بعد تهديدات الحوثي.. بدائل قناة السويس تعود إلى الواجهة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
دفعت الاضطرابات التي يشهدها البحر الأحمر خلال الأسابيع الأخيرة قبالة السواحل اليمنية، شركات شحن إلى تحويل مسار سفنها بعيدا عن قناة السويس، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح الذي يدور حول قارة أفريقيا بالكامل قبل الوصول إلى أوروبا.
وأصدرت هيئة قناة السويس المصرية، بيانا يوم 17 ديسمبر، قال فيه رئيس الهيئة أسامة ربيع، إن حركة الملاحة بالقناة "منتظمة"، لكنه أشار إلى "تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال نفس الفترة".
وكرر ربيع التأكيدات المصرية المتكررة بأن قناة السويس ستظل "الطريق الأسرع والأقصر" حيث تصل معدلات توفير الوقت للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارتي آسيا وأوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين وفقا لميناءي القيام والوصول.
لكن استمرار هجمات جماعة الحوثي اليمنية، التي تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، جعل المصدرين يسعون لإيجاد طرق بديلة سواء عبر الجو أو البر أو البحر لإيصال السلع، حال تسببت تلك الهجمات في تفاقم مشكلات سلاسل التوريد البحري حول العالم.
وأوضحت وكالة رويترز أن تكاليف شحن الحاويات ارتفعت أكثر من ثلاثة أمثال في بعض الأحيان.
ومن المعتاد أنه ما أن يحوم الخطر حول قناة السويس، تظهر الأحاديث عن الطرق والممرات البديلة، سواء كانت بحرية أو برية أو تجمع الإثنين معا. وأشار محللون في حديثهم لموقع "الحرة" إلى أن أغلب تلك المشروعات لو تم تنفيذها ستتسبب بالفعل في خسارة لمصر بسبب اقتناصها لجزء من حركة التجارة، لكنهم أوضحوا أن تلك المشروعات تواجه مشكلات أغلبها سياسية.
روسيا وبحر الشمالخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، وصرح بحسب وكالة "تاس" الروسية، بأن ممر بحر الشمال يصبح "يوما بعد يوما أكثر كفاءة من قناة السويس في نقل البضائع".
تستثمر روسيا بشكل كبير في هذا الممر الذي يتحول يوما بعد يوم من حلم إلى حقيقة بفعل التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد، ما يجعل الممر الممتد من نوفايا زيمليا أقصى الشمال الغربي لروسيا، إلى مضيق بيرنغ في الشرق، صالح للاستخدام لفترات أطول سنويًا.
تتحرك بالأساس في هذا الممر السفن من نوع كاسحات الجليد، ويكون ذلك خلال الفترة ما بين يوليو ونهاية نوفمبر سنويًا فقط، وتمتلك روسيا حاليا فقط 3 سفن حديثة من تلك النوعية، بحسب بلومبرغ.
وبحسب الوكالة، يقلل استخدام ممر الشمال وقت رحلة من موانئ البلطيق إلى مصافي التكرير في شمالي الصين نحو أسبوعين من زمنها، أو ما يعادل 30 بالمئة مقارنة بالتحرك حول أوروبا مرورا بقناة السويس.
وقال المحلل الروسي أندريه أنتيكوف، إنه رغم الحديث عن أن الممر هو "قناة السويس الروسية"، لكن لا يمكن مقارنته حاليًا بها، حيث حجم البضائع "في ممر بحر الشمال من المتوقع أن يمر هذا العام 34 مليون طن فقط".
كانت هيئة قناة السويس أعلنت مرور أكبر حمولات صافية سنوية بمقدار 1.5 مليار طن، خلال العام المالي الماضي، حيث عبرت القناة 25887 سفينة منذ بداية السنة المالية الحالية التي انتهت في 30 يونيو الماضي، مقارنة بحوالي 23800 سفينة مرت خلال العام السابق.
أشار أنتيكوف أن روسيا تعمل على تطوير الممر وبناء أسطول من السفن كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية، مؤكدا أن موسكو تولي اهتماما متزايدا لهذا الأمر، حيث من المتوقع زيادة حجم البضائع المارة من بحر الشمال إلى 50 مليون طن العام المقبل.
ولفت إلى أن مشكلة هذا الممر هو أنه "لا يوجد سفن حديثة من طراز كاسحات الجليد حاليا لدى روسيا، بجانب العقوبات الغربية التي تشمل عدم توفير التأمين على السفن التي تسلك ممر بحر الشمال"، مؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا "ترى في الممر أهمية استراتيجية".
كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أشارت في أكتوبر الماضي، إلى أن روسيا لجأت في ظل العزلة الاقتصادية إلى الصين، حيث بدأت في زيادة شحنات النفط الخام عبر ممر بحر الشمال، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أن الحجم لا يزال صغيرا مقارنة بما يتم نقله عبر الطرق الجنوبية، فإن النفط المنقول عبر هذا الطريق ارتفع بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة".
من جانبه، يعتبر خبير النقل البحري واللوجستيات، أحمد سلطان، أن ممر بحر الشمال يشهد "مناخا غير ملائم لحركة السفن ولا يعمل بانتظام طوال العام، ولا يمر عبر جميع الدول".
