بوابة الوفد:
2024-12-28@19:42:01 GMT

أيرلندا الشقيقة

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

تجاوز التواطؤ الغربى كل حدود الانحياز السافر بمباركته المخزية للمذابح النازية للقطاع المنكوب دونما أى اكتراث لمبادئ القانون الدولى أو تحسب غضبة الرأى العام العالمى أو عاقبة السمعة الملطخة بدماء الأطفال، هذا الاستكبار البغيض استدعى ذكريات مؤلمة من إرث الحقبة الاستعمارية البائدة، نفس الاستنساخ الممقوت لعقلية الكاوبوى التى لا ترقب فى فلسطينى إلًّا ولا ذمة فتحصد ماكينة الإبادة الجماعية أرواح البشر وتدمر معانى الحجر، هذه فضيحة أخلاقية قبل أن تكون سياسية لأولئك المأجورين المتصهينين الداعمين لمصاصى الدماء الذين يعانون اضطرابًا عقليًا يستحيل شفاؤه.

 

بالرغم من كآبة هذا الظلام الدامس الذى يخيم على جانبى الأطلسى يبزغ نور عظيم من دبلن عاصمة المقاومة الأوروبية، هذا الاستثناء الشريف يجعلنا لا نفقد الأمل فى ما تبقى من أطلال الإنسانية.

نصرة ودعم أيرلندا للقضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة وإنما مسار تاريخى ممتد حيث يعتقد الأيرلنديون أن ثمة تشابهًا بين حق الشعب الفلسطينى فى الحرية ونضالهم الدامى ضد المحتل البريطانى، فمنذ اندلاع ثورة عيد الفصح 1916 بغية إعلان الجمهورية والتى قمعت بقسوة سقط فيها 400 شخص خلال أسبوع تصاعدت الثورة من حركة احتجاجية سلمية لكفاح مسلح ثم حرب عصابات شاملة استهدفت كل شىءٍ حتى المدنيين العزل وشن جهاز الاستخبارات البريطانى M6 حرب دعائية قذرة استخدم فيها كل مصطلحات الإرهاب الرائجة الآن ضد الذراع السياسية الحزب الجمهورى شين فين والذراع العسكرية الجيش الجمهورى IRAلكن ذلك لم يرهبهما من استمرار المقاومة حتى الاستقلال الذى جاء متأخرًا بعد اتفاق الجمعة العظيمة 1998 لذلك يفهم الأيرلنديون أكثر من غيرهم كلمات تعد من الكبائر مثل المقاومة والكفاح المسلح ضد المحتل لأنها من صميم البنية الثقافية التى خاضها بكل نبل أسلافهم المناضلون، فوعى المواطن الأيرلندى العادى غير مسبوق بحقيقة الصراع من أجل الحرية وهو ما ظهر فى الأحداث الأخيرة فلم يخضع مثل الآخرين للابتزاز الصهيونى وبات العلم الفلسطينى مرفوعًا فى كل نوافذ شوارع دبلن وتناغم الموقف الرسمى للحكومة الأيرلندية مع نبض الشارع الغاضب من الصلف الإسرائيلى ومن لف لفهم حيث يعد حق العودة للاجئين الفلسطينيين هو قضيتهم الأساسية، لذلك أقر البرلمان الأيرلندى قانونًا يعد المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية ضمًا فعليًا غير قانونى والرسالة السياسية هى كما قالها قديمًا رئيس وزراء أيرلندا بيرتى أهرن بأن تدخل بلاده الصلب فى نصرة القضية الفلسطينية نابع من بعده الأخلاقى من حيث احترام حقوق الإنسان ومعاداة الإمبريالية لأننا جميعا متحدون فى الهم الإنسانى وهو هم يدفعنا لأن نقف مع الانسان المضطهد فى أى مكان وزمان.

سقف التضامن والدعم الأيرلندى للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى يتجاوز للأسف كثيرًا من الأنظمة العربية التى لها حسابات ضيقة لا تراعى روابط الدم والتاريخ ووحدة المصير.

لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون أيرلنديًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: للقطاع

إقرأ أيضاً:

