خطبة الجمعة2023.. حددت وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة، 22ديسمبر 2023، تحت عنوان نداءات القرآنِ الكريمِ للمؤمنين.

وفي هذ الإطار تقدم «الأسبوع» لزوراها ومتابعيها نص الخطبة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف، ويأتي هذا ضمن خدمة مستمرة تقدمها لقرائها، في كافة الموضوعات المتنوعة، ويمكنكم المتابعة من هنــــــــــا.

خطبة الجمعةنص الخطبة

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيّدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

فإنَّ المتأملَ في القرآنِ الكريمِ يجدُهُ حافلًا بنداءاتِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) لعبادِهِ المؤمنين، وهي نداءاتٌ تتضمنُ توجيهاتٍ ساميةً وإرشاداتٍ عظيمةً، تحملُ الخيرَ للدنيَا كلِّهَا، يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ (رضي اللهُ عنهُ): “إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ “.

ومِن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ ما جاءَ في إرشادِهِم إلى تقوَى اللهِ (عزَّ وجلَّ) حقَّ تقاتِهِ، بأنْ يمتثلُوا أمرَهُ ويجتنبُوا نهيَهُ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، يقولُ ابنُ مسعودٍ (رضي اللهُ عنهُ): (حقَّ تقاتِهِ: أنْ يُطاعَ سبحانَهُ فلا يُعصَى، وأنْ يُشكرَ فلا يُكفَر، وأنْ يُذكرَ فلا يُنسَى)، ويقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ).

ومنها: ما جاءَ في القرآنِ الكريمِ مِن أمرِهِم بالاستعانةِ بالصبرِ والصلاةِ في جميعِ أمورِهِم، حيثُ يقولُ (سبحانَهُ وتعالَى): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وكانَ نبيُّنَا ﷺ إذا حزبَهُ أمرٌ فزعَ إلى الصلاةِ).

ومنها: ما أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ عبادَهُ المؤمنينَ بأنْ يأكلُوا الحلالَ الطيبَ، وأنْ يشكرُوهُ سبحانَهُ على نعمِهِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، ولأهميةِ أكلِ الحلالِ أمرَ اللهُ سبحانَهُ بهِ المرسلينَ أيضًا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بمَا أمرَ بِهِ المرسلينَ فقالَ تعالَى: {يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وقالَ تعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك؟)، ولا شكَّ أنَّ أكلَ الحلالِ الطيبِ ينيرُ القلبَ، ويشرحُ الصدرَ، ويُزكِّي الجوارحَ، ويكونُ سببًا في رفعةِ الوطنِ وتقدمِهِ.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيّدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

ومِن نداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنينَ أمرَهُم بأعمالِ الخيرِ والبرِّ مِن الصدقةِ والجودِ والتكافلِ المجتمعِي، فذلك زادُ المؤمنٍ في الدنيَا والآخرةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أنْفِقُوا مِمّا رَزَقْناكم مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ ولا خُلَّةٌ ولا شَفاعَةٌ والكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، ويقولُ تعالَى: { وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ)، ولا شكَّ أنَّ الإنفاقَ في وجوهِ الخيراتِ مِن دلائلِ الإيمانِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ).

فمَا أحوجنَا إلى الاستجابةِ لنداءاتِ القرآنِ الكريمِ للمؤمنين، حتى نسعدَ في الدنيا والآخرةِ، يقولُ سبحانَهُ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.

اللهم احْفَظْ مِصْرَنَا وَارْفَعْ رَايَتَهَا فِي الْعَالَمِينَ.

اقرأ أيضاً«سيناء المباركة».. وزير الأوقاف يلقى خطبة الجمعة اليوم من نويبع

الأوقاف: خطبة الجمعة المقبلة تتناول مفهوم المصالح المعتبرة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم الجمعة يوم الجمعة خطبة خطبة الجمعة امس خطبة الجمعة عن غزة خطبة الجمعة فلسطين خطبتي الجمعه خطبة الجمعة سبحان ه

إقرأ أيضاً:

هل يجوز وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟.. مفتي الجمهورية يجيب

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الأصل في الأعمال الصالحة أن يؤديها الإنسان لنفسه، مشيرًا إلى أن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم بنفسه.

عقوق الآباء والأبناء .. مفتي الجمهورية يوضح أسبابه وآثاره وسبل العلاجمفتي الجمهورية: العقل لا يُنشئ الغيب لكنه يتفاعل مع النص ويستدل به على دلائل التوحيد

وقال مفتي الجمهورية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن بعض العلماء ضيّقوا مسألة وهب ثواب قراءة القرآن للآخرين، خاصة للأحياء، بحجة أن ذلك قد يؤدي إلى تكاسل الناس عن قراءته بأنفسهم، بينما أجاز علماء آخرون هذه المسألة، خاصة إذا كانت النية صالحة.

واستشهد المفتي، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قارئ القرآن مع السفرة الكرام البررة، وقارئ القرآن وهو عليه شاق، فله أجران"، مختتما: القرآن الكريم يُقرأ ابتغاء الثواب من الله، ويمكن للإنسان أن يقول: "اللهم إني أهب مثل ثواب ما قرأت إلى روح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو إلى روح فلان".

واختتم: وهب ثواب قراءة القرأن الكريم جائز عند وفاة الشخص، لكن من الأفضل أن يقرأ الإنسان القرآن لنفسه في حياته ليستفيد هو من أجره المباشر.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يوضح حكم وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء «فيديو»
  • هل يجوز وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • شيخ الأزهر: الله حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع
  • تكريم 85 طفل من حفظة القرآن الكريم بمسجد عمر بن الخطاب بأسوان
  • خطبة الجمعة بمسجد الكوفة.. دعوة لـالتقوى والتمسك بالطاعة في رمضان (فيديو)
  • خطبة أول جمعة في رمضان.. أحمد الغنام: إياكم أن تخسروا نفحات وجوائز الشهر الكريم .. موائد الرحمن وصلاة التراويح من علامات تدين المصريين.. فيديو
  • الشيخ الحصري.. مسيرة حياة كرست لخدمة القرآن الكريم
  • موضوع خطبة أول جمعة في رمضان بمساجد الأوقاف
  • درس التراويح بالجامع الأزهر.. القرآن الكريم أعظم هدية ربانية للبشرية