د. فخرية اليحيائية: أعمالي التشكيلية مرتبطة بالتراث والهوية العربية والإسلامية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
القاهرة «د.ب.أ»: قالت الفنانة التشكيلية والأكاديمية العُمانية الدكتورة فخرية اليحيائية إن الحركة التشكيلية العربية تتمتع بالقوة والثراء، إضافة إلى تنوع ممارسات الفنانين العرب بين مختلف الاتجاهات والمجالات الفنية مع التمسك بالهوية العربية ذات الخصائص المتفردة.
وأضافت اليحيائية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.
لكنها لفتت إلى أن ذلك التطور وتلك الطفرة التكنولوجية والانفتاح على العالم خلق نوعًا من القلق من الانجراف المصحوب بأفكار غربية لا تمت إلى الواقع العربي بشيء، فظهرت بعض الممارسات المشابهة للكثير من الممارسات العالمية وهو أمر وصفته بـ «المقلق جدًا»، لكنها اعتبرت ،في الوقت ذاته، أن ذلك لا ينفي وجود فنانين أصيلين لم تغزُ مخيلتهم الأفكار المستوردة وبقوا محافظين على ملامح الممارسة العربية والإسلامية في أعمالهم التشكيلية.
وأكدت أن العديد من الفنانين العرب وصلوا إلى العالمية، «رغم عدم تسليط الضوء الإعلامي على منجزاتهم، وضعف تسويق إبداعاتهم، ومحدودية الكتابات النقدية التي تتناول أعمالهم وتسلط الضوء عليهم».
وحول ما يعاني منه الفنان التشكيلي العربي، قالت الفنانة الدكتورة فخرية اليحيائية: الفنان التشكيلي العربي يُعاني من العديد من القضايا بينها قضايا خاصة بالفنان نفسه وقضايا خاصة بالفنون العربية.
وأوضحت اليحيائية أنه فيما يتعلق بالقضايا التي تخص الفنان نفسه، «هناك قضية استيراد الأفكار وقضية التقليد واستعجال الظهور، وهناك قضايا خاصة بالفنون العربية من حيث الاعتراف بالفنانين وعدم تسليط الأعلام الضوء على إنجازاتها وغياب الآليات الخاصة بتسويق أعمالهم وغياب ثقافة اقتناء الأعمال الفنية بالعديد من المجتمعات العربية».
وبيّنت أنه «في ظل هذا الغياب لثقافة الاقتناء، فإن الفنانين العرب لا يستطيعون الكسب من أعمالهم وليس بمقدرتهم الاعتماد على ممارستهم للفنون كمصدر للرزق»، مشيرة إلى أن القليل من الفنانين يستطيعون بيع أعمالهم التشكيلية، والقليلين أيضًا يسخّرون فنهم للكسب وفق طلب بعض الجهات الرسمية أو الحكومية كجانب تزييني لا تعبيري عن مكنوناتهم الفنية.
وحول رؤيتها لمكانة المرأة في الحركة التشكيلية العربية، قالت الدكتورة فخرية اليحيائية: الفنانات العربيات حاضرات بقوة في المشهد التشكيلي بشتى الأقطار العربية، وربما أكثر حضورا من الرجل، خاصة بعد أن بات وجودهن بالمحافل الفنية لا يخضع لقيود كتلك التي تفرضها الموروثات الاجتماعية من العادات والتقاليد كما كان في السابق، وصارت المرأة تحصد الجوائز في الفعاليات والملتقيات الفنية المحلية والعربية والدولية.
ووصفت ذلك الحضور الكبير للمرأة العربية بالحركة التشكيلية بأنه «نابع من رغبة صادقة لديها في ممارسة الفن بشغف، دون أن يكون ذلك بهدف منافستها للرجل».
وحول تجربتها مع الفنون التشكيلية وما تنتمي له من مدارس فنية، قالت إن بداياتها الأولى كانت كأي طفلة شغوفة بعالم الفن، «حيث تتبلور في المدرسة أولى بذور الفن، وكانت حصة التربية الفنية وغرفة الرسم الممتعة الغنية بالمثيرات البصرية الملاذ الأول الذي احتضن البدايات الأولى لها مع الفن التشكيلي وحفز الجانب الإبداعي وحب ممارسة الفن وشكل الذائقة البصرية لها».
وأوضحت أن هذا الحب نضج في مرحلة الثانوية بتشجيع الأسرة التي لم تقف عائقا أمام حلمها بدراسة الفن في المرحلة الجامعية، وتبع ذلك تفوق وتميز قادها إلى تكملة الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه في المجال ذاته بإنجلترا.
وعن علاقتها باللوحة والفرشاة والألوان قالت اليحيائية: اللوحة والفرشاة والألوان هي «المثيرات الأولى التي تستطيع أن تنقل المشاعر ببساطتها أو عمقها لعشاق الفن، وهي المفردات الملاصقة للفنان طوال مسيرته الفنية، إذ لا تنتهي هذه العلاقة أيًا كان نوع الأسلوب والممارسة التشكيلية، حيث يبقى سطح اللوحة الوسيط الأول لوضع ملامح الفكرة بالفرشاة واللون حتى ولو كان العمل الفني مجسمًا أو قطعة نحتية أو عملًا فنيا معاصرًا لا حاجة له بسطح اللوحة أو الفرشاة والألوان».