حبس الطبيب فريضة

فبدلًا من أن نحبس الطبيب لطلب العلم أو نحبسه لأداء عمله بهدوء أو نحبس عنه المتطفلون أو المعتدون ويُحال بينهم وبينه حتى يؤدى مهنته السامية، نجد الناس تحبسه وتسجنه وترهبه، ومنها أيضًا إخافته والتهديد بتشويه سمعته التى لا يملك غيرها، وهى الرصيد الوحيد عند الطبيب فى اكتساب رزقه بإذن الله، وكل طبيب على وجه الأرض، وليس فى مصر فقط يخاف على سمعته أشد الخوف أن يقال عنها شىء وقد يدفع بالمال أو يتغاضى عن المال حتى لا تُمس سمعته أو يُذكر اسمه بسوء، والأهم من ذلك أن هذا الأمر ليس بعجيب على الشعوب العربية، فقد كانت دار الحكمة بالقاهرة قبل سنوات طويلة ومنذ إنشائها قد قامت بحبس الأطباء لطلب العلم وتفرغهم لأداء مهنتهم السامية، بل قامت بتحمّل نفقات الأطباء وعلاج غير القادرين من المواطنين حتى ينالوا العلاج ولا تتأثر مهنة الطب بعدم أخذ المريض العلاج.
وفى اللغة العربية لا نقول المصدر حبس إلا لعظائم الأمور، فإذا أردت تصريفه فمنه المضارع المبنى للمعلوم والمبنى للمجهول (يَحبسُ وأُحبسُ) والماضى المبنى للمعلوم والمبنى للمجهول (حبسَ وحُبسَ) والفعل منه الماضى والمضارع والأمر (حبس–يحبس–اِحبس) والمضارع منه مرفوع ومنصوب (أحبسُ وأحبسَ) وبالجزم بالسكون أيضًا والاسم منه فاعل مفعول فهو (حابس ومحبوس) ويُشتق منه الاحتباس هذا مما سمعناه فى الإذاعة المصرية من أعوام طويلة حتى الآن.
والجزء الثانى من عنوان المقال وهو الطبيب فهو فى بلاد ما وراء النهر مفعولٌ به دائمًا ولا نجده فاعلًا أبدًا إلا عندما ينفذُ الأحكام التى تصدر ضده أو عندما يركب سيارة الترحيلات فهو يصعدُ فهو الفاعلُ أو عنده ينادى عليه من وراء القضبان فيجيب الفاعلُ «أنا موجود» أو عندما يموت كمدًا وقهرًا فيقال «مات الطبيبُ» واختلف النحويون فى هذا الفعل بالذات لأنه فاعل مشترك مع ملك الموت الذى شاركه هذا الفعل.
أما الفريضةُ وهى آخر ما تبقى من عنوان المقال فلا تتحدث عنها لأنها كلمة عالية وغالية لا يستطيع أى أحدٌ أن يطاولها، فالفرائض ما ارتضاها ربُ العباد للعباد يفرضها من عنده ولكنها دائمًا تكون عادلة وفى مصلحة الناس وإن وجدوا فيها بعض المشقة وإن كان «طلب العلم فريضة» وفيه مشقة أيضًا فكيف نفرض نحن على أنفسنا فريضةً جديدةً على المجتمع لا نعرفها ولم يعرفها الناس من قبل.
والعجبُ العجاب أن نُحاسب الطبيب على همته ونشاطه وخبرته وعلمه وإخلاصه فى العمل ولا نقول إنَه قصّر فى عمله بل نحاسبه عندما يخلص فى عمله ولا أعرف حلًا لهؤلاء الفئة من الناس إلا الاحترام فهم يعيشون وسط الجروح والنزيف والهبوط الحاد وتوقف عضلة القلب، فضلًا عن رائحة غرف العمليات التى أزكمت أنوفنا أعمارًا طويلة والخيوط الجراحية و«بدلة العمليات» التى نلبسها «صيفي» فى الشتاء والصيف و«السابو» ولا يعرف الكثير ما هو السابو.
فماذا يريد الناس من الأطباء؟ وفى مصر تحديدًا ممكن أن يزج بالطبيب إلى السجن دون أى جريمة لعملية قام بها حدثت فيها مضاعفات تحدث فى كل دول العالم أجمع، فلا يعاقب الطبيب عندهم إلا أمام نقابته، ولكن فى مصر يرمى به وسط المساجين دون أى سبب حتى يُقضى فى أمره.
أخيرًا نقول إن الحاء والباء والسين فى حبس لا يستحقها الطبيب ولا يستحق أن تُقال عنه أو فيه، أما مبدأ الابتلاء فهو فرض نؤمن به وهو قدر عشنا وسنعيش فيه فى بلدنا الحبيب وسنصبر عليه حتى يعاد للطبيب احترامه ويُخلى بينه وبين مرضاه فى عمله وهذا لا يعنى أن يفعل الطبيب ما يحلو له وكلنا نعرف ذلك، ولكن عندما تقع مضاعفات نسأل أولًا عما حدث، وهل ذلك يحدث عالميًا.. أم لا؟ ولا عيب أن نسأل ثم كيف تكون الإجراءات القانونية عند الخطأ فى بلاد الكون، ونفعل مثل ما يفعلون فى بلاد العالم، ويكون التعويض بإشراف النقابة التى تحمى الطبيب وتقف معه.
ويقول العارفون بالطب إنّه مطب وموقعة وضرب وهب ودب فليس فيها حب والمهنة رضاء من الرب لمن أحب.

استشارى القلب–معهد القلب
[email protected]

مقالات مشابهة

  • حبس الطبيب فريضة
  • المقاومة الفلسطينية تقنص جندياً صهيونياً شمالي غزة وتقصف حشود العدو في جنوبي القطاع
  • برشقة صاروخية.. المقاومة الفلسطينية في غزة تقصف مدينة القدس المحتلة
  • المقاومة الفلسطينية تقصف مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية
  • عام من التضامن الأفريقي مع غزة.. زخم متصاعد للقضية الفلسطينية بالقارة السمراء
  • لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان البربري على اليمن واستهداف منشآت مدنية بتنسيق ودعم أمريكي- بريطاني
  • المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تشتبك مع جنود العدو وتدك آلياتهم بمحاور التوغل في غزة
  • المقاومة تقصف مقر القيادة الإسرائيلي في نتساريم وتوجه رسالة للسلطة الفلسطينية