وأضاف: "هو حل يخدم دولة بعينها، لكن إقليميا ودوليا الممر الملاحي الرابط بين الشرق والغرب هو قناة السويس".
تنافس وتقليص للإيراداتهناك أيضًا ممرات أخرى قيل إنها قد تكون بديلة لقناة السويس مثل مشروع خطط السكك الحديدية الذي تتعاون فيه روسيا وإيران بهدف إنشاء ممر تجاري يربط كل من الهند وإيران وروسيا وأذربيجان ودول أوروبية أخرى.
ووقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني إبراهيم رئيسي، اتفاقية في مايو الماضي، لتمويل وإنشاء خط السكك الحديدية بين مدينتي رشت وأستارا الإيرانيتين، كبداية للمشروع الأكبر.
لكن الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي، يرى أن مثل هذا المشروع صعب تنفيذه بسبب العقوبات المفروضة على إيران وروسيا، بجانب صعوبة التضاريس.
وتطرق في حديثه لموقع "الحرة"، إلى ممر بحر الشمال الروسي، وقال إنه قد يجعل شرق آسيا أقرب إلى أوروبا فعليا "لكنه حاليا لا يعمل معظم أوقات العام بسبب تراكم الجليد، لكن روسيا والصين تراهنان على أن يكون سالكا بشكل أفضل مع التغير المناخي".
وأضاف: "قد يصحب في وقت من الأوقات بديلا عن قناة السويس فيما يتعلق بالبضائع الصينية إلى أوروبا. نحو 25 بالمئة من صادرات الصناعات الصينية تذهب إلى أوروبا".
واتفق أنتيكوف مع هذا الحديث، وقال إن الممر محل تعاون بين الصين وروسيا، لكنه أوضح أن دولة مثل الهند باقتصادها القوي سلكت مسار مختلف.
هناك جاء الحديث عن المشروع الذي تم الإعلان عنه في سبتمبر الماضي، حينما أعلن البيت الأبيض عن "ممر تاريخي" اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، يربط الدول الموجودة فيه عبر سكك حديدية وموانئ.
وتمر البضائع الهندية وفق هذا الممر الاقتصادي عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل إلى أوروبا.
من جانبه قال سلطان للحرة، إن الممرات الأخرى "يمكنها تمرير حجم محدود من البضائع سواء كانت طرق بسكك حديدية أو ممرات برية"، وأوضح: "أي قطار يمكنه حمل 80 او 100 حاوية، بينما السفينة تحمل نحو 18 ألف حاوية، فلا يوجد تناسب هنا".
كما أن الفكرة الوليدة تلقت ضربة قوية، بحسب أنتيكوف الذي اعتبرها صعبة التنفيذ "في ظل حرب غزة"، وخصوصا أنه يتطلب وجود علاقات بين السعودية وإسرائيل، والتي عملت واشنطن على إتمامها بجهد كبير قبل الأحداث الأخيرة.
وقال الشوبكي، إن هذا المشروع "يسهل حركة مرور التجارة ويقلص فترة عبور البضائع ما بين 4 إلى 7 أيام"، لكنه أوضح أنه بالأساس "جاء لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية بجانب أيضا هدف سياسي لدمج إسرائيل في المنطقة وتسهيل مرور النفط والغاز من الخليج إلى أوروبا".
ولفت إلى أن مثل هذه المشروعات "حتى لو لم يكن هدفها الإضرار بقناة السويس، لكنها تقلص من إيراداتها التي تعتمد عليها مصر بشكل كبير".
أهمية بالغةنقلت وكالة "رويترز" عن الرئيس التنفيذي لشركة درياد غلوبال البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، كوري رانسلم، قوله إن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويا وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ما يمثل حوالي 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
يبلغ طول قناة السويس 192 كيلومترا، وتمتلك أهمية بالغة لتجارة النفط العالمية، فبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن نحو 9.2 مليون برميل يوميا من النفط قد تدفقت عبر القناة في النصف الأول من عام 2023 أي حوالي 9 بالمئة من الطلب العالمي.
فيما نقلت وكالة رويترز عن شركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية، أن حوالي 4 بالمئة من واردات الغاز الطبيعي المسال العالمية وتقدر بنحو 391 مليون طن في عام 2023، مرت عبر القناة.
وأضافت الوكالة أيضًا أنه يمكن للقناة استيعاب أكثر من 60 بالمئة من إجمالي الأسطول العالمي للناقلات عند تحميلها بالكامل، وأكثر من 90 بالمئة من ناقلات البضائع السائبة. ويمكنها أيضا استيعاب جميع ناقلات الحاويات وناقلات السيارات وسفن البضائع العامة.
توترات في الأفق؟بالنهاية أكد أنتيكوف أن هذا التنافس الظاهر في إنشاء ممرات للتجارة العالمية "ربما تتسبب في توترات في مناطق مختلفة"، مشيرًا إلى ما يشهده مضيق باب المندب في الوقت الحالي، حيث يمكن أن تستخدم دول ما نفوذها لإذكاء توترات في الممر التجاري الذي ينافس خطتها أو مشروعها.
وحول بحر الشمال، قال إن هناك توترات متوقعة بالفعل بين الدول الغربية وروسيا "ولذلك ترفض الشركات الأوروبية التأمين على السفن التي تستخدم ممر الشمال. التوتر موجود بالفعل، وهناك تنافس أيضًا بين روسيا وبعض الدول الغربية حول موارد القطب الشمالي، ما ينذر بصراعات على النفوذ".
من جانبه أشار الشوبكي أيضًا إلى وجود تكتلات في مثل هذه المشروعات، حيث الصين وروسيا حاليا يتعاونان في ممر الشمال، بينما الهند اختارت جانب الولايات المتحدة ودول الخليج في مشروعهم.
وحول تأثير كل تلك الممرات والطرق التجارية المقترحة والتي بدأ بعضها العمل بالفعل، قال: "هذه المشروعات الجديدة التي قد تضر بمصر ربما تسبب توترات لها مع دول عربية المشاركة في تلك المشروعات المنافسة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرجاء الصالح قناة السویس إلى أوروبا هذا الممر بالمئة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تنظم حفل الإفطار السنوي لذوي الهمم وتكرّم حفظة القرآن الكريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تعمل على دعم وتمكين الطلاب ذوي الهمم، من خلال توفير بيئة تعليمية ومجتمعية متكاملة تساعدهم على الاندماج وتحقيق التميز.
وأضاف أن هذا الحفل يعكس روح التكافل والتعاون داخل المجتمع الجامعي، مشيرًا إلى أن الجامعة ستواصل جهودها لتقديم كافة أشكال الدعم لهم.
أكد "مندور" أن المسابقة الدينية الأولى للطلاب ذوي الهمم، التي نظمتها الجامعة، تهدف إلى تعزيز الجانب الديني لديهم وترسيخ مبدأ المساواة بينهم وبين زملائهم، تماشيا مع مبادرة "تمكين" التي أطلقتها وزارة التعليم العالي تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أن إقامة حفل الإفطار السنوي للطلاب ذوي الهمم يعكس التزام الجامعة بتوفير بيئة حاضنة لهم، تتيح لهم فرص المشاركة الفاعلة في الأنشطة الجامعية.
وأشاد بالدور الذي يقوم به مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة في تقديم الدعم اللازم لهذه الفئة المتميزة من الطلاب، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى لتعزيز اندماجهم، والبالغ عددهم 524 طالبًا وطالبة، من خلال أنشطة متعددة تسهم في الارتقاء بمستواهم الديني والثقافي.
شهد الحفل حضور كل من الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، والدكتور صفوت عبد المقصود، عميد كلية الألسن، والدكتور شريف فاروق، أمين عام الجامعة، والدكتور محمد يس، مدير مركز الدعم الأكاديمي، والدكتور محمود متولي، وكيل كلية الآداب لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد تهامي منسق البرامج المميزة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والدكتور محمود شعيب، المنسق العام للأنشطة الطلابية، والدكتور محمد غنيم، وكيل كلية العلوم الرياضية، والدكتور أحمد جاد، نائب مدير مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة، والدكتور محمد الحماحمي، منسق الطلاب الوافدين، والدكتور وليد شعبان، مسؤول برنامج العيادة النباتية بكلية الزراعة، والدكتور كريم ثابت، منسق الأنشطة الطلابية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، إلى جانب الإداريتين بالمركز الأستاذة منى محمد و الأستاذة عواطف محمد.
وأعرب الدكتور محمود الضبع، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، عن سعادته بالإشراف على هذا الحدث، مؤكدًا أن الكلية تعمل على تقديم كافة أشكال الدعم الأكاديمي والمجتمعي للطلاب ذوي الهمم، انطلاقًا من إيمانها بدورهم الفاعل في المجتمع، حيث يبلغ عدد الطلاب ذوي الهمم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 420 طالب وطالبة.
من جانبه، أكد الدكتور سامح عباس، مدير مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة، أن المركز يسعى دائما إلى تطوير خدماته وبرامجه لدعم الطلاب ذوي الهمم، مشيرًا إلى أن هذا الحفل يأتي في إطار سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز اندماجهم في الحياة الجامعية.
وأوضح أن المسابقة الدينية التي شارك فيها 39 طالبًا وطالبة من ذوي الإعاقات المختلفة، أقيمت بالتعاون مع قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبالتنسيق بين قطاع التعليم والطلاب وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بإشراف الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ، والدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، وبإشراف تنفيذي الدكتور سامح عباس مدير المركز ، والمهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئة والأستاذ أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.
وجرى خلال الحفل تكريم 39 طالبًا وطالبة من حفظة القرآن الكريم، حيث تم تسليمهم شهادات التقدير تقديرًا لاجتهادهم وتميزهم.
واختُتم الحفل وسط أجواء من البهجة والتقدير، في تأكيد على التزام جامعة قناة السويس بمواصلة دعم طلابها، وتعزيز روح التكافل والمشاركة المجتمعية داخل الحرم الجامعي.