وحول عوالمها الفنية الخاصة وما تشعر به حين تمارس الفن، قالت اليحيائية: كل لوحة أو عمل فني تصاحبه حالة خاصة جدًا حيث لا تتشابه الأحاسيس المفرغة على أسطح اللوحات إطلاقًا، فهناك لوحات مفعمة بالشعور بالفرح وأعمال تكتنز بمشاعر الحزن والغضب، وأخرى بالإحباط والتعب ومشاعر كثيرة متنوعة تفرغ في أوقات وحالات مزاجية متعددة وذلك باعتبار أن الفن حالات من التعبير عن المكنونات.
وأضافت أنه في الوقت نفسه قد تتشابه النهايات عند الفنان بعد الانتهاء من تنفيذ عدة لوحات، لكن تختلف نتائج العملية الإبداعية على أسطح اللوحات فيظهر شعور بالانتصار رغم أن الظاهر عكس ذلك وقد تبدو النتيجة حالات من الانكسار وفي حقيقة الأمر هي سعادة حققها الفنان.
وحول موضوعات أعمالها الفنية، قالت اليحيائية إن أعمالها التشكيلية مرتبطة بقضايا التراث والهوية العربية والإسلامية والعُمانية على وجه الخصوص، حيث تجد فيها ثراء البيئة وعناصرها وكذلك العمق الثقافي الذي يقدمها للعالم بلغة فنية فريدة ومعاصرة، وأن المتابع لأعمالها سيجد فيها المرأة كجزء أساسي من ممارستها.
ونوّهت إلى أن أعمالها بها الكثير من التفاصيل والمفردات المرتبطة بالمرأة، كما أن في الكثير من زخارف ملبوساتها عالما بصريا ثريا جدا يقدم لها تفردًا في أعمالها، «ليجد المتلقي الثراء والعمق اللوني الذي يساعد على التعرف على الهوية العمانية دون جهد أو عناء». وحول حضور الرجل في أعمالها، قالت إن أعمالها لا تناقش موضوع حضور الرجل أو المرأة كرموز «جندرية»، بل تتعامل مع مفردات التراث والهوية، «وأينما وجدت المفردات التي تخدم فكرتها سواء برموز مرتبطة بالرجل أو المرأة سوف توظفها في خدمة عملها الفني».
وأوضحت أن هناك حضورا في أعمالها لعناصر مثل الزي الرجالي العُماني، توثق لبعض الأفكار التي ترى أن تلك المفردات أقرب وأصدق على التعبير عن أفكارها.
يُذكر أن الفنانة التشكيلية والأكاديمية العُمانية الدكتورة فخرية اليحيائية، تحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة بالفنون الجميلة من جامعة ديمونت فورت، بالمملكة المتحدة، وتهتم في أعمالها الفنية والبحثية بالفنون الإسلامية والهوية العربية وفنون ما بعد الحداثة.
وتمتلك اليحيائية عشرات المؤلفات والأبحاث التي تدور في فلك الفنون التشكيلية، ولها العديد من المشاركات في المعارض والملتقيات الفنية محليًا وعربيًا ودوليًا، كما نالت 32 جائزة محلية ودولية، وتتمتع بعضوية 21 من الجمعيات المهنية المتخصصة في مجال الفنون داخل سلطنة عمان وخارجها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحرکة التشکیلیة فی أعمالها
إقرأ أيضاً:
إدارة المقارئ: تعليمات وزير الأوقاف تهدف لإعادة دور الكتاتيب لبناء الشخصية المصرية والهوية الوطنية
أكد الدكتور محمد القاضي، مدير إدارة المقارىء بوزارة الأوقاف المصرية، أنه بناءا عن توجيهات الرئيس السيسي بأعادة إحياء الكتاتيب المصرية، نظرا لدورها الكبير منذ القدم.
وقال محمد القاضي، خلال لقاء له لبرنامج “الخلاصة”، عبر فضائية “المحور”، أن جميع عظماء مصر تخرجوا من الكتاتيب، مؤكدا أنه بناءا عن تعليمات وزير الأوقاف تهدف لإعادة دور الكتاتيب إلى بناء الشخصية المصرية والهوية الوطنية، والقيم الدينية والأخلاقية السامية.
وتابع مدير إدارة المقارىء بوزارة الأوقاف المصرية، أن الكتاتيب تهدف لتعليم النشئ القراءة والكتابة والحساب، وبعدها تأتي مرحلة تحفيظ القرأن الكريم والسيرة النبوية والتفسير، والوزارة حريصة على جودة التعليم في الكتاتيب من خلال تعليم اللغة العربية وغرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال.