون أجدرها وأولاها بتلك المحبّة، فاستحقوا المكرمة بمقدار استحقاقهم ظواهر الموالاة وحقيقتها سواء بسواء، حتى أن السيدة زينب دعت لمصر ولشعبها بهذا الدعاء المشهور: «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم الله من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا».
ولا تزال فى المصريين خصيصة إيمانيّة بموالاة أهل بيت النبوة والنظر إليهم على أنهم منجاة، هم بمثابة سفينة نوح من ركب فيها نجا من الغرق وفارق التهلكة؛ فكرامة أهل البيت فى وجدان المصرى من كرامة رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، ولم تكن الكرامة بأعلى من المحبّة التى تواليها وتغدق عليها العطاء الأجزل والثناء الجميل، ولم تكن المحبّة فى الشعور الدينى المصرى بأدنى من كرامة أهل البيت وكرامة من يواليهم؛ إذ كانت حقيقة الحبّ اتباعاً، وليس أقل من الموالاة اتباعاً لهذا السبيل من أقرب طريق.
وتلك هى عين الكرامة على التحقيق؛ فلا كرامة أسمى ولا أعلى من الاستقامة على طريق المحبّة، ولا أولى بالعناية منها ولا بالرعاية لها، فلن يكرم المرء أبداً وهو هين عند الله وعند رسوله وآل بيته، ولن يشعر بشعور الرضا الصادر عن بؤرة الإيمان وهو لا يوالى بالاتباع رسول الله وآل بيته، فكرامة التابع لا محالة من كرامة المتبوع.
والسيدة نفيسة العلوم، بنت حسن الأنور، بن زيد الأبلج بن الحسن بن عليّ رضوان الله عليهم أجمعين، ولدت بمكة المكرمة فى الحادى عشر من ربيع الأول سنة (145 هجرية)، سليلة بيت النبوة الطاهر المُطهّر قد أحبت المصريين فى الله، وأحبت الله وتبتلت إليه وانقطعت لعبادته وهى تجاور المقامات العُلاء بين يدى المصريين.
ولا أعتقد أن سبب تسميتها بنفيسة العلوم يتجاوز معنى أنها طلبت الله من طريق العلم، وطلبت العلم خالصاً مُخلّصاً لله، فأتتها النفائس فصارت نموذجاً ومثالاً للعلوم الوهبية النفيسة. وهذه العلوم يلزمها الإحاطة بعلوم الكسب أولاً ثم التجرد لموارد علوم الوهب التى اشتغلت بها سيدتنا السيدة نفيسة رضوان الله عليها، هبة وعطية من عند الله.
فى العشر الأواخر من رمضان سنة (193 هجرية) نزلت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها؛ لزيارة من كان بمصر من آل البيت، بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل، واستقبلها أهل مصر عند العريش أعظم الاستقبال، حتى إذا دخلت مصر أنزلها السيد (جمال الدين عبدالله الجصاص) كبير تجار مصر، فى داره الفاخرة، ثم انتقلت إلى دار (أم هانئ) بجهة المراغة المشهورة الآن بالقرافة، وهناك كان إكرام الله لها بأن شفى من ماء وضوئها الفتاة المُقعَدة بنت أبى السرايا أيوب بن صابر اليهودي؛ فأسلم أهلوها ومن كان معهم. وحاول أبو السرايا نقل السيدة نفيسة إلى داره فى درب الكروبيين، وكان لهذه القصة دوى هائل فى أهل مصر، فلازموا دارها ليل نهار بالمئات، يلتمسون البركات، وينتظرون الدعوات.
أحبّها المصريون، فنالوا بمحبتها المكرُمة. وكان من عاداتها، رضى الله عنها، كما ورد فى تاريخ صفحاتها المتواترة ممّا روته أحد المواقع الصوفية، أن تصوم من أول رجب حتى هلال شوال؛ فلّما بدأ شهر رمضان مرضت واشتدت بها العلة، فأحضروا لها الطبيب، فقال: يا بنت رسول الله.. إنما بعثتم ميسّرين، ولا تقدرين على الصيام، فأفطرى.
فقالت: منذ ثلاثين سنة أدعو ربى أن يقبضنى وأنا صائمة. أبعد أن دنا أفطر؟ والله لن أفطر إلّا عند ربى، وكانت تقول:
أبعدوا عنِّى طبيبي
ودعونى وحبيبي
زاد بى شوقى إليه
وهيامى ونحيبي
ففتحت المصحف، وافتتحت من سورة الأنعام حتى وصلت إلى قوله تعالى «لهم دارُ السلام عند ربهم»، ففاضت روحها إلى الرفيق الأعلى راضية مرضيّة. وكان ذلك فى 15رمضان سنة 208 هجرية (وللحديث بقية).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصريون البيت السیدة نفیسة المحب ة
إقرأ أيضاً:
خلال زيارتها لمصر.. وزير الصحة يستقبل السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، اليوم الخميس، السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا "فيرونيكا الكوسير جارسيا"، لمناقشة فرص التعاون بين مصر وكولومبيا في القطاع الصحي.
ورحب الدكتور خالد عبدالغفار، بالسيدة الأولى لجمهورية كولومبيا والوفد المرافق لها خلال زيارتها مصر، مشيرًا إلى العلاقات الدبلوماسية التي تعكس الاهتمام المتبادل بين البلدين في تعزيز التعاون بمختلف المجالات، مؤكدًا التواصل المستمر بين وزارة الصحة والسفارة الكولومبية بمصر.
وثمن “عبدالغفار” مجهودات السيدة الأولى بكولومبيا، في العمل الإنساني والتنمية البشرية، والاهتمام بالأطفال والنساء والشباب، والعمل الكبير في دمج مختلف الفئات بالمجتمع، مشيرًا في هذا الصدد إلى تشارك مصر وكولومبيا في وجهات النظر حول عدد من القضايا العالمية على رأسها التنمية المستدامة.
وناقش الجانبان، فرص التعاون المستقبلية بين مصر وكولومبيا في القطاع الصحي، لاسيما مجالات الصحة العامة ومكافحة الأوبئة والأمراض، والتعليم والتدريب الطبي والتقنيات الطبية الحديثة، كما ناقشا آليات مواجهة التحديات المشتركة في مكافحة الأمراض المزمنة، وذلك انطلاقًا من اهتمام البلدين في تبادل الخبرات مع مختلف الدول.
وفي هذا الصدد، استعرض نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، برامج واستراتيجيات العمل التي تتبناها الدولة المصرية في المجال الصحي والتي تستهدف جميع جميع فئات المجتمع بمختلف المراحل العمرية بداية من مرحلة المهد وحتى سن الشيخوخة، مؤكدًا اهتمام مصر ببرامج الصحة التي ركزت على تحسين المؤشرات الصحية للمواطن المصري لأول مرة، وذلك ضمن مبادرات الصحة العامة 100 مليون صحة، تتمة مع ما يُقدم من خدمات داخل وحدات الرعاية الأساسية والمستشفيات.
كما تناول اللقاء، استعراض مجهودات الدولة المصرية في دعم المصابين والجرحى من الأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة، والجانب الإنساني الكبير الذي تقوم به مصر في إنقاذ أرواح المصابين والمرضى لاسيما النساء والأطفال وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم من خدمات طبية واجتماعية.
وثمنت السيدة السيدة الأولى بكولومبيا، المجهودات المصرية في هذا الشأن، معبرة عن تعاطفها الكبير مع ضحايا ومصابي غزة واصفة إياه بما يمثل "آلام الإنسانية"، مؤكدة إصرارها على زيارة هؤلاء النساء والأطفال بالمستشفيات المصرية خلال تواجدها في مصر.
كما أعربت السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا، عن سعادتها بزيارة مصر، وما تلقاه من حفاوة استقبال واهتمام تعاوني يستند إلى المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى حرصها الدائم على التواصل مع مختلف الشعوب التي تتشابك جميعها في احتياجات إنسانية واحدة بغض النظر عن سياسات الدول المختلفة، مؤكدة أهمية الاتحاد والترابط بين الشعوب في مواجهة أي مخاطر ينتج عنها أزمات أو حروب، معربة استعداد بلادها لفتح آفاق تعاون مشتركة مع مصر في المجال الصحي والاستفادة من الدروس التجارب المختلفة.
حضر اللقاء سفيرة كولومبيا بالقاهرة "أنا ميلينا مونوز دى جافيريا"، والدكتور محمد الطيب نائب وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة لشئون مشروعات مبادرات الصحة العامة، والدكتور حاتم عامر معاون وزير الصحة والسكان للعلاقات الدولية، والدكتورة سوزان الزناتي مدير عام الإدارة العامة للعلاقات الصحية الخارجية.
IMG-20241121-WA0037 IMG-20241121-WA0036 IMG-20241121-WA0035 IMG-20241121-WA0031 IMG-20241121-WA0032 IMG-20241121-WA0033 IMG-20241121-WA0026 IMG-20241121-WA0027 IMG-20241121-WA0028 IMG-20241121-WA0030